عزف منفرد - مؤامرة اللغة الرابعة !!

﴿ الحلقة الحادية عشر
 
 
 
شبكة المنصور
سلام الشماع - البلاد البحرينية
اللـغة الرابـعة مأساة جديدة حاول زرعها الاحتلال وأعوانه في أرض العراق العربية الهدف منها أيضاً السعي لمحو عروبة العراق العصية على المحو، فالعراقي يعتز بعروبته بالقدر الذي يعتز بدينه.


وبدأت محاولة زرع هذه المأساة عندما اقترح ممثلو الأحزاب والجماعات الموالية لولاية الفقيه الإيرانية في لجنة صياغة دستور الاحتلال الرث، الذي عرف باسم دستور العراق الفيدرالي الاتحادي، تلك اللجنة التي انبثقت ومارست أعمالها تحت رعاية الاحتلال وبإشرافه، اقترح الموالون للجمهورية الإيرانية اعتبار اللغة الفارسية، لغة رابعة في البلاد إلى جوار العربية والكردية والتركمانية.


وسعى رئيس اللجنة المعروف بحماسته لولاية الفقيه تضمين ذلك في مسودة الدستور، بزعم وجود عراقيين من أصول إيرانية, لهم حق التحدث بلغتهم الأصلية القومية، بوصفهم يمثلون جزءًا من مكونات المجتمع العراقي!!.. لكن هذه اللجنة، كما يقول الدكتور عبد الستار الراوي صاحب معجم الأساطير الأميركية، اضطرت الى التراجع عن قرارها والعدول عن مقترحها، بسبب الرفض الوطني, والاحتجاج الشعبي الواسع، الذي وأد الفكرة في مهدها.


وهل أتاك حديث (اللائحة الرابعة)؟... هذه اللائحة يطلق عليها اسم قائمة (علماء صدام)، وعرفت أيضا بالقائمة (الذهبية) تضم أسماء (750) عالما وأستاذا في الاختصاصات النادرة والدقيقة التي تقع في دائرتي، العلوم التطبيقية، والعلوم الصرفة. وشارك في تنفيذ عمليات إعدام ما يزيد على مئتي عالم من هذه القائمة واغتيالهم مليشيات جيش المهدي ومنظمة بدر، لحساب أطراف دولية وإقليمية عديدة.


والقفص الأخضر مصطلح آخر وثَّقه معجم الراوي، والقفص الأخضر، الجحر الأخضر، الزنزانة الخضراء، وعشرات الأسماء والصفات غيرها أطلقت على (المنطقة الخضراء)، الملاذ الآمن لقادة الاحتلال وأتباعهم من أعضاء حكومات الاحتلال الأربع المتعاقبة، الذين يبلغ عددهم بضعة آلاف من الأميركان والمتحالفين معهم، يساندهم عشرات الألوف من المرتزقة والذيول، لا يستطيعون وبعد مرور كل هذه السنوات على الاحتلال من تأمين السيطرة حتى على أرض لا تتجاوز مساحتها (25 - 30) كيلو متراً مربعاً، هي مساحة المنطقة الخضراء، التي أصبحت تحت رحمة ضربات الشعب المقاوم، فأحالت الملاذ الآمن إلى جحيم مستعر، وانكمش (النزلاء) في جحورهم كما الجرذان المرتعبة، وهم يحاولون النفاذ بجلودهم المدرعة، فالإقامة في هذه المنطقة أو التواجد فيها على حد كلاميات بعض أعضاء البرلمان، شبيه بالقدر المستعجل، أو الكارثة المتوقعة في أي وقت، وأن العيش فيها أصبح كما اللعنة المستديمة، فلا أمن ولا أمان في هذه الربوع بعد أن تمكنت أسلحة الشعب المقاوم من تسديد ضرباتها الموجعة إلى كل شبر فيها، فتحولت البيوت والمكاتب والقصور إلى محض أقفاص وزنازين. ولا أحد هنا داخل هذه الأسوار السامقة بمعزل عن المهانة اليومية في الرواح والإياب داخل البقعة نفسها وليس في الدخول او الخروج منها بصرف النظر عن موقعه الوظيفي ومهما علا كعبه وارتفع شأنه من الرئيس الى الانيس، فالديمقراطية الأميركية التي تسود المنطقة الخضراء توجب لوائحها المساواة والامتناع عن الفصل والتمييز بين الوزير والخفير وتنفذ هذه التعليمات بإشراف ورقابة (سعادة) سفير الولايات المتحدة أو من ينتدب (سعادته) لفحص وتدقيق مستوى الأداء الأمني وتطبق الإجراءات الاحترازية حصريا على السادة المقيمين كافة من حاملي الجنسية العراقية من دون استثناء، ويقتضي التنويه بأن الشك والارتياب من كلاب الحراسة والشرطة العسكرية وسائر الإجراءات وجدت لتأمين حياة المقيمين الأعزاء.


 ملاحظة صغيرة: عند تعرض مقيم حكومي لمعاملة غليظة أو توبيخ عنيف فإن ذلك يعني أمرا واحدا وهو: قيام المقيم المعني بالخروج على تقاليد الكلب أو الإخلال بتعليمات الحراسة ؟!


ويتطرق معجم الأساطير الأميركية للراوي إلى مصطلح مغرق في شعبيته وشاع مع شيوع عمليات الاختطاف المتواصلة إلى هذه الساعة، ذلك هو مصطلح العلاّسة.


التسميّة كما قلنا شعبية للّفظّة (المبتلّعين/ المزدردين/ القاضمين)، من اللصوص، ومن النصابين والوشاة، مفردها علاس، لفظة يطلقها العراقيون على اللصوص والنصابين والمخبرين والوشاة، لأن هؤلاء يلعبون كما المهرجين على أكثر من حبل حسب دسامة الحبال السياسية، وكما يقول كاتب عراقي: “ولا مانع لدى مسؤولي العراق الجديد، من بيع أي مواطن لمن يدفع أكثر في سوق المزادات السرية للقتل، فيلجأ المسؤول (الديمقراطي) من شعر الرأس حتى العصعص إلى (وكر) سريّ خاص به وغالباً ما يكون في المنطقة الخضراء، شأنه في ذلك شأن السادة الوزراء الديمقراطيين الذين يديرون شؤون وزارتهم بطريقة الهواتف النقالة، وعن مسافة آمنة، لضمان بقائهم أحياءً على أرض غريبة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إلا ترتيب الصفقات وإجراء المزايدات بوصفهم علاسة بامتياز”!!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور