الـشــهـــــادة والإنتـصـــــــــــــــــار

 
 
 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد
من نافلة القول إن الأمم والشعوب تخلد بمواقف وأفعال رجالاتها وأبنائها الغر الميامين ولأمة العربية من الأمم التي حباها الله بأبناء برره سجلوا بسفرها الخالد علامات مضيئة للإنسانية إن كان تصديا لكل أشكال الاستغلال والعدوان أو الانفتاح على الشعوب المضطهدة لمساعدتها من اجل التحرر وامتلاك إرادتها


يحل بعد أيام يوم ليس كباقي الأيام في حياة العراقيين والعرب بل الإنسانية جمعاء لما يحمله من معان وقيم تنعكس على الزمن الذي تمر فيه امة العرب  بالحال التي هي عليه ، لأنه يتضمن موقفين متناقضين يبينان بالدقة  المتناهية القيم السامية التي  تميزت بها القومية العربية والتي عكسها بصفائها وقدسيتها  وليدها النقي الذي جسدت منطلقاته الفكرية جسامة الهجمة المشنة على ألامه والإفرازات التي أحدثتها  والمعالجة الواعية لذلك إلا وهو حزب البعث العربي الاشتراكي وصلابة مناضليه من حيث عمق الإيمان والتحمل  كي ترتفع راية  ألامه عاليا ويتحقق حلم جماهيرها في  المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد


الموقف الأول هو الإصرار العدواني الذي مارسه الأعداء و الغزاة المحتلين لأرض العرب في فلسطين والعراق والأراضي العربية الأخرى  لحرمان ألامه من كينونة  الاقتدار والتحدي ببعده الإنساني المعبر عن إرادة الحياة  ، يقابل ذلك التقاء كل قوى الشر والعدوان وان اختلفت إراداتهم  بنقطة واحدة ألا وهي  اجتثاث كل معالم الحياة لدى العرب وسلبهم مقومات اقتدارهم رجالا وفكرا ثوريا رائدا"


الموقف الثاني الإرادة ألصلبه والإصرار النابع من عمق الإيمان بقدر ألامه ومشروعية المنهج الذي يوصل كل الخيرين إلى  أهدافهم النبيلة المتجسدة في حرية ألامه وتحررها من كل القيود التي أريد لها أن تكبلها وتعيق حركتها ، تجسد ذلك بالدقة بإصرار البعث الخالد على نهجه التحرري الوحدوي الاشتراكي النابع من إرادة وحاجة ألامه والجهاد الذي اتخذه مناضليه  طرقا" واسلوبا ووسيلة لتحقيق حلم الجماهير العربية


الموقفين المذكورين ظهرا في أن واحد فجر اليوم الأول من أيام عيد الأضحى عندما أقدم الغزاة وأدواتهم من شعوبيين وفرس صفويين على ارتكاب جريمة العصر باغتيال القائد الشهيد صدام حسين بأسلوب انتهكت فيه كل القيم السماوية والإنسانية والقانونية  اعتقادا" منهم بان جريمتهم النكراء هذه سوف  تخمد لهيب  المقاومة والتصدي البطولي الذي قام ويقوم به أبناء العراق النشامى  لتدمير آلة الغزو والعدوان وإذنابهم من خونة وعملاء ومرتدين

 

الموقف الأول خرق للدستور الذي يدعون انه دالة العراق الجديد وركيزة الحياة العراقية الجديدة وتجاوز فاضح لكل القوانين والمعاهدات واللوائح الدولية التي تنظم الحياة في الدول المحتلة أراضيها وكيفية التعامل مع مقاتلي جيشها الذين وقعوا بالأسر وما هي الضمانات القانونية التي تحمي حقوق الأفراد ، يقابل ذلك التحدي الذي أذهل كل المراقبين الذي ظهر به القائد الشهيد وهو يقابل الجريمة بالإصرار على  الموقف والرجولة التي تدلل على  عدالة القضية والتي أعطت كل المقاتلين العزم والإصرار على مواصلة  الجهاد البطولي والتوحد من اجل التسريع بانهيار العدو وعملائه ، فتحول عيد الأضحى إلى  عنوان الشهادة ببعدها الجهادي ومنطلق عزوم لتوسيع دائرة التصدي فتحولت ارض العراق  إلى ميدان معركة لم يتمكن العدو من مجاراته


الموقف الثاني جاء بالرد من الميدان فصائل الجهاد تتوحد والقاعدة الشعبية تتسع وأصبحت كل مدن العراق الحاضنة للمجاهدين والداعمة لهم فأصبح العدو يلعق جراحه باحثا" عن طريق الخلاص وما يحفظ ماء وجهه ، فكانت الرسالة المباشرة له بأنه إن هوى كوكبا" مضرجا بدمه الطاهر  ولد عشرات الأنجم الساطعة التواقة للشهادة من اجل أن يرفل العراق بالاستقلال والسيادة  وان تتطهر أرضه المعطاء من الغرباء ليعود رحما" كبيرا" لكل العراقيين بمختلف قومياتهم ودياناتهم  ومذاهبهم لا يفرقهم مفرق ولا تحيى  الفتنة  التي أريد لها أن تمزق النسيج الاجتماعي العراقي وصولا للحرب الأهلية التي تحرق الأخضر واليابس وبما يحقق أهداف ثالوث الشر والرذيلة الامبريا صهيونية وفارسية صفوية


الشهادة تصنع الانتصار لأنها  دليل  الوثوق بالهدف والغاية السامية التي تقدم فلده الكبد قرابين لها  والتضحية هنا هي مقياس الإيمان الواعي بعدالة القضية ومشروعية الجهاد وبهذا يكون الترابط الجدلي فيما بينهما أي لايمكن أن يكون هناك نصرا  بدون تضحية والعكس صحيح ، وهذا هو ديدن الأمة عبر تأريخها  ونشر رسالتها الإنسانية التي تحكم كل العلاقات  الايجابية فيما بين الأمم والشعوب لأنها ميدان  التمازج والعطاء وبها يكون الانتصار متحقق على ارض الواقع  فيسعد الشهداء وهم في عليين لان  رفاق الدرب مازالوا يصنعون الغدر والفرصة التي تؤدي إلى  انبلاج الفجر فجر الحرية والانطلاق نحو الهدف المنشود ، وبحجم الألم الذي يعصر القلوب لفقدان القائد الرمز والرفيق الموجه  هناك عهد الوفاء والتواصل والإصرار على المسير بالرغم من مخططات الأعداء والحاقدين ، فأصبح للبعث منبر يصدح بالحق يأوي إليه كل عشاق الحرية  ليعبروا عن رفضهم  الواقع الذي يراد أن يسود والمؤمنون الصابرون المحتسبون يحثون الخطى باليقين زارعين الأمل في نفوس الجماهير المستبشرة بالغد الأتي غد الانتصار

 
المجد كل المجد للأكرم منا جميعا شهداء ألامه يتقدمهم  القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليهم وأرضاهم في عليين جميعا"

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور