عزف منفرد  - قال الراوي ..

﴿ الحلقة االثانية

 
 
 

شبكة المنصور

سلام الشماع
يقول الراوي في معجمه (الأساطير الأميركية.. معجم مصطلحات الحرب والفعل المقاوم): "يتعين على البصيرة العلمية الحفر في جذور لغة العالم الجديد الذي لا يكف عن تسويق منتجاته الملغومة في الفكر والسياسة والأدب باسم العولمة مرة، وبدعوى الحداثة وما بعدها مرة أخرى".


ويتابع: "ركز الإعلام الأميركي على الصورة الهوليودية من حيث المبالغة والتضخيم والمؤثرات البصرية، ومايسبقها ويرافق بثها من الدعاية الإعلانية لتهيئة الرأي العام نفسيا، قبل أن يطلق رصاصته السحرية، على النحو الذي أنتج ومنتج  وأخرج فيه أساطيره التعبوية (مقابر جماعية)، وجرى تدبير مشهد انتزاع  تمثال الرئيس صدام حسين، والاسلوب المخادع نفسه الذي استخدمه خبراء الميديا الأميركية في تحويل هزيمة إمبراطورية الكوكا كولا المرة على أيدي مقاتلي الفلوجة، إلى انتصار مظفر، على طريقة رامبو،  وتبين  فيما قبل وما بعد أنها كانت معدة سلفا كرمز، بدليل زوايا التصوير التي لم تكن أبدا عفوية"..


ويتطرق إلى اكذوبة الديك الرومي للرئيس الأميركي السابق بوش، فيقول: "حاول أساطنة الإعلام الغربي تحسين الصورة وجرى تدبير بعض المشاهد.. التي أفسدها دائما الممثل الفاشل برعونته.. فقد جرى تصوير الرئيس الأميركي بين جنوده أمام ديك رومي ضخم في قلب العراق الجريح.. لكن الكاوبوي الأرعن بعينيه الزائغتين وتصريحاته اللاحقة عن الديك البلاستيكي وتسلله تحت جنح الظلام.. كلها أفسدت المشهد.. وبدلا من أن يوحي بالأمن أظهر بوضوح أن العراق لن يكون أبداً مسرحا يحتفل عليه جنود التحالف بانتصارهم".


إنني هنا سأقتبس من معجم الراوي ما ينفع أن يكون نموذجاً لما يحتويه ويكون موضحاً للمحتوى، وإلا فإنني لا أستطيع استعراض أكثر من خمسمائة صفحة ملأها الراوي بمئات المصطلحات والمفردات والعبارات وشرحها وحللها وعلق عليها.


فمثلا، عندما يتناول كلمة (مسلحون) التي ترد كثيراً في الإعلام الاحتلالي الموجه يعرفها بأنها: "وصف أميركي مضلل لرجال المقاومة، المقصود من هذا الاصطلاح إظهار رجال المقاومة الباسلة وكأنهم مجرمون خطرون على الناس غير المسلحين فيما تأخذ عصابات الاحتلال دور الشرطي الذي يريد حماية المدنيين من هؤلاء المسلحين، لإضفاء الشرعية على الاحتلال، وعلى عمليات جرائم القتل اليومية التي يرتكبها الجنود الأميركان المحتلون للبلاد.... كما يهدف هذا المصطلح إلى التعتيم الإعلامي على المقاومة بحجب هوية العمل الجهادي، كما يستخدم لتسويغ قتل المواطنين بحجة أنهم مسلحون".


وعندما يأتي إلى مصطلح (مقطوعة الرأس) الذي أخذ يتكرر في الاعلام مع بداية تنفيذ الجرائم الطائفية في العراق، يقول: "الإشارة إلى جثة عراقي عثر عليها مقطوعة الرأس، حيث تقوم عصابات الاحتلال والمليشيات الحكومية بخطف المواطنين وقتلهم وقطع رؤوسهم فيما تحاول وسائل الإعلام تصوير الأمر وكأنه من عمل المقاومة، فيما كشفت بعض منظمات حقوق الانسان، بأن تصميم مثل هذه المشاهد الوحشية وتنفيذها، كان جزءاً من خطة العدو الأميركي بالتواطؤ والتنسيق مع وزارة الداخلية والمليشيات الحزبية صاحبة السلطة الحكومية، وأنها كانت بمنزلة رسالة يومية لعموم المواطنين المتعاطفين والمتعاونين مع المقاومة الوطنية، وهي موجهة أيضا، إلى الوطنيين الرافضين للاحتلال البغيض وللعملية السياسية، وقد ترتب على ظاهرة الجثث (المعلومة الهوية) أو المقطوعة الرأس، هجرة خمسة ملايين عراقي إلى خارج العراق).


وكذلك يفعل الراوي عندما يصل في معجمه إلى حرف الميم ويتناول مصطلح (مجهولون) فيصفه بأنه: "من المصطلحات المخادعة التي لجأ إليها الإعلام الاميركي لنزع هوية الفعل الوطني المقاوم، بإضفاء الريبة والشكوك على المقاومة ودفع المتلقي إلى التماهي بالجهة الأميركية، فعندما يقولون إن رجال المقاومة مجهولون فهم يضعون المتلقي للخبر في خندق المارينز! ونجدهم في المقابل يذكرون أسماء مجرميهم بوضوح فيقولون صرح الجنرال (درينك واين) بكذا وكذا، وكأن هذا العلج من أهل البيت ويعرف الجميع، كما يستخدم هذا المصطلح لإحداث خلط بين أعمال المقاومة وبين الجرائم التي ترتكبها أجهزة العدو الأمنية ضد الأبرياء فيختلط الحابل بالنابل ويصبح المسئولون عن هذه الأعمال كلها هم المجهولون"


ويرى الراوي في مصطلح (متمردون) المتداول في الإعلام الاحتلالي: "إشارة إلى رجال المقاومة الوطنية،  بقصد إضفاء الشرعية على الوجود الأجنبي في البلاد، ونفي مشروعية مقاومة الاحتلال، وتستخدم  كلمة تمرد في الأصل لوصف الثورة على العبودية، ورفض الإستغلال، ويستخدم أيضاً في اللغة العسكرية لوصف الإصرار على العصيان العسكري لأوامر القيادة".


في العمود القابل نتناول وصايا (بول بريمر) العشر لخلفه (جون نيغرو بونتي) سفير الولايات المتحدة في بغداد وقائد جمهورية المنطقة الخضراء.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور