لماذا العراق وليس ايران ؟

 
 
 

شبكة المنصور

احمد صبري
طوى محمد البرادعي مسيرة 12 عاماً قضاها رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية والعراقيون الذين عرفوا هذا الرجل عندما كان يصطحب هانس بليكس رئيس فريق المفتشين الدوليين خلال زياراته المتكررة الى العراق قبل احتلاله بحثا عن اسلحة الدمار الشامل بشقيه الكيميائي والنووي يستذكرون موقفه المغرض من العراق وتردده في الاعلان عن غلق الملف النووي بعد مئات من جولات البحث والتحقيق التي اجرتها وفود وكالة الطاقة الذرية غيران هذا الرجل لم يعترف بتعاون العراق وينصف شعبه الذي كان يأن تحت وطأة حصار جائر بذريعة حيازته اسلحة الدمار الشامل ورفضه تنفيذ قرارات مجلس الامن سيئة الصيت وموقف البرادعي هذا الذي كان لايتطابق حتى مع معايير المهنية والحيادية ناهيك عن كونه عربي كان يفترض ان يتفهم شواغل اشقائه وينصفهم بقول الحقيقة لا اكثر الا ان البرادعي آثر ذلك وأستمر بالمراوغة وحث العراقيين على التعاون حتى يروا النور في نهاية النفق في حين كان اطفال العراق ومرضاه يتساقطون من شدة الحصار.


ومن حق العراقيين ان يسألوا البرادعي غداة مغادرته وكالة الطاقة الذرية ماذا حقق خلال اكثر من عقد من الزمن هل وضع حدا لسباق التسلح خاصة في الشرق الاوسط وهو زار اسرائيل عام 2004 من دون ان يزور مفاعل ديمونة ولم يطالب اسرائيل بالكشف عن ترسانتها النووية علماً ان قرارات مجلس الامن المتعلقة بالعراق كانت تشير الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وهل شكاها الى مجلس الامن كما كان يفعل مع العراق وماذا يقول البرادعي في محاباته لايران وليونة تقاريره التي لم تشجع مجلس الامن على اتخاذ خطوات فعالة لردع ايران في سعيها لامتلاك السلاح النووي وماذا يقول البرادعي عندما اكتشف العالم ان العراق خال من الاسلحة المحظورة خاصة النووية منها التي كانت مبررا لاحتلاله.


اسئلة كثيرة تحاصر هذا الرجل الذي كرس جل وقته لخداع العراقيين وتحريض مجلس الامن على مواصلة حصارهم الظالم من دون ان يقول الحقيقة؟


ببساطة نقول ان انجازات البرادعي طيلة 12 عاما في رئاسته للوكالة الدولية كانت لتسهيل غزو العراق وتقديم الغطاء لادارتي بوش وبلير في أيهام العالم بحيازة العراق اسلحة الدمار الشامل .


لقد كان البرادعي وطبقا لهذا الدور شريكا في العدوان على العراق وأحتلاله ويتحمل مسؤولية وفاة الاف الاطفال والمرضى والشيوخ والنساء الذين كانوا يأنون من وطأة الحصار.


والمسؤولية القانونية والاخلاقية التي يتحملها البرادعي ورهط المحرضين على غزو العراق تكمن في بطلان كل المزاعم والمبررات التي قادت لأحتلال العراق والتي أثبتت إن العراق كان خاليا من اسلحة الدمار الشامل ولم يهدد السلام العالمي وأن فرق التفتيش التي كانت تبحث عن هذه الاسلحة المزعومة هي للتغطية ولتسهيل احتلال العراق وتهيئة مسرح العمليات لغزوه من خلال معلومات مضللة وكاذبة ومغرضة استخدمتها الة الحرب العدوانية الامريكية والبريطانيا في عدوانها.


هذا المنجز الذي حققه البرادعي طيلة 12 عاما الماضية أوقع افدح الخسائر بأشقائه العراقيين الذين ما زالوا يأنون من الحصار وما تلاه الاحتلال لانه كان ينظر بعين واحدة لاترى الا العراق ومخاطر امتلاكه الاسلحة المحظورة في حين انه اغمض عينه الاخرى عن قصد حتى لا يرى جار العراق وهو يسرع لامتلاك السلاح النووي فوجدت ايران في هذا الرجل عوناً في تغطية أنشطتها وعلىمدى السنوات التي اعقبت غزو العراق لم يتعامل البرادعي مع ايران بمثل تعامله مع العراق رغم إن طهران مصممة وماضية في الخيار النووي الا ان البرادعي تعامل معها كمن يساعدها لاستثمار الوقت لتضع العالم امام الأمر الواقع.


وسلوك وتصرفات البرادعي في تعامله مع ساسة ايران وأستقبال مسؤوليها له بالأحضان تثير تساؤلات كثيرة وتجسد المعايير المزدوجة التي كان يتعامل بها البرادعي مع العراق وأيران" واسرائيل.
نختم بألسؤال لماذا العراق وليس ايران وقبلها اسرائيل".


والأجابة حتماً عند البرادعي؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور