نافذة  - ٦ كانون .. الذكرى في قوة الاصيل

 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
في كل الازمان والامكنة وعند كل أُمم الارض وشعوبها عندما يحتفل الفرد أوتحتفل العائلة أو الشعب بذكرى الميلادات تُطفئ فيها الشموع رمزا للسنين الماضية وتعبيراً عن إنقضائها, أحياناً في هذه الذكرى يغرقنا الحزن ويلف علينا بخيوط اليأس و القنوط حتى نعتاد عليه .. يتحولان الى ثوابت لا نستغني عنها كالماء والهواء ,وفينا من ينسى أو يتناسى أن في الحياة أشياء كثيرة جيدة و منافذ كثيرة منيرة ووجوهاً يمكنها أن تسعدنا ورموزا تزرع فينا الامل بالأنتصار, وتبدد أحزان الليالي المظلمة التي نعيشها نحن العراقيين ومنذ الاحتلال البغيض في عام 2003.فالنبحث عما موجود في داخلنا وماهو حولنا ومافي تأريخنا وفي مستقرات عقولنا وضمائرناو لنُفْعِلَها وبكل موضوعية لننسج لنا خطة أو ستراتيجية للخلاص من الليالي المظلمة ونفك أسرها لبعضنا. نعم تُطْفيء الشموع في كل أعياد الميلادات الا في عيد ميلاد جيش العروبة والانسانية جيش العراق الاصيل,فنحن وبعد الاحتلال البغيض في 2003 أمسينا بأمس الحاجة لان نشعل شمعة لتذكرنا بالامل القادم مع التحرير,وأن لا نطفئ أنوار الامل بل ننيرها في نفوسنا وكما قال فيلسوف الصين الكبير كونفوشيوس (إشعال شمعة خير من لعنة الظلام),فدعونا نشعل غدا الشمعة التاسعة و الثمانون النضيف الامل الجديد في العام الجديد ونجعلها تنير الدرب لكل العراقيين والمخلصين وتقوي الامل في التحرير على يد المقاومة العراقية البطلة الوريث الشرعي لملاك للقوات المسلحة العراقية البطلة.

 

الذي أُريد أن أقوله أننا وفي بعض الاحيان نعتاد على رؤية الانوار في كل يوم فيكون من الصعب علينا وفي بعض الاحيان أن نقبل أية ظلمة طارئة في حياتنا ونفقد معها التبصر الحقيقي لصورة الحدث أمامنامما يجعل بعض تقويماتنا للحدث أو المواقف مشوشة غير واضحة ,كمن يطيل ولو للحظات النظر في قرص الشمس وعندما يحول نظره الى واجهة أُخرى يكون فاقدا للبصر ولثواني معدودات, و أيظا وفي بعض الضروف و خاصة في الظروف الايجابية كالافراح أو الانتصارات والتي تهمنا في موضوعنا هذأ إننا نتحدث عن جيش ليس بهو عادي حيث نمى وتطوربحس وطني وقومي كبيرين وخاصة في عهد البعث الخالد الذي أمدته هذه العقيدة بأمصال قوت كل مفاصل نخاع هيكلية تركيبه وحولته من جيش وطني قومي ينتفض على المنحرفين من الحكام الى جيش تسري الثورية في إنسانه وسياقاته و خططه وحتى في معداته بقدر ما أكتسبه منها الذي يجلس خلف مقودها.نعم عنما يعتاد الانسان على رؤية بعض الالوان البراقة الحلوة النيرة فقط ولفترة طويلة يقع في عمى الالوان ويفقد معها القدرة على أكتشاف الالوان الداكنة و خاصة أسودها,وقد يحاول أن يقنع العقل بأن هذا الاسود ليس بأسود أو على الاقل أن يقبله كلون رمادي.

 

نعم الذي يعيش الرومانسية في حياته ,صعب عليه أن يقبل بقسوة الواقع ومريره,فأما أن يذهب الى عالم الخيال ومستخدما فيها كل البطاقات التي تؤمن وصوله لهذه المحطة الباردة والميتةمؤقتا ويتجمد فيها يأساً ,أو يستسلم الى كل ما يحمله الواقع الجديد من سوداوية في طفو الاخلاق و القيم و المثل وكما يقول المثل يساير الواقع.أو ينتفض وتدفعه الثورة التي خلقتها فيه عقيدة و مبادئ أصيلة مؤروثة و مكتسبة جعلته يكمل مسيرة حياته الُمُشَرِفَة في هيكيلية ثورية جديدة لا تفرق عن الاولى ألآ بالاسم الحركي الجديد وهو المقاومة العراقية البطلة!

 

إنهم أصحاب الاساطير في معارك الشرف في الدفاع عن العراق عندما قام ملالي طهران بالتجروء على أمتار من ارض العراق الطاهرة وليس على حقول نفط عراقية!إنهم عناوين في معارك الدفاع عن الوطن في العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991وهم ذاتهم و بنفس البسالة في الوقوف أمام الحرب الكونية التي شنتها دولا إمبريالية شريرة ومعها من أتباعها وعملائها على عراقنا , وهذه هي صورة الاكثرية ممن كانوا يحملون العقيدة العسكرية الثورية التي تأصلت بهم و بعوائلهم من أفراد القوات المسلحة العراقية الابطال و الذين يستحقون هم فقط الهوية الوطنية للقوات المسلحة العراقية وهم جزء من الشعب في هذا الوطن و ليس تركيبا عسكريا يجانب الشعب بل جزء منه وهو فيه و منه وكما يقول المفكر القومي الكبير الاستاذ ميشيل عفلق(رحمه الله) عنه: (واذن، هناك مجال للتفاعل بين الجوين وللتداخل بينهما. وعندها يكون الجيش جزءا من الجماهير المناضلة من الجماهير الكادحة، جزءا ليس بينه وبينها غربة او فاصل اوتناقض وانما تكامل وتعاطف وألفة وتساند في اوقات الخطر والقيام بالواجب القومي.)(1) ,أما هذه المجاميع التي لملمها المحتل وعملائه من ميليشيات وعصابات وشراذم من الاجانب و مرتزقة وأطلقوا عليها بالجيش أو الشرطة فهي قد تنتظم مع التشكيلات العسكرية ولكنها فاقدة لاهم عنصر في تكوينها هي الهوية الوطنية,ومهما حاول المحتل وعملائه من إضافات و ترقيعات وتزويقات فلا يمكن لهذه المجاميع أن تتجراء وتحل محل القوات المسلحة الوطنية العراقية البطلة.

 

لذلك كان أهم هدف وهم للمحتل ولعملائه بعد حزب البعث هو القوات المسلحة الوطنية العراقية,و كانت قوانينهم بالاجتثاث و الحل من أولياتهم ولكن غاب عن تصورات هولاء أن هذه القوانين هي فاعلة لحدود عقليتهم البسيطة و الخبيثة,وأما الحقيقة وكل الحقيقة فأن البعث خالد وخلوده لا يرتبط بالاقرار الرسمي للدول وقراراتها بل خلوده ينبع من رسالته الخالدة لهذه الامة,و جيش العراق موجودٌ في الحاجة الوطنية العراقية و التي لا ترتبط بقوانين وضعية بل الايمان الشعبي بهذا الجيش.و أن أصالته في تقاليده المتوارثة وقوة الجذب التي تسحبه نحو شعبه وينجذب الشعب نحوه الذي خبره في الكثير من المواقف الوطنية والقومية الصعبة وتحولت هذه المواقف من الانجذاب الى الايمان به وبقدرته في الدفاع عن الوطن والشعب معا .وأن ذكرى 6كانون عيد تأسيسه لا يمكن ألا أن يحتفل بها من الشعب العراقي و العربي الذي يعرف جيش العراق من خلال مواقف هذا الجيش البطل ,

 

ولا يمكن لمجاميع ارتدت اللون الخاكي الشريف أن تزييف الاصيل و ان تحتفل بعيد تأسيس البطل ,ومن ينكر على هذا الجيش الاصيل صولاته و بطولاته في أية ومعركة ولا يقف لشهدائه بالذكرى و لا بالوفاء منه لا يمكنه أن يقول عن نفسه أنه من ذاك الاسد ..فدعونا بهذه المناسبة الخالدة نحي الاصيل في ذكرى الميلاد ونسخر من المزيفين فاقدي الوطنية والاصالة من عملاء الاجانب..تحية للمقاومة العراقية البطلة الوريث الثوري لجيش القادسية و أم المعارك الخالدة وكل معارك الصمود الوطنية و القومية..

 


(1) حديث الى المكتب العسكري والفرع العسكري في 24/10/1974

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور