الفكة وتراخيص النفط المهدور

 
 
 
شبكة المنصور
سعد الدغمان
يعتد المصريون في الصعيد بأرضهم ويعتبرونها مثل العرض لاتفريط به؛وهي قيم يعتزبها العربي في كل مكان ولايتوانى عن القتل إذا أضطرته الأمور من أجل الدفاع عنها حين يغتصب حقه؛لاتجاوزا؛(العربي) الشريف؛ولماذا بين قوسين؛لأني سأعود لأذكركم لماذا العربي ؛ولماذا الشريف.


ومن الموروث الشعبي المصري في الصعيد (أن عواد باع أرضه دونما حاجة تذكر للبيع ؛أي لم يكن هناك من دواعي تضطره للبيع؛لذلك أخذ صبية الحي يتراقصون حوله ويرافقوه في حله وترحاله وهم يعزفون على وتر تلك العملية التجارية الخاسرة بالنسبة للأهالي ما جعلهم يتندرون على عواد حد أن لم يمنعوا الصبية من التهريج حوله وهم ينشدون (عواد باع أرضوا يا أولاد).


طويلة هي القصة لكني أختزلتها بموضوع عواد كنموذج متميز لروعنة التصرف والفراغ العقلي ؛طالما لم يكن هناك من حاجة تضطرك للبيع وهي ملزمة تماما فلا داعي لتلك (البيعة)؛أللهم إلا لدوافع شريرة تنطوي عليها علمية البيع ؛ومن صفقة عواد المصري قادني التفكير الى ما يتمنطق به عوادين كثر عندنا في المخروبة الخضراء؛وعلى رأسهم عواد رئيس الوزراء وصديقه عواد الشهرستاني؛الذي لم يجد هناك من حجة عقلية منطقية يسند بها خياناته وأختلاساته وفقدان ضميره الأنساني ولا نقول الوطني كون الرجل يحن لأصله ؛وأنتم تعرفون أن من ينكر أصله ماذا يطلق عليه.


عواد وزير النفط هذا أراد ان يتمنطق ليوحي بأن تصرفه صائب حين يقتلع ثروة البلاد من أهلها ويسلمها صاغرا ذليلا الى الأغراب مقابل أي شيء الله أعلم؛وإلا ما الداعي لجولة التراخيص كما يسمونها ؛والبلد يمتلك من الكفاءات ويعمل أهله في هذا القطاع منذ زمن بعيد وهم قادرون على أسداء النصح والأرشاد حتى الى الشركات التي تعاقد معها عواد الشهرستاني بعملية تطوير الحقول المزعومة؛هل خلت وزارة النفط التي أدارت الازمات على مر كل تلك العقود التي حارب بها العراق أعداءه ونجحت في توفير البترول ومشتقاته دون حرج للمواطن وفي أصعب وأحلك الأزمنة؛ وعلى ذكر الحروب ؛أي وربي (أيقن العراقيون أن الحروب التي كانوا يطلقون عليها عبثية بتوجيه من هنا وهناك؛دارت دوائر الزمن لتثبت أن إيران هي التي أعتدت ؛وهي الطامعة وهي التي تريد إبتلاع العراق وقتل أهله؛من زمن دجالهم الأكبر والى أن أثبتت الأيام صدق توجهات صدام حسين؛الرجل المفترى عليه كما يبدو؛وها هي الفكة تثبت صدق مسيرة الرجل على الأقل فيما يخص الفرس لحد الأن وأأمل أن تثبت في الباقيات).


لقاءات الأستاذ عصام الجلبي وزير النفط السابق في زمن العراق الذي لقن الفرس دروسا في الحياة؛وأدبهم كما يجب أن يكونوا؛هذا الرجل العراقي الشريف أوضح من على قناة الشرقية وبلقاءات قديمة يعود تاريخها الى العام الماضي؛أن لا صدقية لما يتمنطق به الناطق الرسمي الفارسي من أن هناك حقول مشتركة خاصة بين الجانب العراقي والجانب الفارسي؛وحين العودة الى الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين نرى أن لا مشكلة أبدا في عملية الترسيم هذه وأن الأمور مستقرة ولم تكن هناك مشاكل حدودية بين البلدين إلا حين يختلقها الجانب الفارسي؛كما هو حاصل اليوم؛أي أنهم يريدون فرض الأمر الواقع كون الشباب (جماعة حكومة عواد) ؛لا مشكلة عندهم وهم من سيساعد في تكريس هذا الواقع لا أن يعترضوا عليه.


أتفاقيات باطوم و,إتفاقية الجزائر حددت وبمعنى واضح ما لنا وماعلينا ؛ولا ننتظر من فارسي اليوم ليعلمنا ما هي حدود أرضنا؛ونحن واعون جدا لهذا وعارفون ببواطن الأمور لا بظاهرها فقط؛ ومعنى أن يظهر علينا الناطق بأسم الفرس من طهران ويدعي أن تغير الظروف السياسية والحكومات في البلدين لابد أن ينتج عنه تغيير في بنود الاتفاقيات الموقعة فهذا مردود عليه وهو غير صحيح ؛ ولا يتسنى له أو لحكومته أن تنظر بمواضيع جانبية تجعل من الأتفاقات السياسية مرهونة بوجود أشخاص أو محاولة شخصنة تلك الأتفاقات بسفاسف الكلام وكأنه يحاول أن يخلق عرف جديد في السياسة الدولية يتماشى والتوجه العنصري التوسعي الذي تعمل عليه الحكومة الفارسية الخارجة عن القانون؛أن الاتفاقيات بمعناها التزام الدول الموقعة على مضامينها ؛وها هي الأتفاقيات الدولية سارية المفعول منذ الحرب العالمية الأولى والثانية ومواثيق حقوق الأنسان التي لايعرفها النظام الإيراني ولايعمل بها كما هي أتفاقيات حسن الجوار والتي دأب على تجاهلها طيلة عقود من الزمن؛وبالتحديد منذ قدوم الخميني وبث سمومه في المنطقة بأكملها وأتخاذ العراق عدوه الأول محاولا تصدير أفكاره الشريرة اليه بواسطة الطابور الخامس الذي وللأسف أتاحت له الولايات المتحدة أن يمسك بسدة الحكم في العراق وهم نفسهم من أتخذ منهم الخميني رحمه الله مطية لتنفيذ ما اراد من أمور شريرة.


ونعود حيث أنتهينا الى عواد الذي لم ينطق بكلمة حول موضوع أحتلال حقل الفكة من قبل الجانب الإيراني المجرم ؛وهو إن لم يكن معني كعراقي فهو وزير النفط في حكومة العواويد الفارسية التي لم تبقي على شيء إلا وحولته الى إيران ؛لم ينطق هذا الوزير ولم يحررموقفا عن وزارته المعنية بالأمر أكثر من غيرها بل هي سبب المشكلة برمتها إن لم تنطق وتحدد الحق العراقي في ذلك البئر؛وتصوري أن مجيء عواد الشهرستاني واستلامه هذا المنصب تنطوي عليه عملية أبتلاع الكثير من الأراضي العراقية سواء النفطية أم غير النفطية؛ولا أتصور أن عواد النفطي سيحمل همنا وهم الوطن الذي لاينتمي اليه وتلك حقيقة ماثلة أمامنا لاتحتاج الى من يتهمني بأني قد تجاوزت على المقام العالي لعواد؛وقصة الفكة قبل رواية تراخيص البترول شاهد أمامكم.


عواد الذي باع أرضه هناك في مصر كان قد تصرف بملكه الشخصي؛وهو حر فيه؛إلا أن الناس لم ترحمه وجعلت منه فرصة للتندر والضحك والاستهزاء؛فكم من عواد اليوم في المنطقة الخضراء المحمية ليحفظ روحه من موت محتم (رغم أن الموت في كل مكان) إلا أنه قد يؤجله الى حين؛مقابل أرواحكم الغالية أيها العراقيون وتعرضكم للخطر في كل آن؛وكم هم الذين باعوكم من أول لحظة سولت لهم أنفسهم فيها ان يضعوا أيديهم القذرة بأيدي الفرس والصهاينة الأمريكان ليدمروا هذا البلد بحقد الفرس واليهود ؛وكلاهما سواء.


الفكة والتراخيص هما وجهان لعملة واحدة ؛وهي برمتها عملية مستمرة بأطر مختلفة تصب في مصلحة الفرس وليس غيرهم بالأتفاق مع أخوالهم الأمريكان نحو تأمين أنسحاب أمن للقوات الأمريكية المهزومة من العراق على حساب مصالحكم ؛بل أنتم من تدفعون الثمن من أعصابكم أولا وأرواحكم وثرواتكم ومستقبلكم؛هذا بشأن الفكة التي قلنا عنها في البداية لماذا الفكة.


أما لماذا الثانية والتي تخص العراقي العربي وهي التي وضعناها بين قوسين؛فكل ظني أن لا العربي ولا العراقي الشريف ............الشريف .........الشريف؛ يعمل تلك الأفعال المخزية المقرفة التي يخجل منها حتى ذاك الذي باع شرفه وليس أرضه؛ تعرفون لماذا يخجل ؟؟؟لأنه ببساطة شريف.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور