تأملات  - هل هنالك ثوابت وحقائق في السياسة  اليوم ؟

﴿ الجزء الثالث ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
وأيظا تغاضي الفكرالليبرالي عن جرائم الكيان الصهيوني في الاراضي المحتلة وخاصة في حصارغزة الاخير. ومهما كانت المسببات وخلق المبررات لجرائم هذا الكيان في سياسته لابادة الشعب الفلسطيني وأجراءاته التعسفية في تغير طوبوغرافية الاراضي الفلسطينية في تماديه لاقامة المستعمرات الصهيونية وتغير معالم الاراضي العربيةبهدف محو الهوية العربية للارض الفلسطينية فأن الليبرالية لم تتعدى حدود الادانة لجرائم هذا الكيان الخطابات السياسية والرفوضات الخجولة والاحتجاجات النمطية,في حين المفترض بالفكر الذي ينادي بالحرية وحقوق الانسان أن يتجاوز حدود الادانة الكلاسيكيةالى الضغط على ديمقراطياته لتصحيح المواقف.أمام كل هذا أين الاخلاق والمبادئ والحق في المواقف السياسة الغربية؟

 

اليست هي ذات الانظمة الليبرالية وهم نفس الليبيراليون الذين وقفوا ضد الفاشية والنازية ونادوا بحرية التعبير والايمان بالفرد وحقوق الانسان وكان الموقف في أحلى و أرقى صور المجابهة عندما دخلوا في مجابهة مع هذه الايديولوجيات وأنظمتها في كفاح مسلح تمثل بالمقاومة العنيدة والقوية ضدها كالمقاومة الفرنسية واليونانية والايطالية,بل وفي كل أنحاء أوروبا, نجدهاو نجدهم اليوم غير مبالين بما يحدث في العالم من قمع للحريات وسلب لارادات الشعوب والأحتلالات الغاشمة.

 

الا يحكم منطقهم والمبني على أيديولوجياتهم كحد أدنى تجاوز خطابات الادانة والارتقاء الى العمل الجاد لتقويض هذا الظلم والارهاب كما فعلوا أمام النازية والفاشية أو أنها تغيرت بحكم النوازع المادية والمصلحية ,إنها سياسة هذا العصر المبنية على الايديولوجيات الغربية التي لا تتعامل مع مبأدئ الحق والعدالة بل مع قياسات النفع المادي,أصبحت خطاباتهم تحوم حول الفكرة فقط بدون النظر اليها او حتى مناقشتها.ففي حين كان الفكر الليبرالي وهويمثل المنطلق الايديولوجي في الغرب ضد كل ماهو ليس بعقلاني في كل مفاصل السياسة وأخلاقيتها,فهم الان يروجون بل يحاصرون ويقتلون ويغزون شعوبا و أ’مم من أجل نشر العولمة ومشاريع محورية كالشرق الاوسط الجديد,

 

وهم ذاتهم اللذين نادوا وخاصة في العقود الثمانية الاخيرة من القرن الماضي بالتعددية بالفكر والانتماء وعدم السماح بالتدخل من قبل أي سلطة مركزية في حياة الفرد والمجتمع ,واليوم هم وتحت مبررات مختلقة يراقبون ويخنقون حريته ويعملون بسلطة مركزية قوية ,واوضح صورة على ذلك الاجراءات الامريكية والبريطانية وبعض الدول الاوروبية في أصدار تشريعات تعطي الحق للمؤسسات الامنية بمراقبة الاتصالات والحق لها بأستخدام كل الطرق و الوسائل في أنتزاع الاعترافات ومعاقبة المتهمين بكل الوسائل اللانسانية وسجن أبو غريب و غونتمالا وما حصل فيه يكفي ليس لأدنة القائمين عليه بل بمحاكمتهم كمجرمين وعندما حصرت المسؤولية بوزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد عن هذه الجرائم سوفت القضية وتم إذابتها تحت الكثير من المبررات والحجج.

 

وأيظا فرضوا الرقابة على بعض التحركات للانسان والمجتمع في الغرب وخاصة بعد أحداث 11 أيلول التي كانت دساتيرهم قد منحتها للفرد والمجتمع على حد سواء وبدون تحفظ أو إستثناءات,ولكنهم تحت متطلبات حفظ الامن القومي وبدعة مكافحة الارهاب كبلوا مواطينهم بهذه القيود بهدف السيطرة والحفاظ على أمن أنظمتهم وعدم إنفلات أية حلقة من حلقات أنظامتهم وهم بذلك تعدوا الاسلوب المركزي للادارات الديمقراطية ولم نسمع من يعترض عليها نها إجراءات أمنية وتحت قوانين الطوارئ ولكن عندما تتعرض دولة لعدوان وتخوض ربا ضروسا مع عدو يستخدم الدين في أبشع صور الاستغلال لاثارة العواطف انقلبت الدنبا ولم تقعد في تنظيرات فلاسفة الفكر وهاج الاعلام الغربي وتباكى على حقوق الانسان ورصدت البلايين من الدولارات لتحرير العراق من الديكتاتورية.

 

أن الفكر الغربي سيبقى مدان مالم يتخذ موقفا منصفا من أكبر جريمة في العصر الحديث أرتكبت بحق شعب العراق و الامة العربية بغزو وأعتداء وإحتلال ضد العراق الامن في عام 2003,لابد لمنظري هذا الفكر  أن يتجاوزو خطاباتهم بالحوم حول الفكر والحدث فقط بدون النظر اليها او حتى مناقشة التفاصيل والربط بين المسببات  الحقيقية والنتائج لكي يحافظوا على أحترام الاخرين لغكرهم و فلسفتهم,والاسيلحقون بالايديولوجيات الدينية السياسية التي أصابها العقم والضمورفي جذورها الفكرية..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور