معايشة ( الفرز الطائفي )

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

ابو فهد العراقي - بغداد
ان كنت تسكن في مدينة بغداد / الرصافة او الكرخ ، او في مناطق مابعد قناة الجيش او مابعد البياع ، فماعليك الا السير على الاقدام لكي تنجز اي من  المعاملات التي لها  علاقة بدائرة الطابو او كل من دائرة  ضريبة الدخل و العقار ...الخ ،اما الموظفين الذين سوف تتعامل معهم والذين يستقبلونك بالابنسامة العريضة والوجوه البشوشه فلا تحزن ولاتخاف لانهم من ابناء طائفتك او عرقك ، انها دولتك الجديد التي من اول اولوياتها   تسهيل الامور الحياتية على المواطن البسيط ، نعم هذا هو هدفها ومن يقول غيرذلك فهو اما من حزب البعث المنحل او من اتباع النظام السابق ،  أما اذا قلت لك ونتيجة المعايشة ان رئيس المجلس البلدي لمدينة ما في بغداد يستقبل المراجعين ليقول لهم بمناسبة وغير مناسبة ، لقد قال الامام الخميني رحمة الله عليه وهو بصدد  الاشارة الى موضوع ما  ، صدق ما اقول وصدق بان هذا الرجل وبعد السؤال عن خلفياته الفكرية والسياسية قبل الاحتلال تبين انه صاحب مذخر لبيع المشروبات الكحولية وان له اخ معدوم بسبب علاقته مع ايران ايام العدوان الايراني على العراق واذا قررت ان لا تصدق فانظم الى جوقة  الذين سيقولون ان كاتب هذه السطور قادم من موزنبيق او المريخ  ، وصدق ان قلت بان  الرشوة في الدوائر الرسمية باتت لها قواعد واصول شرعية ، ياخذها الموظف  من المواطن بعد ان يجبره على ان يقول بعض الكلمات الدينية وهو يقدم الشوه ، كلمات لها طريقة خاصة كالطريقة التي يرددها من يريد زواج المتعه ، هنا لابد ان تعرف باني احدثك من العراق فلست معني بما يحدث في جزر الواق واق.

 
ان توزيع الدوائر المهمة في البلدان المتقدمة والتي يسميها موظفي الدوائر الحكومية العراقية بـ ـ الدول الالكترونية ـ  في اصغر القرى له مبرارته واسبابه ومن اهمها  خدمة الانسان والعمل على ان لاتكون هناك  فوارق بين المدن الكبيرة والمدن الصغيرة وبين الريف والمدينة ، فكل مدينة لها دائرة بريد ومصرف ورعاية صحية واسواق ...الخ  ، اما في مايسمى بالعراق الجديد فان توفير الخدمات وبالخصوص في مدينة بغداد فياتي بهدف العزل الطائفي والعرقي ، فلم تشهد مدن شمال وجنوب العراق هذا التقسيم  فتقسيم دوائر الدولة حسب الحاجة الطائفية والعرقية وهو مايجري في بغداد فهو اما بدعة او قرار له اهداف خفية ، ولنأخذ مثال دوائر مدينة الاعظمية ، الكل يعرف مكان دائرة طابو وضريبة العقار والدخل في الاعظمية قبل الاحتلال ، لكني  ونتيجة المعايشة وجدت غير ذلك فالذي يراجع تلك الدوائر التي كانت موجودة هم من ابناء طائفة معينة اما ابناء الطائفة الاخرى فهم ليسوا بحاجة الى مراجعة تلك الدوائر السابقة لان دولة الاحتلال قد استحدثت لهم دوائر بديلة ، تم نقل جميع ملفاتهم اليها حتى انهم نقلوا حساباتهم المصرفية ، فمن يسكن في حي البنوك  لايحق له الاحتفاظ بحساب مصرفي في المنصور او السيدية حتى وان كان يريد  ذلك ، فالحكومة العميلة نقلت جزاء من طابو الاعظمية الى شارع صفي الدين الحلي في حي البيضاء ـ الطالبية ـ وجزء من ضريبة العقار قد نقل الى منطقة حي اور ...الخ والهدف هو ليس راحة المواطن وانما التمهيد الى امر جلل ، فالاحتراب الطائفي الذي اشعل فتيله الاحتلاليين الامريكي والفارسي وتابعيهم كان هو الخطوة الاولى على طريق تحقيق الحلم الساساني القديم في عزل الكرخ عن الرصافة كما اعتقد وان العمل على نقل اجزاء من دوائر الدولة المعروفة قبل الاحتلال الى اماكن اخرى هو الخطوة الثانية ، وان لم تكن هذه هي الخطوة الثانية فمابالهم لايلغون قرارهم بنقل هذه الاجزاء بعد انتهاء الحرب الطائفية والامان الذي يدعون او لماذا لم تحدد الفترة الزمنية لعودة هذه الاجزاء .

 
لم اتحدث عن تقسيم الوزارات والجامعات العراقية بين الاحزاب الطائفية التي عرف عنها انها تتمتع بنفوذ نتيجة اعتمادها على مليشات مسلحة تأتمر بامرها لان الامر بات معروفا للقاصي والداني كما يقولون لكني ونتيجة المعايشة اود الاشارة هنا الى التداخل الذي ينذر بعواقب وخيمة  فالوزارة أ هي من حصة القائمة ب والعائدة الى الطائفة ج  والتي يعتمد في حراستها على اعضاء من القائمة ح  والذي يمثلون الطائفة خ ، ومن هنا تأتي المشكلة  والمثال على ذلك هو ماتم في بناية الجامعة المستنصرية ، فقد قررت وزارة التعليم العالي ابدال رئيسها الموسوي بالرئيس الجديد الاسدي ، فقام البعض من الطلبة بالاحتجاج ومن ثم الاعتداء على الرئيس الجديد بالضرب المبرح فلم تقم الحماية المخصصة له بالدفاع عنه بل شاركت الطللبة بالاعتداء ولانهم من قائمة واحدة ومن نفس الطائفة الامر الذي جعل الوزارة العتيدية تصدر امر  بملاحقة الحماية التي لاذت بالفرا ت كما يعتقد الى ايران لان الهروب الى ايران اصبح من علامات هذا الزمان في العراق فمن يسرق بنكك او يقتل او يعتدي على موظف حكومي يهرب الى من يوفر له الامن واعادت التأهيل في ايران ليعود بعد ذلك الى العراق بعد ان يشتد عوده ويصبح متمرس بالجريمة بامتياز وبالطرق الحديثة التي طزرها الحرس الثوري ،هذا هو رأي اهل العراق النجباء .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور