ماذا يؤشر الاستفتاء السويسري ؟ وما المطلوب عربيا وإسلاميا ؟

﴿ الجزء الثالث والأخير ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

عندما بدأت كتابة المقال ولطوله قسمته لثلاث أجزاء، كنت أتوقع أن تكون توصياتي متأخرة عن القرارات والإجراءات التي ستتخذها الحكومات العربية والإسلامية والمنظمات والإفراد في العالم الإسلامي، ولكن مع شديد الأسف يبدوا إنهم مازالوا نائمين وهذا غير معقول أفلا يأكلوا ولا يشربوا منذ أيام ؟ أو هم غير مدركين وهذا غير مقبول فهم يشموا المواضيع التي تخص شؤونهم أسرع وأقوى من الوحوش المفترسة فلماذا لم يشموا ويسمعوا هذا الأمر الجلل ؟ أم أنهم اعتمدوا على الأنظمة الأوربية والمنظمات والهيئات هناك واكتفوا باحتجاج هيئة الأمم المتحدة والفاتيكان وبعض الصحف والسياسيين، لأنهم اعتادوا أن يتبعوا ما يقول أولئك؟ أم انه أسلوب جديد في الاحتجاج الصامت على طريقة القائد غاندي ولكنه كان أيضا يحشد الناس للاحتجاج السلمي والإضرابات الصامتة في الساحات والشوارع ويدعو لمقاطعة الاستعمار؟ لم افهم المعنى والمغزى لهذا الصمت الرهيب أهم محتجون أم موافقون ؟ أنا لست خائفا على الإسلام كدين ولا على الصلاة أن لا تقام فواحدة من نعم الله الخمس التي اختص بها سيد البشرية وخاتم النبيين والدين الكامل الذي رضاه الله لخلقه انه جعل لهم الأرض كل الأرض مسجدا وطهورا، فلا اثر على الإسلام حتى لو منعت المآذن في كل العالم، ولكن الأمر لا يعني المآذن كبناء وإنما يعنيها كقيم ومبادئ، ويعني ذلك الفعل ولادة منهج وفكر متطرف سينشر الإرهاب والصراع الفكري والعقائدي والعسكري وسيصل الأمر إلى تدمير البشرية كلها كما أوضحنا، وهنا أود أن أدون توصيا واجبة على الحكومات العربية والإسلامية والمحبة للسلام والمتفهمة لأبعاد وتداعيات الأمر الذي سببت الاستفتاء والقبول به وكالاتي :

 

1.  سحب سفراء الدول الإسلامية جميعا من سويسرا وإنذارها بالرجوع عن ما أقدمت علية خلال أسبوع كحد أعلى، وإلا تفعل وتصدر بيان اعتذار رسمي وشعبي يذهب النظام الرسمي العربي والإسلامي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها وإغلاق سفاراتنا عندهم، ووقف أي تعامل رسمي وسياسي معهم.

 

2.  سحب جميع الحسابات والأرصدة العربية والإسلامية حكومية ومؤسسية وشخصية خلال أسبوع.

 

3.  منع أي تعامل اقتصادي تجاري أو صناعي أو علمي أو سياحي، وبأثر رجعي بالنسبة للعقود السابقة وخلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين،

 

4.  إصدار قرار من منظمة المؤتمر الإسلامي يدين الفعل الإرهابي والعدواني على البشرية ويحدد لقمة إسلامية ملزمة الحضور خلال أسبوع، وإصدار قرارات إدانة للعمل العدائي، تكون فاعلة ومساوية قوة للنهج اليميني المتطرف المتصاعد في دول الغرب (الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا) ضد الإسلام والمسلمين.

 

5.  تشكيل لجنة أو لجان متعددة على مستوى عالي من منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية المهمة كالاتحاد الأفريقي ووزراء خارجية الدول الإسلامية الكبرى وذات القدرة الاقتصادية والإنتاجية لتولي تحرك دبلوماسي وسياسي واستخدام كل أنواع الضغط السلمي على دول العالم خصوصا الدول دائمة العضوية التي تدعي إنها تحارب الإرهاب، لإدانة الفعل العنصري الشوفيني، خصوصا الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوربي.

 

6.  دعوة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية بالسام والأمن الدوليين كمنظمة اليونسكو واليونيسيف والصليب الأحمر وحقوق الإنسان وغيرها لعقد اجتماعات طارئة لإدانة العمل العدائي الرهيب، الذي يؤسس لنهج متطرف فيما إذا عم في دول أخرى للبشرية حيث سيقسم العالم إلى معسكرين متناحرين قائمان على التطرف والإرهاب والعدوانية ورفض الآخر، وهذا النهج يمثل اكبر خطر محدق بالبشرية وتطورها الحضاري خصوصا في مجال بناء نظام دولي قائم على قيم حضارية قانونية وفكرية وتطوير ما توصلت له خلال قرون من المعاناة، وضرورة الانتباه ووضع خطط دولية لإنهاء كل أشكال العمل المؤذي للبشر أفرادا وشعوب وتأسيس مراكز لدراسات فكرية سياسية واجتماعية للتصدي لهذا المنهج الخطير.

 

7.  على كافة المرجعيات والمؤسسات الدينية الإسلامية وأولها منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة علماء المسامين والحوزة، وكذلك كل المنظمات والكنائس وجمعيات ألقسسه والرهبان المسيحيين، والازيدية والصابئة والهندوسية والزرادشتية وكل ديانات الشرق الداعية إلى حوار الحضارات وكل علماء الدين والمفكرين اللاسلاميين والمسيحيين في الشرق إدانة الفعل الذي سيؤدي إلا عداء متطرف بين البشر والمؤمنين، والتحرك الفوري على المؤسسات المسيحية والديانات الأخرى لإدانة المنهج والفعل والتصدي له.

 

8.  دعوة البرلمان العربي للانعقاد وتولي دعوة جميع البرلمانات العربية والإسلامية لحضور ممثلين مخولين عنها لإصدار قرار إدانة للفعل المتطرف والعنصري ودعوة البرلمان السويسري والأوربي لرفض القرار لشوفينيته وعنصريته وتهديده للسلم والأمن الدوليين، ومطالبة البرلمانات العربية والإسلامية على التحرك السريع على برلمانات العالم خصوصا الداعية للسلام والإخاء والمحبة والتفاعل بين الأمم والشعوب لإدانة القرار والضغط السلمي الجدي على البرلمان السويسري والحكومة السويسرية لرفض نتائج الاستفتاء وإدانتها والاعتذار رسميا للبشرية عموما عن الخطأ الكبير.

 

9.  التفاوض مع الاتحاد الأوربي ككل والدول الأوربية والبرلمانات الأوربية وشرح موقف العرب والمسلمين من هذا النهج في سويسرا، والتنبيه الجدي لخطورة تنامي هذا التيار المتطرف في العالم وضرورة التصدي له عالميا، ولكن الدول الأوربية التي اوشر فيها تأثير كبير له بدرجة اكبر ووضع خطط للقضاء عليه وتجفيف منابعه ومموليه وداعميه، لأنه لا يختلف عن التطرف النازي أو الفاشي أو الإسلامي بشيء، ومطالبة أوربا نظم رسمية وشعبية بإدانة النهج كله وبالأخص الفعل السويسري واتخاذ موقف جدي ضد سويسرا كتعليق عضويتها في الاتحاد ومطالبتها بالتراجع عن الاستفتاء ونتائجه والاعتذار رسميا وشعبيا عنه، وفي حالة عدم إقرارها بذلك فيصار إلى تجميد عضويتها في الاتحاد الأوربي ومقاطعتها لحين التراجع عن البغي والعدائية والإرهاب، وإن لم تتخذ البرلمانات والإدارات الأوربية الموقف المطلوب فعلى الدول والبرلمانات العربية والإسلامية والمناهضة للإرهاب والعدوان والعنصرية والتطرف أن تضع خطط لإعادة النظر في مستوى التعامل مع دول أوربا على ضوء ذلك.

 

10.  على كافة المنظمات الشعبية والمهنية في الوطن العربي والعالم الإسلامي اتحادات الفلاحين والعمال والنساء والطلبة والحقوقيين والمحامين والأطباء والمهندسين وكل نقابة مهنية إدانة العمل العدائي السويسري والتحرك على المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية المشابهة لنفس الغرض. 

 

11.  إصدار قرارات ملزمة من القمة الإسلامية وقمة البرلمانات لكل وسائل الإعلام العربية والإسلامية مقروءة كانت أو مسموعة أو منظورة وأيا كان طبيعة نشاطها بتخصيص مساحة جيدة في الصحف والمجلات وبرامج يومية لا تقل عن 40دقيقة كحد أدنى لإجراء لقاءات وحوارات ومحاضرات تناهض هذا النهج المتطرف والعدائي.

 

إن الموقف الرسمي للأنظمة العربية والإسلامية خلال الأسبوع المنصرم من الموقف السويسري ينم عن بطئ وعدم جدية وتخاذل مهين إلا مواقف فردية من حكومات ومنظمات وأفراد ولكنها ضعيفة وغير مؤثرة، نرجو أن ينتبه الحكام العرب والمسلمين والحكومات المناهضة للتطرف والإرهاب لخطورة الوضع وترتقي بإجراءاتها إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية والدينية والإنسانية المناسبة، لكي لا تمر هذه الجريمة الإنسانية كسابقاتها كاغتصاب فلسطين واحتلال العراق وأفغانستان وقتل شعوبيهما وتدمير بناهما والصور المسيئة تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، ولنتساءل هنا لماذا تحالف العالم كله ضد النازية والفاشية والقاعدة والمخدرات إذا كان الفلتان الأمني والمناهج العدائية والفوضى الفكرية والدعوة للعدوان والبغي والكراهية تعبيرا عن الفكر والمعتقد؟

 

أيها المؤمنون في كل الشرق :

على عموم المسلمين وبالأخص العرب إمهال الحكومات التي تحكمنا فترة مناسبة لاتخاذ اجرءات وقرارات ضد العمل العدواني وفي حال استمرارها على موقفها المخجل والمتهاون الذي أشرته الأيام المارة أن تتخذ إجراءاتها الشعبية ولنبدأ من ساحتنا أولا، أي من الوطن العربي و الإسلامي ويتلخص بالتصدي لكل المصالح التي تخدم من يعادينا وذلك عبر الإضرابات والمظاهرات وإيقاف إنتاج النفط والغاز والمواني والمطارات لحين تتحرك الحكومات أو يتطور التصدي إلى مستوى الثورة الشعبية العمة في الوطن العربي والإسلامي. إنها حرب وفرض لنا كشرقيين، وان أراد الأمريكان والأوربيين أن يثبتوا إنهم ضد هذا المنهج المتطرف عليهم أن يتخذوا إجراءات رادعة ضد سويسرا وما فعلته، وان يباشروا فعلا ملموس بالتصدي لليمين المتطرف في بلدانهم.

 

اللهم إني قد بلغت وبرأت ذمتي أمامك ودعوت للمعروف والواجب ونهيت عن المنكر والخذلان والقعود، اللهم فاشهد.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور