مفاعل (خوزستان) الإيراني القادم .. حقيقة أم خيال ؟!

 
 
 
شبكة المنصور
محمد المولى
المحللون المتابعون للشأن الإيراني منذ تولي رجالات الثورة الخمينية وقيادة النظام السياسي في طهران على أسس شمولية عدوانية تسعى إلى التوسع وترك بصمات مخالب أجهزته الأمنية الثورية في المنطقة أصيبوا بالارتباك والمزيد من الحيرة اثر إعلان إيران نيتها بناء مفاعل نووي آخر وهذه المرة حددوا له منطقة خوزستان على حدود جنوبي العراق في وقت ازدادت شكوك الغرب وأميركا في أعقاب اكتشاف الأقمار الصناعية وجود مفاعل ذري داخل جبل في مدينة قم الذي حاولت طهران التعتيم على وجوده باستخدام أوراق مفاعل ناتانز لإلهاء المجتمع الدولي فيما تجري على قدم وساق عمليات تخصيب اليورانيوم في مفاعل قم.. لكن ما هو المغزى الحقيقي والتوقيت الذي تزامن مع سعي الولايات المتحدة على فرض قيود اقتصادية وتجميد أرصدة وعقوبات من اجل إجبار طهران على ترك الطموحات النووية التي تنذر بأخطار جسيمة إذا امتلكت إيران بنظامها العدواني ناصية الردع الذري والاحتمال الوارد لاستخدامها في نزاعاتها المستمرة للهيمنة في المنطقة ورأى متابعون إن إعلان طهران لبناء مفاعل نووي بالقرب من محافظة البصرة مجرد بالون اختبار لقياس ردة الفعل الدولية تجاه الأمر أو هو ورقة ضغط أخرى تمارسها طهران مع اللاعب الأمريكي والأوربي للحصول على تنازلات مضافة في ملفها النووي عبر رفع سقف تدخلاتها في شؤون المنطقة مثلما سبق وان جربت أسلحة باليستية بعيدة المدى في إشارة إلى إمكانية تهديد وجود إسرائيل الحليف الستراتيجي لواشنطن والمحاولات الإيرانية الأخرى لإبراز العضلات بحسب طريقة المعسكر الاشتراكي السابق الذي يستغل المناسبات في إخراج الحشود العسكرية المدججة بالسلاح والصواريخ والإيحاء للآخر بان الدولة والمجتمع الإيراني ثكنة وجنود للدفاع على النظام القائم برغم خروج الكثير من أبناء الشعوب الفارسية المطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية التي خدشت صورة الولي الفقيه الذي يستمد صلاحياته من الرب!


من جانبها أثارت نوايا طهران في نيتها فتح مفاعل قرب البصرة مخاوف شعبية في محافظة عانت سلسلة من المشاكل والويلات التي لا حصر لها إذ سبق وان تحولت أراضيها إلى ميادين للحروب الطاحنة المتعاقبة فضلاً عن جفاف وملوحة أراضيها القاتلة يزيدها تفاقماً حاجة المفاعل النووي إلى المياه التي سبق وان جففت إيران منابعها عن المحافظة بخنق نهر الكارون وتفرعاته ما أدى إلى كارثة في شط العرب! وإذ يحتاج المفاعل إلى المزيد من الوقود بدأت إيران بالتلويح باستخدام نفط الغير وذلك بالحركة الاستعراضية التي أقدمت عليها باحتلال حقول الفكه في مدينة العمارة.. كما لا يخفى على احد ماهية الضمانات التي ستقدمها طهران للمنطقة في طرح السموم والملوثات الإشعاعية المتخلفة من المفاعل المزمع بناؤه وتحول البيئة المتردية أصلا إلى وباء فتاك لا يبقي ولا يذر.. أما التعويل على الحكومة العراقية في تعطيل النية الإيرانية فأنه هواء في شبك لا يمكن الركون إليه والضعف والتشرذم في القرار الذي يطبع حكومة بغداد فيما بقي المجتمع الدولي يعاني الارتباك عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تحرك ساكناً قبل ذلك إزاء التحديات الإيرانية وتلاعبها بالألفاظ المرافقة لنصب المزيد من أجهزة الطرد المركزي علانية.. والسؤال ابرز الذي يطل برأسه هنا..

 

هل نوايا طهران في بناء مفاعل خوزستان الجديد الواقع في خاصرة العراق الجنوبية مجرد عنصر ضغط ضد المجتمع الدولي وأمريكا وأوراق لعب إضافية للتفاوض على ملفها النووي وأمثلة تضليل والهاء وتعتيم للوصول في مكان آخر إلى النادي النووي أم هو حقيقة ربما سيصحو العالم على لمسها في قادم الأيام.. أو إن الأمر صعود طهران إلى قمة الهاوية عبر حلم حيازة أسلحة نووية وإخافة المجتمع الدولي وابتزازه فيما تواصل إيران التمدد والتدخل في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان وحتى مصر التي اكتشفت مؤخراً أورام سرطانية ضخها حزب الله إلى القاهرة وهو إحدى أدوات نظام طهران الفاعلة في المنطقة؟!!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور