الصراع على أرض العراق  بين الشعب العراقي والحلف الأميركي ـ الغربي  وليس شيء آخر ..

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي
طبعاً أن أكثر ما يثير الحزن والأسى  وأمراض الكآبة الحادّة والآلام  النفسيّة التي  تلقى بكاهلها على  المتابعين لما يجري  من صراع عسكري حامي الوطيس على أرض العراق  عسكريّاً وإعلاميّاً  وحضاريّاً واجتماعيّاً , سواء أكان منهم  المتابعون الذين همّهم الوحيد  هو تحرير العراق ,  أو القوى العربيّة والعالميّة المساندة للشعب العراقي والمتطلّعة , , فأكثر ما يثير كل ذلك هو ممارسات الغرب المقصودة بتعمياتها الإعلاميّة  التي اشتهرت وتفننت فيها  وفي صياغتها  لجعلها سيّدة المشهد الإعلامي العراقي  وتصويره  بعكس  حقيقته  أو بخلاف  ما يجري  منذ سبع سنين دمويّة ولغاية الآن  , الغرض منه  كما هو بات واضح هو إظهار الصراع العسكري المسلّح  الدائر , بجميع وتائره ,  إن زادت كثافته أو تراجعت , خلال كل هذه الفترة من السنين وكأنّه يدور بين  "المسلّحون المتمرّدون والقاعدة الخ"  من جهة , وبين أبناء الولادة القيصريّة للّصّ الكذاب "براهيم"  , برايمر  , من أحزاب جاء بها المحتل ومن مكوّنات غريبة على المجتمع العراقي وعلى أخلاقيّات  شعوب المنطقة المتوارثة , تزداد سقوطاً كل يوم وتكشف أكثر عن هويّات أصحابها الحقيقيّة المرتبطة  بالحلف  القديم الجديد ـ الغرب   ـ جارة السوء إيران  الساعية  بكل ما أوتيت من شيطنة ومكر خبيث وإجرام  غادر ,  يساعدها في ذلك الوضع الدولي الشاذ  الذي نحن والعالم  لا زلنا نمرّ بأزمته , لأجل استعادة أمجادها في استعباد المنطقة ! , وطبعاً فإن المقاومة العراقية المسلحة في ضل هذا الوضع الدولي الشاذ الراهن  ليس لها  من معين  إلاّ الله  وليس لها  إلاّ الشعب العراقي  والخيّرين ! ..

 

بينما  نجد  أنّ  المحميّة  الخضراء  "المكوّتنة"  التي  تحوي بين مجاريها  أيتام  بريمر , هذه المحميّة القابعة  برموزها اللصوص الدوليّون ومن سار بركابهم كالسرطان وسط بغداد , تستمدّ جميع ما يلزم بقائها  من دول الغرب على وجه الخصوص ومن أغلب دول الجوار بما فيهم جامعتهم  العبريّة المجرمة ومجلس  "الأمن"  الدولي , حيث نلاحظ  كم من الاهتمام  يلقى  نوري الشهير بالمالكي حين يحل ضيفاً مرحّباً به غاية الترحيب  إذا ما وطأت  قدميه إحدى هذه الدول الغربيّة  أو العربيّة المعتدلة  "شوّهوا حتى الصورة الجميلة  لكلمة الاعتدال  لعنهم الله!"  أمّا إذا وطأ إسته طهران  فلا يحتاج مدى الترحيب به أو بالجعفري وبقيّة  التوابع  إلى تعليق ! 

 

ونقول إسته  ليس من باب المبالغة  أو لتشويه سمعتهم ! , إطلاقاً , ليش همّة ناقصين تشويه !.. فالزحف بهذه الطريقة  تقليد  "دبلوماسي"  مرجعي شاهده العالم  أيّام الانتخابات  الأميركية .. آسف .. شاهده العالم أيّام الانتخابات العراقيّة   ذات   إصبع  البعبوصة  البنفسجي ! ,  ومن خلال استعمال ممارسة الزحف على الطيز  باتجاه صناديق  الانتخابات المقدّسة !  مما  يستوجب  بالتالي من أتباع ولاية  الفقيه المعصوم  "عليه عصمة الله والملائكة والناس أجمعين"  الزحف على  "طيازتهم"  ما أن  تستقر خلفيّاتهم  على أرض طهران المنجّسة .. عفون .. أقصد المقدّسة ! .. يبدو أنّ  كل أراضي العالم مقدّسة بالنسبة للولي الفقيه  ما دام أهلوها  يدفعون الخمس  "لآل البيت" يستلمها نيابة عنهم  إمام طهران المعصوم عن طريق وكلائه المنتشرون  حيثما أشّر صولجان الفقيه  !  , والمعصوميّة   تبدأ درجة الوصول إليها منذ  لازال  المعصوم بالوراثة يهتز في  مهده !  ومن أولى سلالمها عن طريق درجة "السيّد"  بَخَّت الله جدّه  , فيأخذوهم  وهم صغاراً  للتدريب على المعصوميّة  !  .. "خذوهم صغاراً" شعار للّجنة الأولمبيّة الدوليّة التي يشاكسها المعصوم علّاوي الدبّاغ!"  أطلق هذا الشعار نهاية ستينيّات القرن الميلادي الماضي ...

 

؛ وبالتالي , فإننا  نجد أيتام  برايمر أيتام  هذه المحميّة الخضراء بلون رائحة الدولار ,  مفتوحة أمامهم  جميع  قنوات التغذية الإسناديّة والجسور الجويّة  والفضائيّة وجميع  وسائل الديمومة ,  إضافة للإسناد الكامل من الغرب  لحكومة تصريف الأعمال في المنطقة الخراء  هذه  المكوتنة  وللجهود المبذولة بسخاء  بهذا الاتجاه  من قبل  هذه الدول الغربيّة بأغلبيّتها وبشكل  لم يحصل من قبل عبر التاريخ الاستعماري  إذا ما أخنا بعين الاعتبار الصراع  القديم  بين هذه الدول حول مستعمراتها مما  انعكس بالتالي وأعاق الكثير من جهودهم المشتركة في غزو بلداننا  وانعكاس ذلك  كان إيجابيّاً  في نهاية الأمر على الكثير من حركات التحرّر في منطقتنا والعالم   وساهمت تلك الخلافات  بشكل أو بآخر في تحرير الكثير من هذه البلدان , ولكننا  نراها  اليوم  أمام  العراق وقد توحّدت وتضافرت  ضدّه  في ظاهرة استعماريّة هي الأولى من نوعها تحصل بهذا الشكل المكشوف والموحّد !  ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٧ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور