اليمن والقاعدة وأشياء أخرى

 
 
 
شبكة المنصور
سعد الدغمان
عادت هذه الأيام حمى التصعيد ضد القاعدة وبشكل جنوني وصل الى إطلاق التهديدات من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون في حملتها على اليمن بوقف الدعم ما لم تطبق الحكومة اليمنية فرضيات واشنطن ورؤها التي تريد لتلك الأرض التي تحمل من الفقر ما لايمنحها الفرصة للخروج من مآزق أنتظار المعونات الأمريكية.


القاعدة وجدت لها ملاذا على أرض اليمن وفرته الظروف التي أحاطت بمجريات الأمور التي توصف بانها خارجة عن إرادة القيادة اليمنية؛فلا حرب الحوثيين التي تدار على أراضيها وتزعزع أستقرارها بل تدفع من أجل صدها دماء أبنائها وقدرات قواتها المسلحة وفق عملية أستنزاف خطيرة تديرها إيران كما كانت تدير من قبل حركات العصيان والتمرد في شمال العراق أيام الشاه السابق ومن بعده في الجنوب العراقي وما زالت مستمرة؛هذا الأستنزاف القاتل الذي أعدت له دول أخرى العدة في محاولة لحلحلة بوادر الإتحاد ومنع أي فرصة لإستقرار المنطقة واليمن على وجه التحديد في ذلك المثلث الحرج من الجغرافية العربية؛كما تعد من وجهة نظر أخرى حربا بالوكالة تشنها إيران على السعودية التي تدور المعارك على مقربة من أراضيها بل على مدنها الحدودية وهي محاولة لإستفزاز المملكة السعودية أو ربما لأيصال رسالة بعينها دون غيرها تفيد بأن أمن السعودية ليس ببعيد عن متناول الذراع الفارسي الذي بات يتحكم أو له اليد الطولى في العديد من الأقطار العربية ومنها من لهم التأثير المباشر فيه على صناعة القرار كما في العراق وربما لبنان واليمن الذي أضيف الى القائمة وغيرها ؛لذلك فهي تحاول دائما التقليل من تأثير الدور السعودي في عملية صنع القرار العربي بمحاولة لأشغالها عبر تلك المناوشات التي تخلق التوتر في منطقة لاتنقصها براميل بارود أخرى لتفجر ماتبقى من جسدها معافى ؛هذا إن وجد.


التصعيد الأمريكي الأخير يغض الطرف عن الدور الإيراني في تنامي الإرهاب بل أحتضانه لذلك نراه أنصب على القاعدة ؛ ربما أستغل الأمريكان حادثة ( النيجيري) الأخيرة التي أراد وحسب زعمهم تفجير الطائرة الأمريكية خلال أعياد الميلاد وأرى أن هذه الحادثة قد تم فبركتها لكن ليس بالصورة التي توصف بالنضوج والقناعة؛ذلك أن الولايات المتحدة قد احاطت مطاراتها بجيوش من الحراس والاجهزة الكاشفة عالية التقنية؛ناهيك عن الكلاب المدربة على كشف المتفجرات خاصة بعد ماجرى من أحداث سبتمبر؛فما بالك وشاب يحمل المتفجرات ويحاول اشعالها لتفجير طائرة كان قد استقر بداخلها؛كيف حدث هذا وكيف وصل الى متن الطائرة وعبر كل تلك الحواجز والموانع الالكترونية والبشرية العاملة بتلك المطارات؛أم أن الموضوع على غرار ماتم تهويله من صورة أبو مصعب الزرقاوي سوبر مان القاعدة في العراق.


أذن لماذا اليمن وبهذا التوقيت؛ولماذا الأسناد الأمريكي الضخم ودعم الأمم المتحدة لشن الحرب على القاعدة.


اليمن مذ كانت تمتاز بالقبلية ويحكم نظامها هذا التوجه حتى وإن كانت هناك مؤسسات تمثل الدولة؛وهو مدخل للعديد من التصدعات التي من الممكن أستغلالها لأحداث شرخ في نظام المؤسسة السياسية اليمنية؛ناهيك عن الفقر الطاغي على مجمل الحياة هناك وأستثمار مشاعر من ينتمون الى جهات غير داعمة للحكومة أو ربما يخالفون التوجه الذي ذهب اليه الرئيس صالح حول دمج طرفي اليمن الشمالي والجنوبي بوحدة نتج عنها اليمن الموحد ؛هذا إذا أضفنا أن هناك من بين هذا الطرف الأخير من يدعم البيض وهو الزعيم الجنوبي الذي مازال يراهن على فصل الجزئيين والإنفراد بسلطة الجنوب عبر أتباعه وهم ما يطلق عليهم جماعة الحراك الجنوبي والذين يطالبون بالأنفصال وقد أستخدموا التظاهر كوسيلة لأنطلاقتهم رافعين الاعلام التي كانت تمثل الدولة الجنوبية حينها وقد تخللت تظاهراتهم بعض أعمال العنف في بعض الأحيان؛ومن جهة اخرى هناك الحوثيون وهم اللذين يوصفون بانهم يتلقون الدعم من إيران وبصور شتى بعضها مباشر؛كل تلك العوامل ناهيك عن عدم توفر الدعم من قبل الحاضنة العربية أو تقطعه بين فترات ليست بالقصيرة تشعر الحكومة وكأنها وحيدة في هذا المضمار اللهم إلا حين أشتدت الأزمة؛كل ذلك أدى الى أستفحال تواجد عناصر القاعدة لاسيما وأن الكثير منهم كان قد أطلق سراحه من معتقل جوانتنامو والبعض منهم لم يذهب الى بلاده لأمور تتعلق بالملاحقات والأعتقالات وفضل اللجوء الى اليمن سيما وأن هناك حاضنة لهم وهناك من يستقبلهم ويوفر لهم الدعم والمساندة ؛وهو ما غضت عنه الولايات المتحدة الطرف في الماضي لتعود اليوم وتعلن الحرب من جديد على القاعدة التي أستفحل شأنها هناك في اليمن الذي غابت عنه السعادة التي كان يوصف بها.


وهو مايجيب عن تساؤلنا حول أعلان الدعم الأمريكي والدعوات التي أطلقتها كلنتون ؛ولكي يكون الموقف الامريكي أكثر مصداقية كان لابد من إستحضار صوت بان كي مون لتكون الشرعية على عناق مع البندقية الأمريكية التي زرعت الفوضى والقتل على طول خريطة العالم الحر والداعمة للأرهاب الدولي في كل مكان دون ضمير والعراق نموذجا؛ كان لابد وأن تتدخل الأمم المتحدة على الخط لتبين للعالم أن خطر القاعدة لابد أن تتظافر ضده كل جهود المجتمع الدولي وليس مستبعدا أن هذا الخطاب سيعم الكرة الأرضية وستشارك في هذا التحالف دولا أخرى طمعا بالكعكة الأمريكية التي ستقدم لمن يشارك بذبح اليمن على المقصلة الأمريكية؛مما يعني حربا عالمية على القاعدة سيدفع المواطن اليماني ثمنها من أعصابه وقوت يومه ومستقبل أولاده؛ كما دفع العراقيون فواتير المصائب التي أستقدمتها لهم الولايات المتحدة حين حررت بلدهم من خطر صدام حسين وأبادة ما يقارب مليونين منهم وشردت مسة ملايين أخرين على طريقة التحرير الديمقراطي الجديد؛حربا ستحرق الأخضر واليابس هناك في بلد لم يكن لينتظر من العالم هذا الدمار قدر ماكان يريد الخروج من مشكلاته المتمثلة بقلة موارده التي تعينه على تسيير عجلة التنمية التي هو أحوج مايكون اليها لأنقاذ مواطنيه من العديد من المشاكل التي تعيق تقدمه.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور