حقائق المخطط الصفوي التدميري في اليمن وجزيرة العرب والخليج
لماذا يتغافل بطل «الاتجاه المعاكس» عن حقائق الدور الايراني في الفتنة الحوثية ؟

 
 
 

شبكة المنصور

د. ايمن الهاشمي

من شاهد الحلقة الأخيرة من برنامج التهريج المسمى "الأتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة، يتضح له النفس التخريبي الذي يمارسه البرنامج في إثارة الفتن والقلاقل وفي التحريض على العنف والتمرد، وفي قلب الحقائق، ففي اكثر من حلقة كان مقدم البرنامج يدس السم في العسل من خلال تسمية التمرد الحوثي بالثورة والانتفاضة، وتسمية عملية وأد الفتنة بأنها إعتداء (بضوء امريكي أخضر!!)، ويسمي قيام المملكة العربية السعودية بالدفاع عن حدودها واراضيها ومصالحها وصد العدوان الحوثي عليها المدعوم من ايران يسميه فيصل القاسم بأنه تنفيذ لأجندات امريكية واسرائيلية، وهو ما ينفك يدافع عن نصر الله وحزبه الطائفي، حزب الفتنة والتخريب، والذي ثبت ان له دورا مع اسياده ملالي طهران في التحريض على فتنة الحوثيين في اليمن، وفي امداد الحوثيين بالسلاح والمال. لقد ثبت بما لايقبل الشك الدور الايراني التخريبي في لبنان والخليج واليوم يتحرك ويتسع الدور ليشمل اليمن والجزيرة العربية، لاحياء امجاد فارس والانتقام من العروبة ومن الاسلام الذي اطفأ نار المجوس، واقام دولة العدل في عهد الخليفة العادل الفاروق عمر والمفترى عليه من قبل الصفويين واتباعهم من الحوثيين وعصابات نصر الله. وقد تكشفت صفحات من هذا الدور في التصريحات التي ادلى بها احد قادة التمرد الحوثي التائبين مؤخرا عن الدور الصفوي في تاجيج فتنة الحوثيين. ففي حوار صحفى مع الشيخ عبدالله المحدون وهو ابن شيخ مشائخ بني معاذ وكان قائد التمرد الحوثي لخمسة حروب في مديرية سحار قبل ان تعيده الحرب الخامسة إلى جادة الصواب كشف فيه بالقول إن أسلحة ثقيلة ومكائن تصنيع الألغام وإعادة تركيب الصواريخ وصلتنا من إيران والمدربون هم عناصر من حزب الله، وإن هناك 90% من عناصر القتال هم من خارج صعدة، وإنه منذ الحرب الخامسة بدأ التحالف مع الانفصاليين الجنوبيين. وعبدالله المحدون هو ممن ركز عليهم حسين الحوثي من الواجهات القبلية والشخصيات المؤثرة فقد سلب عقله واقنعه بأهمية وقداسة التمرد، وانهم وحدهم أولياء الله وما دونهم أولياء الشيطان، وان المسيرة لن تتوقف إلا وقد استعادوا حضارة فارس. وتحدث المحدون كيف ان الصريع الحوثي اقنعه بشعارات "الموت لأمريكا... الموت لاسرائيل" وبأن هذا أقل عمل يقوم به ضد اليهود والنصارى أمام الله، واقنعه بأن الأرض قد امتلأت ظلماً وجوراً وانهم – اي حسين الحوثي وحركته- سوف يملأون الأرض بما سوف يقومون به رخاءً وعدلاً، وانه بدل الدساتير والقوانين المستوردة من الخارج لا بد ان نطبق دستور القرآن. وادعى ان الحوثي اخبره انه يريد محاربة اسرائيل وامريكا، ولكن حين استفسر منه (ولكننا نحارب الجيش والامن وهم اخواننا) فرد عليه بان هؤلاء اخطر من اسرائيل وامريكا!!.. وان الحوثي كان يقنع اتباعه بانه سوف يحكم العرب والعالم، واوضح بان الكتب التي كان الحوثي يؤلفها ويوزعها على اتباعه مليئة بسباب الصحابة الاطهار، والانتقاص من السنة المحمدية، وخروج صريح عن ثوابت المذهب الزيدي. وكان الحوثي يسعي من خلال محاضراته وكتبه الى اقناع اتباعه لتقبل اهمية العلاقة والولاء لايران الخميني ومنه ما كتبه في محاضرة بعنوان "صرخة المكبرين" وهي محاضرة ألقاها عام 2002م جاء فيها: "ان كل من وقف ضد إيران وشارك العراق حربها الظالمة ضد إيران فان مصيره السقوط".. والأهم ان حسين الحوثي في كل ملازمه يستشهد بما قاله الخميني ولا يأتي بذكر احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما ندر؟ ..وبعد مصرع حسين الحوثي في سبتمبر 2004 أشاع جماعته رواية صدقها اغلب المتمردين وهي انه قد عرج به الى السماء، وبأن اختفاء حسين الحوثي هي آية من آيات الله، يعني أخفاه الله.

 

وعند سؤاله عن أبرز القيادات الميدانية مع عبدالملك الحوثي، أجاب المحدون بأن عبدالملك الحوثي ما هو إلا واجهة، وأن هناك قيادات اخرى غير معروفة اسماؤهم يكنون بالقاب مثل (أبو فلان..) وهم الذين يديرون الجبهات،  ولاشك ان من بينهم قيادات خارجية،  وعند سؤاله عن مصادر التسليح للحركة، أجاب كانت مصادره من حاقدين على السلطة، وعلى الدولة اليمنية ومن تجار سلاح، والذي يريد ان يخوض حرباً لا بد ان يعد العدة ويوفر مستلزمات الحرب بغض النظر عن المصادر. وانه عند نشوب الحرب الثالثة نهاية عام 2005م واستمرت إلى شهر فبراير 2006م، بدأت تصل صواريخ كقطع وبدأنا في تصنيعها، أو بالاصح في تجميعها وتركيبها، وبدأنا في تصنيع الالغام في صعدة؟ واعترف بوجود خبراء ومدربين اجانب اكثرهم ممن درس وتدرب في ايران على مختلف الأسلحة الثقيلة وحرب العصابات. وكشف بان ابرز المدربين هم عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني ومن فيلق القدس الايراني وقال بان حسن نصر الله اقام مجلس عزاءً لـ 12 من كوادره قتلوا في صعدة إلى جانب الحوثيين وان الامور صارت مكشوفة وتحديداً في هذه الحرب الأخيرة. وان الحوثيين وايران وحزب الله اللبناني لم يعودوا يتحرجون من العلاقة فيما بينهم. ومن يتابع قناتي "العالم" و "الكوثر" الايرانيتين، يستمع الى الدعم والاسناد الايراني لحركة التمرد. واكد المحدون بان الحوثي قال له حين التقاه في مطرة اواخر 2006  "ان هناك تطورات وان اموراً كبيرة تسير في صالحنا" .. "بهذا المنهج وبهذه المسيرة سوف نحكم العالم ولن نتوقف عند حد وإن العرب هم من هدموا حضارة الفرس ولذلك لازم نعيد حضارة الفرس.. لازم نستعيد مكانتها".

 

وأكد بأن 10% فقط هم من المتمردين هم من أبناء صعدة، أما الـ90% هم قادمون من محافظات ومناطق أخرى، من صنعاء، ذمار، حوث، حجة، ومناطق أخرى وحتى من دول اخرى، كما هو الحال مع الصوماليين واللبنانيين، وقال بالنسبة للصوماليين هم في منطقة عبدالله عيضة الرزامي، في (نقعة) يأتون بغرض التهريب إلى السعودية من موقع قريب من المنطقة التي يتمركز فيها الرزامي، ويأخذهم الرزامي ويضمهم إلى عناصره، وبالنسبة لهم الدافع مادي اضافة الى خبرتهم السابقة لديهم خبرات قتالية في حرب العصابات، ممن سبق ان شاركوا في حروب الصومال. واكد بان هناك روابط بين الحاقدين على الوطن، شخصيات وتنظيمات سياسية داخلياً وخارجياً، والحوثة والانفصاليين في السلطة وفي أحزاب المشترك.. وقد بدأت العلاقات بين عبدالملك الحوثي والانفصاليين من الحرب الخامسة ولكنها وصلت أثناء الاستعداد للحرب السادسة إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.

 

ترى الا تكفي هذه الشهادة وغيرها لتذكير فيصل القاسم ومن يستضيفهم من الحاقدين على العروبة امثال الطائفي الخضيري، وغيره، بان المخطط الصفوي ضد الامة العربية مخطط تخريبي وتدميري وينشر الفتنة والضلالة ويثير الاضطراب ويفسد الامن.. ويحقق مصالح الملالي.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور