في حضرة الذكرى الخالدة للاستشهاد وأعياد الميلاد  .. أين  الإبداع الغنائي  الجديد  في العراق  الاستعبادي الجديد .. !

 
 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي
ومنها  "الغناء" !  .. ذلك أنّ مع إطلالة شعوب العالم  برؤوسها  من شرفات السنة الجديدة على  أولى خيوط الليل السود , قبل  بزوغ تباشير أوّل فجر فيها , ومع استضافة  الرقم الأحادي بعد الألفيّة الميلاديّة الثانية لأوّل رقم عشري يحسر عهد الأحاديّة أكثر برقم جديد بعد أن أضاف الزمن عاماً آخر على القرن الحادي والعشرين ليصبح التاريخ الواقع هو 2010  ...


أين لكم  يا مصاخيم المنطقة الاستعماريّة  الخـ...  أين لكم من يغني في عهدكم الضائع بين بساطيل وليّ أمركم , أين من يشدو لعراق الدمار والدماء والأجساد المبعثرة الممزقة وصيحات الأمّهات الثكالى  .. "ولكن  متحسّون شنسويلكم .. ولكم ميفيد  بيكم  .. فقدتم أحاسيس جمال الحرّيّة بعد أن غطّت وجوهكم أحاسيس  الاستعباد والعبودية والتسابق على الذلّ , فاستكملت في نفوسكم حلقات مازيوشية  متعطّشة  لوجبة  يوميّة مقرّرة لكم  طبّيّاً  , ما بين بسطال أميركي يلج مؤخراتكم ويمتطيها  ويركب فوق رؤوسكم  وبين شهوتكم المستمرّة بالاستشفاء  بالتقريع اليومي على  "أنغام"  الرزايل  اليوميّة التي تتلقونها  من سيّدكم  الإمام  الأبيض  المنتظر , وما بين الكفخات اليوميّة المرافقة بين هذه وتلك لا تستريحون إلاّ بها.."  .. فأين لكم يا مصاخيم يا عضاريط  يا هوام .. أين أنتم  من زمن  العراق العظيم  .. أين لكم  زمن كزمن روّاد فجر الغناء العراقيّ الرائع .. فجر  رياض أحمد  .. أين لكم الرائع ياس خضر .. والرائع حسين نعمة .. والرائع رضا الخيّاط .. والرائع محمود أنور .. والرائع  طالب القرغلّي .. أين لكم عهد الجمال الغنائي والعذوبة .. عهد الغناء والإنشاد الرائع الذي  تزامن مع  تفجّر الخير  تفجّر التأميم  والتعليم المجاني والطب المجاني .. أين لكم عهد  كذلك العهد الذي زامنه الرائع داوود القيسي والرائع رائد جورج والرائع فاضل عوّاد.. أين لكم  عصر تفجّر عمران الجامعات  التي قفزت من جامعة واحدة إلى سبعة عشر جامعة !!!

 

بوقت قياسي زامنه  الشروع ببناء أعظم  شبكة طرق سريعة موصلة في العالم لتهيئة البلد  برباط  شبكة مرور سريع ترتبط بها جميع معامل العراق العملاقة وأراضيه الزراعيّة وحقوله  تتناسب والنهضة الصناعيّة والزراعيّة المأمولة الكبرى التي أريد لها أن يكون العراق بها بلداً يضاهي أعظم البلدان المتقدّمة  عراق يشدو ويطرب فيه  كوكبة من الرائعون من سلسلة كوكبة فجر التأميم الخالد  ذروة المجد الغنائي العربي ؛ حميد منصور عبد الصاحب شرّاد امل  خضير سعدي البياتي كريم منصور جاسم الخياط ...  فأين أنتم يا جنود الشيطان الأخضر وعبيده أن يكون ذلك لكم  يكون فيه شدواً عذباً بعذوبة فطرة العراقي السليمة  يلوّنها  بحنجرته فؤاد سالم إلهام المدفعي سعدون جابر.. من أين ستأتون  يا مازيوشيّون  بمطربين كسلمان المنكوب ..  ومن أين ستأتون بالرائع  "أبو خالد"  سعدي الحلّي , ومن أين ستأتون بمطرب  رائع كجبار عكار .. يا مصاخيم ..  أين  أنتم  من ستار جبار أين  أين أين ..  وأين لكم ..  وأين لكم  مَي أكرم أين لكم أنوار عبد الوهاب أين  لكم الرائع  صباح السهل وأين  لكم زمن كزمن الرحلات  والسفرات  العائليّة  التي ضجّت  بقوس قزحها  جبال شمالنا الحبيب وبحيراتنا الرائعات من شمال العراق الى جنوبه  "خميس على جمعه"  وملأت سهول وبساتين بعقوبة وبابل  والأهوار والجزر السياحيّة أين لكم  بها  وأين لكم  من يزفّها  بالأعياد والمناسبات  التي تمتلئ  بملايين العراقيين في زمن الخير الشادي بحنجرة سيتا هاكوبيان ..  أين لكم  من  يشدو لتلك الرحلات  مثل ناصر الحربي  وأين وأين وأين ... وأين لكم  كوكبة مطربو الخطّة الثوريّة الانفجاريّة التي واكبت التأميم الخالد  .. ثم أين لكم جيل الثمانينيات الرائعين  من الذين واكبوا ذلك الجيل  وساهموا معه في معارك القادسيّة الثانية قادسيّة صدّام المجيدة .. أين ومن أين لكم يا مصاخيم  يا عار الفكّة! , أين لكم  طاقات تنشد لقادسيّة هزيمة الدجل الفارسي  وتشدوا  في نفس الوقت  لرحلات واستجمام العراقيين ! .. فأين لكم كاظم الساهر حسين البصري سعدي توفيق مؤيد الأصيل  ..

 

أين لكم عارف محسن أين لكم  اسماعيل الفروجي أين لكم كوكب حمزة اين لكم الرائع ليث يوسف أين لكم  مهنّد محسن وأين لكم جعفر الخفاف وأين لكم  سعدي الحديثي أين لكم كريم العراقي أين لكم حاتم العراقي  .. وأين  لكم جيل الحصار الغنائي ...  رغم الحصار ورغماً عنه ... يشدوا الأخيار ما حاول أن يكبته في الحناجر  الأشرار بحناجر ماجد المهندس وعزيز الرسّام ومحمد المحاويلي وصلاح بحر وصلاح حسن وأكرم الرحال وباسم ألعلي وماجد حميد وحسن برسيم  ورضا العبد الله وأين وأين وأين  يا عبدة الدولار والاستعمار ..  فأين لكم الكثير والكثير من الأسماء اللامعة التي  لا تحضرني الآن مع الأسف ولا تسعفني بذكرهم الذاكرة بسبب البعد عن الوطن زمنا طويلاً  .. فمعذرةً لكم .. فقد خطرت لي  هذه الأسماء  وأنا  أتألّم وأتحسّر  وأنا أسمع , في ليلة العام الجديد , فتذكّرت تلك الأيّام الخوالي أيّام المجد العظيم الذي تلاحمت فيها  أيادي وكفوف وسواعد  العراقيين بكفوف وسواعد  ويدي قائد تلك المسيرة العظيمة صدّام حسين , فأيقنت أنني الآن في زمن أصوات تقلّد تلك الأصوات الرائعة في كل شيء ! ..  مطربون حاليّون وجمهور " مع معزتي لهم وأتألّم لهم كونهم أتوا في زمن غير زمانهم"   أينما لقيتهم  تراهم يتحسّرون على  ذلك  الزمن الغنائي الأصيل  الذي اكتشفته الجماهير العربيّة الآن ! , وكأنّها تكتشف كنوز  من  زمن ثرّ , منبهرة  به ...  تتعجّب ... تتعجّب كيف لم تسمع به من قبل لتتمتع  بهذا الكنز من الغناء المؤثر في عمق الأحاسيس والوجدان ..  

 

.. جماهير عربيّة  من المحيط إلى الخليج  تتغنى اليوم  وتدندن  بمقاطع أغاني  لجيل  عراق ثورة البعث ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز العظيمة  التي فجّرت كل طاقات العراق إلى أقصاها  ومنها  طاقات الإبداع الملحمي الغنائي بأعداد كثيرة جدّاً  لم يكرّرها  الزمن عبر التاريخ البشري , ولكنّها جميعها مبدعة ! قد يجود الزمن بمبدعين  معدودون  يواكبون نهضة أمّة ما من الأمم الناهضة  , ولكن ليست  بأعداد  كالأعداد التي  واكبت مسيرة البناء العظيم  التي قادها قائد الأمّة في البناء وفي الجهاد المسلّح القائد صدّام حسين  ومنها  مئات  من حناجر الطرب والإنشاد التي هزّت  العراقيين والعرب  طيلة الأربعة عقود  من الزمن ولا  زالت تهزهم أنغامها وتطربهم  .. حناجر أصبحت جميعها مدارس ..  فلكل مطرب رائع من تلك الكوكبة  اليوم , له مدرسة في الغناء الأصيل الموصول الجذور  إلى أعماق التاريخ  الزاهي  بعزف أوتار القيثارة السومريّة ...


تجافيني واضلّ اهواك  .. يلخدّك ورد ... ورد جنّة ...
...  يالبابليّة  .. عيون بابليّة .. بابليّة ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور