قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة الثانية

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كتبنا في الجزء الأول عن طبيعة الكتل المشاركة في العملية السياسية، إن من تلك الكتل ما مسخر لتنفيذ أجندات دولية وإقليمية لصالح أعداء الأمة ومنها ما هو من تشكيل الاحتلال ومنها من يبحث عن مجد شخصي وسلطة ومنها من دفعه الخوف من فقدان طائفته مكاسب في ظل الفوضى التدميرية للوطن ومنها ما كان مضلل وألان عاد لرشده وأيقن إن الاحتلال جاء ليدمر العراق وينفذ مشروعه ولا زال موقنا إن الطريق السياسي ممكن أن يوصله لنتيجة ومنهم مواطنين أفراد شرفاء يتصوروا إنهم جزء من مناهضة الشعب للاحتلال ولابد أن يكون هناك صوت عراقي شريف في كل موقع ليسمع الغزاة رفض الشعب لهم، كل هذه الكيانات والكتل في البرلمان، فماذا تتوقع من خليط غير متجانس بقسميه اللذان يمكننا إن نقسم الموجودين في البرلمان لهما وهما عراقيون يعملوا بالأسلوب السياسي وهم يتصوروه اضعف الإيمان لمواجهة الهجمة الامبريالية والعملاء، ومرتزقة لهم أجنداتهم ومرتبطين بأجندات مطلوب منهم تنفيذها ولو أدى ذلك لتدمير وتقسيم العراق، فهم أخر من يفكر بوحدة واستقلال ومصير العراق ومستقبل الشعب وطموحاته لأنهم قطعوا كل رابط معه وجندوا أنفسهم للعدوان عليه مرتزقة لقوى العدوان ودوائر مخابراتهم والشيء الوحيد الذي يربطهم بالعراق والحرص على التواجد فيه النهب وتنفيذ أطماع من يدفع لهم أكثر ويحميهم من الشعب.


وفي هذا الجزء سنتناول الجمع المرتبط بالخارج والمنفذ لأجندات ذاتية أو خارجية لذلك ارتبطوا كمرتزقة بقوى الاحتلال قبل وبعد الغزو والاحتلال، وهم كل الكتل والكيانات التي تعمل بأجندة دينية طائفية أو مذهبة من أي من الديانات تكون إسلامية أو مسيحية أو صابئة أو يزيدية أو غيرها أن وجد في العراق غير تلك الديانات، فكل طائفي أيا كان شعاره المعلن ومحاولاته لتضليل الشعب هو يعمل مع الاحتلال وان كان يقاتل المحتل لان واحدا من أبشع أسلحة قوى الاحتلال وأمضاها أثرا في تدمير العراق هو الطائفية والمذهبية والعصبيات بكل إشكالها مناطقية أو قومية شوفينية وانفصالية أو قبلية.


إن كل من يدعوا لطائفية ومذهبية وقطرية ويعمل لسلخ العراق عن روحه وبيئته ومحيطه العربي ويخالف منهج الوحدة العرب بالشكل الذي يختاره الشعب العربي، وكل من يعمل على تغريب العرب وفصلهم عن إخوانهم المسلمين، هو معاد للعراق بكل مكوناته الدينية والقومية والوطنية.


اليوم من كانوا يتبنوا تقسيم العراق تحت مسميات الفدرالية وبمناهج مذهبية وعرقية يرفعوا شعارات الوطنية والتآخي مجبرين لأنه خيار الشعب، هؤلاء لم يتخلوا عن منهجهم فلن يستطيعوا أن يضلوا الشعب، فقد أدرك الشعب مخطط أمريكا والصهيونية وحكومة إيران اللااسلامية وأعلن رفضه لها ولرموزها في انتخابات مجالس المحافظات، وسيكون أكثر وفضا في الجولة التالية فان استطاع البعض التخفي تحت شعارات سرقوها من تراث البعث فلن يقدروا أن يستمروا بالمخادعة والتضليل والتمثيل على شعبنا الواعي.


لقد رفعوا شعارات لازالوا يحاربوها بضراوة وحقد شخصي وضغائن أسيادهم الطائفية، فهم يرفعوا شعارات الوحدة الوطنية ومنهم من بدأ يطرح ضرورة الانفتاح على الدول العربية، إنها محاولات تكتيكية تضليلية ومحاولة خداع فئات من الشعب، ولا يمكن أن يصدقها العراقيين بسهولة، ولكي يتأكد الشعب من صحة الشعارات فلا مجال بعد للكلام بل الفعل والممارسة، أن ما يطرحه رؤساء كتلهم وبرامجهم المعلنة كلها هاء إذا لم يثبتوا للشعب تغيرهم عبر الأتي :


1. رفض استمرار الوجود الأمريكي والأجنبي بكل إشكاله بالعراق.
2. تعديل الدستور الذي شرع ليكون أول هادم للوحدة الوطنية.


3. إعادة مؤسسات الدولة، وإلغاء كل المؤسسات التي أوجدها الاحتلال ومعالجة وضع العراقيين ضمن تلك المؤسسات، وإعادة الدولة والقانون فعلا لا ضلالة وشعارات انتخابية.


4. الاعتراف بان المقاومة العراقية هي ضمير الشعب وطليعته التي تحملت وزر التصدي للاحتلال، ذراع الشعب وحاملة سيف الكرامة نيابة عن كل الشعب.


5. العمل الحقيقي على استعادة الوحدة الوطنية وإلغاء كافة قوانين وقرارات المحتل التي أراد منها الفتنة وتمزيق الشعب والقضاء على وحدته الوطنية، كاجتثاث البعث اكبر حزب في العراق، وحل الجيش العراقي ومؤسسات الدولة الأمنية.


6. إلغاء مبدأ المحاصصة الذي ادخله المحتلون لتدمير بنية العراق السياسية والاجتماعية.


7. إصدار عفو عام عن كل السياسيين والمجاهدين العراقيين في السجون والخارج وتعويضهم عما لحق بهم من حيف وضرر، وعدم الاستمرار بسياسة التهجير والقتل والتهميش، ومن ارتكب خطأ فهو مسؤول أمام قضاء عراقي مستقل سواء قبل الاحتلال وبعده.


8. إلغاء سياسة العنف وتصفية البعثيين والشرفاء وإنهاء لغة الحقد والبغضاء ونشر الجريمة والعدوان وحل المليشيات المسلحة، والعمل الفعلي والجاد لنشر وسيادة لغة الإخاء والتسامح والحوار والمحبة بين كل العراقيين بكل أطيافهم، واعتماد أسس المواطنة والشراكة والاحترام لكل أبناء الشعب.


9. العمل على القضاء على كل أسباب الاحتقان والتباغض نتيجة الفتن التي استخدمها الاحتلال ضد شعبنا ونفذها عراقيون سيكون القضاء هو الذي يحاسب كل من ارتكب جريمة وجناية ضد الشعب.


10. إبعاد كافة الفاسدين والمفسدين من مؤسسات الدولة وتقديم من ثبتت أو تثبت إدانتهم بالفساد والنهب للمال العام واستغلال السلطة والنفوذ إلى القضاء، وعدم التستر على الفاسدين من قبل البرلمان أو الحكومة والتعامل مع من يفعل ذلك شريكا بالفساد.


إن الوطنية والعمل الوطني فعل وليس شعارات ومسميات، فهل تتصوروا إن الشعب سيصدق كلاما غير ملزم ولا يحترمه قائليه، وليس أقوالا معسولة وشعارات باهتة وادعاءات كاذبة لا تنم إلا عن تصعيد للغة العنف والعداوة والبغضاء والكراهية بين أبناء الشعب، والعمل على القضاء على قيم الإخاء والمحبة والتسامح والحوار والتشابك الأسري والوطني المتجذرة والأصيلة بشعب العراق بكل أطيافه، كما يفعل رافع شعار دولة القانون نوري المالكي رئيس حكومة الفاسدين واللصوص ولا الدعوة إلى تقسيم العراق وتصعيد الاحتقان والتعنصر العرقي كما يفعل رئيس إقليم كردستان.


لقد فهم الشعب بعربه وكرده وتركمانه وشبكه، وعرف العراقيين مسلمين (شيعة وسنة) ومسيحيين (كلدان وأشوريين) وايزيدين وصابئة، كلهم عرفوا اللعبة والمخطط القذر ورفضوه وأسقطوه فعليهم إن يسقطوا رموزه ويثاروا لأنفسهم ووطنهم ممن باعوه لقاء ثمن بخس هو قيمتهم، لأنهم لا قيمة لهم فتصوروا أنهم بالسحت الحرام والبغي على الشعب ستكون لهم قيمة.


ثقتنا كبيرة بشعبنا ومثقفيه ولتكن الانتخابات عملية إسقاط لكل طائفي وانفصالي، والله ولي المؤمنين .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٢ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور