تباشير نور تحف معاني الخير لأمّة الرسالات  .. على ضوء رسالة أمير الجهاد الأسير سبعاوي إلى أمير الكلمة المقاومة علي الصرّاف ..

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

التهاتف بين "الأخوة" وقت الأزمات والنوازل العصيبة التي تغلّفهم هو أرقى إفصاح وأرقى أنواع تواتر خواطر ممكن أن تفصح عنه ماهيّة ونوع مكنون وشائج تلك الأخوّة ودوافعه , ومثل ما يقال , عند المحن تنكشف معادن الرجال , ومعدن رجال البعث , سبق وان انكشف في نضالهم السرّي قبل ثورة السابع عشر الثلاثين من تمّوز 1968 م , لابعدها ! وحتّى لحظة انطلاق شرارة المنازلة الكونيّة ( الحواسم ) المجيدة , حيث عاد "السرّ" الذي كما صنع رجال الشدائد منه سيصنع أيضاً غد العراق القيادي الرسالي من جديد ولكن هذه المرّة على رواسخ ثابتات في الضمير والوجدان العراقي وفي التجربة الثرّة التي خلقتها تجربة الخمس والثلاثين عام وما رافقه من شوائب تعلّقت على جلد المارد سرعان ما سقطت مع تداخل الخنادق مع الغزاة ومنهم من وقع في شباك حضنهم ! ووسط ظروف من أصعب م واجهته أمّة العرب أمّة الرسالات طيلة عمق تاريخها الإنسانيّ المجيد الذي هو جوهر التاريخ الإنساني للبشر أجمعهم , منذ فجر الخليقة , عمّدته في خاتمتها كمرحلة بناء تعبوي ومادّي إنساني شامل دماء المناضلين "السرّيّون" كان "علي الصرّاف أحد أبنائها ورفاقها البررة في صفحة المجد الثانية وبشهادة مناضل من صفحة المجد الأولى بعد أن أيقنو تمام اليقين وهم في ذروة اعتلائهم شرف سلّم الشهادة إلى حيث الرفقة للذات الإلهيّة أنّهم فعل قد وضعو الأساس المتين الذي لابدّ وسيكتمل بنائه الجلموديّ المفولذ في صفحته الثانية على أيدي من ولدو في نضال سرّي جديد هو الأصعب والأعسر ولادة في ضلّ هيمنة شبه تامّة لقوى الشرّ ووسط تزاحم قوى كبرى تتصارع بضراوة لأن تجد لها مكان في ساحات الهيمنة التي أصبحت متعدّدة الأقطاب بفضل مقاومة العراق العظيمة وليدة صفحة البعث الأولى والجسر المتين للعبور إلى صفحة البعث الإنساني ....

 

الإعلام المقاوم , وسط ظروف الهيمنة أحاديّة القطب الشرّ , وإن تعدّدت رؤوس , هي وليدة سيف المقاومة , تبقى تحسب لغاية اللحظة منافسون دوليّون لم تتضح بعد اتجاهاتم , لكن هذا الإعلام , هذا الإعلام السرّي المطارد والمهدد بالإقصاء , ولآخر نفس فيه , وسط ذوى وميوعة وهوان عربي ـ دولي "وإسكات صوت إعلامي فضائي تم خنقه أوّل أمس , صوت صدّامي طالما انتظرت بزوغه جماهير أمّة العرب وشعوب الأرض المقهورة , ونعني ـ قناة العربي الفضائيّة أسكتته قوى النعيق والنهب العالمي التي تخاف ضوء النهار أن يحمّصها على ناره الهادئة خير دليل" الإعلام المقاوم , بوضعه الجديد , وفق مشترطات طبيعة قوّة الهيمنة الأحاديّة التي لم تحصل من قبل عبر التاريخ , هي الحالة الشاذة الوحيدة والمخالفة لطبيعة سنّة الحياة التي لن نجد له تحويلاً أو نجد لها بديلاً من قبل ! إذ عوّدتنا , نمطيّة صيرورة المكوّنات المحرّكة للفعل الحياتي التي تديم استمراريّة الكون , أنّ لكل سالب موجب وبالعكس , المقاومة العراقيّة وهذه الحالة هي القطب المنافس للرأس القطب , القدر نفسه اعترف بهذه الحقيقة ! , فهي الحالة المنافسة في الشذوذ عن المألوف الكوني المضاد للشذوذ المنفلت ! , ذلك أنّها تعالج ذاته بذاته فتتجدّد بنيويّتها يوميّاً , هي وليدة عصر "النانو" الذي لم يأتي بعد ! هي سابقة عصرها , وأهم ما في هذه البنية المقاومة الغريبة على التاريخ البشري غرابة الانفراد الأحادي القطبيّة , إضافة لمركزيّته مادّتها صناعته عراقيّة بعثيّة متآلفة من رجال خبروا الدفاع عن العراق طيلة خمس وثلاثين عام مهرة واعون إنسانيّون قوميّون بقدر الانتماء والمحافظة على النوع لا أكثر جبلوا على ردع الطامعين بالعراق وبأمّة العرب ساعون للحق يطلبونه حتى لو كان في الصين , يساندهم جهد إعلامي مقاوم يمتاز "بِشَقّ الجِفَن" جائع "والجوعان يِحكّ الجِدِر" عطش "والعطشان يزرف الحِبّ" كما في المتناول الشعبي العراقي , لشدّة الحصار القارّي والمحيطي الذي يكاد يطبق على أضلاعه , فبهذه الطريقة القاسية عمل إعلام المقاومة الرديف ..

 

المقاومة العراقيّة , وإعلامها , كلاهما تساقط عن جلديهم طفيليّون غير مأسوف عليهم .. ولكنّهم , وعلى غير العادة , كسب كنوز وهما جنباً إلى جنب في مسيرة النضال الجهادي السرّي "المقاومة" , رجالاً أشدّاء ذووا بأس شديد يقارعون المحتل كل واحد منهم بمائتين من جنود الغزو ... وإعلاميّوالجهاد المقاوم هم أيضاً كسبوا كنوزاً في مسيرة "صلاة الفجر" ليمحّص الله الذين آمنو وليميز المؤمنين ويفرزهم عن المنافقين , كان من ضمنهم من كان "بين بين" ومنهم من كان بالضد , كان علي الصرّاف أحد الممتطين صهوة جواد الحق ليخوض غمار تحرير بلاده بكل ما امتلك من حواس بعد أن أيقن انّه قائمٌ يصلّي لا محالة مع المصلّين الفجر ... بعده تقدّم صفوف المصلّين يؤمُّهم ! فوصل مراتب التخاطب ما بين مقاومة "النضال في وضعه السلبي" و "المقاومة في وضعها الدولي السلبي" بحسن تلاوته النابعة من عظيم إيمانه صلوات آية الله العظمى مقاومة العراق العظيمة , هذه جادت بها الضرورة العراقيّة ومتطلّبات الساحة الجهاديّة ؛ تخاطب بين أسير من عمق مرحلة الكفاح السرّي ومرحلة البناء الأوّل لم يقع فيه صاحبه في الأسر لولا الوضع الدولي الشاذ , وبين أسير غربة لولا الوضع الدولي الشاذ لما تغرّب وترك العراق ولا بكنوز الدنيا .. وكلاهما , أفرزه , محك حب العراق ..

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور