نار الخلافات بين الحزبين الكرديين العميلين في شمال العراق تتأجج عشية أقتراب موعد الانتخابات ( جريمة إضطهاد الصحفيين )

 
 
 

شبكة المنصور

أربيل - علي الشوك

لقد وثقت منظمة مراسلون بلا حدود مصرع 217 صحافياً وفقدان اثنين في العراق منذ الغزو والاحتلال في آذار عام 2003.


وتقول المنظمة في تقرير عاجل إن غوران هرب الى السليمانية وأكد إنه لن يعود الى أربيل أبدا رعبا من جهاز أمن البارزاني.


وأعلنت المنظمة: "يعتبر نباز غوران من أبرز وجوه صحافة التحقيقات في إقليم كردستان العراقي. ومن شأن الاعتداء الذي وقع ضحيته أن يعكس الصعوبات التي تعترض الصحافيين في أداء واجبهم في منطقة بلغ فيها التوتر السياسي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أوجه عشية الانتخابات التشريعية. لذا، يجدر بالشرطة أن تبذل قصارها لإلقاء القبض على المعتدين والآمرين بتنفيذ هذا الاعتداء الجبان". وتناوبت ميليشيات طائفية وشوفينية وقوات أميركية وبريطانية وعراقية وبيشمركة كردية وأسايش (أمن كردي) على قمع الصحفيين وإضطهادهم.


السبب الوحيد والرئيسي هو خوف تلك الكيانات والسلطات العربية والكردية من قلم الصحفي, وعملها على إقصاءه ومحوه كي لا يكشف الفساد والنصب والاحتيال, وبضمنها التزوير واللصوصية والرشوة والاختلاس, تلك الآفات التي إستشرت رسميا وإجتماعيا في مفاصل عديدة بدعم وتشجيع ومشاركة أحزاب سياسية وكيانات طائفية وفئوية وشوفينية.


أحدث ما ظهر للعلن تقرير بثته وكالة الصحافة الفرنسية من مدينة السليمانية في شمال العراق.: في اخر هذه الاعتداءات، تعرض نياز غوران رئيس تحرير مجلة "جيهان" الكردية الصادرة في مدينة اربيل، في 29 تشرين الاول الماضي الى اعتداء من قبل اشخاص مجهولين امام مكتب المجلة ما ادى الى كسور وخدوش في وجهه. ومجلة جيهان تصدر منذ عامين وهي مستقلة وتتناول مواضيع سياسية عامة.


وقال غوران "كنت واقفا امام مكتب المجلة، حين اعترضني مجهولون وبعد السؤال عن هويتي بدأوا بالأعتداء علي وضربي بشكل مبرح ثم تركوني".


ونقل ألى المستشفى بعد ذلك لتلقي العلاج. وتتبنى مجلة جيهان كمثيلاتها من مجلة "لفين" وصحيفتي "آوينة" و"هاولاتي"، سياسة تحريرية نقدية تجاه السلطة الكردية والأحزاب النافذة في اقليم كردستان. وكان غوران تعرض الى الاختطاف في نيسان من العام الماضي من قبل مجهولين الى منطقة نائية خارج اربيل وبعد ضربه والأعتداء عليه تركوه وهو ينزف الى ان عثر مارة عليه وانجدوه.


وقال غوران "ليس لدي شكوك بان عناصر تابعة للاجهزة الامنية للحزب الديمقراطي الكردستاني اعتدوا علي في كلتا المرتين". واكد "لقد نشرت في اخر عدد من المجلة مقالا عن جهاز "باراستن" (جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني) ووصفته بالذراع الجاسوسي للحزب الديمقراطي الذي يراسه مسعود البارزاني". واضاف انه "بعد نشر المقال تمت مهاجمتي". وتابع غوران "ان العمل الصحافي في اربيل صعب مقارنة بالسليمانية وفضاء الحرية في السليمانية اوسع"، على حد قوله. ولم يصدر الحزب الديمقراطي اي تعليق بشأن هذه الاتهامات.


وندد عضو اللجنة العليا لنقابة صحافيي كردستان ورئيس لجنة الدفاع عن حقوق الصحافيين زيرك كمال، بالاعتداء على غوران وقال "طلبنا من الشرطة وجهاز الأمن (الأسايش) متابعة الأمر وتحديد الجناة". بدوره، قال رئيس تحرير مجلة لفين الكردية احمد ميرة، "ان هذا الأعتداء يشير الى الواقع السيء والحالة الخطيرة التي يعيش فيها الصحافيون في اقليم كردستان". واضاف ميرة الذي يرأس اكبر مجلة كردية من حيث المبيعات "ان هذه الاعتداء يهدف الى اسكات الصحافة الحرة التي تحارب السلطة". وتعرض ميرة وأفراد طاقم مجلته لمحاولات اغتيال عديدة.


واغتيل مدير مكتب الصحيفة في كركوك سوران مامه حمه في تموز 2008 امام منزله وسط حي كردي في كركوك. وقال ميرة "ان موجة التهديد والأعتداء على الصحافيين ستستمر لأن الصحافة الحرة اعترضت الفساد المستشري في اقليم كردستان العراق وفي بعض الأحيان استطاعت ان تحيل المفسدين الى القضاء". وتواجه مجلة لفين حاليا دعوى قضائية رفعتها رئاسة اقليم كردستان العراق ضد المجلة على خلفية نشر راتب ومخصصات رئيس الأقليم مسعود البارزاني. وقال ميرة "نخاف من وقوع القضاء تحت تاثير الرئاسة ما يؤدي الى خسارتنا للقضية واسكاتنا بالقانون".


وعلى الرغم من وجود قانون صحافة يمنع اعتقال الصحافي في مسائل النشر ويمنحه عدة حقوق اخرى كتوفير المعلومات والحق في عدم كشف مصدره، فان الخلافات بين سلطة الاقليم والاعلام الحر قائمة, ويتعرض الصحافيون بين حين واخر الى التهديد والاعتداء. ويقول اسوس هردي مدير الشركة الاعلامية المستقلة (اوينة) "هناك عقلية شمولية تتحكم ببعض مراكز القرار في كردستان، لايمكنها القبول بحرية التعبير او الاعتراف بسيادة القانون (..) هذه العقلية لا تعترف حتى بالقوانين والمحاكم التي انشأتها السلطة التي تديرها احزابهم، فهي تتصرف وفق قانون الغابة". واضاف هردي" الغرض من هذه الاعتداءات هو اشاعة الخوف والهلع بين المواطنين لمنعهم من التعبير بحرية عن ارائهم، او توجيه النقد للسلطات والمسؤولين".


وكان مرصد الحريات الصحافية (منظمة تدافع عن الصحافيين) اعلن في حزيران الماضي ان قوات الامن الكردية صادرت نسخ عدد من مجلة محلية تصدر في اقليم كردستان واحرقت بعضها. ونقل المرصد عن ميران حسين المسؤول في مجلة "لفين" قوله ان "قوات الامن صادرت جميع نسخ مجلة لفين (العدد 94) التي تصدر في مدينة السليمانية وتوزع في كافة مدن اقليم كردستان". وبحسب حسين فان "المجلة كانت نشرت مقالات في اعداد سابقة هاجمت سياسات رئاسة الاقليم وتعرضت لعدة ملاحقات قضائية وتهديدات".

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٤ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور