تأملات - هل هنالك ثوابت وحقائق في السياسة  اليوم ؟

﴿ الجزء الرابع ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
عندما نُدين الفكرالليبرالي والغربي عموما ونحمله مسؤوليات الجرائم والمشاكل في العالم فأننا ننطلق بأن الشعوب لا تتحمل هذه الانحرافات بقدر ما يتحملها الفكر او المعتقد ,فالفكر الامبريالي هو المتسبب في الإضطهاد و الظلم الموجود في العالم من خلال الانظمة التي ًتبني ستراتيجياتها السياسية والعسكرية والقائمة على  المردودات في النفع المادي وبصرف النظر عن طرائق جنيها ويكون بمثابةالموجه والمرشد لهذه الستراتيجيات وما يتمخض عنها من سياسات,ويأتي  بعد ذلك دور الانسان في تنفيذه لهذه الخطايا من خلال أختياره الطوعي المفروض لهذه الانظمة بهدف تحقيق حياة مرفهة وهو يتحمل المسؤولية بالقدر الذي يساهم في التسبب في وصول من يحملون هذه الايديولوجيات الى مصادر السلطة في المجتمع والدولة ولأن القانون هو القانون وهو لايحمي المغفلين,وهذا ما يحدث اليوم للانسان الغربي, بأنه بشكل أو اخر يساهم في صعود من يحملون هذه الافكار الخطرة على المجتمع المحلي والدولي وعن طريق شرعية مختلقة وهي صناديق الاقتراع الى مصادر القرار والحكم وتأخذ هذه العقليات سواء بانتاج البرامج العدوانية أو تنفيذها لهذه البرامج , ومن ثم تبقى مصونة من الحساب بعد أن ترتكب الاخطاء و الجرائم لانها أما ان تكون او كانت تحتل مناصب تعكس رمزا لشعوبها ,وهذا يضاف لخطايا النظام الليبرالي خطية أُخرى. وأوكد بأن إستخدام التجريبية في الستراتيجيات للانظمة الامبريالية يدفع فاتورة أخطاءها هي شعوب العالم فنظرة  منصفة و جادة لاكثر من المليون ونصف عراقي الذين أستشهدوا من العدوان الثلاثيني في عام 1991 ولغاية اليوم  مرورا بالحصار الشامل والحرب الكونية على العراق في عام 2003 ولغاية اليوم من الثلاثاء الدامي الذي هو احد صور الصراع على السلطة بين الدمى التي يحركها المحتل,

 

أنهم ضحايا إنها الصورة الحية والصادقة لتجريبيةالسياسات الغربية. فغزو العراق في 2003 لم يكن قرار وليد مرحلته وكل العراقين والعرب الشرفاء يعرفون ذلك ,وسبق أن تحدثنا عن البدايات مع تصريحات كيسنجر في عام 1973 من أن الخطر يكمن في الامة العراقية حسب تعبير كسينجر,فأما أن يكون قرارالغزو مبنيا على هذه القاعدةالستراتيجية ولم يبقى الاإنضاج الضروف وتهيئة الرأي العالمي والعربي لاجتياح العراق وتغير نظامه الوطني والذي كان مصدر قلق للستراتيجين الامريكين,فبدئت بالتهيئة بقيام نظام الملالي بمعاداة العراق ومن لحظة إستلامهم للسلطة في إيران ومن ثم شنهم الحربعليه في 4/9/1980وعندما التحم الشعب بقيادته وأنتصر العراق في 8/8/1988وفرض حصارا على العراق وبتوافق وتكامل مع الرجعية العربية وكان دخول العراق للكويت جزءا من خطة الدفاع الجديدة عن العراق وأخذ الحصار شكلا قانونيا بعد قرارمجلس الامن الدولي بذلك وعاش العراق 13 سنة من حصار لم يشهده العالم المعاصر,وبدءت لعبة المفتشين الدولين الذين جندتهم الاستخبارات الامريكية وجندت الامبريالية العالمية الاعلام ضد كذبة أسمها أسلحة الدمار الشامل وفي تفكك عربي وضياع للقيم والاخلاق تم غزو العراق في 2003وبعد أنجلاء الحقيقة ليس للمناضلين والشرفاء بل للعرب والعالم الذي أنخدع بأظاليل المجرمين بوش وبليروحلفائهم ,

 

وبعد هذا الهجوم البربري والوحشي وباعتراف من ساهم في الغزو يعترف بأن العراق ليس لديه أسلحة دمار وليس له اية علاقة بالقاعدة أو بتفجيرات 11 ايلول!طيب..والشهداء الذين روت دمائهم أرضنا والخسارات التي مني العراق من شعبه والبلايين من الدولارات والمنطقة والعالم جراء هذا السلوك الاهوج من يتحمله؟فأن كان الغزو شنَ لهذه الاسباب وقد تبينت بأنها غير  صحيحة,فالسؤال هل أن عباقرة الستراتيجيات في لندن وواشنطن كانوا على خطأ والشعب العراقي وشعوب المنطقة وحتى العالم يدفعون ثمن هذا التهور؟ أنا واثق بأن لا المجرم بوش ولاحليفه بلير يستطيع أن يجيب عليه,وأكثر ما يقولونه اليوم كان خطأً ستراتيجياً!إنه الفكر الذي يعتمدعلى التجريبية..

 

أو إن كذبة أسلحة الدمار الشامل كانت قد أطلقوها من موقف تحسسي من قيادة العراق البطلة,وهذا ما ذكره المجرم بلير في تصريحه  الاخيرأمام اللجنة التحقيقية الانكليزية المشكلة بشأن تورط بريطانيا في الحرب ضد العراق عام 2003,فهل من الاخلاق ومن ما يسمى بحقوق الانسان أن ترتكب جريمة جماعية ضد شعب ويدمر بلد ذو سيادة وتصرف البلايين الدولارات وتسخر الجيوش ويجر العالم الى حرب مجرمة وتطلق الالاف من الاطنان من القذئف في المنطقة بسبب تحسس مجرمين من أمثال بوش وبلير ضد قائد العراق الاسد وأشباله الابطال (رحمهم الله).

 

أي عالم هذا الذي تحكمه تحسس وأنزاعاجات شخصية ,اليس هذه هي الديكتاتورية ؟وما الفرق بينهما وبين هتلر أو موسوليوني اللذين جرا العالم الحرب العالمية الثانية بسبب تركيبة معقدة في شخصيتهما؟وأي فكر هذا الذي يتيح لنزعات شخصية مثل ما قال بلير أن يضع العالم على حد الكارثة,فمثل هذا الفكر قد يتيح لأخرين أن يفرغوا ما في نفسيتهم من عقد ليدفع العالم الثمن وحتى أن فتحوا أبواب جهنم. أن العيب في الفكر فبوش وبليرهما طارئين على مسرح القيادات السياسية ولكن الفكر باق وفي رحمه الكثير من ولادات لوحوش قاتلة.. 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور