عزف منفرد - اللواء القذر وتحالف المضطرين !!

 
 
 
شبكة المنصور
سلام الشماع - البلاد البحرينية
لواء الذئب، الذي خلّف في كل بيت عراقي صوائح ونوائح هو تشكيل عسكري من ضروب الفرق القذرة، مرتبط بوزارة الداخلية، يضم عناصر ومجاميع من مليشيات أحزاب الاحتلال (بدر، الدعوة، الصدر) وعناصر سائبة، من السجناء ذوي السوابق الجنائية، وأصبح في ظل حكومتي الاحتلال الثالثة والرابعة أداة القتل الأولى بيد رئيسيّ حكومتي الاحتلال الثالثة والرابعة، وسجلت الذاكرة العراقية عشرات المجازر الجماعية والمشاهد الدموية التي أقدم على ارتكابها ضباط هذا التشكيل وأفراده، وكشف عن تلك الانتهاكات العديد من مؤتمرات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية، والبيانات الصادرة عن الهيئات والأحزاب الوطنية ونقابة المحامين، وتبين أن كثيرا من جرائم القتل والاختطاف والموت تحت التعذيب أخذت لدى هذه القوة العسكرية نمطا منهجيا، يركز معجم الأساطير الأميركية للراوي على استخدام هذا التشكيل مختلف أنواع التحقيق العنيف، ووسائل التعذيب لانتزاع اعترافات المواطنين بقيامهم بالأعمال المسلحة ضد قوات الاحتلال أو الحكومة، وذلك تحت تهمة جاهزة هي التورط في أعمال إرهابية.


وعندما يصل المعجم إلى مصطلح (العقيدة العسكرية الأميركية) يعرّفها بأنها: عقيدة الولايات المتحدة العسكرية التي اعتمدها البنتاغون وحظيت بموافقة مجلس الأمن القومي عند تولي بوش منصبه في الولاية الأولى وأنها عقيدة الـ : (4 - 2 -1) وبمعنى: (4) تواجد القوات الأميركية في أربع مناطق مختلفة من العالم، (2) شن الحرب في منطقتين متواليتين في وقت واحد، (1) إسقاط نظام الحكم في واحدة من دول العالم. وهذه العقيدة التي وضع قادة وزارة الدفاع الأميركية قواعدها العدوانية تحت إشراف الوزير دونالد رامسفليد 2000، جرت محاولات لإعادة النظر في أهدافها وآليات عملها، بعد مضي أربع سنوات على إقرارها، في بدء الولاية الثانية للرئيس بوش، خصوصا بعد فشل قوات الولايات المتحدة المريع في السيطرة على العراق.

 

ويصف المعجم (الدكتاتورية) بأنها (موال مستديم)، يطلقه أصحاب العملية السياسية كلما ضاقت بهم الأرض وأوجعت رؤوسهم الخلافات، فيلجأون الى شماعة (الدكتاتورية) في تفسير الخيبات المتلاحقة والفشل المقيم في مجلس الرئاسة والوزارة وتحت سقف البرلمان تتوالى التصريحات الغاضبة والخطب المنبرية المتوترة ويرتفع الصراخ في ديوان الحكومة، وعبر نزهات قادة الأحزاب (السياحية)، وهي فاتحة كلام (السيد) مستشار الأمن القومي، وبهذه اللفظة يختتم مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية. وتتعدى (الدكتاتورية) بموجب المعجم السياسي للعراق الجديد من بنية النظام السياسي الى (الجامعات) و(المصانع) و(الجيش) و(الإعلام) و(الحياة اليومية) وعشرات المفردات الأخرى، وأضيفت الكلمة على الشعب العراقي نفسه، وهو ما عرضه المدعو سمير الصميدعي أمام (مجلس الحكم الانتقالي) وأيده غالبية الأعضاء، إذ قال إن العراقيين يمارسون ضغط دكتاتورياً على (المجلس)!، وإنه يطالب بوضع أجهزة الحاسوب تحت رقابة (العراق الجديد)، وأضاف لا بد أن نجد وسيلة ذات تقنيات رفيعة المستوى، يمكن من خلالها إخضاع المواقع الالكترونية للمراقبة في عموم البلاد.   

 

ويكشف المعجم تسمية مضللة استخدمت في حرب العراق وأفغانستان ثم انسحبت من الواجهة بعد انتفاء الحاجة إليها، تلك هي تسمية (الحلفاء)، إذ يرى صاحب المعجم الدكتور عبد الستار الراوي أنه: إمعاناً في التأثير النفسي على الحكومة والشعب العراقيين، وتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي، فإن وزارة الخارجية لم تعلن أسماء الدول المشاركة في هذا التحالف ولا حجم مشاركتها إلاّ في اليوم السادس عشر من بدء الحرب، ليقينهم أن الحرب على العراق هي حرب أميركية بمساندة بريطانية ومع ذلك، فإن الإدارة الأميركية تحرص كل الحرص على ترديد مصطلح (التحالف) لما يضفيه على القوات الغازية للعراق من شرعية مفتقدة.


بيّنت دراسة أعدها أحد مراكز الدراسات السياسية الأميركية أن الإدارة الأميركية واجهت مصاعب جمة في حشد التأييد اللازم للحرب على العراق، سواء داخل الولايات المتحدة أم خارجها، محللاً علاقة الولايات المتحدة بالدول التي أيدتها في حربها على العراق، فتبيَّن أن دعم هذه الدول جاء نتيجة (الضغوط والمضايقات والرشاوى التي بذلتها واشنطن لهم، أو التهديد المبطن بعمل عسكري أميركي يعرض مصالح هذه الدول بنحو مباشر للتهديد)، مما جعل الدراسة تصف التحالف بأنه (تحالف المضطرين) الذي يتعارض بنحو مباشر مع قيم الديمقراطية التي تحاول واشنطن أخذها في الحسبان. وبعض الدول الأخرى تخشى مضاعفات عدم تعاونها مع القوة العظمى الوحيدة في العالم التي هدد رئيسها علناً بعد أحداث سبتمبر 2001 بأن دول العالم عليها أن تقف (إما معنا أو مع الإرهابيين).


والآن، وبعد أن أنجزنا هذا الإبحار في سواحل (الأساطير الأميركية... معجم مصطلحات الحرب والفعل المقاوم) للدكتور عبد الستار الراوي أستاذ الفلسفة وتاريخها، وليس في عمقه نستطيع القول إن المثقف العراقي بدأ بالهجوم المنظم المضاد على القوات التي احتلت بلده، خصوصا أن من أهداف هذا الاحتلال كان التطهير الثقافي الذي بدأ بسرقة محتويات المتحف العراقي وإحراق المكتبة الوطنية العراقية وتدمير المؤسسات الثقافية في هجمة منظمة استهدفت العقل العراقي والثقافة العراقية لا تشبهها إلا هجمة هولاكو الذي قتل علماء العراق ودمر مكتبات بغداد ومؤسساتها العلمية حتى ليقال إن ماء دجلة صار لونه أزرق داكنا من أحبار الكتب.


إن القصاصين والروائيين والمفكرين والمثقفين العراقيين مدعوون إلى أن يباشروا هجومهم المنظم المضاد، الذي اعتقد أن الراوي دشنه بمعجمه هذا، على أهداف الاحتلال لمنعه من ترسيخها بنحو شيطاني في مجتمع مقاومته تشتد يوماً بعد يوم وبجميع الوسائل والسبل لمن سلبه أرضه وكرامته وشرده في المنافي.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور