الحزب الإسلامي العراقي هشاشة في العضوية و خيانة للوطن

 

 

 

شبكة المنصور

شاهين محمد
قبل ثورة 14 تموز المجيدة كان جهد المخابرات البريطانيـة في العراق منصـب على تفتـيت ومحاربة القوى الوطنية والقوميـة التي تطالب بالتغيير الثوري لمسار وتاريخ العراق ، ووضع العراق في مكانـه اللائق المناسب لتاريخـه وقدراتــه ونضـال شعبه وأمته العربيـة . إلا إن نضال شعبنا العظيم وتضحياته وقدرته على هزيمـة الاستعمار البريطاني وبفضل وعي القوى الوطنية والقومية بضرورة الوحدة الوطنية كطريق نضالي لابد منه لتحقيق النصـر ، ومن خلال هذا الجهد الموحد الذي سمي آنذاك الضباط الأحرار وبالتنسيق مع كافة القوى الوطنية والقومية الفاعلة في الساحة العراقية تحقق أمل شعبنا بالخلاص من تبعات الاستعمار البريطاني في ثـورة 14 تمـوز المجيدة. وعندها شعر المستعمر البريطاني بمرارة الهزيمـة وصـمم على الثأر من هذا التغيير الثوري ، فبدء بالعمل الفوري محاولا إجهاض الثورة العراقيـة من خلال العمل ألاستخباري في تدجين بعض الشخصيات والتيارات السياسية لصالح الاستخبارات البريطانية ومن اجل التضليل على هذه المجموعات شكلت شعبة MI6 البريطانية* أحزابا دينية لصالحها وكانت النشأة الأولى لتأسيس حزب ديني إسلامي لعموم العراق أطلقوا عليه تسمية الحزب الإسلامي العراقي ليضم كل العناصر التابعة للمخابرات البريطانية في العراق بكل طوائفهم لكن السافاك الإيراني طلب من ال MI6 أن يضعوا موضوع الطائفية حيز التنفيذ كونها السهم الضارب لوحدة أهل العراق لهذا استكملوا التشكيل للأحزاب الإسلامية في العراق بتأسيس حزب الدعوة العراقي بالتعاون مع السافاك الإيراني وهو طيف من أطياف الحزب الإسلامي العراقي ويمكن تلمس عناوين التوأمة بينهم من خلال سلوك عناصر الحزبين مثل طراز اللحية واللبس والسلوك الشخصي والتنظيمي وتقارب صيغتي النظام الداخلي للحزبين ، وكذلك بما يمتازوا به من اللباقة في التنطيط بين الكتل والمكونات الدكاكينية التي انبثقت عن ديمقراطية المحتل .

 

تقدم الحزب الإسلامي العراقي بطلب تأسيس حزب إلى وزارة الداخلية العراقية عام 1960 لكن الطلب رفض بتوصية من جهاز المخابرات العراقية آنذاك الذي اثبت ارتباط عدد من الأعضاء المؤسسين لهذا الحزب (بجهات أجنبية) بالمخابرات البريطانية وهذا ما يقره الحزب الإسلامي في تاريخ نشأته . وبقيت قيادات هذا التنظيم تخدم الأجنبي طيلة فترة عملها السري وتمده بعناصر المعلومات الحيوية بحجة تقييم الوضع الاقتصادي والاجتماعي وسلوك الأنظمة آنذاك حتى العدوان العالمي على العراق في كانون الثاني 1991 ، حينها بدئت قيادتهم بلملمة بعض العناصر ممن يميلوا للمال ولم يتحمـلوا كباقي أهلنا في العراق آهات الحصار الجائر .

 

وفي عام 1992 أعلنوا عن أول نشاط علني لهم في شوارع مدينة الضباب ألتجسسي لندن ، ولم يكن هذا الإعلان إلا بتوقيت من قبل دائرة ال MI6 . وأول طعن للعراق منهم هو تشكيل الحزب الإسلامي الكردستاني تأكيدا من هذا الحزب على إيمانه ومساهمته في تدمير وحدة العراق أرضا وشعبا وأحزابا متأسيا بنظيره الشيوعي العراقي الذي دعا تنظيمه في شمال العراق للانفصال عن الحزب وتأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني ، وبعدها عمل الحزب الإسلامي العراقي لاحقا للتحضير إلى مؤتمر لندن الخياني عام 2002 .

 

بعد احتلال العراق أصبح الحزب الإسلامي العراقي الركن الثالث الذي ارتكز عليه قدر الطباخ بريمر لإتمام طبخة تقسيم العراق وحسب الوصفة الصهيوفارسية ( شيعة ، أكراد وعرب سنة) . قبل هذا الحزب بتمثيل الحصة الطائفية 20% للعرب السنة في العراق حسب إرادة بريمر متناسيا إن شعب العراق لا ينقسم على هوى بريمر وإنما ينقسم فقط على حب العراق أو خيانته وهذا ما فعله الحزب طوال تاريخه .


وفي المعركة الكونية التي دارت رحاها في الفلوجة الخالدة قـدم الحزب أقصى طاقاته الخيانية لخدمة المحتـل وسعى لتشتيت وحدة المقاتلين بالالتفاف على بعض شيوخ الدولار لدعوة أبناء عشيرتهم بترك ساحة المعركة بالإضافة إلى تقديم كل المعلومات التعبوية والجغرافية عن الفلوجة البطلة وعن مقاتلي العراق العظيم . وتواجد قادة هذا الحزب على أسوار الفلوجة مع القادة الأمريكان بحجة تقديم المعونات الإنسانية لأهالي الفلوجة لكن في الحقيقة كانوا هم جواسيس قتـل وخيانة لأهلنا في الفلوجة . وكل من شارك في القتـال في الفلوجة يعرف تمـاما دور هذا الحزب الخياني . وتوالت أعماله الخيانية للعراق في تضليل الناس والتطبيل لعملية بريمر السياسية وشاركوا بفعالية لدعم المخطط الأمريكي في إلغاء عروبة العراق بقبول التقسيم الطائفي البغيض والموافقة على دستور نوح فريدمان الذي أقلم العراق الموحد إلى كيانات هزيلة وهم أول من تعامل بمفهوم الأقاليم بعد الحزبين العميلين في شمال العراق وحتى قبل جماعة الحكيم صاحب إقليم الجنوب ، حيث كان ولازال هذا الحزب يطلق على الانبـار بإقليم الانـبار والمنطقة الغربية بإقليم الغربيـة . ممنين أنفسهم بأن يكونوا زعمـاء ولو على شبر من أرض العراق العظيـم . وأما دور الحزب الإسلامي في الانتخابات الغير شرعية ، لأنها تجري في ظل الاحتلال ، فدوره فيها يؤكد عمالتـه ، فيما يقوم به من التشويش على الناس وإيهامهم بان مصير العراق متوقف على الانتخابات وليس على تحريره من المحتـل . أمـا ما يقوم به هذا الحزب من مناورات زعــل مع حكومات الاحتلال فتلك فيها جانبين أولا ابتزاز هذه الحكومات لدفع رشاوى أكثر لهم ومحاولة الظهور كحزب حريص على مصلحة البلد !! ، فأينمـا حلوا وارتحلوا تصلهم مخصصاتهم مضاعفة وهم ينصاعون لأوامر سيدهم المحتل ويعودوا وفق حاجتـه لهم ، غادروا فترة من الزمن إلى الأردن وبعض دول الخليج حتى جاءهم الأمر للموافقة على اتفاقية الإذعان للمحتل وما سمي بالاتفاقية الأمنية لسحب القوات الأمريكية . وهم الأقرب إلى المندوب السامي الأمريكي زاده ( بحجة طائفية زاده....!!!) الذي يقدر دورهم في دعم أهداف الاحتلال الصهيوفارسي للعراق .


والحزب الإسلامي العراقي هو الأكثر هشاشة في التنظيم من بين كل الأحزاب المباركة من قبل المحتل حيث يمتاز أعضائه بكثرة التطير والانسلاخ السريع من جسد هذا الحزب وأول من يمتلك هذه الخاصية هم قيادة هذا الحزب ، فالأسماء المعروفة للجميع التي أعلنت تخليها عن الحزب هم على سبيل المثـال ، حاجم الحسني تخلى عن الحزب لصالح أياد علاوي من أجل مقعد وزاري ( وزير صناعة ....!!) ، واستقال رئيس الحزب محسن عبد الحميد من قيادة الحزب لتعميد الدور ألتقسيمي للعراق وترك المنصب لشخص يقال انه عربي اسمه طارق الهاشمي والأخير يستقيل لمصلحة شخصية وتشكيل تنظيم جديد وهو مساهمة في زيادة إرباك الشارع العراقي الذي يعاني من تخمة المسميات الحزبية ويلتحق به القيادي في الحزب علاء مكي ومن قبله علي بابان الذي فضل وزارة التخطيط على الحزب رغم من انه مرشح الحزب لهذه الوزارة . والمتعارف عليه هو إن الشخصيات القيادية في الأحزاب تتنازل عن أي منصب رسمي لصالح الحزب على أرضية ، إنه من خلال الحزب تتحقق الأهداف وليس من خلال الوزارات وهذا المفهوم معطلا تماما لدى قيادة الحزب الإسلامي العراقي. إن المغانم والمكاسب الشخصية نمـت لدى أعضاء هذا الحزب حيث يتمتع أي عضو بالحزب الإسلامي بعد النسق الأول في القيادة في ازدواجية أو تعدد الانتماء لأكثر من تشكيل في آن واحد ، فهو منتسب إلى ما يسمى الوقف السني أيضا أو جبهة الوفاق أو جبهة الحوار أو إلى تشكيلات أخرى بالإضافة لعضويته في الحزب ، وهم موظفون في أكثر من دائرة أو قناة فضائية متخلين عن الحزب مابين الضحى والظهيرة حيث يتنقلوا لأعمالهم هذه ويعودوا لعضوية الحزب عند مغيب الشمس حتى الفجـر !!! .


ومن أخطـر الإعمال التي يمارسـها أعضاء الحزب الإسلامي هو التجسس على القوى المناهضة للاحتلال بدءا من تشكيلات المقاومة وفصائلها الباسلة والهئي .....ات والشخصيات المؤيدة للمقاومة ، وهنـــا ننوه للحـذر من هؤلاء لقدرتهم على التلون والتمنطق بالحديث المقاوم ، وينسلون إلى التجمعات بحجـة الشفاعة الطائفية ، وعلى وجه التحديد العناصر التي تغادر العراق بحجة العنف الطائفي ويكثر هؤلاء في البلدان العربية حيث يتواجد العراقيين بكثافة أو في بلدان الخليج العربي . يقوم هؤلاء بتسليم كافة المعلومات للجهات الحزبية وتقوم قيادة هذا الحزب بتسليمها للمحتـل ومخابرات حكومة الاحتلال .


ولهذا الحزب انتماءات سرية لعدد من عناصره لا يعلن عنهـا تحت غطـاء المصلحة الحزبية والضرورة التنظيمية ، ولكن هؤلاء يؤدون دور خطير هو التقرب من الإعلام العربي والعالمي لتشويه بعض فصائل الأساسية في المقاومة العراقية الباسلة مستغلين مواقعهم لخدمة أهداف الحزب الإسلامي العراقي وهم ينكرون انتمائهم له . وهذه الشخصيات واضحة المعالم !!!.


إن ما يسمى بالحزب الإسلامي العراقي لا يقـل خطـورة وعمـالة عن باقـي الأحزاب العميلة ومليشيات القتل على الرغـم من تباكيه على مصلحة العراق وجميعهم يفعـل ذلك . وليس غريبا أن يكون رئيس الحزب بريطاني الجنسية وكذلك ما يسمى رئيس مجلس نواب الطوائف والعضو الثاني في قيادة الحزب من حملة الجنسية البريطانية أيضا ! .



* المخابرات البريطانية الخارجية المختصة بالأحزاب الدينية في الوطن العربي .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور