فلنحذر ألاّ  يكون ''خور العمية'' مشروع صفوي ـ أميركي  لـ''قادسيّة'' صغيرة  بمقاسات رقع  رصيد  انتخابات سيّد  محسن المعروف بالمالكي ..

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي
قبل كل شيء , أودّ  أن انوّه هنا  إلى أنّني  شخصّت  إسم  دولت رئيس وزراء المحتل  في حكومته الرابعة  بمثل هذه  الدلالات  ,   لسببين أوّلاً  هي من باب التذكير  لدولته  أن  لا ينسى  واقعه الذي تربّى عليه  لغاية ما بلغ من العمر  عتيّاً  حيث التحوّل المفاجئ  في حياته ! ,  وثانيهما  أنني متأكّد أن سعادته  سوف لن يستنكف من ألقابه  أو أسمائه الحركيّة  السابقة  التي عاش عليها  أو اعتاش منها سياسيّاً  ودينيّاً طيلة فترات نضالاته التفجيريّة  التي استمرّت أكثر من ثلاثة عقود  إذا ما  كرّرناها على مسامعه الآن  ...


فليس مصادفةً .. على ما يبدو .. أن يكون احتلال  ميناء خور العمية النفطي العراقي  يتزامن مع  بدء العام الهجري !  أيّ مع موسم عاشوراء  التي  تتصدّره  إيران دينيّاً , أو كما تحب هي أن  تكون كذلك ,  ليس حبّاً بالحسين بكل تأكيد ,  وليس حبّاً  بآل البيت  العرب بالطبع ! ,   ولكن  لأسباب معروفة , باعتبار أنّها   فاجعة كبرى ألمّت بـ"آل البيت ع" وألمّت بأتباعهم  من "المظلومين".. في الحقيقة أنّ هذه الفعلة الإيرانيّة , فعلة الاستيلاء على أراضي الجوار  , ومنها أراض  العراق , ليست جديدة  عليها وعلى تاريخها المليء بالانتهاكات  ضدّ  دول الجوار , ومنها   استيلائها  على  الأحواز العربيّة  المساحلة للخليج العربي من جهته  الشرقيّة بالتعاون مع بريطانيا ! , وكذلك استيلائها على النصف الثاني من جهته الشرقيّة  من شط العرب والكثير من القرى والقصبات المحاددة  بين العراق وإيران والتابعة للعراق  وبتشجيع بريطاني ! , ومنها استيلائها  على جزر الإمارات العربيّة   طمب  الكبرى وطمب الكبرى وأبو موسى , وبالتعاون مع بريطانيا كذلك !  وكذلك مطالبة  إيران بالبحرين أرضاً وشعباً !  الخ .. والأمر يطول كثيراً إذا ما تعمّقنا بالتاريخ البعيد , لأنّنا  سنجد في نهايته  أن الكثير من الأراضي العربيّة , والعراقيّة على وجه التحديد , قد قضمتها الدولة الفارسيّة عبر مراحل من القوّة العربيّة وانخفاض مناسيب تلك القوّة  عبر التأريخ تصل مساحاتها إلى حدود قريبة من طهران  نفسها ! ثبت جميعها , بواقع  اليوم ,  أنّها لم تكن تستطع  دول الفرس المتعاقبة  الحصول عليها  لولا تعاونها عبر جميع حقب تاريخ المنطقة  مع دول قويّة أخرى تناصب العرب العداء هي الأخرى ...


العمليّة  الخيانيّة  "السياسيّة"   المتأزّمة  بأعلى درجاتها  التي تمرّ بها  حكومة المالكي  خصوصاً  كما تمرّ بها  كامل  كوادر الأجهزة العميلة  من  سكنت  المنطقة  الخضراء  ممن سحبتهم الدبّابة الأميركيّة خلفها  بشكل  عام  ,  وصلت   بمجملها  مع تصاعد  الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة  والعسكريّة التي  تمرّ بها حكومة واشنطن , إلى أعلى درجات  الخطورة  بما يهدد مستقبلها  ويرمي   بها نحو لمجهول ,  لتقع  بين  براثن هواجس الضياع  والتيه  وبين  هاجسها  المستديم  بالاحتماليّة الكبيرة  في  تعرّضها  لمختلف التهم  اقلّها خطورةً  على هذه الكوادر  العميلة  هي تهم  النهب العام  لأموال الدولة  والتزوير والكذب  وأعلاها هي تهم  الخيانة العظمى لبلدهم  واشتراكهم في قتل مليوني عراقي وتورّطهم في جرائم الاختطاف ومقابر الشوارع  وغير ذلك من  التهم الخطيرة  المسجّلة ضدّهم والموثّقة  بانتظار  تخلّي المحتل عنهم  وعن  تلك الملفات  مع ساعات هروبه  الأولى  والتي تستوجب  تخفيف أحماله  وأثقاله التي ينوء  بها   بأسرع ما يمكن  , مثل هذه العواصف   المهلكة التي تعصف بأعصابهم  تترك بصماتها يوميّاً على قراراتهم التي يتّخذونها  , سواء عن طريق برلمانهم  أو عن طريق مجلس وزرائهم  , وهي قرارات  باتت  من  السوء ما  أصبح يتندّر بها  وبنتائجها  الشعب العراقي , وكذلك القرارات  "الوزاريّة" التي تمثّل قمّة في الارتباك  والقلق  مما بدت وكأنها مصائب مضافة  تمثل  نماذج  سلبيّة  وتطبيقاتها مضيعة للوقت الثمين الذي تمرّ به  قوّات وليّ  أمرهم  المحتل   الذي يوشك  أن يقذف بهم خارج أسوار محميّة الخضراء  اختزالاّ للضائقة الأخلاقيّة من جميع وجوهها  والتي يمرّ بها , علاوة  على  الانقلاب العالمي الكبير  وعمله المتواصل  باتجاه إدانة بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة  ممثلةً برموزها  ـ توني بلير مثلاً  وبعده بالتأكيد  بوش ـ  علاوةً على استمرار نشر فضائح  كبرى عبر الصحف العالميّة  وسرعة انتشارها في جميع أنحاء العالم , تشير معظمها إلى تهم  دوليّة ومحلّيّة  تلاحق محاكمها  الكثير من هؤلاء  الذين يشكّلون عصب ما تسمّى بالعمليّة السياسيّة ! , خاصّة بعد أن رأوا  الجدّيّة الكبيرة التي  تنتهجها الكثير من   محاكم   "أوطانهم"  التي  لجئوا إليها  وجنّستهم بجنسيّاتها , خاصّة  بعدما رأوا   "ليفني"  .. التي هي  ليفني  !.. وما أدراك ما ليفني ! , وقد أصابتها الهستيريا  وجنّ جنونها  من جرّاء المطاردات  الدوليّة التي تلاحقها بتهم  الإبادة البشريّة ! ,   فما بالنا  بوجوه تشبه في طلعاتها البهيّة  الكركدنك  وأضلاع  مصفحات الهمر  والقرود  وأبو الزمّير ! ...


العدوّ  الفارسي يتابع كل ذلك ... ويحاول ترميم ما يتهدّم فوراً  ممّا يتساقط من  حجر  "أعمدة حكمه المرقّعة" ممثلةً  بأعوانه العراقيين من أصول فارسيّة  ,  أو من  انخدع  من العرب  بهم  وتأثّر  "بكارزميّتهم" الولوليّة اليبوهيّة البكّائيّة !  فتبع هذه الأصول !  , فكما  يقال .. أنّ إيران استطاعت  إعادة  ابنها الطموح "سيّد محسن المالكي" إلى جادّة الصواب !  , ولكنها  لم تستطع  بعد  من التأثير على الشعب العراقي الذي  بدأ يلعن  , خاصّة في هذه الأشهر الأخيرة الدامية  التي مرّ بها ,  يلعن  علناً  ذلك اليوم  الأسود التي رأى بها هذه الوجوه   السوداء الكالحة  ويلعن ذلك اليوم البنفسجي الذي لوّث به إصبعه بطيفه المعتم  الذي انتخب فيه  وتورّط  بهذه العاهات السياسيّة  , مما يعني بالتالي , بحسب التخوّف الإيراني ,  تأرجح  الانتخابات  القادمة المزعومة  بين قبول الشعب العراقي لها والرهان  في ذلك على الزمن أن يفعل فعله الإيراني  في تراخي  ضمير الشعب أو نسيانه البلاء  الذي يلحق به يوميّاً , وبين  ضعف فاعليّة  الوجود الأميركي بعد  كثرة تركيز نظراتها  على بوّابة الهروب وكيف سيكون  ذلك الهروب ومن الضامن !

 

مما يعني بالتالي  نفض يديها عن  الوضع السياسي العراقي برمّته وتركه صراعاً للأقوى , وإن هي  إلاّ  هنيهة من الوقت وتفعل  ذلك , ممّا يعني أيضاً  ضبابيّة  المتصوّر الإيراني في إمكانيّة  ديمومة  سهولة   انتقاءها من تريد  أن يفوز بالانتخابات  القادمة  بعد أن فقدت الظل الأميركي , إن وُجدت  تلك الانتخابات في الأفق المتفق عليه , أو  نفض يديها هي الأخرى  نهائيّاً من المشهد السياسي العراقي  بعد أن تكون  قد أصبحت  هي نفسها برموزها  الإيرانيّة  ومن زرعتهم من عصابات وميليشيّات في الجسد العراقي  من ضمن الطرائد التي  تتصيّدها  بشراسة القوى الحيّة القائدة للشعب العراقي  وتلاحقها  أينما دبّت وأينما اختبأت .. إذن .. من الممكن أن  إيران  قد  تكون قد حسبت مثل هذا السيناريو المحتمل  ممّا سيجعل قبضتها  تنكمش بشدّة على  ستائر قماش مسرح العمليّة السياسيّة وتعضّها  صاكّة عليها بأسنانها  بدون وعي منها   وهي تحت تأثير  مثل هذا السيناريو المرعب بالنسبة  لها ! .. عندها  فلا بدّ من  عمل شيء ما يلملم  أطراف  ما يمكنه أن يؤسّس  لوضع منافس  لذلك السيناريو إذا انتقلت صور مشاهده بيد  قوى المقاومة العراقيّة , وهي الجهة الوحيدة المؤهّلة لملئ  الفراغ السياسي والأخلاقي  في العراق , وهذا تعرفه جيّداً  إيران  وتعمل بالضد منه ... فعلى طريقة  حليفتها  السياسيّة في المنطقة , أميركا الصهيونيّة ,  عندما  تختلق مبرّرات تدخّلها , من خلال اختلاقها  المسميّات المثيرة للرعب  بعد صناعة سلسلة من أعمال الموت  وإلصاقها  بالدول التي  تقع عينيها الشرهتان على خارطتها  المكتنزة بالثروات  أو بعوامل أخرى لا تقل أهمّيّة  كما هو معروف , من المحتمل أن تكون  ما قامت به أخيراً  إيران باستيلائها على  خور العمية من ضمن مسلسل مؤهّل  لصناعة بطل عراقي , ولكن هذه المرّة   بمواصفات إيرانيّة ! ,

 

له تأثير مهيّأ  سلفاً على شريحة  منخدعة  بأحابيله السياسيّة ووعوده  السرابيّة  , وقابل للانتشار  إذا ما تحقّق شيء ما  , قويّ التأثير على الضمير العراقي  المتعطّش  لمن يعيد  له  ولو لجزء من حقوقه  الضائعة  بين لعاب  إيران  وبين  شراهتها العابرة للأخلاق  , وبين شراهة  المحتل الأميركي  العابرة للضمير والأخلاق معاً  ,  هاجس الخوف وعوامل القهر تعصف بالعراقي  الآن  بعد أن  استولت إيران  على جزء من الأراضي العراقيّة ادّعت , كالعادة , وبصلف كبير ,  أنها جزء من أراضيها ! , فإذا ما استطاع  رئيس وزراء حكومة الاحتلال الرابعة  نوري جواد  باستعادتها وسط مظاهر  الصراخ والهيجان العراقي  فإنّه سيكون قد  كسب جولة مهمّة على طريقة  غرز  أوتاد  تشبّثه بكرسي الرئاسة إلى أبعد  ما بعد الهروب الأميركي  من العراق !  وبذلك , وبحسب   التمني  الإيراني , سيكون هو الفراغ  المناسب  الذي تستطيع إيران عبره من ملئه بسهولة ! ..  

 

يعني  ليس من المستبعد أن تمرّن عميلها المزوج  أبو النور  على تقمّص  شخصيّة بطل القادسيّة  الثانية! , وتساعده  بشكل تمثيلي ميداني قتالي ! ,  أو بآخر ! , على  قيادته  عمليّة  لا تخلو  من  جلببة  وأخذ وردّ  وبيانات عسكريّة  سيستطيع بعدها السيّد محسن  من استعادة خور العمية   عبر بيان عسكري  تسبقه آيات من القرآن الكريم  للتأثير على العراقي  المتعطّش لبطولة ما مع لطميّة مناسبة , ولو على طريقة عدنان القيسي ! ,  قد ... تؤهّله  للفوز بالانتخابات ! .. وشتان .. أين ثريّا القائد العظيم  ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر )  وبين هذا اللطيع  قرقوز  صيحات  ملالي قم ... ! ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور