العملاء والخونة
وتنفيذ ماتبقى من المشروع بعد الاحتلال العسكري

 
 
 
شبكة المنصور
ابو علي - الاعظمية

ليس عيباً ان يستفاد الشخص من تجارب الاخرين ولكن العيب هو الاصرار على منهجه والتمسك به بحيث ينقله من فشل الى فشل , بحجة ان الصحيح المنطقي من تجارب الاخرين وهم اعداء , عمل غير مقبول ولايمكن تقبله والعمل عليه لانه صادر من خصوم , ان هذا التصور والتصرف يدل وبلا شك على صاحبه الذي يمتاز بالحقد الاعمى والجهل والغباء وعدم نضوج شخصيته وهو الذي شغل او استلم مسوؤلية ليس اهلا لها جاء بفعل ظروف او قوى هيأت له هذا المنصب او هذه المسؤولية , فتراه غالبا ما يشعر بالخوف والتردد وعدم الثقة بنفسه اولا وعدم ثقة الشعب به ثانيا فهو يخشى التغيير والاعتراف بضعفه وفشله لذا يصر وبكل غباء على عدم الاطلاع والاستفادة من تجارب ا لشعوب, ولو قرأ التاريخ جيدا لعرف ان نهاية كل عميل وخائن مصيره مثلهم اذا لم يكن اتعس .

 

ان المشروع الذي جاء به الاحتلال والذي شارك بضياغته كل من امريكا وبريطانيا الكيان الصهيوني والفرس المجوس والخونة هو متعدد الصفحات والاهداف, فبعد ان القحت المقاومة العراقية الباسلة الخسائر الفادحة بقوات الاحتلال واعترفوا بها بمرارة , تأتي الصفحة الاخرى وهذه المرة بقيادة الكيان الصهيوني بأدارة وتوجية العملاء والخونة امثال العميلين البرزان والطلباني  وعملاء المنطقة الخضراء بان ينفذوا ما بقي من مشروعهم وهو الفصل الاكثر خطورة من الاحتلال العسكري, وهنا نورد بعض من فقرات المحاضرة التي القاها وزير الامن الصهيوني الاسبق ( أفي ديختر ) حول الدور الاسرائيلي في العراق وذلك بتاريخ 4 سبتمبر 2008 في معهد ابحاث الامن الاسرائيلي ولكي يطلع ابناء الشعب ويعي مدى خطورة المرحلة التي هي تمزيق الوحدة الوطنية وتفتيت البلد وتقسيمه على اسس طائفية واثنية وليعلم المواطن ان الخاسر الوحيد هو الشعب والامتين العربية والاسلامية , مايلي مقتطفات من المحاضرة :

 

1- ( ليس بوسع احد ان ينكر أننا حققنا الكثير من الاهداف على هذه الساحة ( يقصد العراق ) بل واكثر مما خططنا له وأعددنا في هذا الخصوص ,يجب استحضار ما كنا نريد ان نفعله وننجزه في العراق منذ بداية تدخلنا في الوضع العراقي منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين , جل ذروة هذه الاهداف هو دعم الاكراد لكونهم جماعة اثنية مضطهدة من حقها ان تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أي شعب .

 

لقد كان الشعب العرقي البطل بقيادة الحزب والدولة لهم بالمرصاد وقطعت عليهم كافة وسائل التآمر من جواسيس ورموز الخيانة والعمالة امثال الطلباني والبرزاني والمالكي وعبد العزيز الحكيم وغيرهم ممن تدربوا وترعرعوا في وحل الفرس المجوس .

 

2- ( ان تحييد العراق عن طريق تكريس اوضاعه الحالية تشكل اهمية استراتيجية للأمن الصهيوني )

 

اعتبرت قيادة الحزب الثورة ان الصهيونية المتمثلة بالعدو الاسرائيلي من اخطر اعداء الامة وعليه بنيت استراتيجية تحريري وعلى كافة الاصعدة واهمها الاستقلال السياسي والقضاء على الجواسيس ، بناء جيش عقائدي مسلح باحدث الاسلحة والتجهيزات ، تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية والاستغلال واهمها تحرير الثروة النفطية وتاميمها عام 1972 ، انشاء صناعة وطنية في المجالين المدني والعسكري وعدم الاعتماد الكلي للحصول عليها من دول الغرب والشرق ، غرس الروح الوطنية والقومية في نفوس الشعب العراقي  ، تعزيز الوحدة الوطنية للشعب العراقي وبكافة اطيافه والقضاء على الطائفية والمذهبية واعتبار الوطنية هي الاساس وغيرها الكثير  .

 

3- ( ان العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد ,وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزأ )

 

هذا دليل اكيد على ما كان يتمتع العراق  في ظل النظام الوطني الذي كانت قياته العظمية وعلى رأسها الشهيد الغالي صدام حسين ( رحمه الله )  من امكانيات عسكرية واقتصادية وبشرية وفكرية وعلمية  تهدد وجود الكيان اتلصهيوني المغتصب لأرض فلسطين .

 

4- ( مازال هدفنا الاستراتيجي هو عدم السماح لهذا البلد ان يعود الى ممارسة دور عربي واقليمي )

 

هذا دليل على النظرة القومية للحزب اعتبار ان الامة العربية بجميع اقطارها من الخليج الى المحيط هي امة واحدة وان الفواصل التي صنعها المستعمر هي لابد ان تزول بتوحيد الامة باعتبار ان المصير واحد وان اغتصاب اي جزء منها سوف يعود عندما تتوحد الامة ،وهذا مطلب وآمل كافة الشعب العربي على امتداد اقطاره .

 

5-  ( ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة من اجل تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان ) ويقول  (الان في العراق دولة كردية فعلا , وتتمتع بكل مقومات الدولة ارض وشعب وسلطة وجيش واقتصاد نفطي واعد وتتطلع الى ضم كركوك في المرحلة الاولى ثم الموصل وربما صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين )

 

ان نظرية الحزب الانسانية اتجاه كافة القوميات المتواجدة على الارض العربية وايمانه باعطائهم الحقوق القومية كانت ثمرته انجاز بيان 11 اذار عام 1970 للآكراد والذي كان ضربة قوية للصهيونية واعداء العراق من فرس واتراك لوجود نفس القومية في اراضيها وبعدد اكثر ماموجود في العراق وكذلك قطع الطريق عن بعض القيادات الكردية العميلة للتحالف مع اعداء العراق من اجل عدم الاستقرار البلد والهائه عن اداء دوره القومي وخصوصا لللتصدي للعدو الصهيوني المغتصب لفسطين وصد العدوان والاطماع الفارسية ضد اقطار الخليج العربي .

 

6-  ( تحييد العراق عن طريق تكريس اوضاعه الحالية ليس اقل  اهمية وحيوية عن تكريس وادامة  تحييد مصر ،تحييد مصر تحقق بوسائل دبلوماسية لكن تحييد العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا .

 

ان وجود شعب عظيم ومؤمن وشجاع وله سجل طويل في المواقف البطولية سواء في القديم او الحديث وقيادة حكيمة وشجاعة متمثلة بالشهيد البطل صدام حسين (رحمه الله ) وحزب عظيم ذو عقيدة وطنية قومية انسانية لايستسلم بسهولة ويحسب الاعداء له الف حساب وعلية جموا ملة العدوان كافة وبكل مايملكون من قوة عسكرية تدميرية و سياسية  واقتصادية و بشرية لكي يحتلوا العراق وتم الاحتلال ولكن لم يرضخ الشعب العراقي ولم يرضى بالاحتلال منذ الايام الاولى لدخول القوات الغازية مع عملائهم ،وبدأت المقاومة المسلحة واذاقوهم النشامى ضربات رجال العراق الابطال وكانت هزيمتهم محققة لولا جرعات الانعاش ، ولكن هزيمتهم اتية باذن الله وسواعد المقاومة الباسلة .

 

اما ماورد من ضمانات وتطمينات امريكية لأسرائيل فقد تطرق اليها وزير الامن الصهيوني بقوله :

 

( الادارة الامريكية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة )

 

1- بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة لاتقل عن عقد الى عقدين حتى في حلة فوز باراك اوباما الذي يحبذ سحب القوات الامريكية حتى نهاية 2009 .

 

وهذا يفند التصريحات والوعود لكل من المسؤولين الامريكان ومايسمى بحكومة المنطقة الخضراء ، منوا يضحك على الاخر بالطبع المحتل يضحك على عملاؤه ولكن لايستطيع ايهام الشعب العراقي وفي طليعتها حزب البعث والمقاومة العراقية البطلة .

 

2- الحرص على ان تشمل الاتفاقية الامنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية اكثر من بند يضمن تحييد العراق في النزاع مع اسرائيل وعدم السماح له بالانضمام الى اية تحالفات او منظومات او الالتزام بمواثيق تتأسس على العداء ضد اسرائيل مثل معاهدة الدفاع العربي المشترك او الاشتراك في اي عمل عدائي ضد اسرائيل اذا مانشبت حرب في المنطقة مع سوريا او لبنان او ايران .

 

لقد فضح الحزب والمقاومة والقوى الوطنية خطورة هذه الاتفاقية بحيث تمت صياغتها وكتابتها في الولايات المتحدة و بحضور صهاينة وارسلت الى عملاؤهم في المنطقة الخضراء للتوقيع عليها رغم وجود تناقض في بعض بنود الاتفاقية والتي تم تعديل قسم منها بحجة المشاركة بحث كانت شكلية وغير واقعية ، فهي اتفاقية اذعان ومهانة وانتقاص سيادة ونهب وسلب لثروات العراق لعقود طويلة وانسلاخ العراق من  امتة العربية .

 

الايكفي ما فعلته امريكا واسرائيل بالعراق وشعبه لكي يقتنع من لايقتنع بان ما ذهبت وحذرت قيادة الحزب والثورة من ان الاكاذيب التي لفقت ضد العراق من دكتاتورية واسلحة دمار شامل وارتباط النظام بالقاعدة قد اصبحت الان كذبة واضحة اعترف بها المجرمون الذين احتلوا العراق على اساسها ، الايكفي ستة سنوات من القتل والتدمير والنهب والسرقة والتهجير  بحيث طال الاخضر واليابس ، اية عمالة وخيانة هذه التي اتصفوا بها عصابة حكومة المالكي لكي ينفذوا المرحلة الثانية من مشروع الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارس .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور