عزف منفرد - هذا صوت الجاني ... أين صوت الضحية ؟

 
 
 
شبكة المنصور
سلام الشماع - البلاد البحرينية
ومن الأسباب الأخرى التي وضعها المعجم لاختيار يوم عاشوراء مناسبة لمهاجمة أبناء قرية الزركة وما حولها وتنفيذ جريمة الإبادة المسكوت عنها إلى الآن:


ج- أن أفراد عشيرة الحواتم والخزاعل مرّوا بمدينة النجف ثم ذهبوا إلى الزركة شمال مدينة النجف لكي يتجمعوا ومن ثم يذهبوا إلى كربلاء، ولو كانوا يرومون مهاجمة مدينة النجف في هذا اليوم لكانوا تجمعوا قبل دخولهم إلى النجف، خصوصا وان مدينة النجف في يوم عاشوراء ليس فيها مناسبة، فالمناسبة كانت في كربلاء، فليس من المنطق أن يقوم هؤلاء بالمرور بمدينة النجف واستعراض قوتهم أمام المليشيات، ومن ثم الذهاب إلى الزركة وبعد ذلك العودة إلى النجف بقصد احتلالها.


د- أن مرور أفراد العشائر بمدينة النجف يعني أنهم تعرضوا للتفتيش الدقيق، خصوصا وأن نقط التفتيش منتشرة قبل الدخول إلى النجف والخروج منها، وأن القوات العراقية والمليشيات والقوات الأميركية لم تسمح لشخص بالمرور إلا بعد تفتيشه بنحو دقيق، لهذا فإن هؤلاء لم يكونوا يحملون أسلحة كما أشيع.


هـ - ثبت من الصور التي التقطت للشهداء أنهم تجمعوا في مكان كبير ويبدو انه جامع أو مضيف شيخ عشيرة، وكانت جثث الشهداء منتشرة من دون أسلحة، كما إن الأسلحة التي تم جمعها كما يظهر قديمة وقليلة لا تتناسب مع عدد الشهداء. وهذا يعني أنهم لم يهدفوا إلى احتلال النجف. كما إن الأدوات التي كانت معهم كانت أدوات طبخ للمواكب الحسينية.


و- ورد العديد من الاتهامات لأفراد العشيرتين، ومن ذلك اتهامهم بأنهم (جند السماء) وأنهم يعتقدون بأن المهدي المنتظر يمرّ من هذه المنطقة، إنما يقصد منه التناقض مع مفاهيم المهدي المنتظر، والتناقض مع أفكار ولاية الفقيه، وبالتالي اتخاذ ذلك ذريعة بأنهم متعصبون ومنحرفون ويجب القضاء عليهم، واتهموا أنهم من العبثيين والصداميين، والتكفيريين، والوهابيين، والقاعدة، ولهم علاقات مع (السنة).


ونحن نقول: لو سلَّمنا جدلا، أن الادعاءات هذه كانت صحيحة، فهل إن معالجة مثل هذه الحالات، يكون بهذه الطريقة عن طريق ضربهم بالطائرات والأسلحة الثقيلة وإبادتهم بنحو جماعي. أم إن هناك قوانين وتحقيقات ومحاكم تعالج مثل هذه القضايا.. لقد تعاملت الدولة مع هذه الحالة على طريقة (اقطع رأس وموِّت خبر) كما يقول المثل الشعبي الدارج في العراق.


إن الطريقة العسكرية التي استخدمت لإبادة هؤلاء الأبرياء، وقتلهم بهذه الطريقة تدل بوضوح على أن المقصود هو القضاء على هؤلاء بهذه الطريقة، وذلك ما تجده واضحاً في شهادات الناجين من المجزرة، وقد اطلعت قبل أيام على شهادة اثنين منهم، أدليا بها بعد المجزرة بيوم واحد، دلتني بوضوح على أن المقصود هو عروبة هذه العشائر وأن المدبرين للمجزرة كانوا من ميليشيات تابعة لإيران، فقد جاء في شهادة علي عبد الله الحاتمي: “وتيقن أزلام إيران أننا لسنا من القاعدة، بل شيعة، فقاموا باختراع تلك القصة العجيبة التي عززها بيان مكتب (“......” أحد المراجع الدينيين) الذي عرف بعدائه لعشيرتنا العربية بسبب موقفها المعادي لإيران عندما قال مكتبه إن ضالاً مضلاً من شيعة أهل البيت يدّعي أنه المهدي يقف على حدود المدينة المقدسة فاقطعوا رأس الفتنة وهو التصريح الذي قاله أبو كلل محافظ النجف ظهر يوم أمس”.


وجاء في تصريحات للشيخ خلف عبد الحسين الخزعلي أحد شيوخ الخزاعل: “قتلت الحكومة يوم أمس أكثر من 100 من عشيرة الحواتمة و33 من عشيرتنا الخزاعلة خلال الاشتباكات وقالوا في البداية إنهم قاعدة جماعة الزرقاوي وإنهم مصريون وسعوديون وأفغان ثم قالوا إنهم جماعة جند السماء وتابعين لشخص يقول إنه وصي المهدي المنتظر ولا أدري من أين جاءوا بتلك الأكاذيب؟


وفي فندق أحباب الحسين الواقع وسط النجف تجمع أكثر من 13 صحافيًا بينهم الصحافي الأميركي المشهور هوفمن سميث والصحافي العراقي أوس الخفاجي الذي قال في الساعة العاشرة من صباح اليوم نفسه الذي حصلت فيه المجزرة: “كنا قد اتفقنا مع الجانب الأميركي على التوجه إلى موقع الاشتباكات وتم تجهيز كاميرات وأجهزة SNG للبث المباشر لوكالة الـ NBC وتلفزيون آخر إلا أننا تفاجأنا بدخول قوة عراقية من مكتب محافظ النجف أمرتنا بعدم مغادرة الفندق وقامت بإغلاق باب الفندق ومنعونا من التوجه إلى المكان لسبب غير معروف كما منعونا من إجراء أي لقاء مع أي عنصر أمن في المدينة إلا أن هوفمن كونه أميركيا كانت له صلاحية أن يفعل أي شيء فقام بالاتصال بمكتب السيماك الأميركي وهو مكتب إعلامي وأبلغهم بالحادثة وجاء الأميركيون فقاموا بأخذ هوفمن فقط مع الصحافيين الأجانب وأخبرونا أنهم سيأخذون الأميركيين إلى بغداد كون المنطقة خطرة، وعندها علمنا أن شيئًا قد حدث وبالفعل اتصلت بزملائي وعلمت أن قناة العراقية فقط أرسلوا إليها لتغطية تصريحات الجنود العراقيين وكيف يطلقون النار وإعطاءها تصريحات لبثها لقادة عراقيين”.


ويدل هذا الكلام على أن قناة العراقية هي صوت الجاني ولا يمكن أن تظهر فيها نقمة لضحية.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..


هذه الجريمة لا ينبغي أن تظل مسكوتاً عليها ولا عن الجرائم الأخرى لذا يجب أن ترتفع المناشدات، ليس من الشعب العراقي الذبيح فقط، وإنما من العالم كله، للمنظمات الدولية بضرورة مفاتحة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي والطلب منها إجراء التحقيق حول هذه الجريمة البشعة وغيرها، وإحالة من يتثبت تورطه إلى المحكمة بجريمة إبادة الجنس البشري.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور