نهج وفكر القائد صدام - ديمقراطية لاتضاهيها كل الديمقرطيات

 
 
 

شبكة المنصور

علي صالح حمود
المعارضة في نهج وفكر الرئيس الشهيد صدام حسين أخذت بعداً ذكيا متفهماً ومعمقاً لمتطلبات المرحلة التي كان يعيشها البلد وفق كل الظروف الصعبة والعصيبة التي مر بها ،،وهي نظرة نابعة من كون ان القائد الفذ ادرك منذ البدء ان المعارضة او النقد لنظام الدولة يجب ان يكون واعياً ومنضبطاً ، وليس غوغائياً أو فوضوياً ، لذا فمتى ماكان المعارض او الناقد مدركا لروح المسؤولية وبالشكل الذي يقطع الطريق امام الاعداء والعملاء والمخربين لمسيرة الحزب والثورة بإستغلال أية ثغرة للنفاذ من خلالها للتأثير على أمنها ومصلحة الشعب .


لهذا فإن المعارضة الشريفة التي لاتستند او تستقوي بالاعداء قطعا تلقى كل قبول وحسن تعامل من قبل الرئيس ،، بل وتحضى بإهتمامه الشخصي والمباشر ،، فقد حدثنا ذات مرة احد الزملاء من المرافقين للرئيس انه بعث بطلبه ذات يوم السيد الرئيس وقال له إنك لم ترى او تلتقي اخيك منذ عدة سنوات ،، وإن كان هو معارضا للدولة فإننا لانحمل له اية ضغينة او حقد ،، فأذهب الى اخيك في لندن وسلم عليه وقل له انه إن رجع للعراق فهو آمن والبلد بلده،، فأرسله الرئيس الى اخيه المعارض ليطلب منه الرجوع وهو الذي عين اخوه مرافقا له ،، ترى أيه ديقراطية يطبقها الرئيس ،،ناهيك عن عشرا العراقيين الاكراد المخلصين الشرفاء الذين جعلهم في خطوط الحماية الاولى له.


والحديث عن روح الحرية والديمقراطية في فكر الرئيس وتبنيه للفكر المعارض حتى لوكان لشخصه ،، يجرنا الى تصريحات معارضة من العيار الثقيل طالما تسربت بخط الشهيد البطل (مفخرة اهل تكريت) برزان التكريتي الذي لو كان هناك شيئاً من إنصاف لأعتبر واحدا من ابرز معارضي نظام حكم الرئيس صدام على الاطلاق ،، فهو كان ينتقد برسائل شخصية الى شخص الرئيس مباشرة كثير من الممارسات الخاطئة لبعض مفاصل الدولة ومسؤوليها وكان الرئيس يطلع عليها ويهتم بمعالجة تشخيصات الرفيق برزان ،، بل عندما عاد برزان من جنيف بعد انتهاء فترته كسفير دائم للعراق توقع الكثيرين انه سيلقى عقابا صارما من الرئيس لكثرة انتقاداته وتشخيصاته السلبية ،، وحصل العكس اذ خابت تنبؤات المحللين ، ودخل برزان بلده امنا ولم يحصل له اي مكروه ،، عاد كحال رفاقه الآخرين مناضلآ في صفوف الحزب الى اخر المطاف ،، وكان وهو في الأسر رجلا مقداما وغير هيابا بالموت ،، وبقدر ماكان يجل الرئيس ويوقر مكانته  ،،ماكان ينتقد ويشخص السلبيات امام الرئيس مباشرة وكان سيادته يصغي اليه باهتمام كبير ،، ولكن انتقادات البطل برزان لم تكن تعط الاعداء اية حجة للانتقاص من مسيرة الحزب والثورة لانها كانت تطرح بروح عالية من المسؤولية ،، فضلآ عن مئات الشخصيات المعارضة التي كان يتصل بها الرفيق برزان او يدير ملفاتها ، ويعطي تفصيلاتها وتطوراتها   اول باول للرئيس ،، وكان يأخذ ضمانات شخصية  بالعودة اودعم مالي لهم.


اما المعارضة والنقد  التي كان يمارسها الشهيد البطل عدي صدام حسين عبر وسائل الاعلام المختلفة التي كان يشرف عليها والتي اغلق بعضها لشدة انتقاداتها وخطورتها فهي كانت تشكل متنفسا للملايين من ابناء الشعب للتعبير عن حريتهم وانتقادهم للظواهر السلبية بلا اي محاسبة او ردع او إستهداف لاي شخص او او كاتب او صحفي،، حتى صارت ظاهرة الصحف الاسبوعية من الجرأة في الانتقادات تقلق العديد من المسؤولين بل حثتهم على تصحيح مساراتهم الخاطئة.


كما ان المعارضة عند الرئيس صدام ميزان عادل ستصبح انموذجا لكل المنطقة رغم حالات التزوير والتزييف الذي حاول البعض ان يضفيها الاعداء والحاقدين ،، ونسوق هنا مثالين بسيطين قد تنفع ان تذكر الآن : الاول أن عائلة اسامة التكريتي أمين عام مايسمى الحزب الاسلامي العراقي ( والدته واخوته ) كانوا متواجدين في العراق آمنين مطمئنين رغم ان اسامة معارضا للنظام ولم تفكر الدولة ان تساومه باحد افراد اسرته للضغط عليه . والمثل الثاني ،، هو إعطاء الرئيس أمر موافقة فوري لدفن والد احمد الجلبي رئيس مايسمى المؤتمر العراقي الذي توفي في لندن لدفنه في النجف.


هل بعد هذه الديمقراطية من ديمقراطية تضاهيها ،، انها ديمقراطية ولكنها ليست على طراز الغرب والإحتلال

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٢ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور