خطّة أمن '' حرامي '' بغداد .. أراويك الموت كي ترضى بالسخونة !

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي
قبل كل شيء يجب أن نتذكّر ويتذكّر جميع العراقيّين , وكذلك يجب أن يتذكّر على وجه الخصوص "كتّاب المارينز" إن كانوا يمتلكون بقيّة من حس الإنسان الحرّ الذي لا يقبل العبوديّة إلاّ لله , أنّ الأمن المزعوم الذي ما فتئ يطبّل له ليل نهار الكتّاب المأجورون ومن ورائهم فضائيّات العم سام الناطقة بـ"العراقيّة" والعربيّة من قنوات الدجل والتبعيّة والعار على أساس أنّه قد بدأ يتحسّن , وهو نفس ما كنّا نسمعه "منذ بداية الاحتلال ولغاية هذه اللحظات" يكرّرها دائماً أيتام برايمر , مما يدلّ على عطش هؤلاء لاستقرار الأمن في العراق بأيّ شكل من الأشكال , بعكس ما يروّج أحياناً بفوضى خلاّقة وما إلى ذلك , على الأقل خدمةً لحساباتهم المصرفيّة والمنصبيّة ! ولكي يقال ذهب الرئيس خطب النائب تحدّث المستشار استقبل سعادته ودّع فخامته ! والاستقرار يخدم شركات المحتل الناهبة للقارّات أيضاً !.. وأن هذه "الفوضى" الدائرة منذ سبع سنين على أرض العراق تبدو وكأنّها ليست في صالحهم ! وممّا يدل بالتالي أيضاً أنّ هنالك جهة أخرى أو جهات تحاول اجتثاثهم فعلاً , كليهما , المحتل والمحلول فيه!" ... وبما أنّ الأمن تحقق "أخيراً" وللمرّة المليون ! بحسب هذه الوسائل الإعلاميّة النجسة , فإن رئيس وزراء المحتل نوري جواد بالتالي له الفضل في "تحقيقه" ! , ونودّ أن نذكّر هنا الجميع بأنّ هذا الأمن هو في الأصل كان موجوداً ومتوّفراً في العراق حتى بعد الغزو وما أعقبه وما تلاه من وقوع المحتل في مستنقع العراق الذي أُعدّ له بإحكام في صفحة المجابهة الثانية وما جرى بعد ذلك في هذه الصفحة المشرقة من تاريخ العراق والإنسانيّة من تشويه متعمّد لسمعة العراقيين طبّلت لذلك وما زالتا جزيرة قطر وعربيّة عار المشايخ , وغيرهما , ليستقرّ الأمن بعد الذي جرى في تلك الفترة ليتفرغ العراقيّون المقاومون "ببدلاتهم المدنيّة!" لاستئصال شأفة الغزاة وتحطيم آليّاتهم الإجراميّة وتحييدها وليستمر وضع عامل الأمن بعد ذلك بوتيرة متفاوتة , رغم الكمّ الهائل من الهجمات التي كان يتعرّض لها المحتل يوميّاً وصلت في بعض الأيّام إلى السبعمائة هجمة في اليوم الواحد ! , فكل ذلك الكمّ الهائل من التفجيرات والمجابهات لم تصل بعد بدرجات غير مقبولة لتمسّ أمن المواطن في عقر داره بالقدر المعروف بعده ولحد ما قبل تفجيري الأمام العسكري الذي صنعه المحتل الغازي عبر كلابه الصفويّون وحزمة الأحزاب الإسلاميّة العميلة وغيرهما من التي جاء بها المحتل مربوطة خلف دبّابته أو التي انتظرت مختبئة في مجاري العراق متربّصة لحين دخول الغزاة , وخاصّة تفجير المحتلّ الأوّل لقبّة المرقد العسكري ع , وسبب التفجيرين بات واضحاً ولا يحتاج إلى دليل لمعرفة الغرض الذي أجبر المحتل لفعلته تلك , وهي باختصار محاولة المحتل حفظ جلده من السلخ النهائي الذي شوَته له المقاومة العراقيّة في هذه الصفحة من المواجهة والجارية لحد الآن , فلم يجد الغزاة حينها ما يختبئون خلفه غير إشعال حرب عراقيّة ـ عراقيّة , أي إشعال حرب "أهليّة " تشغل المقاومة بنيرانها , وهي من الخطط الاستعماريّة القديمة جدّاً كما هو معروف والتي , لِقِدَمِها , يخرج من بين أوراق ملفّاتها المتهرّئة الغبار والعناكب مع أوّل ملامسة لهذا الملف , واستمرّ وضع الأمن المرتبك في العراق حتّى بعد فشل تحقيق الأغراض التي تمّ إشعال تلك الحرب لأجلها , ولغاية اليوم ! ..


الخلاصة التي نريد أن نتوصّل إليها , هي أن الأمن في العراق كان موجوداً ولحد ما قبل التفجيرين , فيما عدا مداهمات قوّات الاحتلال لمنازل المواطنين واعتقال "المشتبه" بميولهم المقاومة , وغير ذلك فلم تكن هنالك عمليات لخطف أو تهجير أو مقابر شوارع أومقابر عوائل مفعّلة بالشكل الخطر كما عرفناها فيما بعد وكما هي لازالت موجودة تشتدّ أو تخف بحسب الوضع السياسي وبحسب جدّية المحتل بالهروب من العراق من المماطلة فيه , يساعد على جميع كل ذلك فيما يخصّ "تحقيق" الأمن المزعوم هو بما يمكن أن نسميه :


أوّلاً "حَوَل الرؤيا الضاخّة للإعلام" ! ذلك أنّ من أهمّ ما اعتمد عليه الإعلام هو اكتمال غلاف الدرع البشري الواقي لجلد المحتل بعد جهد جهيد وبعد أن راح ضحيّة ذلك البناء مئات الآلاف من الضحايا العراقيين عند مراكز التطوّع "التجنيد القديم" وفي مراكز مستحدثة شبه سرّيّة ! ..


وثانيهما "استقرار" القوّات الأميركيّة في أماكنها المحدّدة "القواعد" التي نعرفها الآن بعد سنتين تقريباً لبدء الغزو من البحث عن مستقرّ لها قد يقيها التخندق في هذه المستقرّات ما كانت تتعرض له بعشرات الألوف من القتلى والجرحى شهريّاً على أيدي مقاومينا الأبطال وهي أرقام غير معلنة تسببت بالتالي في الانهيار العسكري الحقيقي لقوّات الغزو في العراق والتي هرب جرّائها جميع القوّات الغربيّة الحليفة وغيرها من التي شاركت المحتل غزو العراق , ممّا جعل هذا "الدرع" البشري , من قوّات شرطة "عراقيّة" وجيش "عراقي" يتحمّل الكثير من الخسائر بالأرواح نيابة عن قوّات الغزو ! , فعندما نسمع اليوم مثلاً عن مقتل تسعة من أفراد الشرطة في الموصل وأربعه في بعقوبة أو اثنان في المحمودية الخ في اليوم الواحد , عدى الجرحى , و سبعة جنود "عراقيين" في الرمادي وكذا في ديالى أو في بغداد الخ وفي اليوم الواحد أيضاً , فإن ذلك يعني خلل خطير في الأمن يتغاضى عنه الإعلام الضاخ للبيانات ويزور الحقيقة بكل تأكيد , إذ أن مقتل هذه الأعداد يوميّاً تعني أنّ هنالك تفجيرات ! وإلاّ كيف نفق هؤلاء ! خاصّة إذا ما أضفنا لهذه الأرقام ما تتعرض له قواعد المحتل وأرتاله من هجمات يوميّة بالتأكيد ستترك آثار من الفوضى الأمنيّة ما سيعيد الأمن يوميّاً وباستمرّار إلى المربّع الأوّل ! "قبل ثلاثة أيّام إلى أربعة .. 14 ـ 12 ـ 2009 على سبيل المثال في اتصال مع أحد من أتّصل بهم بين حين والحين , سألته عن أحواله في مكانه الجديد في بعقوبة بعد أن غادر منطقة "الحبيبيّة" في بغداد بعد مطاردته من قبل ميليشيّات كانت تريد حياته ! , سألته عن عدد هذه الإنفجارات التي بلغت الثلاث أو أربع في المنطقة الخضراء وعن حقيقة أعداد القتلى والجرحى المعلنة , أجابني , وبالحرف الواحد , أنا اليوم فقط , أي قبل أربعة أيّام , والتي سمعت أصواتها "هنا" فقط , ويقصد منطقة بعقوبة وما حولها وفي مناطق أبعد يسمعه من القادمين , لم أحصها ولكنها ناهزت المائة انفجار بحسب تقديري ! ... هذا يحدث يوميّاً !" ..


في الحقيقة , وكما كنّا نكتب بذلك في السنتين الأُولّين من الغزو والمقاومة : "أن العدو ينشر بيانات عمليّاته ويعلن عن قتلاه فقط تلك التي تكون قريبة من آذان وسائل الإعلام العالميّة وتحت عيونهم!" والتي كانت تلك الجهات الإعلاميّة موجودة آنذاك بأعداد كثيرة رغم ندرة خروج كوادرها خارج الفنادق ! والتي اختفت آنئذ بسبب قرار خنق الإعلام نهائيّاً خاصّة بعد ظاهرة الصحوات الخيانيّة ! لذلك كان يبدو الجوّ "الأمني" أمام المتابعين , كما اليوم , وكأنّه يتحسّن ! ولكنّ التفجيرات النوعيّة وقتها والتي كانت تذهب بأرتال أميركيّة كاملة بين حرق وأسر عدا المحق التام للقواعد التي يتّخذها العدو ملاذات آمنة له قدر الإمكان ! فقط كانت هي التي تفضح حقيقة ما كان يجري , ولتستمر ماكنة التضليل المرافقة بالعزف على النغمة المعروفة القاعدة والتكفيريين الخ من التي تزوّر حقيقة ما يجري على الأرض وكأنّ الأمن في تحسّن مستمرّ ! فتجري تلك البيانات من فم , هوش بني زيبار , مثلاً , وكأنّها دخان أسود يتصاعد من فوهّة قاذف عربة همر بعمر حرب نافارون مباعة للجيش العراقي "الجديد" ! ومعلناً في نفس الوقت هذا الوزير "أن الوضع الأمني مستقر لولا هذه الأعمال التي يقوم بها أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة الخ!" , بالضبط كما يحدث اليوم ! , فلو يتم إحصاء عدد التفجيرات التي يعلن عنها الإعلام "الرسمي" اليوم , سنجدها كافية لكي يتلمّس أحدنا مقدار الكذب والتلفيق الذي يتصدّر مشهده المكصوصي والكذاب نوري وبقيّة جحوش المحتلّ الناهقة وكلابه , لكن الأمر الغريب , بل والأكثر غرابة بشكلها الشاذ .. ليس في كميّات الكذب التي تسابق لعاب هؤلاء جحوش المحتل وهي تتزاحم للخروج من أفواههم , بل هو ذلك الكمّ الهائل من الصلف في الكيفيّة التي يتحمّل معها المرء كل هذا الكذب تصل به إلى حدّ اللا آدميّة ! ... العرب ... وفي "جاهليّتهم" .. كانوا يستنكفون من الكذب , ولا يتحمّلون الكذّاب , ولا يطيقونه , ويعتبره , حتى المتجبّر منهم , منقصة لرجولة الرجل وشك كبير في فحولته ! , لذا فقد كانوا يتسابقون فيما بينهم على الثبات على الصدق , بل وكانوا يطلقون على النبي قبل بعثته ويتفاخرون بـ الصادق الأمين ! .. حتّى أنّ أبا سفيان , على جاهليّته قبل الإسلام , وعلى "ناصبيّته" بعده ! , بحسب توصيفات الرواديد والروزخونيّون ! , عندما ذهب يواجه هرقل الروم بعد دعوته له , همس وهو في حضرة هرقل بأذن أحد ممن رافقه مع الوفد العربي الذي برفقته "نبّهني وأنا أتكلّم مع ملك الروم أن أميل إلى الزلل دون قصد فأخطأ في الكلام قد تحتسب عليّ بعدها كذبة !" ...


ما يجري اليوم من تفجيرات , والتي ابتدأت بتفجيري الأمام العسكري , غايتها استهداف الشعب العراقي , بالإضافة إلى أغراضها المعروفة يكن فيها تصفية الشعب العراقي ديمغرافيّاً مطلباً عزيزاً للكيان الصهيوني وصنوه الصفوي وإلقاء تبعاتها بنفس الوقت على التكفيريين البعثيين الوهابيين الصداميين الخ وحتى ولو كان المستهدف هو المحتل وأعوانه من قبل المقاومة العراقيّة فإن الجيش المسخ وشرطة العمالة تطلق النار فوراً على المارّة من العراقيين ليبدو الأمر وكأن التفجير كان يستهدفهم ! , وهو أيضاً تعويد الشعب العراقي وتعويد أحاسيسهم على الأحداث الجسام الشديدة التأثير من التي يصنعها أذناب المحتل وتحت عينيه لكي يستصغر الشعب ما بعدها من عمليّات خطف واغتيالات ومداهمات واعتقالات تطال جميع شرائحه الاجتماعيّة بدون استثناء رغم الكمّ اليومي الهائل من أعمال التصفية التي تجري بين المتنازعين على صدارة من سينهب أكثر من أحزاب وتجمّعات أتت مسحوبة خلف الدبّابة الأميركيّة ما يجعل المواطن البسيط لا يلقي لها بالاً وكأنّه يستمع ويشاهد احد مشاهد عاشوراء الدمويّة ! مادّتها تلفيق وتضليل إعلامي على السنة هؤلاء الذين يسمّيهم إعلام المحتل بالحكومة العراقيّة من الذين لم نقرأ أو نسمع من قبل حتّى في أغرب بطون الموروث المحلّي أو العالمي أو ما أرّخه المؤرّخون عن الشاذ أو الأكثر شذوذاً أو من الغير المعقول من الانكباب الشره على المال الحرام حتى لو كان مغمّس بأشلاء مئات الأبرياء ودماء عشرات الألوف من الأيتام والرضّع .. ومثل هذه المشاهد التي تسابق أيّام الأسبوع في إيذاءها كاهل المواطن العراقي زيادةً على ما هو عليه , هو نفس ما كان يجري من تشويش وتضليل إعلامي كانت ولا زالت الغاية منها , أيضاً , وأوّلاً وقبل كل شيء الغمز واللمز لشركات النهب العالميّة لتوقيع العقود معها ! على أساس أنّ العراق أصبح آمناً وانّ الحياة طبيعيّة في بغداد وأنحاء العراق ! ,وهذه الحكومة المنصّبة تعرف أن لا إعمار ولا هم يحزنون , لأن الشركات المعنيّة تفهم لغة الإشارة !

 

ولكنها مخاطبة "عن بعد" تدغدغ مشاعر العراقي المنهك وليس غيره على أمل إقناعه بنجاح جهود من سبق وأن انتخبهم ! , وهي محاكاة لبيانات القادة الأميركيين , السابقة أوالحاليّة , التي كانت ولا زالت تتجاهل فيها عن عمد كل ما تتعرض له قوّاتهم من هزائم , في تزييف واضح للحقائق غايتها الكذب على الشعب الأميركي لغرض التغطية على الفشل الذريع الذي يلاقيه أوباما كما سبق وأن كانت تغطّي هزائم بوش وعصابته النتنة على أيدي أعظم مقاومة عرفها التأريخ ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور