في ظل الزمن الغادركان نجـــاد واليوم لاريجاني في بغداد

 
 
 

شبكة المنصور

طلال معروف نجم

هي المرة الثانية التي يصل فيها حاكم ايراني الى بغداد , الاولى عندما فر الشاه من طهران, ولجأ الى بغداد في ضيافة العائلة المالكة العراقية . إثر ثورة قادها محمد مصدق . بدعم من السوفيات والأمريكيين ضد الشاه في أوائل عام 1953م . وأعلن على الفور تأميم النفط لقطع يد البريطانيين عنه. ولما اطمأن الأمريكييون من الانتصار على منافسهم البريطاني قاموا في أغسطس عام 1953م , بالانقلاب على مصدق وإعادة السلطة الى الشاه ليكون صنيعهم وليحافظ على المكتسبات التي تحققت لهم من وراء انقلاب مصدق الذي تحول الى خطر على الأمريكيين نتيجة لتحالفه مع حزب تودة "الحزب الشيوعي الايراني."


و الزيارة الثانية لحاكم ايراني كانت زيارة الرئيس أحمدي نجاد الى بغداد . ترى هل جاءت بتدبير من قوى عالمية ؟ . او قوى اقليمية ؟ . او قوى مؤثرة داخل مجتمع الملالي بهدف التخلص منه؟ . كل الاحتمالات واردة . يبقى ان نقول وبمرارة , هو لولا الهوان العراقي في الزمن الغادر هذا, لما تجرأ حرسي من حراس فيلق القدس الارهابي كنجاد, ان يدنس بقدميه ارض الرافدين .


لماذا تركت الولايات المتحدة الامريكية نجاد يصل بغداد؟ , لابل وحتى لم تعترض على زيارته , وهو الطالب الذي شارك في حصار السفارة الامريكية في طهران. في الايام الاولى من قيام الثورة على الشاه . وتأكد لها بأنه من الطلبة الذين حاصروا السفارة . وتمتلك صورا موثقة لكل الطلبة المشاركين . التقطتها بواسطة الاقمار الصناعية . لقد عملت واشنطون ضجة كبيرة يوم اعتلى نجاد الرئاسة, الا انها سرعان ما تراجعت ونفت ان يكون من بين الطلبة المتظاهرين وقتذاك .


نجاد طرف في المأساة العراقية التي جرت وتجري الان , بتنسيق امريكي لايقبل الشك البتة . تعاون استمر بينهما. منذ الاطاحة بنظام طالبان بأفغانستان. والتعاون قائم بينهما اليوم في الساحة العراقية. فكل الاسلحة التي تصل الى الميليشيات الطائفية الصفوية والتكفيرية مصدرها ايران . بدليل ان بغداد عاشت 36 ساعة من الهدوء وعدم القتل والاختطاف . الا يتبت ان فيلق القدس الارهابي هو من يتحكم في العملية الامنية ببغداد؟ . حتى القاعدة إمتثلت لاوامر فيلق القدس , ولم تعكر صفو الامن على الزائر المقزز .


يبقى السؤال الملح لمن أغفل العلاقة الايرانية الامريكية , هل هناك مصالح وتعاونات مشتركة بينهما ؟ . والجيش الامريكي يتم اصطياده بأسلحة مصدرها ايران . الجواب نعم .. فالنظام الايراني بتركيبته الحالية , يكاد ان يكون أغرب نظام في الدنيا , فهو نظام تسيطر عليه 3 قوى, معروفة فيما بينها .


القوة الاولى : وهي طائفة الملالي التي تستمد قوتها من الغيبيات والجذور الفارسية الشوفينية .
القوة الثانية : وهي طائفة تتلبس لباس الدين وهي بالاحرى ترتبط رباطا وثيقا بروسيا .
القوة الثالثة : وهي مجموعة العلمانيين والليبراليين والتجارالاوليجارشية وبقايا النظام الشاهنشاهي , ترتبط روحيا وفكريا بأمريكا . وهي الاقوى يبدو حاليا والمرشحة للاطاحة بالقوتين الانفتين الذكر . وهو الامر الذي تعول عليه واشنطون حاليا.


لهذا يصعب تحديد من هو من القوى الثلاث . ألا انهم يعرفون بعضهم البعض . فهم جبلوا على الصمت والكتمان في كل احابيلهم الغادرة.

 

وهاهو اليوم في بغداد علي لاريجاني . ترى ماذا يريد ؟  وماذا يهدف ؟

فهو شخص ومنصب ليس له تأثير البتة على القرار الايراني الديني والحكومي.   تماما كالسامرائي رئيس البرلمان العراقي . ليس له تأثير على القرار الحكومي والديني في حكومة بغداد .

 

فليس لزيارة لاريجاني هذه سوى تفسير واحد , هي ان بغداد اضحت مباحة لرموزالحرب الايرانية .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور