الحرب العدوانية لا تحتاج الى حِجج أو مبرّرات

 
 
 
شبكة المنصور
محمد العماري
ما زال مجرم الحرب توني بلير, رئيس وزراء بريطانيا السابق, مصرّا بشكل أعمى وحاقد على صواب رأيه في الحرب العدوانية على العراق, والتي أدّت الى غزوه وتدميره وقتل وتشريد الملايين من أبنائه, رغم بطلان جميع حجج ومبررات تلك الحرب وباعتراف الغالبية العظمى من الذين خطّطوا لها أو شاركوا فيها أو دعموها في المحافل الدولية بكل ما ملكت أيديهم ونفوسهم الشريرة من أكاذيب باطلة وحقائق مفبركة وأدلّة زائفة. وقد إعترف الكثير منهم, ولو بعد خراب البصرة, بان تلك الحرب غير أخلاقية وغير شرعية ولا تملك الحدّ الأدنى من مبررات شنّها. وكان بالامكان تفاديها لولا ضخامة الحقد والضغينة وغريزة السيطرة والاستحواذ على مقدرات وثروات الشعوب ألاخرى, لدى مجرمي الحرب بوش الصغير وتوني بلير وعصابة المحافظين- الصهاينة الجدد.
والغريب إن توني بلير, الذي إنقاد كالأعمى خلف سياسة الأبله بوش الصغير, يستمر في تجاهل النتائج الكارثية على جميع المستويات وبكل المقاييس للعدوان على العراق وغزوه. خصوصا وأنه يرى كل يوم وضع "العراق الجديد" الذي أصبح مثالا نادرا للفساد المالي والاداري والاخلاقي, والفشل السياسي والاقتصادي والأمني. وتحوّل من بلد آمن مستقرّ متآخي بين مكونات شعبه العرقية والدينية الى ساحة حرب مفتوحة للجميع وضد الجميع.


ولا ندري ما هو جواب المجرم توني بلير لو سألناه عن المكاسب التي حقّقها لبريطانيا ولشعبه, ولا نقول للعراق وشعبه, من حرب أعتبرها المؤرخون والكتاب وكبار رجال الأعلام, ومنهم شخصيات أمريكية وبريطانية مرموقة, من أكثر الحروب عبثية ولا جدوى. بل ثمة من إعتبرها كارثة بالمعنى الحقيقي للكلمة, وواحدا من أكثر أخطاء أمريكا فداحة وتهوّرا في القرن العشرين. ولم يبقَ من المدافعين عن تلك الحرب العدوانية, التي أثبتت زيف ونفاق ولا عدالة ما يُسمى بالعالم المتحضّر, غير حفنة من البشر أصبحوا وصمة عار, أخلاقيا وسياسيا وثقافيا, على بلدانهم وشعوبهم ,مثل مجرم الحرب توني بلير.


ففي مقابلة مع إذاعة بي. بي. سي. البريطانية قال توني بلير بكل صفاقة "إن إسقاط نظام صدام حسين كان صائبا حتى بعدم وجود إسلحة دمار شامل". ولم يكتفِ هذا المجرم بفضح نفسه الأمّارة بالسوء بعد أن نبذه قومه, بل أضاف قائلا "حتى وإن لم تكن هناك أسلحة دمار شامل كان من الضروري إستخدام - ومستر بلير يقصد إختلاق وفبركة وتزوير- حجج وبراهين مختلفة". ولعل تصريح هذا المجرم المتعجرف لا يغيّر شيئا من أن فكرة ومشروع غزو العراق وتدميره بل وتقسيمه, كانت قد أعدّت قبل أكثر من عشر سنوات. ولم يكن على توني بلير أو حكومته غير الانخراط المجاني والمشاركة الفاعالة فيها ودعمها بكمٍ هائل من الأكاذيب والقصص, بما فيها الخيالية طبعا, من أجل بثّ الرعب والخوف في نفوس مواطني الغرب من خطر, إعترف جميع من خضع للتحقيق أمام لجنة السير جون تشيلكوت الأنكليزبة, أنه لم يكن داهما أو آنيّا لا على أمريكا ولا على بريطانيا, ولا على حتى جيران العراق.


لكن المجرم توني بلير, بعد أن تشبّع بالخرافات والأوهام والقلق الغير مبرّر من "خطورة" العراق وأعتبر نفسه وصيّا على مقدرات الكون, طبعا بعد المجرم بوش الصغير, إندفع بغباء وبلادة لبعث نزعة الشر والعدوان لدى الأمبراطورية التي غابت عنها الشمس الى الأبد. وليثبت مدى إخلاصه للأحمق بوش الصغير, أكثر رؤساء أمريكا غباءا وتخلّفا وجهلا في السياسة. بل أن توني بلير, الذي ضرب عرض الحائط بالتقاليد الديمقراطية العريقة في بريطانيا, تطوّع برحابة صدر ليكون ساعي بريد وحمّال حطب لحروب أمريكا وعدوانها على الدول والشعوب الآمنة. وكلّنا يتذكّر صولات وجولات ورحلات المجرم توني بلير غربا وشرقا ودون كلل أو ملل امن أجل تحريض الحكومات والشعوب ضد العراق ونظامه الوطني, رغم المعارضة الشديدة والواسعة لتلك الحرب العدوانية سواء في بريطانيا نفسها أو في بقية دول العالم.


إن كل ما يقوله ويصرّح به توني بلير أو سواه سيكون نوعا من العبث ومضيعة للوقت إذا لم تتبعه ملاحقة قانونية لكل من شارك وحرّض وساهم وخطط لغزو العراق وإحتلاله. إبتداءا من مجرمي الحرب الكبار, بوش الصغير وتوني بلير ورونالد رامسفيلد وغيرهم وإنتهاءا بصغار العملاء والمرتزقة واللصوص الذين يحكمون العراق اليوم. وقد تتم محاكمة توني بلير إعلاميا وجماهيريا, مع إنه سبق لمزبلة التاريخ وأن إستقبلته بالاحضان, الا أننا بحاجة تمليها الشرائع والقوانين والأخلاق والعدالة الانسانية, الى رؤية المجرم نوني بلير, وكل مَن وضع يده بيده ضد العراق وشعبه, خلف القضبان باعتباره مجرم حرب تسبب بقتل وجرح وتشريد ملايين العراقيين, وتدمير وخراب إقتصادهم الوطني وسرقة وضياع أمنهم وأملهم وثروة أجيالهم لعشرات السنين.

 
mkhalaf@alice.it
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور