في حضرة  ذكرى الاستشهاد  العظيم ...

ردهة ولادة الفضاء القذر ..  قنوات الفتن والأكاذيب ـ سلسلة قنوات MBC نموذج

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي

البلدان العربيّة  بلدان محتلّة .. وهذه  حقيقة يجب أن  يعيها العرب أينما كانوا ,  فلا  يستكينوا , فمن عرف قدر نفسه   فقد  تغيّر ! , والغرب يريدنا أن لا نعي  أنفسنا  على طول الخط  ,  كى لا نتغيّر  فنتحرّر تحرير حقيقي ! , لأن التغيير ليس في صالحه بالطبع , فهو .. ومنذ  أوّل يوم  سقطت المنطقة  بمجملها  بيده واحتلّها بالكامل  بعد غياب استمرّ ألف وأربعمائة عام ! ,  ومنها  الوطن العربي , عمل على , أو هو في الحقيقة كانت لديه خطط  مسبقة  في كيفيّة إحكام قبضته على وطننا إلى أبد  الآبدين , فظهور "محمّد"  جديد  كان  "خطأً تأريخيّ يجب أن لا  تتكرّر أخطاء  الكيفيّة  السابقة  في مواجهته"  !  , نقولها هكذا  نيابة عن ما يكتمون في قاع  قرار قراراتهم  الغير معلنة ! ,  ويجب علينا مصارحة أنفسنا بذلك  , فكان درب الإيهام  الغربي بالتحرير من الاستعمار  "العثماني"  أوّلى مسلسلات التعمية والوهم  في عهد  ما سمّي بالاستعمار الحديث أو الجديد  ! ,  فكان ألعن  استعمار عرفه التأريخ  , فالمستعمر هذه المرّة منّك وفيك ! , يتكلم لغتك ويؤدي نفس شعائرك , فهو من أقاربك ! , يفكّر مثلما تفكّر أنت ويعرف أسرارك وما تشتهي نفسك  ويعرف أين يبات وينام الجنّي الذي بمعيّتك ! , وكانت  "عصبة الأمم"  وما إلى ذلك من منظمات أنشأت بمعيّتها  ومسمّيات , هي مراكز  الإغراء والسحر التي ستسقط عليها أنظار وأفئدة  العرب وتخفق لها قلوبهم  , خاصّة وهي ترى  أعلام  "بلدانها"  تخفق في الهواء الطلق على ساريات تلك المنظمات !, واغترّ الشعب العربي  من القاع إلى القاع  حاله  حال بقيّة شعوب المستعمرات  الموهومة بهذه الخدع البصريّة  والصوتيّة ..   أعياد الاستقلال وعزف سلام أميري وملكي ثمّ جمهوري  وأفراح  المناسبات  "الوطنيّة"  الخ , وكلّما مرّت السنين تزداد قبضة إحكامه على رقابنا , وتتراخى في نفس الوقت همم  أفراد الشعب العربي  وتذوي  إرادة التحرّر فيهم , ويزداد  كم الوهم في نفوسنا  بالاستقلال  مع  ازدياد إحكام القبضة عن طريق تكنولوجيا الخدمات ومنها تكنولوجيا الإعلام التي يجب أن تبقى مادّتها وأسرارها  يحتكرها المستعمر الجديد  فقط  ! .. والنتيجة .. نحن جميعاً  نفكّر بنفس طريقة ما يفكّر به المستعمر , فها  هو الاستعمار الثقافي بعينه ..  فها هو التغريب بجميع أشكاله ولم يقتصر على الجزائر  "المفرنسة"  كما كنّا نتوهم ونظن وتروّجه وسائلنا الإعلاميّة !  فها نحن نلبس مثل ما يلبس  هو ونتسابق  لتعلّم لغته ونمارس استخدامها اليومي  "عله الصاعده والنازلة"  وبفخر! .. تطبيقاً لوصايا مشايخنا "من تعلّم لغة قوم امن شرّهم ! ..  ولدينا طموحات نريد تحقيقها  هي  طموحاته نفسها  نقلها هو إلينا عبر وسطائه  "حكّام"  هو نصّبهم   وسلّطهم فوق رؤوسنا  ..

 

الإعلام  يوجّهنا كيفما شاء دون أن ندري .. وهذه من سنن الحياة , المغلوب يقلّد الغالب !  إذن فنحن لسنا مستقلّون ! , فنحن نتمنّى العيش  بما ترى عيوننا من وهم يقع  فوق رؤوسنا  , وبمختلف أشكاله , ليل نهار , نحن مقتنعون  بما  يرينا إيّاه المستعمر  .. والنتيجة  : ..

 

أفقال التلفزيون  أم قال الله  !  ...

بالطبع قال التلفزيون ! ...

الغالبيّة العظمى منّا هكذا , ولكننا نداري  ... "فنبذوه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون !" الآية ـ سورة البقرة  ...  نحن نريد أن نصدّق أيّ شيء يعرض أمامنا ,  إذ  لا وقت لدينا  للتفكير ! , الحياة حلوة ! , فكلّ شيء يزقزق من حولنا ويتمايل  بغنج  ويتموج بأنواع الألوان البرّاقة ..

 حسناً .. فإذا لم نصدّق  بعد بهذه الحقيقة  ونداري عليها  ... إذن فلنأتيها  من جانبها الآخر ...

أفقال الله ! أم قال المرجع !!!

.. بالطبع  قال المرجع ! ...

 

كل هذا   يعيه جيّدا  الموظفون الغربيّون العاملون في الإعلام الموجّه والمصوّب باتجاهنا  قبل أن نعيه  نحن  , لأن تراثهم الاستعماري  مرجعهم الأساس في إحكام قبضته علينا , فأيّ موظف غربي يستلم مهام التوجيه الإعلامي , ومهما كانت درجته الوظيفيّة  سيستطيع توجيهنا  وفق مرجعيّته الاستعماريّة  كيف يشاء !...

 

برأيي .. يجب أن  لا نلوم الإعلام  بل يجب أن نسلّط اللوم على أنفسنا .. هل نحن أطفال   "حتى لا نعلم الذي  يضرّنا  من الذي ينفعنا"  ! ... إذا كنّا كذلك .. والواقع مع الأسف يقول  هذا , فيجب إذن أن تبقى الوصاية علينا , لأنّنا شعب  لا زال غير مؤهّل  لحكم نفسه بنفسه ! ...

 

قيل في الأثر .. أن  سكّان  إحدى  المدن الإسلاميّة  كانوا  يشكون ويتذمّرون  كثيراً  من لهيب أسعار  اللحوم التي  ازدادت أسعارها  بعدما رفعها  باعتها  , أي  قصابو  تلك المدينة , وأخذ  الناس يوجّهون نداءات الاستغاثة من ارتفاع  الأسعار  تلك  ويشكون ذلك   بكثرة الصلاة  وبكثرة الدعاء  والتوسّل إلى الله  بتخفيضها  , ولكن الأمر  أصبح أكثر استفحالاً  ويزداد  سوءاً يوماً بعد يوم  وتغلي أسعار اللحوم كلما كثر الدعاء ! , إلى أن  بدءوا يستشيرون بعضهم البعض في  ذلك الأمر , فاتفقوا على مراجعة أحد الصالحين  "يعني مرجع من مراجع أيّام العزّ !"  لاستشارته في أمر الغلاء , فذهبوا إليه  "شخصوا أمامه"  وطرحوا  له ما يشكون  وكيف أن دعائهم لا يستجاب .. فلم يشجّعهم على الركون إلى ما هم فيه من تنسّك  لحوح  في الشعائر وعبادة  تزيد عن حدّها ! , بل نصحهم  بمراجعة الله في أنفسهم  أولاً , وأن يتفقوا على عدم شراء اللحوم  , وخاصّة الموسرون منهم !  ,  فقرّروا  بالإجماع تنفيذ وصيّة الرجل الصالح  ,  فانقطع   "البث الفضائي" عن شهواتهم  بإرادتهم  , فبارت  اللحوم في أمكان بيعها  وبدأت  تجيف !  فبدا الهلع  على وجوه باعة  اللحوم , فبدءوا  بتخفيض  أسعارها... بينما بقي سكّان المدينة معرضون !  واضطرّ الباعة في نهاية الأمر  إلى خفض أسعاره إلى ما دون أسعاره القديمة  عندما  كانت في متناول الجميع !  وانتهى الأمر  بهزيمة إرادة القصّابون أمام  "تضحية"  سكان المدينة  .. وعرف الناس  أن كبت الشهوات  وردع أنفسهم  عنها هو طريق الانتصار ..   

 

مع  بدء العدّ التنازلي  ..  ومع  بدء اقتراب  موعد  غزو العراق  , وقبل شهر تقريباً  من بدءه  , فجأة .. وبينما كنّا نتابع  ما تعرضه شاشة  الفضائيّة العربيّة   "أم بي سي"  ,  وكانت وقتها  تعرض موضوعاً  , أظنه كان متعلّقاً  بفنان تشكيلي عراقي على ما أتذكّر  أو شيئاً من هذا القبيل , ففجأة .. وفي ذلك اليوم  من أيّام ما قبل الغزو الأخير  للعراق  2003 .. وقد اقترب أكثر موعد غزو العراق  .. فجأةً  انقطع بث  قناة الأم بي سي  دون سابق إنذار ! ,   لتظهر ,  وفي نفس اللحظة التي غابت فيها القناة  "الأم" مولود جديد اسمه "العربيّة" ! ..   لم نسمع بها أو نشاهدها من قبل , في عمليّة شطر مادة جينيّة  إعلاميّة مذهلة لم تكن كثيراً مألوفة لدينا , فما بالنا  وعمليّة الانشطار تلك  قد رأينا وقائعها تتم  أمام أعيننا ! ...  اسم خدّاع  أتى  بخلاف اسم  الأمّ التي ولدت .. العربيّة ! .. أي أن  اختيار الاسم قد تمّ على ما  يبدو  بمثقال حسابات  الغرب الصهيوني  يتناسب عكسيّاً والمهام الموكلة إلى هذه القناة الوليدة  !  عرفنا فيما بعد أنّ مهامّها خطرة للغاية ! , فـ"الأم بي سي"  كانت ولا زالت  عبارة عن  ناقل  لـ"المهمّات" التمهيديّة وإدامتها , بينما "العربيّة" تعرك الميدان بعد التمهيد , أي عنصر  مكمّل ,  لهذا كانت العربيّة وفق مهمّاتها الميدانيّة المباشرة  أن تختار اسماً لها  يكون أكثر تخفّياً , نظراً للخطورة  الكبيرة والمباشرة التي سيقع ضحيّتها الفرد العربي  بمهاجمته له عن قرب !, ومهاجمة الفرد العراقي على وجه التحديد ! ,  لذلك يجب أن يخفى شكل هذا السلاح ويغلّف  بعناية فائقة ؛ فكان تشكّله تحت مسمّى "العربيّة" !  رغم أنّ  "المهمّة"  واحدة  مشتركة بين القناتين , وهي العمل  على الغسيل  المستمر  لدماغ الشعب العربي واستيطانه بكل ما هو غريب ومؤذي ومزيّف ,  فالقناتين ..  ومثل ما يقول المثل المصري الشعبي المعروف  "إقلب القِدْرْ على فُمّها  تطلع البنت  لامّها" ! ينطبق  تمام الانطباق على  عمليّة الانشطار التنغيليّة التفريغيّة ...  فهما  قد أنشأتا  من على  بساط  مكوّن  "فكري"  مشترك ـ  صهيو ـ  إعرابي  ـ يجمعهما رابط  واحد  كما يجمع  المستعمر بوكيله عربي اللسان ,  فكلتيهما تعملان على تدمير الذات العربيّة  وتدمير  رموز هذه الذات ليتساوى الجميع في حبّهم  الأوحد  لفروجهم .. كرش متدلّي .. تخلف علمي .. جهل .. عدم الاستطاعة على نطق جملتين مترابطتين حتى ولو وصل  ناطقها  إلى درجة أمير أو ملك ! .. رضوخ سريع  للأوامر العليا .. ليس لله ! .. ولكن للمرجعيّة الاستعماريّة العليا .. تماماً كما كان الوضع العربي عليه في جاهليّته الأولى ! ولكن مع اختلاف الفصاحة  واستطاعة التلاعب بالصور الذهنيّة  في عقول الجموع المستمعة  بلحظة واحدة ! والقدرة العالية على حفظ جميع أشعار العرب وحكاواهم !  .. فأين الثرا من الثريّا .. من ثريّا الجاهليّة ! .. حتّى في هذه  لم نصل ! ..  وبالتالي  تدمير  كل  ما هو معبّر عن استقلاليّة هذه الأمّة واستقلال كيانها وحضاراتها ..  ولا غرابة في ذلك , بالقدر الذي يعنينا من أمرهما هو متى ستصل  قدرة المتلقي "العربي" إلى درجة اكتشاف ذاته الضائعة وسط  هذا الكم  الهائل من التشويش على وعيه ..  فأمر هاتين القناتين  لا غرابة  في تأثيرهما , فكلتيهما  تدوران من ضمن كتلة التأثير الشامل ...سلسلة  روتانا ... سلسلة  أي آر تي  .. إضافةً لسلسلة الانحطاط القيمي أيضاً   سلسلة قنوات الأم بي سي , ومنها لا شك  بلس الفضائيّة ,    فجميعها كانت  قبل غزو العراق  بمثابة  ألبوق  الصهيوني  الأوّل  وبامتياز  لكلّ ناعق, ومنهم الناعق الكذاب الأكبر  توني بلير ,  فهذه الجراثيم  الفضائيّة الإرهابيّة  لا زالت  لحد اللحظة ,  وبوفاء منقطع النظير يحسدها عليه أكثر فصائل الكلاب  وفاءً ,  تعمل بكلّ  الوسائل حد الاستماتة  في الدفاع عن  هذا المجرم الدجّال وتحاول دائماً التخفيف عمّا اقترف لسانه من تضليل  ساهم في تدمير شعب بكامله  راح ضحيّته  مليوني عراقي  وتحطيم  دولة من أرقى دول  المنطقة  رغم الحصار الكوني  والذي كان بلير  أحد أبرز عرّابيه  راح ضحيّته أيضاً ما قاربت ضحاياه  المليوني ونصف المليون عراقي بين شيخ وطفل وامرأة! ... 

 

 "العربيّة"  هي المنشطر  القذر الآخر  عن  قناة  الأم بي سي  المجرمة .. بلس هي الأقذر .. وهكذا .. فهنّ خلقن  للشرّ وليس لشيء آخر .. "يعني لم يخلقن على روح الحسين ع" !    ... وماذا كنّا  سننتظر  من بنت  تربّت في أحضان مجرم عتيد  كان صدىً  وبوقاً  قذراً  , منذ ما قبل الغزو .. وطيلة سنوات الحصار الإجرامي الطويل  الذي ضرب حول عنق العراق , ولغاية الآن , وعلى وتيرة واحدة ,  دون انقطاع ,  فماذا علينا أن ننتظر من  نسخة طبق الأصل  لقنوات غربيّة ساهمت على الدوام   في  تأجيج  حرب طائفيّة في العراق وتشويه قيادته وشيطنت رئيسه  بأقصى ما تكون الشيطنة إلى حد  نطقها جهاراً وبكل وقاحة عبر أحد وكلائها المتصلون ممن احتسبوا على العراق "صدّام حسين  لا ينام ليله إلاّ إذا شرب دماء ثلاثين طفلاً عراقيّاً" !!!  هكذا ! , بل  وكانت المذياع والبوق  القويّ الذي يروّج لكل كلمة أو حرف  يحمل بين ثناياه  تأجيج طائفي ولكلّ جملة  جديدة مبتكرة  تساهم في تغذيتها بما  يسهم  في تعمية العقل العربي وإيهامه  ...

 

العربيّة , كما  "الجزيرة" ,  رغم أنّ هذه الأخيرة قناة تطبيع صهيونيّة  هي الأخرى  متخصّصة  عملت على تسويغ  آذان المستمع العربي وتطبيع أحاسيسه على شمعون بيريز عزرائيل  شارون  نتن ياهو  الخ  منذ ولادتها  في فضاء  أوسلو  النتن  "ياهو"  ولغاية اليوم ... ورغم أنّها اختصاص عالي في دسّ السمّ الفارسي في أرقى أنواع  العسل  "والعسل العراقي الأشهر في العالم كما هو معروف!"   وساهمت أيضاً في شحن الكذب بأنواعه ضدّ العراق  وضدّ نظامه ,  قبل الحرب وبعده , وشيطنت  رئيس  ذلك النظام بأنواع الكذب الرخيص  ولا زالت أيضاً , واسألوا  "بن جدّو" وحداد ونجّار وغيرهم ! ,  وتعليبه  ثم تصديره إلى جميع قنوات  مجاري الفضاء القذر  .. إلاّ أن  قذارة العربيّة  لم  تطاولها أو تدانيها  قناة في تمزيق الحقيقة  وحشوها  مع لحوم العراقيين  وتغميسها في دمائهم  وطبخها في   كبريات مطابخ مراكز التضليل الغربيّة  وكافتريات  "التيك أوي"  تدّعي العروبة  تابعة وبيعها  يوميّاً  على ناصية أرصفة العمالة والخسّة والدسّ الفضائي  وتلقيمه  بأنواع  الموصلات , وخاصّة فتاوى  الشيوخ  و "الوعّاظ"  ومراجع مختلفة  وبكل ما  يعمل بالضدّ من العراق ومن شعب العراق , هذا الشعب العظيم الذي لم يلاقي شعب ما  في العالم  من جيرانه وأبناء عمومته  كما لاقاه  من أنواع المؤامرات والدسائس من هؤلاء  "الأشقاء"  ,  ولا غرابة أن  تكون  قنوات هذا الفضاء القذر  من أشدّ  آلات الدمار بحق العراق والعراقيين ,  فهذا الإعلام العميل والوسخ وأمثاله  كان ولا يزال من أكثر أسلحة الغرب تدميراً  بحق العراق  وأكثرها نهشاً في لحم العراقي  وأكثرها لغاً في دمه , ولا غرابة أيضاً  أن تكون العربيّة , هذه القناة الإرهابيّة القذرة  من  أشد  مراكز الإعلام  تحريضاً  على تأجيج الحروب الأهليّة  بين أبناء البلد  الواحد , سواء في العراق أو في فلسطين أو في لبنان أو في باكستان وأفغانستان , ولا غرابة أيضاً  أن تساهم , بل وتتصدّر باقي قنوات المشايخ  في تشويه  المرتكزات والحاضنات والمكوّنات التي  أنجبت بطل أسطوري  لم تنجب  الحقب البشريّة مثل  مواصفاته القياديّة  ومثل شجاعته الأسطوريّة  منذ قرون طويلة , رمز للبطولة  الفذة  والإقدام الذي لا نظير له ورمز شامخ من رموز الثبات على  القيم  الإنسانيّة والقوميّة والوطنيّة النبيلة الشهيد صدّام حسين , هذا القائد الذي لم ينحني  لغير الله حتى وهو في أشد  لحظات حياته حرجاً , ولم ينبطح  كما انبطح  أعراب الجحوش والمذلّة والبيع بأبخس الأثمان  حتى لو كان المباع لديهم  أمّاً  لهم  أو أختاً  أو عرضاً ! ...  

 

هذه البؤرة الإعلاميّة القذرة  , والتي  أسماها  أربابها  السفلة  أعراب هذا الزمان  "العربيّة" ..  لا غرابة ...  وهي ابنة من , ومموّلوها من !  أليسوا  هم  "الأشقّاء" !  هؤلاء السفلة  المجرمون  الجهلة  المتخلّفون  الذين لا يشعرون في هذه الدنيا من قيمة سوى بقيم فروجهم العليا والسفلى !  هؤلاء الذين ارتضوا  وهم لا زالوا  أجنّة في بطون أمّهاتهم المتخلّفات  أن يكونوا الأداة الطيّعة  والظهور المنحنية , ليس لله , ولكن  لكلّ ما  يعمل  على  استعباد الوطن العربي وبيعه  للأجنبي  , حتى لو كان الضحيّة من أبناء  عشيرتهم ودينهم ولغتهم وتراثهم ومجتمعهم ...  ألا خسئ هؤلاء  المنحطّون أصحاب هذه الفضائيّات  الإباحيّة  الخلق  والأخلاق  وعليهم  وعلى كل من يعمل فيها  لعائن الله وملائكته والناس أجمعين ....

 

الجزيرة  العربية الأم بي سي  أبو ظبي  وبقيّة جوقة الأبواق الفضائيّة  الناطقة بالعربيّة   هي في محصلتها  النهائيّة , بجميع عامليها , وبمذيعيها , من الذين أدخلوهم  "دورات"  في التخابر  الأمني الإقليمي والدولي والتحقيق الجنائي الإرهابي  تحت مسمّيات التدريب على الحوار  وأفضل الطرق في إذاعة الأخبار وكيفيّة التأثير  "الكارزمي" على المستمع !  ,  فهذه الفضائيّات الناطقة بمجملها تقوم بمهام الترجمة لقنوات  سي أن أن والأم بي سي والسي سي بي والبي بي سي والدي دي تي  والسكاي نيوز الخ  لا أكثر  عن قنوات استعماريّة غربيّة  أرادت التعمية المستمرّة على  ما تبقى من فتات  وعي  لا زال  يمتلك بقاياه  العربي ,  ارتأت أن تخاطبه  "عن قرب" بهذه الفضائيّات المتخفّية ,  لتبشيره  بالقرن الأميركي  الجديد  بعد التخلّص  من عقبة الاتّحاد السوفييتي  وانهيار المعسكر الاشتراكي , ونظراً لخطورة المقصد الغربي على أذني المستعبد العربي  إذا ما خوطب مباشرةً وعن بعد بالقرارات والتوصيات  الاستعباديّة الجديدة في ضل الوضع الدولي  انفراديّ القطبيّة , ولم ينسوا  المثل الشعبي العربي الساخر  "إنطاهه أبو لندن" ! في إشارة من العراقي  واستهزاءاً بتلك الإذاعة البريطانيّة التي كانت تحاول تسميم العقول  بطرق غاية في الاتقان  لم تعبر  على  وعي العراقي  , أيّام  ما كان لا زال وعيه تكتسيه الفطنة ولم تتغلغل  بعد الشعائر المجوسيّة  التخديريّة  في كيان الكثير من أفراده , تقرّر مخاطبته من قريب وبلسانه هو  على طريقة "الحكم بالنيابة!" في  الوجه الثاني من الاستعمار "الاستعمار الاعلامي الحديث!"  ابتدأت  بالابن الأكبر  "الجزيرة"  من نقطة انطلاقها من أوسلو  , وليست الأم بي سي  بلس  , آخرها ! ,  والله وحده  أعلم أين ستنتهي سلسلة الولادات  بالانشطار الجيني الإعلامي  ومن ستكون آخرها ! ...

 

وهنا ,   لا يفوتنا  أن نذكر حقيقة  ساهمت في الوصول  بشعبنا العربي إلى ما وصل إليه .. ويجب  الإقرار بها  على أمل  معالجتها  مستقبلاً ..  وهي :  لولا  أنّ  وجدت هذه القنوات قبولاً وآذان صاغية من المستمع العربي  وعيون شرهة منه !  لم تكن  لتزدهر هذه القنوات وتستمر لغاية اليوم وتساهم المساهمة الأكبر في تدمير  فلسطين  والعراق أرضاً وحضارة ...  فعلى كاهل المستمع العربي  وحده .. ووحده  فقط  , وأعني به  الشريحة الأكبر  منه  , شريحة المسلسلات  والكليبّات ! ,  يقع  عليها الوزر الأكبر ممّا حصل لنا وسيحصل  لا سامح الله  .... !

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور