تأملات  - هل هنالك ثوابت وحقائق في السياسة اليوم ؟

﴿ الجزء الخامس ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
أن من الصحيح أن نقول نحن نضاد الفكر الامبريالي والاستعماري ولكننا لسنا ضد الرأسمالين كبشرولكن نكون كذلك بالقدر الذي يؤمنون بهذا الفكروينفذون عدوانيته وأطماعه في حق الاخرين.ومن هذا يمكننا ان ننطلق في محاكمة الفكرو الفلسفة الغربيةومنظوروهما ومن ثم أدواتها من البشر.وهذا الامر يسهل علينا ان نفهم دور الاخلاق والمبأدئ في صياغة السياسات في عالم اليوم,وكذلك يعطينا الوضوح في التفريق بينهما لانه عندما تتحول السياسة الى مبادئ تفقد المبادئ قيمتها وفي نفس الوقت تفقد السياسة مضمونها الحقيقي من حيث أستخدامها لكل الممكنات والغير الممكنات أخلاقيا وشرعيا..وفي عالم تحولت مرجعيته من شرائع وقوانين السماء الى أجتهادات البشر وقوانينه,أي أن هنالك تغيرا إيظافيا" في القاعدة الأخلاقية التي تمثل المرتكز الاساس للبناءالاخلاقي في المجتمعات والتي يستعين بها الانسان الفرد والمجتمع في تحمل كل الضغوطات النفسية والمادية والاجتماعية التي تنتج عن طبيعة الحياة في هذا العصر المعقد في جوانبه النفسية والروحية والمادية،وهي أيظا" َتفعل بنفس القدر في حمل الاثقال الناتجة  من الانتكاسات التي تصاب بها الأمم والشعوب في ميادين الحياة المختلفة,اي بارتكاز البشر عليها يمكنهم أن يتحملوا كل الظروف الصعبة.

 

وأن قواعد الاخلاق التي وضعتها الاديان تحمل في بعض مضامينها شئ من الاطلاق,ولكن الاخلاق الوضعية أي التي يساهم الانسان في خلقها أو إستنباطها أو بلورتها سواء كانت على الصعيد الاجتماعي أو السياسي وهي التي الان موضوعة بحثنا ستكون معرضة لمطاطية وتجاذبية يتلاعب بها الانسان تحت مظلة الاحتماء المعروفة والتي يطلقون عليها بالمرونة.فالأخلاق في السياسية وفي البلد الواحد والفكر الليبرالي الواحد وفي قضية واحدة يرى طرفين الاخلاق السياسية كلا" من وجهة نظره فبين روبرت  كاغان كاتب المحافظين في الولاياة المتحدة الامريكية و دنيس روس، مستشار أوباما لشؤون الشرق الاوسط والخليج وافغانستان وباكستان وجنوب آسيا ,تتراوح أخلاقية السياسة الامريكية بينهما  في إيجاد الحلول للقضية الفلسطينية بين هذين المجتهدين للحزبين الرئيسين بطريقة الوصول للحل وليس في الحل الاخلاقي نفسه .

 

فكاغان يؤمن ويعمل على مبداء أساس الحق والباطل بتناسب الموضوع والقضية مع المصالح, ففي القضية الفلسطينية  من وجهة نظره فهو يرى أن الحل بين الفلسطينين والمحتلين الصهاينة يجب ان يكون حلا أخلاقيا!ولكن بحسب فهم المحافظين الجدد للاخلاق الذي يمثلهم كاغان وذلك بحفظ الهوية (اليهودية للدولة).وفيها وحسب إعتقاده سيتحرر الفلسطينيون من قبضة السيطرة الصهيونية على كل مقدراتهم وبأقامة دولة فلسطينية,لهم وهي مجزية لهم كحل لمأساتهم الانسانية وليس كحق كامل  يستند على الحقائق,ولكن هذا الحق الملتوي عنده لا يتطرق للحق العربي في القدس ولا الى حدود الدولة الفلسطينية الجديدة والى المستوطنات التي تم أقامتها بعد 1967ولا الى حق العودة للفلسطينين الذين هُجروا من أرضيهم فأنه لايمكن أن يُحسب حقا بالحل العادل,ويعتقد هذا المجتهد بأن كل تلك تفصيلات يمكن ان تحل بالتفاوض وهو يدري بحق وكل المعرفة أن ذلك سوف لا يكون.

 

وروس لا يختلف من حيث المبداء مع كاغان ولكنه يفسر الاخلاقية في الحل لقضية فلسطين لا يتمثل في حق الشعب الفلسطيني في أرضه و بدون نقوصات ولكن الذي يشغل باله هو الكيفية الممكنة لمنع أية مجابهة تحصل بين العرب و هذا الكيان لان  هذا سوف يكلف الولاياة المتحدة وحلفائها في المنطقة الكثير من الخطورة على مصالحهما المشتركة وفي كتابه السلام المفقود(1992_2000) يؤكد بأن المهم عنده هو منع الحرب وبقاء المنطقة في هدوء لصيانة المصالح هذه هي خلاصة أخلاقيته في حل الصراع العربي الصهيوني!,وهو يرى أن الوصول لاقامة الدولتين يبدو راجحا"من الناحية ألأخلاقية والعملية,و أن الاخلاقية التي أعتمدتها الادارة المحافظة السابقة بقيت بعيدة عن حقيقتها, ولم تتعدى حدود الدعوى لحلولهما هذين الاثنين ولم  يختلف التكتيك الاخلاقي  الذي يعتمدانه في تحقيق حلهما لهذا الصراع عن الذي لدى نظام الملالي في طهران وكذلك التكتيك الذي أتبعته تنظيمات القاعدة في الترويج لما يعتقدون به الى العالم على أنه حق, وأماالذي لا يتفق معهم فهو أما إرهابي ويهدد السلام في العالم أو أن يكون في نظرة الملالي والقاعدة كافر زنديق وعميل وُيهدر دمه ,كانما هذاالعالم المسكين تًحكمه هذه الاتجاهات المنحرفة والتي لا يستطيع أحد بأن يتجراء و يخرج عن هذا الطوق الاخلاقي الذي أبتدعوه وتقاسموا في الترويج له في عالمنا المعاصر.وأن تجراء قائد وشعب ويقف أمام فلسفتهم وبرامجمهم التي تتيح لهم تنفيذ مخطاطاتهم فهوفي نظر القاعدة كافر وفي نظر الملالي طائفي وفي نظر الامبريالية والصهيونية يهددالسلام العالمي ويمتلك أسلحة دمار شامل , ويتكالبون عليه كذئاب وهم في حالة تربص الواحد للاخر ولكن أمام خطر الاسود الابطال يتلاقون و يرمونهم بأطنان من الاكاذيب والوسائل التظليلية  والمسرحيات المفبركة وهذا ما حصل مع نظامنا الوطني القومي الثوري ومنذأول يوم للثورة البيضاء في صبيحة 17تموز1968ولغاية نيسان 2003, بحيث كانت المعركة فريدة في التاريخ الانساني بين طرفين غير متكافئين في كل المقايس المادية بين عراق كأسد ينزف من حصار شامل أشترك الكل فيه وبقى هو وفيا لمبادئه واخلاقه و حافظا لكل وعوده والتزاماته مع الاشقاء والاصدقاء ومناضلا عنيدا ضد قوى الظلم والاستغلال مهتديا بعقيدة البعث الخالد, وبين خنادق أمتلاءت بعفونة الخيانةودنس العهر السياسي والانتهازية الوضيعة فكانت ملحمة تطرزت بيارقها بدماء أشرف الشهداء وحملت اعظم العناوين للكفاح الوطني العراقي والعربي وحتى الانساني ولاتزال هذه  الاشراقات النضاليةالى هذا اليوم تضئ النظال الانساني بمشكاة و مشكاة لتنير هذا الدرب وتزرع فيه الامل بالنصر للخير على الشر بقوة رب السماء والارض و بذراع أبطال المقاومة العراقية البطلة البندقية والقلم اللذين يتفعلانِ بنسخ القلب والعقل المؤمنان ... أميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور