ناطور خضرة في المنطقة الخضراء

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الكاظم العبودي
جلس ندماء الاحتلال في مجلسهم النيابي أكثر من اسبوع يتنادمون ويتندرون ويجمعون ويتفرقون حول شخصية القائد العام للقوات المسلحة في العراق المحتل. القائد العام هذا ووزرائه الامنيين تناقلوا بالصمت المريب تارة وبالبوح الحرام ما بين الجلسات السرية والمغلقة أرقاما واحصائيات تحدثت لشعب العراق الاسير بالاحتلال عن تعداد قواتهم واستكمال مشتريات خردة أسلحتهم وصولاتهم الفرسانية من البصرة الى الموصل عبر مدينة الثورة. وهكذا تنافح العبيدي والبولاني بألقاب وزاراتهم وشكوا من تدخلات الساسة والبرلمان وقادة المليشيات... وغيرهم بشؤون دفاعاتهم. كثر ضجيجهم عبر الفضائيات لكنهم لم يقرروا شيئا او يعلنون إدانة لاحد بما فيهم قنبر قائد خطة بغداد الغضنفر.


كلما سمعت لقبا عسكرياً للمالكي يصفه بالقائد العام للقوات المسلحة ضحكت من سذاجة الرجل وتذكرت حالته بجوار السيدة زينب لاجئا، خائفا من ظله، ومن عيون مخابرات الدول التي كانت تعرض عليه رغيف خز نهاره لاغير.


كم رثيت تاريخ جيش العراق وانا أسمع جولات وتصريحات "ابو سريوة" كونه صدق نفسه يوما أنه بات القائد العام للقوات المصلخة من كل شئ بما فيه وزرة تستر عورتها أمام عيون ورصد جيوش العالم ومخابراتها العسكرية منها والمدنية. لك الله باجيش دولة العراق وانت مدى غباء القادة والمراتب وضباط سوق مريدي وكليته العسكرية المزورة ومن حمل مثل هذا اللقب مرة واحدة" القائد العام للقوات المسلحة" وهو لم يحمل يوما حتى مسدس من البلاستك.


ام اكثر السعداء مشاهدة في هذا السيرك وعروضه الكوميدية ببغداد هم الامريكيون من جهة والايرانيون من جهة أخرى. فالقائد الغام يشكو في مجالس حزبه وبرلمانه وحكومته انه لا يتمكن من نقل ضابط من وحدة عسكرية الى اخرىـ وقبلها، قبل توقيعه أوراق صكوك الاذلال في الاتفاقية الامنية مع الامريكيين كان يشكو من عجزه من نقل وحدة عسكرية او سرية جنود من شرق بغداد الى غربها، أو ينقل شرطيا من داخل الى خارج المنطقة الخضراء، وانه ينتظر انسحاب القوات الامريكية من شوارع المدن كي يتمتع بسيادة القائد العام للقوات المسلحة وبلذة إجراء التنقلات العسكرية لكنه وجد نفسه عاجزا من تحديد وظائف وتنقلات ورواتب البيشمركة الكردية وتحقيق صحة شهادات جنرالات وعقداء جيشه القادمين من سرايا منظمة بدر ومن فيلق القدس الايراني وسطوة هادي العامري ومخابرات الجلبي واوكار اطلاعات الايرانية، وحتى تمادي ظهور بلاك ووتر وتحكمها في حياة اللاجئين الى الاحتماء في المنطقة الخضراء.


واذا كانت حال القائد العام المالكي هكذا، وقد وصلت الى حالة الاذعان التام لمن هب ودب في عالم السلطة العسكرية، فهو في موقف لا يحسد عليه نراه وهو يستعرض احتفالات فتح كلية الطيران لجيشه وبدء انطلاق القوات الجوية العراقية الجديدة باربعة طائرات تدريب صارت نكتة واضحوكة لهواة الطيران الورقي ولمن نقل الخبر عن هذه القوة الجوية المالكية التي لا تخجل قياداتها من رؤية صور مئات الطائرات العراقية وعشرات القواعد العسكرية التي استباحتها القوات الامريكية وسرقتها القوات الايرانية ومنها تدمير أكثر من 200 طائرة مقاتلة عسكرية عراقية كانت جاثمة لقرابة العقدين من السنين في ايران، فككتها ايران بدم بارد وباعتها كقطع غيار في اسواق السلاح.


لم يخجل القائد العام للقوات المسلحة وهو يستعرض تخرج دفعاته العسكرية بسيارات الجيب والدفع الرباعي وخردة سيارات ومصفحات جيوش الاحتلال المصبوغة، وما جلبته صفقات المليارات من الدولارات من سكراب الجيوش وأسلحتها المحالة الى التقاعد والذتهبة الى العرض في المتاحف العسكرية او التذويب في مصانع الحديد والفولاذ.


لم يخجل هذا القائد العام الذي لم يطلق بيده يوما رصاصة واحدة ان يتبادل الشتائم مع نائب رئاسة جمهوريته، ويصف الهاشمي بكونه لا يتعدى رتبة ضابط سابق طرده جيش جمهورية العراق السابق، فنقلته لحية الحزب الاسلامي وجماعة التوافق الى ما هو عليه الان بعد ان زكى للاحتلال دستورا وأنقذ العملية السياسية من الانهيار بتطويع التوافق لما يريده الاحتلال وخليل زادة يومها.


مهما يكن فان حال القائد العام للقوات المسلحة وضباطه ووزاراته الامنية لا يحسد حتى وان بلغ مستلمي الرواتب من ميزانية وزارة الدفاع والداخلية المليون فردا، وبميزانية خيالية تعدت عشرات المليارات من الدولارات كي تجمع معسكرات العراق الجديدة كل انواع خردة السلاح. جيش المالكي وضباطه مرعوب وهم يرون ان هناك 11 جندي ايراني[كما تنقل مصادر الاخبار] يحتلون أرضا عراقية ويرفعون اعلاما ايرانية فوق حقول بترولية تقع شرق ميسان فيسكت المالكي، ويسكت الجنرال تارة، والدكتور تارة، والناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع تارة، المدعو محمد العسكري. ولم تأت جهينة المالكية بالخبر اليقين.


ان جيشا من امثال هؤلاء العضاريط لانريده له مسمى عراقيا يُلَّوث به العراق. وان قائدا عاما لمثل هذا الجيش لا يمكن الا ان يسمى بحق " ناطور خضرة" موظف بقرار امريكي ايراني مشترك للوقوف " خريعة خضرة" في احدى حدائق المنطقة الخضراء.


ورحم الله امرء عرف نفسه، وقدر وضعه، واطلق ولو مرة رصاصة رحمة في رأسه، طالما انه أدرك انه اغتصب ما لا يستحقه من رتب والقاب، وملئ منها جيوبا فاضت على كل حسابات البنوك وعصابات مافيا السلاح. ايها المالكي انتحر قبل ان تُنحر غير مأسوف عليك في بئر دم كنت الواقف على دولابه.

 

وان غدا لناظره قريب.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور