''صحوات'' ..  بيشمركه .. جيش  ''عراقي''  شرطة  ''عراقيّة''

فصائل جيش أميركي  بمسمّيات  مختلفة

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي
منذ أن بدأ الغزاة الأميركيّين  بترتيب أوراقهم داخل العراق  بعد سنوح الفرصة  الملائمة لهم  من بعد تدبيرهم  الإجراميّ بإشعال فتنتهم الكبرى في جزء من سنين فترة غزوهم الدامي للعراق من خلال محاولتهم في تلك الفرصة العمياء إشعال حربهم  الأهليّة  فيه  ونجاحهم الجزئي في  ذلك  بعد محاولتيهما المعروفتين  بتفجيرهم  المشهد  "العسكري"  في سامرّاء , ولمرّتين متتاليتين , كان من نتائجهما بروز ظاهرة  سوداء  في سماء النضال والجهاد العسكريّ العراقيّ المسلّح ضدّ الغزاة عرفت  بالصحوات  , التي هي نتاج جنوح الفتنة الطائفيّة التي استعرت في مهدها وانطفأت  وانحرفت إلى الهاوية  بعد انطلاقتها بمسافات قليلة , وجاء النجاح الظاهري , الجزئي ,  بعدما لاقى الاحتلال  مصاعب عصيّة  عن الحلّ  سبقت  قراره  بإشعال الفتنة في تحقيق غرضه الأهم  من سعيه المتواصل عند بدء احتلاله العراق, في تأسيسه  لجيش  وشرطة عراقيّين  يأتمران بأمرها , كانت  هذه الصحوات  هي  من أزال  تلك الصعاب عن طريق الاحتلال , ليقتطف المحتل الغازي تلك الفرصة التي قدّمته له  هذه الصحوات الإجراميّة  والتي  طالما كان يحلم بها الغزاة في تحقيقها  , لبعث الحياة من جديد في أغراضه الدنيئة في تطويع الفرد العراقي  لتقبّل فكرة  تطوّعه في الجيش الأميركي تحت مسمّى الجيش العراقي  والتي طالما كان يسعى لها المحتل وفشل فشلاً ذريعاً في تحقيقها , كان على الأقل سيتخلّص من عبئ التكاليف الباهظة التي سيتكبّدها فيما لو فتح باب تطوّع العراقيين في جيشه  الحرّ العظيم بشكله المباشر المتعارف عليه  وسيرمي  تكاليفها  على خزينة العراق الخاوية فيما لو تمّ له ونجحت فكرة عرقنة الجيش , وفشله  في ذلك كان  بسبب عمليّات الردع القويّة التي جابهتها بهم المقاومة العراقيّة البطلة لإفشال عمليّات التطوّع  تلك والتي كان يتأمّل منها المحتل تكوين جيش وشرطة, الغرض من عزم المقاومة على مجاهدة ذلك الجهد  الاستعماري الدنيء هو منع وصول المغرّر بهم هؤلاء  لتلك المراكز طيلة السنوات الأربع من عمر الاحتلال وقطع دابره  رغم  إخفاء  مراكز التطوّع  تلك من قبل الغزاة  بمسمّيات مموِّهة , لكن , ومع النجاح المشوّش والبسيط  الذي حقّقته  ظاهرة الصحوات , تمّ له ما أراد , وتنفست  قليلاً قوّات الغزو , ولأوّل مرّة , منذ أن وطأت أقدامها العراق , واستطاعت القوّات الغازية أن ترتب أوراقها , فكان من نتائجها  تأخير هزيمة المحتل النهائيّة وهروبه الحتميّ من أرض العراق بشكله العشوائي المرتقب  والذي كان يجب أن يتحققّ , ومهما طال الزمن , بحسب تقديرات قادة المقاومة المجاهدة وكما خطّط لذلك رأس هرمها المجاهد القائد العام للقوّات المسلّحة المجاهدة  ورفاقه  المجاهدون لكي يكون ساسة البيض الأميركي عبرةً للمستعمرين أينما كانوا وعبرة  وموعظة لمن سيصل لحكم الولايات المتحدة الأميركيّة  وانتقاماً منه ومن قوّاته الغازية لللشعب العراقي كان لا بدّ منه بما تسبّبت فيه قوّات العدو المجرم من دمار وهلاك عظيمين  للشعب العراقي وتخريباً وتدميراً لحضارته ولمنجزات قيادته التي اغتالته يدي هذا الغازي لا لسبب سوى لحب الانتقام  جرّاء حقد أعمى  تراكم في نفوس قادته من  أكاذيب وتلفيقات كان يتخيّلها أو مرّرت له على ألسنة من سحلهم خلف دبّاباته عند بدء غزو العراق ... ثمّ  ليقع بالتالي وزر تأخّر تلك الهزيمة الماحقة  المنتظرة والتي أوشكت أن تتحقق قبل تفجير الإمامين ع  ويعمّ فجرها على العراق والعالم على كاهل  هذه الزمر الخائنة  التي أطلق عليها عرّابوها  تسمية  الصحوات ! ...


الجيش الأميركي  , بطبيعته المعروفة ,  و كما  هو متعارف عليه , هو وليد  بنية  عقائديّة  ضاربة جذورها في عمق  المكوّن العقدي والفكري  والنفسي للنخب ـ السياسيّة  ـ الدينيّة ـ المتقدّمة في قيادة الشعوب الأنكلوفرانكوفوسكسونيّة  منذ أوّل تجمّعات  حضريّة لهذه  الشعوب ومنذ أولى مكوّنات حلقات التشكّلات  الوعووية   والبنيويّة  لها ,  منذ القدم , ولحد الآن , ومن يلقي نظرة سريعة على ما تجمّع وترسّب في ذهنه للصورة التي طالما هي من المفترض أن تكون جاهزة وحاضرة لدى  جميع من عاقر أبعاد المكوّن الغربي أو أدمن عليه ,عن شكل الغرب وماهيّته ,مع أوّل حافز يدفع تلك الصورة لأن  تقفز بقوّة على سطح ذاكرته , سيجد أنّ طبيعة تلك النخب على مرّ حقب التاريخ  الأوروبّي ولغاية اليوم  تعتمد الدوافع المادّيّة البحتة في تأليب الحافز الروحي لدى شعوبها لتحقيق غرض مادّي أوسع ! , كان العامل الديني , بمختلف تشكّلاته التي تزيّن بها عقول وأهواء كهنة بلاطاتهم , هو العامل الأساس في تحريك تلك الشعوب , استمرّت المحفّزات من إغراءاتها البسيطة ـ زيتون جبن عسل توابل زيوت ذهب فضّة الخ ـ وكلّ ما علق في مخيال  الفرد الغربي عن  الفرد الشرقي , إلى أن وصل إلى  "الجنّة والنار"  في العصور الوسطى ما قبل عصر النهضة الأوروبيّة ..

 

ثم المتاجرة بتلك القيمتان المتناقضتين فيما بينهما  "الوعد والوعيد" عبر ما عرف بعد ذلك بصكوك الغفران ... تلك كانت أولى القواعد والدروس والمحاضرات التي تلقّتها الدول الأوروبيّة الناشئة الساعية لولوج  طريق استعمار الشعوب والأمم .. ومن  هذه  "العجينة"  خَبَزَ "آدم"  الأميركي  الفرافكوسكسوني خبزه بأفران مكوّنه الجديد "الولايات المتحدة الأميركيّة" و وحمّصها  بروحها الرافعة , جيوشه .. وتلك الجيوش كانت معبّأة بروح الذهب والمال ! , حاولت في عصور متأخرة أن تخالف ما تجرثم عليه مكوّنها  وتنتهج منهجاً آخر غريب على بنيويّتها ,  ففشلت في فيتنام , عندما أنهت تلك  الدولة العنيدة  والعصيّة على التحرير , عهد  "الخدمة الإلزاميّة" , ليعود  بعدها الفرد الغربي الجديد إلى ممارسة هوايته القديمة في التطوّع  كمنهج  مجرّب  في عمليّات النهب ! , فتطوّرت  هذه العمليّات وانتقلت من رحابها الكنسيّة الضيّقة  إلى رحاب أوسع ناءت بها شركات روحيّة  مادّتها المحرّكة نفطيّة , ونهب العراق جاء عبر التطوّع  في جيش أميركا المرتزق تحت مسمّى التطوّع , والتطوّع  تطوّر في هذا البلد الإمبراطوري الوليد , فليس شرطاً أن تكون ابن البلد الجديد , فمن الممكن أن تكون ماليزيّاً أو صوماليّاً أو تايلنديّاً  أو أمازونيّاً  أو عربيّاً .. وليس المهمّ أنك تأتي بقدميك إلى جنّة أميركا الموعودة للتدرّب على القتال من أجل نشر التعاليم والمفاهيم الجديدة  في الحرّيّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان  الخ وتبشير دول العالم الغير حرّة بها , لأنّك قد تزحف بقدميك إلى عالم أميركا الكنعاني النهم  فتخسر خارطة طريقك في كيفيّة ولوج هذا العالم المقفل أسراره في معسكرات تدريبه ! 

 

لذا , فخدمات وجبات التدريب السريعة "التيك أويلي!"  ستكون جاهزة في بلدك أو في بلدان أصدقاء أميركا المحرّرون , فقط  عبّئ استمارة التطوّع التي أمامك على الحاسوب, وانتظر , وعند الموافقة  , التحق بأقرب معسكر قريب على مكان تواجدك من معسكرات الدول التي حرّرتها جيوش أميركا حاملاً معك شهادة النجاح لتتخرّج  بعدها جنديّاً أميركيّاً عظيماً في جيش أميركا العظيم بعد قضائك فترة التدريب على تحرير الشعوب, ولكن لا تنسى من أنّك ستلتحق مباشرة إلى وحدتك القتاليّة التحريريّة  بعد أن يكون قد تمّ منحك دبلوم كيفيّة تحرير الشعوب عسكريّاً , ووحدتك العسكريّة من المؤكّد ستكون في بقعة  نائية بعيدة جدّاً عن بلدك الجديد الحرّ , لأنّ أميركا الحرّة قد انتشرت جغرافياً  في أغلب بقاع الأرض الحرّة , فمن هناك , من تلك المجاهيل , بطولاتك التحريريّة  هي التي ستقرّر منحك صكّ الغفران لدخول نعيم كنعان .. كما وليس من المهم أن تكون أنجليكانيّاً أو كاثوليكيّاً أو يهوديّاً ساميّاً أو قطّاً سياميّاً .. فمن الممكن أن تكون  "بقريّاً"  أو مسلماً !  إنها العولمة العسكريّة يا  ولدي ! ..  فمن الممكن كذلك أن تكون متطوّعاً من نفس البلد الذي حرّره الجندي الغربعولمي الجديد ! , وتجربة  المكوّن الاستعماري القديم في تطويع أبناء البلد المحتل ـ أقصد المحرّر ـ مغاربة جزائريون ساحل عاجيّون هندوراسيّون  باكستانيّون هنود الخ تجربة  ديموغراعسكرضراطيّة ومحاربتهم دول العالم لانتزاع أرواحهم ..أقصد انتزاع حرّيتهم المسلوبة ديكتاتوريّاً نيابةً عن المستعمر القديم , كانت  أكثر من رائعة  في ديمومة  البلد , للمُحتل , بجنود مِن , مَن  احتُل ! , فليس  فقط  فتنمة أو صوملة أو أفغنة  أو مصرنة  أو  سعودة  أو أردنة  أو عرقنة البلاد المحتلّة سياسيّاً , بل , كل ذلك ؛ أيضاً , عسكرته ! ويا دود  "الخل"  منّك وفيك ! ...


من هم   "البيشمركه" .. لمن  لم يعرف  بعد ,  من  هم ,  أو احوّلت عينيه ولم تستطيعان لحدّ هذه اللحظة التركيز على رؤية عائديّة  هذا "الجيش" أو هذه الميليشيا , رغم أنّ عينيه لم تستطيعا تشخيصها  بالرغم من انقطاع المدد الشاهنشاهي  عنها وتجفيف منابع تمويلها غربيّاً غُرابيّاً  منتصف سبعينيّات القرن الماضي .. فإنّ  حصار العراق واحتلاله  , قد عرف , بدون لبس وردّ , لمن تعود مرجعيّة هذه الميليشيّات الرخيصة الأجر كرخص العمالة الآسيويّة العاملة في شركات النهب والاستغلال الأوروبيّة ! ..


الـ جيش الـ "عراقي"  لمن  لا زال  لم يعرف بعد  لمَ كانت مراكز تطوّعه  تنسف  بمن فيه حتى ولو كانوا بالمئات  من الموهومين الراغبين بالتطوّع فيه تحت مسمّى عراقي خدّاع , فإنّ  مداهماته المكارثيّة  لبيوت العراقيين نيابة عن  المحتل وسرقتهم لأموال أبناء وطنهم وانتهاك أعراضهم  تحت إمرة  قادة أميركيّون وتحت حماية طائرات ومروحيّات  الغزاة الأميركيّين , سيعرف  المرجعيّة الحقيقيّة لهذا الجيش إن كان يملك ولو ذرّة مصارحة مع نفسه ! ...

 

ولمن  بقيت الصورة مشوّشة لديه  رغم كلّ ذلك , عن مرجعيّة هذا الجيش الواطي , فإن واقعة  ركضة   "فكيكيج"  الإيرانيّة التي جعلت هذا الجيش بزعميّة عراقيّته  ينتظر  قرار سيّده الأميركي  في انتظار أوامره  لتحرير جزء من تراب "وطنه" !  أو انتظار ماذا سيفعل هو !  لكي  يتحرّك هو أيضاً !  تكفي من يمتلك بصيص من  أمل  بعراقيّته , سيقرّ فوراً أنّ هذا الجيش هو جيش أميركي متكوّن من مرتزقة عراقيّون رخيصي الأجور بأرخص من أجور العمالة الآسيويّة العاملة في شركات النهب الغربيّة! ..

 

ومن  كان أعمى بصيرة وضمير  ولم يشخّص بعد لحد هذه اللحظة عراقيّة الجيش من ارتزاقه , فعليه أن يراجع طبيب بيطري  علّه يحظى  بتجربة تطبيقيّة يجريها أمامه الطبيب على كلب مدرّب  على عصا  يلوّح  بها الطبيب أمام عينيه  علّه  يدرك هذا المريض بعمى الضمير والبصيرة والوطنيّة  لماذا  يقف الكلب  بجميع حواسّه  منتبهاً للعصا وهي في  يد سيّده الطبيب  منتظراً أين سيرميها له  وفي أيّ اتجاه  كي  يركض ناحيتها  بكل قواه  لإحضارها أمامه وهو يحرّك ذيله فرحاً  بإطاعة أوامر سيّده  !....  عندها  ربّما سيعرف هذا المريض ؛ هل  أنّ  "ولد الملحة" هؤلاء الذين تحاول وسائل الإعلام كافّة تسويقهم  على أنّهم جيش عراقي , هل هم كذلك ,  أم هم متطوعون  في جيش أميركي مرتزق ..

 

ومن لا زال عنده شك رغم كلّ ذلك وغيره, فأنصحه أن يتطوّع معهم علّه يعرف أكثر ..


وإن  أصابه العمى أكثر , وفقد  جميع حواسّه , فلم يعد يفرز الوطنيّة في هذا الجيش , من الارتزاقيّة  في تبعيّته , فليتطوّع في الشرطة "الفيدراليّة"  في أقرب مركز تطوّع لها , وليبصق على وجه أبيه  أمام مدير التطوّع , أو على وجه عمّته إن كان أبوه متوفّياً , ولا غرابة عزيزي القارئ الكريم أن نطرح هذا الأمر , لأن التطوّع في هذا المسلك بهذه الطريقة كان كذلك على أيّام الاستعمار البريطاني رحمه الله !, ثمّ  أوليس  شرطة المداهمات تفعل بالعراقيين وبنسائهم وبرجالهم وبأطفالهم وبشيوخهم يوميّاً ذلك وأكثر منه أضعافاً مضاعفةً عمّا كانت ولا زالت تفعله عناصر الجنسيّات النغوليّة المختلفة المتطوّعة في الجيش الأميركي العظيم ! لا لشيء سوى لأنها تفعل ذلك من باب الميانة الوطنيّة وبحكم القرابة والنسب والعشيرة للعوائل المُداهمة بأنصاف الليالي وعند الفجر!.. فأقول له عندها؛أنً مراكز التطوّع "الفيدراليّة" فرع العراق, تقبل بمثل هذه الشروط ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور