عزف منفرد  - جريمة إبادة للجنس البشري في النجف

 
 
 
شبكة المنصور
سلام الشماع - البلاد البحرينية
(الزركة) قرية فلاحية وديعة تغفو على نهر الفرات المسمى هناك بـ (شط الكوفة) في محافظة النجف تسكنها عشائر عربية من الحواتم تجاورهم عشائر بني حسن والبو حداري والخزاعل، فجأة تظهر هذه القرية الى واجهة الأحداث بعد حصول مجزرة وحشية مروعة فيها، ليقتل ويجرح ويعتقل اهل القرية وجوارها كلهم، وعددهم 1500 نسمة، قتل منهم في ليلة واحدة قرابة 500 مواطن.   


وخرجت حكومة الاحتلال الرابعة كعادتها بسلسلة من التصريحات المليئة بالنقائض والاكاذيب والمغالطات، ابتداء من المحافظ ونائبه، مرورا بوزير الأمن وقائد لواء العقرب، سيئ الصيت، وانتهاء بالناطق الكذاب الذي أعلن متفاخرا مقتل اكثر من 500 شخص في تلك المجزرة الرهيبة، ثم أصبح فجأة هناك تنظيم اسمه (جند السماء) يعمل في قرية الزركة ونواحيها، ولا ضير من ان تربط الزركة بتنظيم القاعدة، لتأخذ المجزرة وجها مختلفا، ولا ضير ايضا أن تروى بعض الدعاوى الدينية، مما يهيئ الأذهان والشحن والحقد ضد البسطاء من أهل الزركة، ويعطي للقتل مشروعية قانونية ودينية بحجة محاولة سكان الزركة قتل المراجع الأربعة الكبار واحتلال النجف وإسقاطها.


يقول الكاتب العراقي نبيل الراوي: “إن قراءة موضوعية ومعرفة ودراية بالأحداث توضح لنا أن هذه المجزرة قد تمت بكل فصولها وأكاذيبها ضد هذه العشائر العربية الرافضة للاحتلال وعملائه، بقصد وتخطيط مسبقين لغرض إسكات الصوت العربي المقاوم لدى شعبنا في جنوب الوطن المناهض لهيمنة القوى الشعوبية التي تعمل لتجزئة العراق وتفتيت وحدة ترابه الوطني”.


لقد كان هناك قرار بتصفية هؤلاء بدم بارد، ولا يعرف لأي سبب اتخذ هذا القرار أو من اتخذه بالتحديد؟ وما هي الرسالة التي أرادت الجهة التي اتخذت القرار أن توجهها إلى الآخرين؟ وغير ذلك من الأسئلة المفتوحة، إلا أن الشيء المؤكد أن الجريمة تتعلق بموقف هذه القرية العربية من رفض الاحتلال، ومناهضة مشروع تقسيم العراق والدفاع عن عروبة البلاد ضد تدخل إيراني أصبح واضحاً.


إن تاريخ الحكومة والبرلمان غير مشرف، فلم تكشف لا الحكومة ولا البرلمان عن نتائج لجان تحقيق سابقة لحوادث كلفت أبناء شعبنا العديد من الدماء من بينها: حادثة جسر الأئمة، حرب الأضرحة، جريمة ملجأ الجادرية، جريمة دائرة البعثات، وغيرها من الحوادث الدموية التي يصعب حصرها، وفي واقع الحال لا يوجد أي مسعى حقيقي للتحقيق في هذا الامر، وذلك بسبب الوزن الذي يحظى به الائتلاف الحاكم المعروف بالولاء المزدوج (الأميركي - الإيراني) داخل الحكومة وفي البرلمان، حيث يريد هؤلاء من العراقيين أن يصدقوا الأسطورة الحكومية القائلة إنه: في حالة الاعتداء على النجف والسعي إلى قتل المراجع، سيؤدي ذلك إلى السيطرة على الوضع في العراق!


ورأى مركز بغداد لدراسات الوحدة العربية: أن جريمة إبادة القبائل العربية في الزركة بمحافظة النجف، حصلت بتخطيط المخابرات والمليشيات المسلحة المهيمنة على النجف وتدبيرها منذ مدة طويلة. فقد تم اعتقال عدد من أفراد عشيرتي الحواتم والخزاعل في العديد من مدن الفرات الأوسط، بسبب تمسك أفراد هذه العشائر بعروبتهم، وعدم تعاونهم مع المليشيات المسلحة.


ويثير معجم المصطلحات الأميركية للدكتور عبد الستار الراوي تساؤلاً ذا مغزى، وهو: لماذا اختاروا يوم عاشوراء لمهاجمة الزركة؟


ويجيب المعجم: إن سبب اختيار يوم عاشوراء يعود للأسباب الآتية:

 

أ- تجمع تلك العشيرتين مع عائلاتهم في هذه المناسبة، ولا يمكن أن يتجمعوا في مناسبة أخرى، وبذلك فان القضاء عليهم مرة واحدة وجماعيا، أسهل منالا وأيسر وسيلة، ذلك أن إلقاء القبض على هؤلاء أو قتلهم في مدنهم وقراهم سوف يخلق ردود فعل يصعب التكهن بها، بالإضافة إلى عدم وجود مسوغ لهذا القبض أو القتل يمكن أن يقنع الناس، كما إن انتظارهم بعد عودتهم من كربلاء لا يحقق تجمعهم مرة ثانية بعد العودة، ذلك أن المواكب الحسينية تذهب مجتمعة وترجع متفرقة.

 

ب ـ وأشاعت سلطات النجف قبل تنفيذ الجريمة، بأن مراقد الأئمة ستهاجم من طرف (الإرهابيين) لهذا كان يوم عاشوراء استنفارا للقوات العراقية والمليشيات. ولما كانت القوات الأميركية قد سلَّمت الأمن في النجف إلى القوات العراقية، تم استدعاء القوات الأميركية لمواجهة هذه الإشاعة، واستغلت القوات العراقية الوجود الأميركي وأخبرتهم بأن قرية الزركة تحوي إرهابيين... وعندما استطلعت الطائرات الأميركية هذه القرية عن طريق الجو شاهدت فعلا تجمعا بشرياً غير عادي، من دون أن تعلم القوات الأميركية بأن هؤلاء تجمعوا من أجل الذهاب إلى كربلاء في موكب خاص بعشيرتهم، وكأن تجمع هؤلاء في هذه المنطقة أغرى القوات الأميركية بالصيد الكبير فقامت بقصف المنطقة بثماني طائرات، معتقدة بأنهم إرهابيون.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور