عملاء عراقيون ! ( ومن بؤس الزمان ، ان يتاح للاراذل في صدر البلاد مكانا ! )

 
 
 

شبكة المنصور

ذكرى محمد نادر

كان يمكن ان تمر الصفحة التي كتبت بيد مجهول.. على فضاء الانترنيت.. كمثل جميع الفعاليات الاجرامية الاخرى في العراق والتي بالرغم من خطورتها وقسوتها في تأسيس ثقافة القتل اليومي.. واستباحة الدم والوجود العراقي.. فأنها دائما تبقى مقيدة باسم فاعل مجهول!

 

كان يمكن ان تظل المعلومة التي تحاول النيل من اسماء عراقية نبيلة.. معلقة على صفحات الاثير المفتوح السموات.. وان تمر على عيوني مرور الكرام.. لولا انني اعرف حق المعرفة تلك الاسماء.. كان يمكن ان تمر كما مرت وستمر جرائم اخرى ترتكب يوميا بحق العراقيين منذ بدء الغزو حيث رسم الاحتلال شكل اخلاقيات اخرى اختلفت بقدر ما اختلت فيها صورة القيم والمثل العليا التي لطالما تربينا تحت كنفها وربينا اولادنا تحت مظلتها.. كان يمكن ان تمر من دون ان تستفزني.. لولا انني كاعلامية عراقية اعتز بمعرفتي الشخصية والانسانية لهم وقد عاصرت، بعضهم لسنوات، تشاركنا فيها  خبزا، هموما،  وافراحاً، اواسرارا، وابتسامات كانت تنبع من عمق القلب، وتقاسمنا فيها محبة لا تبارى لوطننا العراق.. وانا، وان كنت اعرف بعضهم معرفة حميمية  ليس اقلها لذة المنافسة المهنية الشريفة، واثبات الجدارة وكل ما يحفزنا هو الانتماء الحقيقي لوطن نعتز بهويته، وحروف اسمه، ونعتز ايما اعتزاز بأنتمائنا إليه ارضا وسماء وتاريخا، وشعبا ابيا كريما، ووجودا.. وبالتأكيد فأنني ومن خلال المتابعة لخطوات الاسماء اعرف بقيتهم... وايضا..

 

ولانني اعرف الغاية والهدف الذي يتخلف وراء الاساءات المشينة التي تنال من سمعة اسماء اعلاميين وشخصيات عامة عراقية، كل جريرتهم انهم وقفوا بوجه الاحتلال وانهم لم يركبوا موجة استرخاص الذمة والضمير ولم يسيروا في الارض بحثا عن مزايا، او مناصب، او اثمان بخسة لاقلامهم، او ضمائرهم.. ولان من يريد النيل منهم.. ما نقموا منهم سوى لانهم كابروا على جراحهم مستعينين بضوء الضمير الانساني والاخلاقي والمهني الحي.. فهل يعقل ان يكون لهذا الزمن الاشعث صوتا اعلى من صوت الحق؟ فلذالك اجد لزاما عليّ ان لا اترك اساءة لاسماء شريفة ان تمر مسكوتا عنها.. واقل واجب تجاه زملائي ان اقول من هم وما هم وما فعلوا ولماذا يبادر بعض النكرات الى تشويههم وطمس معالم اسمائهم باساليب رخيصة وكلمات مبتذلة.. تلك الاقلام الدخيلة التي صار كاسراب ذباب تشوه منظر الزخرف  الاجتماعي والاعلامي العراقي.. وبما انني لم اعمد يوما طيلة مسيرتي المهنية الى استعمال الاساليب المنتشرة في التشهير والتجريح ولاننا اكبر من الخصوم في اخلاقنا ونوايانا.. فأنني، ولكي يطلع الرأي العام، ولكي تتضح الصورة امام الناس ساعرف بهم بابسط ما يمكن ليقارن كل ذي بصيرة كيف يلجأ بعض المأجورين وممن تسول لهم انفسهم بالتعرض وتشوية اسماء عراقية هي اعلام فكر ومواقف.. يعتد بها كل عراقي غيور.

 

وكي اضع القاريء في عمق الصورة فأنني ساعمد الى وضع كل اسم بما تيسر لذاكرتي بالتعريف بمسيرته.

 

سابدأ باسم هيفاء زنكنة عراقية "كردية" روائية مؤلفة، رسامة، ناقدة،  وناشطة في مجال حقوق الانسان نشأت في بغداد وحصلت على شهادة الصيدلة من جامعتها، لها العديد من المؤلفات"نساء على سفر""مفاتيح المدينة" "بيت النمل" لها عشرات، وربما مئات البحوث والمقالات التي تبحث في حقوق العراقيين والعراقيات: جريمتها مقاومة الاحتلال.

 

سرمد عبد الكريم: اعلامي وباحث عراقي، رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء العراقية، له مئات البحوث والمقالات السياسية في الشأن العراقي: جريمته.. مقاومة الاحتلال.

 

علي الصراف: اعلامي وصحفي عراقي محترف.. كان يعدّ من معارضي النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال.. ويعمل حاليا مستشارا لجريدة العرب اللندنية اجمل ما فيه شجاعته بقول الحق حتى لو كان على نفسه جريمته: مقاومة الاحتلال.

 

صلاح المختار: سفير العراق في الهند قبل الاحتلال، مستشار صحفي للبعثة العراقية الدائمة في الامم المتحدة، مدير في وزارة الخارجية العراقية، نائب نقيب الصحفيين، رئيس تحرير جريدة الجمهورية الناطقة بلسان الحكومة العراقية، له اكثر من ست مؤلفات ومئات المقالات والبحوث والدراسات، جريمته: مقاومة الاحتلال.

 

عزيز نزهان الصديد: شيخ شيوخ عشائر شمر العربية العريقة، من اقحاح العرب، لم يعرف المداهنة ولا الاستسلام لعدو، ثائر للحق  ولوطنه، لا يخاف فيه لومة لائم، يقف سدا امام الغزو الايراني المتغلغل في العراق، جريمته: مقاومة الاحتلال.

 

نرمين المفتي: صديقتي نرمين "ام علي"، "تركمانية" عراقية في اعمق نخاع عظامها، صحفية مشاكسة محترفة، متالقة في ميدانها، مذ عرفتها وانا ارى فيها، المرأة العصامية المكافحة، جريئة في مواقفها صلبة في تحديها الصعاب،  لم اعرف عنها سكوتا عن حق ولا خوفا من مواجهة، تعمل الان رئيسة تحرير جريدة "القلعة" الاسبوعية التي تصدر في كركوك، وتعاني ضغوطا مريرة بسبب مواقفها الجريئة ضد الفساد المستشري في البلاد جريمتها: مقاومة الاحتلال.

 

ماجد السامرائي: كاتب وباحث عراقي له مؤلفات عدة منها "العرب وازمة الفكر السياسي"، له مئات البحوث والمقالات وجريمته: مقاومة الاحتلال.

 

سلام الشماع: صحفي عراقي محترف، له قلم بارع  تفوق به على  كثير من اقرانه، دخل عالم الصحافة وهو غض يافع تربى على ايدي عباقرة العراق واهتم باثارهم امثال العلامة "الدكتور حسين علي محفوظ" وعالم الاجتماع الأبرز الدكتور علي الوردي، والموسوعي الشيخ جلال الحنفي والمؤرخ والخططي الكبير عماد عبد السلام رؤوف والنحات الكبير خالد الرحال وسواهم من الكبار الكبار، عاصرته طيلة سنوات وما رايت فيه سوى الرجل المثابر، والصحفي المتحمس للوطن، المترفع عما عدا عمله وجهاده في سبيل ان يكون الوطن مكان جميلا يتسع لجميع ابنائه، مبدع مهنيا وكفوء، ومتخلق باجمل صفات الانسان العراقي من شهامة وحماسة ونبل واخلاص دؤوب باحث له العديد من الكتب ويعكف على حفظ اثار اسماء العراق الكبيرة امثال العلامة "علي الوري" و"مصطفى جواد"، جريمته: مقاومة الاحتلال.

 

ان ما قدمته للاسماء هو غيض من فيض نتاجهم واعمالهم وخليق باي مجتمع ان يمتاز بهم وان ينحاز الى تجاربهم، واقل ما اقول فيهم انهم نجوم تمشي على قدمين كلما يظلم وجه الحياة اضاءوا، فهل انتم يا من تحاولون الاساءة اليهم، هل انتم اكفاء لهم؟ ام ان الزمن الأغبر الرخيص الان قد لاح لكم بما تشتهي انفسكم من فرص مريضة لن تاخذوها سوى بضرب اخيار الناس وافاضلهم واشجعهم. وان للازمان الرديئة اناس انتم احسن من يمثلها. فما نقمكم منهم سوى انهم لم يبيعوا اوطانهم بثمن بخس ولا استسلموا لقوة احتلال غاشم،  فهم ما نظم عقدهم سوى هذا الخيط المتين من مقارعة المحتل واعوانه، سوى انهم قالوا: "الله الله في هذا الوطن" وحسبي ان ابشركم بخزي قادم عما قريب.. حين ينجلى غبار المعارك والحروب وحين تعود الدار الى سابق عهدها،  والاوطان الى النجباء من اهلها.. ام ظننتم ان الحال سيبقى على ما هو عليه،  الا انكم ومن هم خلفكم واهمون فلبيت العراق نساء ورجال هم حماته وصائنو عرضه.. وانتم حين يجيء يوم الحساب الى اي جدار ستتكأون.. وفي أي مزبلة سترمون؟.. ان نظرة واحدة وسريعة لتاريخ العراق ستخبركم ان الاوغاد مهما طال بهم زمانهم في ارضه سيكون موعدهم حساب عسير، وخزي لهم ولأولادهم وأحفادهم إلى يوم يبعثون، فالعراق واهله ما اعتادوا ان يتحكم فيهم الارذال.. فهل انتم متعظون، أم أنكم لا تقرأون، وإذا قرأتم لا تفهمون، والحق أنكم لا تفهمون ما تكتبون، فهؤلاء جميعاً يشرفهم أن يكونوا عملاء للعراق وأنتم وصفتموهم بـ "عملاء عراقيون"، في دلالة واضحة لعمالتكم للأجنبي!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور