نافذة  بيعة .. من من ولمن

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

في صباح هذااليوم أفرجت عن مشاعري أعطيت لضوابط العقل أجازة زمنية لكي أتحرر منها  وأنطلق في تعابير تقفز على سياجات المجاملة وحرمة الاعتبارات لاهبط على أرض أرتوت بمبادئ البعث العظيم, وجبلة تربتها بأيادي رفاق ما فرقتهم كنوز الدنيا و لاأبعدهم شرف الموت من أجل المبادي ,فأحتضنت معول لاقلب التربة المباركة بجسد الشهداء وأعجن بها و معها قلبي وقلب كل عاشقي البعث الخالد .

 

سكينه كان نصل حاد للعقيدة الشماء,وجلست ليسري سيل من الحب منبعه العقل ومصبه القلم, وها هي أناملي تلتف حول القلم وتحضنه كأنما تريد من سيل الافكار أن يعبر قنطرة القلم ليصور ما حدثه العقل وهمسه له القلب,ولكنها أنصعقت بشرارة وحرارة وما بعدها قويت على حمل قلم خفيف في ثقله ولكنه جبار في الشريان الذي سري به, و راح يرقص رقصة الضعفاء, وهنا استفزني العقل والقلب, لاستنهض الهمةوأحرك الشجاعة في دقائق العروق وأجعل من هذه الثورة تحرك القلم وتبسط الورق,والتحمت مرة اخرى اناملي بقلمي ولكن الورق صار ملفوفا يرفض الا أن ينطوي وكأنه يطلب الدفء في صيف يصهر الحديد ويغلي فيه صعيق الجليد ..كل ذلك صرعني وفعل بي لا قول بعض ما قاله الرفاق والشرفاء في يوم البيعة وكأنما الذي أنبثق مني في ما قلته في ليلتها(1) وقد كنت في ليلتهافي وفاق مع أجزائي لم يرتوي الاثير الذي يجمعني برفاق كبار بكلماتهم القلبية الصادقة, وقد جمعنا حشد سمائه عقيدة ونجومها شهدائنا وقمرها سيد شهداءنا البطل صدام حسين.

 

وأنا الذي فعلت بي العقيدة في كل لحظة أعيشها منذ أكثر من أربعين عاما وأحسها بتناوب ضربات القلب وطرقات الافكار في مفاعلات العقل..كل هذا لأتسأل عن ماذا يكتب الرفاق الذين هم قدوتي في مسيرة النضال وهم أعلامها وأنا لازلت لم أفطم من أولياتها وهم يسبقونني في المسيرة وأنا لازلت في المتر الاولي وهم يتصدرون المواكب البطولية و أنا في أخرها,كل هذا يجعلني أتسأل بيعة من من و لمن؟ أهي البيعة للشهيد صدام ؟ ,كيف تكون هذه البيعة؟أنا أقول اننا نبايع ماء دجلة الذي ارتوى منه الشهيد وتعطر منه يوم تعوم به,أبايع الفرات والنهر الثالت يوم توضئ منهما الشهيد,أني أبايع ارض وطني العراق مرتين,مرة عندما حملته وهويمشي للدفاع عنها و مرة عندما أحتضنت جسده وهويعود لها كالعاشق الذي لا يهدئ الا في أحضان محبوبته,أني أبايع شعب العراق,شعبي الطيب الذي أحبه وبادله الحب وقبل به ضيف لحظات وتحولت في ذاكرة كل عراقي اللحظات الى ساعات,اني أبايع جيش العراق الذي قاده الى النصرفي ثمانية سنوات,أني أبايع الرفاق وكل الرفاق الذين أحبوا عقيدة الشهيد وأبتلعوا الموت لكي يموت على أبواب بغدادنا.. أقبلوها مني يارفاق الدرب وسامحوني أن تمردت علي ضوابط القلم والكتابة وفلسفة المنطق و العقلانية لان حبي ومودتي أفشلت أحلى الكلمات وأعذب التعابير أن تقول شئ منه أو عنه فهما لا يسعان حبيبات منه.

 

أن شهيدنا صدام حسين,قد غادرنا ولم يعد ملكنا لوحدنا فهوأصطف مع رموز الامة العربية والايام بيننا هي الحكم,أن شهيدنا لا يعني جسده ولكنه في عقله و روحه فهو رمز بقدر ما مثل العقيدة والمبادئ ,وبقدر ما أعطى للامة والشعب ,وهو رمز بقدرما أحب الرفاق وأحبوه, لنعلن حبنا له بمبايعة خلفه,والم يقول اللسان العربي خير خلف لخير سلف, والخلف في هذه المسيرة كثرو.ولنقف بأجلال وتقدير للذي خدم الفكر والمسيرة النضالية للبعث الخالد ولنذكر دوما ونتفاخر بأن البعث العظيم معطاء, ورحمه خصب بالمناضلين وسوف لن يكون عقيما في يوم من الايام ما دام هدفه أقامة المجتمع العربي الاشتراكي الموحد,وكل الذين أنتهت حياتهم و يؤمنون بعقيد ة البعث الخالد هم شهداء .وأذكر قول القائد والصحابي الجليل عبد الله بن أبي قحافة في خطبته الاولى بعد رحيل الرسول محمد (ص) الى جوار ربه في موعظة وليس خطبة جاء في جزء منه: (من كان يعبد محمدا فمحد قد مات و من كان يعبد الله فالله حي لا يموت). ,أن حزننا على شهادته يجب أن يتحول الى فرح لنيله هذا الاكليل,ولنقول كما قال الامام علي(ع) عندما جاء له بخبر قتل محمد بن أبي بكر:(أن حزننا عليه على قدر سرورهم به الا انهم نقصوا بغيضا,ونقصنا حبيبا)(2).. ونحن لم نفقد شهيدنا لان الحزب الذي صيره سوف يصير من رضيعنا صدام.

 

أن الله رب السموات والارض خلق الانسان على صورته وعلى صورته خلقه. فالانسان ذات أي وجود وعقل وروح,وكل واحدة من هذه الجزئية تكون الانسان,وعندما تنتهي حياة الانسان على هذه الارض ,فينتهي وجوده ولكن عقله أي أفكاره و مبادئه وقيمه تبقى بقدر قوتها وفعلها في الحياة وفي الاخرين من الناس,وبالتأكيد تعود الروح لخالقها ويوم الدينونة تحاسب من قبل الديان فقط وليس غيره.

 

فالشهيد البطل صدام حسين مات جسده ودفن في ارض الوطن ,ولكن المبادئ والقيم خالدة وهو أحد رواد وأعلام هذه القيم وسيبقى ما بيقيت هي.. رحم الله شهداء الامة العربية ورحم الله كل شهيد.

 

وشكرا للرب غي محبته لنا عندما عوضنا وسيعوضنا وبارادته برموز ولنثبت للعالم بأننا أمة الرموز الخالدة...أمين

 
(1)مقالتي بعنوان:((  نافذة _ سوف لن نرى الظلمة أذا عشقنا وجه الشمس في 14-10-2009))
 (2)نهج البلاغة  ح:325. 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٣ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور