ســــاســــة أم نـخـــــاســــــــــة

 

 

 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

تناولي للموضوع الغرض منه استعراض الواقع العراقي الذي نتج بفعل الغزو والاحتلال وما لحق بأبناء العراق من جرائم طالت كل مناحي الحياة اليومية والغرض منها تحقيق ما أعلنته الإدارة الأمريكية البوشية على لسان وزير خارجيتها بيكر بإرجاع العراق إلى ما قبل الثورة الصناعية ، أي تدمير أية داله على التقدم والتطور الذي حصل  وخاصة  منذ استلام حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بثورته البيضاء  في 17 – 30 تموز 1968  المجيدة

 

إن إســــــــــتراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية  تسعى إلى أكثر من هدف ، وتمارس أكثر من أسلوب وأداة للوصول إلى أهدافها ، وإذا لم يعد من الضروري تكرار تفصيل هذه الأهداف والأدوات التي سبق وتم التطرق إليها في أكثر من موضوع فإن العودة إليها بشكل مختصر هو شيء ضروري لمعرفة أبعاد ما تدعو إليه في هذه الإستراتيجية الشاملة


إن الهجمة الراهنة على المنطقة  وخاصة العراق والتي تأخذ أبشع وأوضح أشكالها بالهجوم العسكري ، لا تختصر وتكتفي بالاحتلال ، فقد أعلن قادة الهجمة الإمبراطورية الأميركية وحلفائها على المنطقة إن المعركة لها أبعاد ثقافية وسياسية وفكرية واقتصادية إلى جانب الأهداف العسكرية أي وكما قالها المهزوم بوش الابن إنها حرب صليبية ، إنها باختصار تريد إعادة صياغة المنطقة بأفكارها وهياكلها الســـــــياسية والاجتماعية والفكرية ، إنها ســياسة إلحاق المناطق غير الملحقة بشــــــبكة العولمة الجديدة التي يتبناه اليمين المســـــــــيحي المتصهين من أجـــــــــــــــــل ربطها وضرب ممانعتها


إن أهم أداة إعادة صياغة المنطقة بأبعادها الفكرية والسياسية والاجتماعية تمر عبر تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة والتي تشكل الحجر الأساس في السياســـة الخارجية الأمريكية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى إيجاد اســتقطابات متعددة ، وأوهام للمصالح المتضاربة للطوائف والمذاهب المكونة لمنطقتنا ونتيجة هذه الاســــتراتيجيات التي عرفت في الماضي بسياســـة فرّق تسد ، تمارس اليوم على أكثر من صعيد ، وأهم ما فيها إنها تستهدف المفاهيم المكونة للمجتمع وعقائده أكثر مما تستهدف فقط تفريق الصفوف ، كما كان في السياسات القديمة لاستراتيجيات فرق تسد ، أو مجرد السيطرة على الأرض والمواد الأولية ، فهي تحوي كل هذا في آن واحد


أمام كل هذه التحديات تمارس على المنطقة سياسة إفقار وتجويع ومحاولة لشراء الذمم ، وإظهار أن الخلاص من حالة التخلف والضعف الاقتصادي والعلمي لا يكون إلا بالتبعية لما يطرح العدو من حلول وبرامج سياسية واقتصادية فالقوة المهاجمة المعتدية هي القاتلة وهي المنقذة في آن ،  وما على مجتمعاتنا ألا الانصياع بهكذا أفكار  واتجاهات يتحدث الأذلاء الذين رهنوا بقائهم وحياتهم  ببقاء القوة الغاشمة التي احتلت الأرض الوطنية وعاثت في الحياة اليومية فسادا وتخريبا"، إننا نواجه منطقاً مختلفاً عما ندين به ، ومبادئ غريبة عما تحمله رسالة الإسلام المكونة للمجتمع العربي وحضارتنا ، إن لنا في ما يحصل في العراق خير دليل على أهداف العدو ومراميه ، في سياسة التفرقة والفوضى الخلاقة ،  إن لنا في العراق خير دليل على إن التجاذبات  الطائفية والمذهبية ، وسياسة الفرق والتفريق ، سعياً لنيل مساعدة العدو والاحتماء به ، ظناً أنه ناصر لطرف من مكونات مجتمعاتنا على المكونات أخرى ، ما هي إلا سياسة عوراء غبية خرقاء ومجرمة في حق الأمة العربية والإسلام دين السماحة والمحبة والألفة الذي حقق الانقلاب الجذري الشامل في المجتمع العربي وأظهر الأمة العربية بحقيقة رســـــــــالتها الإنسانية ، وإن دلت على شيء فإنها تدل على ضعف مروّجيها ومتبنّيها من حيث الانتماء لتاريخ الأمة وأديانها وتاريخها وخاصة إنها تدل على جهل كبير في كيفية إدارة الصراعات المعقدة ذات الأبعاد المتعددة في عالم اليوم ولذلك نقول لقد آن لأصحاب خط الجاهلية الحمقاء الراهنة أن يترجّلوا عن مواقعهم ويتوبوا عن جهلهم والجرائم التي ارتكبوها ، من أجل أن يحل مكانهم أصحاب الفكر المستنير الذين يحيطون بكل أبعاد المؤامرة وخاصة الذين يدركون أهمية الوحدة وأهمية الرسالة الشاملة المستنهضة لهم والهادفة إلى الانبعاث المرتكز على الربط الجدلي فيما بين الماضي الايجابي والحاضر المقاوم كل أشكال الاستعباد والاحتواء والمستقبل المنشود الذي يحقق النهضة القومية بمشروعها الايجابي ، والرافعة للمجتمعات والأمم من خلال التقاء رؤى التحرر لدى الشعوب وفقا" لمفهوم الرسالة الخالدة التي تؤمن بها حركة الثورة العربية  ، لا المقسّـــــــــــــــمة لمكونات المجتمع ، المقطّعة لأوصاله ، العائدة به لفرقة الجاهلية الأولى ، ولو كانت تحمل الشعارات الخداعة التي تروّج لها مع قادة الحملة الهمجية على المنطقة لقد وقعت الواقعة في العراق وحل ما حل بأهله من قتل وغدر وتهجير واستباحة للحرمات وتجاوز لكل المعايير الإنســــــــــــــــانية ، ولعلها تشـــــــــكل ناقوس الخطر والإنذار الأخير لمن لم يرد أن يفهم أبعاد الهجمة وخطرها علينا


الأحزاب والحركات والتيارات  التي تواجدت في الخارج وتنشط ادعاءا" باسم الداخل كان لها الدور الفاعل في  الترويج لاستراتيجة العدوان المبيت على العراق واحتلاله إن كان على مستوى المعلومات الاستخبارية التي زودت بها الاداره الأمريكية أو المعلومات التي ثبت كذبها من كون العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع تنظيم القاعدة ، كما كان لها الدور في  اتخاذ الحاكم المدني الأمريكي للعراق بريمر لجملة القوانين والقرارات المجحفة والتي أسهمت في تمزيق البنية الاجتماعية العراقية وإشاعة روح البغض والكراهية وصولا إلى التأجيج الطائفي المذهبي المخل  بالوحدة الوطنية العراقية ، واستهداف المؤسسات التي كان لها الدور المميز في المحافظة على وحدة التراب العراقي ورد الريح الصفراء القادمة من قم وطهران  بالشعار سيء الصيت الذي أطلقه خميني  ( تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق أو تحرير فلسطين يمر بالعراق وغيرها  من الشعارات  الغير صادقة بأهدافها ونواياها ) والتي كانت تهدف إلى إشاعة  الفكر ألصفوي  كما كان لها الدور في إعطاء الشرعية للاحتلال والعملية السياسية التي جاء بها من خلال مجلس الحكم الخياني و الجمعية اللاوطنية وحكومات الاحتلال الأربعة ومجلس النواب المنتهية ولايته في الأيام القادمات بالإضافة إلى البرامج التي طرحتها والتي تؤكد كون القائمين عليها والمنفذين لاجندتها هم الأدوات الفاعلة في سوق النخاسة التي ارتضوا وماهم بسياسيين لأنهم يفتقرون لأخلاقيات السياسة الصادقة المؤمنة بالقاعدة الشعبية أو من يرون الأمل فيها ، بل هم المتناقضون بالكامل مع الشعب والسائرون عكس  الاتجاه الصحيح وهذا برهان على تقاطعهم مع الشعب


من هنا ونحن على عتبة الانتخابات لابد أن نكتب بمداد العيون نعم نعم نعم للحبيب الغالي صدام حسين حيا" طودا" شامخا" وشهيدا" خالدا" في عليين  ،  وان يقول العراقي كلمته التي هي الفيصل الأساس فيما بين من باع العراق ومن يريد أن يتعافى العراق ليعود إلى مكانته الدولية والإقليمية والقوة المؤثرة في محيطها العربي  ويسأل المجرمون عن جرمهم وخيانتهم وشـــــــررهم الذي زرعوه بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد ، دون الركون إلى ما قيل ويقال لان هذه الوقفة مطلوبة وطنيا وان يساهم بها كل أهل العراق ليهزم الأشرار والشعوبيين والغزاة المحتلين وهنا تبيض الوجوه وتسود وجوه من خان الوطن والشعب ووالى الكافر وأعوانه

 

ألله أكبر            ألله أكبر             ألله أكبر
ويا محلى النصر بعون الله
وليخسأ الخاسئون

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور