تأملات  / هوية التفجيرات .. بين العجز الفكري والضياع السياسي

﴿ الجزء العاشر ﴾

وبذلك نكون في مربع الانطلاقة الصحيحة للفهم المشترك لدور الثقافة في التكوين الايديولوجي للاحزاب والتيارات السياسيةالمختلفة.وقدتتأثرالانشطةالاجتماعية والسياسية والمتمثلة بالاحزاب و التيارات بثقافة الوسط الشعبي الذي تنبثق منه ويكون معيار نجاحها بالقدرالذي تنجح هذه التجمعات والتشكيلات في التعبير عن طموحات هذا الوسط مستعينة بالروافد الثقافية ومرهونا باتجاهات تبلورها أيظا,فان كانت هذه التشكيلات السياسية أو الاجتماعية قريبة من ثقافة الوسط الاجتماعي أو السياسي يكون نجاحها مضمونا, وأستمراريتها تكون مرهونة بصيغ قدرتها في الاقتراب من حقائق و مشاعر وارهاصات وتطلعات وطموحات البيئة الاجتماعية التي تتعايش معها,فتنفرز حركات او تجمعات سياسية تسير بنفس تعجيل البيئة وتتطور بتناسب معقول مع الحركة الاجتماعية والسياسية محليا ودوليا وهذا في نفس الوقت سيخلق فجوات سواء على مستوى الفلسفةأوالرؤية المستقبلية بين هذين النوعين من المكونات ويؤدي الى نوع من الخلافات ومن ثم الى أختلافات ويتصاعد وبحكم العوامل الموضوعية الى التصادم او التضاد بين هذه الثقافات العاجزة وبين ثقافات المتطورة والشاملة .

والشمول ليس بمعنى الاستحواذ وأبتلاع الثقافات الاخرى بل بمعنى القدرة والامكانية الفكرية والتركيبية التنظيمية في التعبير عن الواقع الذي تتعايش فيه هذه الثقافة الاصيلة و التفاعل معه.اي أن التضاد قد يتطور الى صراع بين الاصالة والهجين من الثقافات,ولعجزالثانية من مواجهة الاصالة تلجأ الى الاستعانة بالقوة وقد تكون القوة المقصود بها كيان أي دولة أووسيلة كاداة مثل وسائل القتل وقد تكون عسكرية أو سياسية تلتقي معها في هدف او هدفين أو اكثر ضمن مرحلة تأريخية محددة,فمثل الاولى كأستعانة المجاميع التي في السلطة اليوم بالدول الامبريالية وبعض الانظمة الحاقدة على كل ماهو كان قائما من بناء الانسان العراقي على الاسس الحديثة للقومية العربية, في أعداد وتهيئة ترتيبات العدوان على العراق وغزوه عام 2003 .والثانية هي في أستخدامهم لكل أساليب القتل والغدر الفردي والجماعي ومنها التفجيرات, وقد تلجأ أيظا الى اساليب تعبر عن عجزها في المواجهة الحضارية مثل الاجتثاث والاقصاء ,بصيغة قوانين أو سلوكيات تتلخص بالغدر والقتل الفردي باستخدام اساليب رخيصة غير حضارية كالاغتيالات والقتل الجماعي ,والتفجيرات هي صورة صادقة لعجز هذه الثقافات المتخلفة في التعامل مع الافكاربجدلية الحضارة.وتلجاهذه الثقافات وعبر ادواتهاالتنظيمات وتشكيلاتها الى هذه الاساليب الغير حضارية في المواجهة في الحالات التالية:

أولا-عندما تعجز عن المواجهة الفكرية والعقائدية أي المواجهةالثقافية الشاملة بمجملها.

ثانيا-عندما تصبح في حالة من القناعة بأنتهاء دورها من خلال تخلفها عن حركة الواقع الذي تتواجد فيه فتكون هذه الاساليب جزء من دفاعاتها عن وجودها ومحاولتهافي الاستمرار وبأي وسيلة.

ثالثا-أنها تلجأ لهذه الاساليب عندما تكون مدعومة بقوى خارجية قوية ويعطيها نوع من الشعور بالغرورفي سيادية ثقافتها سواء كان هذا الدعم عسكريا أو ماديا أو سياسيا.

رابعا-تلجأ الى هذه الاساليب الوسخة عندما تكون هذه الاساليب جزء من فلسفة تكوينها وشرعية أدواتها ,ومماستها لهذه الاساليب والطرق هي جزءمن خصوصيتها في التعبر عن هويتها وشخصيتها.

هذا كل ما يخص العجز الفكري والذي يقودهذه الحركات الى ترجمته بأستخدام كل الاساليب القتل والاضطهاد الفردي والجماعي والتفجيرات هو أحد هذه اساليب هذه المجاميع للتعامل مع الاخرين.وبالتاكيد هو أحد اساليب الشيطان عدو البشرية ولا أقصد الشيطان الذي يتحدث عنه بعض الملالي الذين يحكمون اليوم في ايران الذي يتبادلون معه الغزل المصلحي ورسائل النفاق والاتفاق على ستراتيجية موحدة ضد الامة العربيةوهم اشقاء أمام ضرب مصالح الشعوب وأعداء أمام ميكروفونات الاذاعات وشاشات التلفزيون وحروف الصحف,والا ماذا نفسرمشاركتهم الفعالة في الهجوم وغزو العراق العربي المستقل الواحد !

وتمسكهم بتقسيم العراق طائفيا وتدخلهم في شؤون البلدان العربية الداخلية ,في فلسطين ومصر ولبنان السعودية واليوم في اليمن الشقيق..

الرب مع العراق وشعبه الصامد أمين...

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال