استفتاء سويسرا الدلالات والمطلوب لمواجهته

﴿ الجزء الثاني ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
كما قلما في الجزء الأول فان صعود التيار العنصري الفاشي المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية وعموم أوربا هو واحدا من نتائج الفكر المتطرف الذي غذي في أمريكا من قبل مؤسسات صهيونية وإنجيلية متطرفة مخترقة فكريا من قبل الصهيونية، بدأت العام بشكل بات يشكل منهجا عاما مؤيدا من دوائر كبرى مخابراتية وبحثية وسياسية ولم تتعرض له الإدارات أو برامج الأحزاب الرئيسية في المجتمعات الغربية بل كان بعضها تغازله وتناغمه وتتواطأ معه، والبعض يدعمه حتى كانت ذروة فاعليته انه استطاع اختراق الأحزاب الكبيرة كالحزب الجمهوري الأمريكي، بعناصر مزدوجة الارتباط فمن جهة هي فاعلة وقيادية في منظمات مشبوهة كحكومة مالطا الخفية المتخصصة بالمرتزقة والتي هي دولة وهمية الجغرافية والتوطين، حيث إن لا وجود جغرافي أو شعبي لها، وأخرى كالماسونية والصهيونية وغيرها من التنظيمات العنصرية والعدوانية المتطرفة التي تعمل في الظلام وترتبط بها كل المافيا العالمية الناشطة في النشاطات السوداء كتجارة المخدرات والسلاح والجنس والأعضاء البشرية والبشر أيضا وتزوير العملات والتهريب وكل إعمال الرذيلة والانحطاط ،نعم استطاع هذا التيار المتطرف والمنهج العدواني من الوصول إلى السلطة وتولي إدارة اكبر دولة عسكريا واقتصاديا من خلال دعم تقدم أعضائه للوصول إلى قمة الأحزاب الفاعلة في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل جورج بوش الأب ومن ثم جورج بوش دبل يو الابن في الحزب الجمهوري الأمريكي وبلير وبراوين في بريطانيا وغيرهم في دول أخرى، من خلال ذلك استخدم الإدارات التي استطاع أن يوصل أعضائه لها ويوظفها توظيفا كاملا لتنفيذ مخطط العدوان والعنصرية والتطرف بغطاء ديني مشوه ومحرف لا يمت للدين خصوصا المسيحية المسالمة بشيء.


نعم هكذا يفترض أن يكون تحديد المسبب بهذا الانحراف الخطير والمخيف عن المبادئ والقيم والتطور الفكري والقانوني والقيمي للبشرية وصولا لتحقيق إنسانيتها الذي تحقق نتيجة وعي وتحديد دقيق متأتي عن المعانات والويلات التي مرت بها عبر تاريخها خصوصا الحربين العالميتين الأولى والثانية والحروب الأقل حجما ولكنها ليست اقل أثرا، وسعت البشرية ومفكريها إلى وضع قوانين ومعاهدات ومواثيق دولية تمثل أسسا كانت لو احترمت وطورت أن تكون قاعدة لوضع أسس مثالية لحياة الأمم والشعوب والتعايش بين البشر، لكن تلك القوانين والمعاهدات ظلت عرضة للاستباحة والاختراق من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ذات القدرات التسليحية والاقتصادية الكبيرة والمالكة لكل أنواع أسلحة الدمار الشامل، كان احتلال العراق أعلاها فاشية واستهتارا واستباحة للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف، وإعادة العالم إلى عهود العدوان والصراع والبغضاء والاستغلال والاستعمار، وهذا يمثل تصعيدا خطيرا لمنهج الإرهاب الدولي وتوسيعه وتسهيل مهمة دعاته وهو يشكل تهديدا كبيرا للسلام والأمن الدوليين ونشر لغة العداء بدل المحبة، والصراع بدل التعايش السلمي، والحقد بدل التسامح، والإقصاء بدل المشاركة والتفاعل الايجابي، والتناحر بدل الحوار والحرب والعدوان بدل الأمن والسلام، هذا ما قدمه المحافظون الجدد المتطرفين دينيا زيفا وتضليليا لأنهم ليسوا من الدين بشيء بل هم وظفوا الدين بشكل مشوه لخدمة أهدافهم وحلفائهم المعادية للبشرية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، مضافا لذلك ملايين من القتلى والمعوقين والتدمير البيئي الذي سيواصل حصد ملايين البشر وتشويه أجنتهم هبر استخدام أسلحة ذات أثار ممتدة لآلاف السنين كاليورانيوم المنضب والحي ونشر وتعميق الفتن الطائفية والعنصرية والمذهبية، وملايين من الأرامل وعشرات الملايين من الأيتام، أ فلا تحاسب البشرية أعدائها ومدمريها وهل ستعجز عن أن تردع معرضي سلامها وأمنها ومسببي قتلها إلى القصاص العادل ؟ ولماذا يتحد العالم كله لمواجهة المتطرفين في تنظيم القاعدة والمتشددين بتنظيم طالبان ويغض النظر عن آخرين أكثر خطورة وإمكانات وقدرات؟ أليس هذا إهمال مقصود ومتناقض يؤدي إلى تصعيد ونشر الإرهاب والعنف المعاكس للإرهاب والعدوان الرسمي المدعوم دوليا حيث إن لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه، وجراء العدوان والإرهاب الرسمي سيزداد وينموا الإرهاب المقابل ويطور أساليبه وأسلحته وبالتالي يؤدي لانهيار النظام القانوني والسياسي والاجتماعي العالمي ويؤدي لتدميره ؟


إن ما يروج له الإعلام من اعتبار الأمر قضية استفتاء محلي ومحاولة توصيفه بأنه مجرد فعل معادي في سويسرا فهو انحراف أخر وتنفيذ لمنهج مطلوب كي يكون رد الفعل محدود ولا يرتقي إلى مستوى الخطر الداهم الذي يهدد البشرية جمعاء وجودا وقيما ومنظومة اجتماعية وفكرية وسياسية واقتصادية، فهنا تقييمي فان التعامل مع الأمر ببساطة فهذا ينم عن غباء من الإعلام العربي والإسلامي والديمقراطي أو إن الأمر مفروضا عليه، أما الإعلام الغربي والإعلام الأجير فهذا هو جزء من المنهج والراعي للتطرف، وخصوصا طرحه الساذج أو الموجه بأن يوكل أمر التصدي للأمر الرهيب في خطورته ونتائجه المستقبلية على البشرية إلى الجاليات العربية والإسلامية في الغرب ويحثها أن تبذل الجهد لتغيير ذلك والتصدي له، إن أولئك الغرباء المستضعفون المراقبون والمخترقون والذين تتناهشهم قوى ومناهج ومراكز إعلام تملك المال والنفوذ والسلطة والقدرات هم الذين يتصدون لمنهج شرير خطير جدا ويمثل انحرافا وردة وتهديدا مخيفا للسلام العامي ومخيبا لآمال البشرية وتطلعاتها الأمنية بتطوير النظام القانوني والمؤسسي الدولي كي يكون فاعلا ومقيدا وموقفا ورادعا لكل صور العدوان والحرب والبغي والاستهتار، إن الموضوع اخطر واكبر من كل إمكاناتهم وعلى العرب والمسلمين دولا ومنظمات وعلى كل المنظمات الدولية والإقليمية وكل منظمات العالم المناهضة للحرب والعدوان أن تتحمل مسؤولياتها للتصدي لهذا الخطر المنذر للبشرية بأعظم المخاطر والنكبات، وعلى الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والوطنية وكل المفكرين والكتاب والمثقفين شعراء وفنانين ومطربين وحقوقيين وقانونيين التصدي بكل إشكال الفعل الإنساني كل في مجاله لإنقاذ البشرية من الدمار، وعلى النظام الرسمي العالمي والأوربي خصوصا أن يدين الإجراء والاستفتاء ويتخذ إجراءات رادعة ضد سويسرا وان لم تلتزم وتعود عن غيها يعتذر الاتحاد الأوربي للعالم بأسره وللمسلمين في كل مكان ويجمد عضوية سويسرا في الاتحاد ويقاطعها لحين أن تعتذر عن هذا الفعل العدواني الشنيع، لا أيها الإعلاميون إن الأمر يمثل ردة في قيم وتطور البشرية وهو الزلزال الخطير الذي يسبق توسامي عام شامل لكل المعمورة.


وسيكون الجزء الثالث هو ما هو المطلوب من العرب والمسلمين إنشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور