عزف منفرد - فضيحة ابو غريب وبردعة الحمار

﴿ الحلقة السادسة
 
 
 
شبكة المنصور
سلام الشماع - البلاد البحرينية
فضيحة أبوغريب صارت مصطلحاً متداولا ليس في العراق وحده، وإنما في العالم كله، وقد بدأت هذه الفضيحة بالظهور عندما كسرّت شبكة (سي. بي. أس) ما يشبه مؤامرة الصمت وكشفت في 28/ نيسان (إبريل) 2005 خلال برنامج (ستون دقيقة) الصوّر الأولى لعمليات التعذيب بحق السجناء العراقيين، في سجن (أبو غريب)، وقد أذهلت هذه الصور العالم، بما حملته من معان، فتحقيق المحطة أكد حقيقة التعذيب في العراق، وكان التحقيق جاهزاً منذ مطلع الشهر، لكن ضغوط البنتاغون، أجلّت بثه إلى قرابة ثلاثة أسابيع، فالجنرال (ريتشارد مايرز)، قائد الأركان المشتركة للجيش الأميركي، تدخل شخصياً لدى المنتج (دان رازر) طالباً منه التأجيل، بذريعة أن هذا التحقيق يعرض حياة الجنود المنخرطين في معركة الفلوجة للخطر.


وتكاثرت الضغوط الرسمية للحصول على تعليق نهائي للبرنامج، لكن المحطة عندما علمت أن الصحفي (سيمور هيرتش)، من مجلة (نيويوركر) يستعد لنشر مجموعة جديدة من الصّور ومقتطفات من تقرير للجنرال (أنطونيو تابغوا) يفضح بدوره هذه الممارسات الوحشية، قررت الشبكة بثّ التحقيق بدوره عبر الرئيس الأميركي بوش حسب زعمه عن صدمته، بينما أنكر (رامسفيلد) من جهته أيّ علم له بهذه التجاوزات؟!!  


ويحملّ الاثنان المسؤولية إلى بعض العناصر الضالّة. وقد كشفت الوقائع أنهم يكذبون، كما كذبوا في موضوع أسلحة الدمار الشامل وغيرها، وأن التعذيب تمّ بأوامر عليا، وهكذا لم تعد الإدارة الأميركية تستطيع خداع العالم فأكثر من نصف الأميركيين يعلمون أن رامسفيلد متورط بإعطاء الأوامر لتعذيب الأسرى العراقيين وأن 33.3% مقتنعون بأن بوش الصغير كان يدرك هو الآخر ما يجري من انتهاكات قبل أن تفضحها وسائل الإعلام الأميركية، 
"إن الكل يعرف ذلك"، هذا اعتراف مسؤول أميركي منذ عام 2003، منذ بداية الاحتلال، بدأوا بممارسة تعذيب المعتقلين، ولا تبرير للإدارة الأميركية التي تحاول إخفاء الأمر بإلقاء التبعة على المستويات الدنيا من الرتب العسكرية. فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أن تقريراً سرّياً للجيش الأميركي حذّر في ديسمبر- كانون الأول 2003، من انتهاكات ارتكبت بحق المحتجزين العراقيين في سجن أبو غريب على يد وحدة عسكرية خاصة وعملاء للمخابرات المركزية، أي قبل تفجر قضية التعذيب في ذلك السجن البغيض.


وأشار التقرير السرّي الذي حصلت عليه الصحيفة من الكولونيل (ستيوارت هرينجتون)، إلى أن عدداً من كبار قادة الجيش الأميركي كان على علم بهذه الانتهاكات، ومن بينهم: الجنرال (ريكاردو شانشيز) قائد القوات الأميركية في العراق، أبلغوا القيادة المركزية بأعمال التعذيب ضد محتجزي سجن أبو غريب.


كما كشف التقرير عن أن إصابة بعض المحتجزين كشفت بعد إجراء الفحص الطبي أنهم تعرضوا للضرب والإيذاء، وأوصى التقرير في النهاية بضرورة كبح جماح القوات الأميركية فيما يتعلق بمعاملتها للأسرى.


وكانت الصور التي تسربت عن الممارسات اللا إنسانية التي ارتكبتها القوات الأميركية ضد سجناء عراقيين عرايا في سجن أبو غريب، بما فيها من إساءة جسدية وامتهان جنسي، قد لاقت استنكاراً عالمياً واسعاً.


وأنحت تحقيقات (البنتاغون) في تلك الانتهاكات باللائمة على القيادات العسكرية، إلا أنه لم يتم توجيه الاتهام إلا لسبعة أفراد فقط من رتب دنيا في الشرطة العسكرية وجندي واحد في المخابرات.


هذا ثابت في أكثر من تقرير، كما تؤكده التقارير والبيانات المتداولة في جعبة حقوق الانسان.
 ويعلق معجم المصلحات الأميركية على هذه الفضيحة أن من الامور التي تثير السخرية الى حد الغثيان في الواقعة التي جرحت كبرياء الوطن وكل عراقي أن يصرح ربيبو الاحتلال بكل وقاحة بـ (أن ما حصل في أبي غريب ليس إلا  جزءاً يسيرا مما  كان يحدث في عهد صدام حسين)، هكذا يجري جلال الطالباني تقييمه للكارثة العراقية، ويجيء معمم اسمه جلال الصغير يخطب من فوق المنبر: (.. إن من ناله التعذيب في سجن أبو غريب هم مجموعة من البعثيين والإرهابيين والتكفيريين)، هذه الخطبة بثتها قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية.


 وقد علق العراقيون على شهامة هذين الرجلين:(.. الجلالان محقان في ما ذهبا إليه في تقييم واقعة أبي غريب، وهو تعبير صادق لوفائهما لولي النعم، فلولا السادة "الأميركان" لما أشرقت شمس على الاول الذي منحه  بوش رتبة رئيس!! ولما كان بوسع  الصغير الدايح في "كوجة مروي" أن  يتخذ مقعده في برلمان الفرجة، ويلج  مسجد براثا العريق الذي جعل منه فرعا لسجن أبي غريب وأساء الى مقام المكان ودنس تربته التي تضم  قبور، جواد علي، على جواد الطاهر، علي الوردي وطه باقر.


ولا أدري لماذا لم يعلق صاحب معجم معجم الأساطير الأميريكية الدكتور عبد الستار الراوي على وصف العراقيين لجلال الطالباني والآخر الصغير بكلمة (الجلالين) على الرغم من معرفته بالتورية في الكلمة، إذ يطلق العراقيون كلمة (جْلالْ) على البردعة التي توضع فوق ظهر الحمار.


وإلى حذاء منتظر الزيدي الذي قذف به بوش في العمود القابل.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور