خطوة تاريخية على طريق  توحيد المقاومة العراقية

 
 
 

شبكة المنصور

صلاح المختار

سيسجل تاريخ العراق والامة العربية ان يوم 2 / 11 / 2009 هو احد اهم ايام تأمين واحد من اهم شروط تحرير العراق وهو وحدة فصائل المقاومة العراقية ، فقد القى الرفيق عزة ابراهيم الدوري القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير خطابا تاريخيا اعلن فيه ولادة جبهة موحدة جديدة تشكلت من القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني ،بعد حوار استمر اكثر من عام بين الجبهتين ، اتسم بشعور عال بالمسئولية والتسامي فوق النزعات الشخصية ووضع مصلحة العراق وتحريره فوق اي اعتبار اخر مهما كان حجمه وتأثيره .    وقد حدد القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري دوافع التوحد واهم اهداف الجبهة الموسعة التي اطلقت عليها تسمية ( جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ) وضمت 50 فصيلا جهاديا مقاتلا في العراق كما يلي :

 

1 – ان انجاز الحسم الكامل والنصر المؤزر والتحرير الشامل يتطلب التوحد والتألف بين فصائل المقاومة العراقية .

 

2 – لذلك ندعو الى الوحدة الشاملة والتوحد الكامل لكل الفصائل على اسس ثوابت التحرير والاستقلال .

 

3 – التحشيد الشامل لطاقات الامة شرط من شروط التعجيل بالتحرير والنصر .

 

واكد المجاهد عزة ابراهيم الدوري ان حوارا واتصالات استمرت عاما تمخضت عن هذا الانجاز التاريخي الكبير ، الذي يشكل انعطافا تاريخيا في مسيرة المقاومة العراقية ، لانه انطلاقة جديدة موسعة لها ، وترسيخ لثوابتها التي تلتقي عندها الفصائل المقاتلة ، كما انه استجابة لمطالبات الشخصيات والقوى الوطنية ، وخضوعا لارادة الشعب العراقي الذي يطالب بتحقيق وحدة الفصائل المقاتلة في العراق . وحدد المجاهد الدوري المنطلقات  التي تحكم هذا الانجاز التاريخي :

 

1 – اعتماد المقاومة المسلحة حتى تحرير العراق وخروج اخر جندي امريكي من العراق .

2 – ان المقاومة العراقية بكافة اشكالها العنفية والسلمية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي .

3 – بما ان الاحتلال باطل فان كل ما احدثه باطل خصوصا العملية السياسية المخابراتية .

4 – لا تفاوض مع الاحتلال حتى يقرر الانسحاب الشامل والكامل ويعيد العراق لاهله واهل العراق هي المقاومة وليس غيرها .

5 – تؤمن الجبهة بالعراق العربي الاسلامي الواحد الذي يضم قوميات وطوائف متآخية تتمتع بحقوق متساوية .

6 – تؤمن الجبهة بحق العراق بالتعويض لما لحق به من اضرار مادية ومعنوية خاصة بعد اعتراف قادة امريكا ، وفي مقدمتها اعتراف قائد الغزو جورج بوش الابن ، بكذب الاسباب التي دفعته لغزو العراق .

7 – تلتزم الجبهة باعادة الجيش الوطني وقوى الامن واجهزة الدولة التي حلها الاحتلال وفق انظمتها السابقة .

8 –  تبقى الجبهة مفتوحة لكل فصائل المقاومة الاخرى للانضمام اليها تنسيقا او اتحادا .

9 – تلتزم الجبهة بالنهج الديمقراطي القائم على مبادي العروبة ودينها .

10 – القران الكريم هو المصدر التشريعي الاول .

11 – بعد انسحاب قوات الاحتلال او هروبها يتم التنسيق بين الجبهة وفصائل المقاومة خارجها من اجل تشكيل مجلس وطني وحكومة انتقالية بمشاركة كل الفصائل .

12 – اعادة الامن والامان والخدمات الاساسية للناس باسرع وقت .

13 – تهيئة انتخابات عامة سليمة لاختيار من يحكم العراق بصورة ديمقراطية .

واخيرا وجه المجاهد عزة ابراهيم تحايا للشعب العراقي والامة العربية وخص بالتحية الشهداء وعلى راسهم شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين .

 

اهمية الخطوة

 

ليس صعبا ملاحظة ما يلي :

 

1 – ان اعلان الوحدة بين الجبهتين هو استجابة تاريخية لاهم شروط النصر وهو التوحد ، لان تعدد الفصائل هو الثغرة الاساسية التي عمل ويعمل الاحتلال على استغلالها من اجل اجهاض الثورة المسلحة في العراق ، لذلك فان الانتصار واختصار وتقليص معاناة الشعب العراقي وتجنب اي صراعات دموية بين فصائل المقاومة ، وهو ما يخطط له الاحتلال ، تفرض التوحد الان وليس غدا ، وعدم قبول اي حجة ، مثل وجود خلافات ايديولوجية وتعدد في المرجعيات ، لبقاء التشتت مهما كانت مهمة ، واذا لم يكن تحرير العراق اهم من كل القضايا الاخرى فان الامر يدعو للقلق الحقيقي .

 

2- تظهر حكمة قادة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وحرصهم على تحرير العراق وترفعهم فوق القضايا الصغيرة ، كحب الزعامة والتحزب او التنافس السياسي والايديولوجي ، في تأكيدهم على موقفين تاريخيين وهما :

 

أ – ان الجبهة ستبقى مفتوحة لكل الفصائل التي لم تنضم اليها او تتوحد معها او تنسق معها  .

ب – ان تحرير العراق دون اكمال وحدة الفصائل لا يغلق باب مشاركة باقي الفصائل خارج الجبهة في الحكم بصورة جدية وكاملة .

 

ان هذه الخطوة هدفها غلق اي باب قد تأتي منه رياح الفتن والصراعات بعد التحرير ، لذلك فانه خطوة تؤكد حكمة واقتدار قيادة الجبهة الجديدة ، بكافة فصالها ، ورفضها عقلية الانفراد بالحكم او الانخراط في صراعات دموية من اجله . وهذا هو المطلوب خصوصا في عراق شهد ويشهد مآس مدمرة نجمت عن الاحتلال ، وجعلت اي دعوة خاطئة اذا لم تتضمن تبني ثقافة التوحد وتبادل السلطة وتجنب استخدام القوة في حل الخلافات بين القوى الوطنية .

 

وهذا التطور يفرض علينا ان نتوجه مرة اخرى ، واخرى وبلا ملل او كلل ، لبقية الفصائل بالتحية والدعوة للتجاوب مع دعوة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني لبقية الفصائل للتوحد او التنسيق الجاد وتجنب كل ما من شأنه اثارة العقد والحساسيات ، فاذا لم تتحقق الوحدة او التنسيق الجاد الان فمتى اذن ؟ بعد تقسيم العراق ؟ بعد ذبح الاف مؤلفة من العراقيين ؟ بعد مضاعفة معاناة العراقيين ؟ ان قيمة الوحدة او الاتحاد او التنسيق الجاد تكمن في تحققه الان وليس غدا ، الان حيث العراق يتمزق يوميا وابناءه يعانون كما لم يعانوا في تاريخهم ، لذلك لا ضرورة تعلو فوق ضرورة التوحد بين فصائل المقاومة ، انها كلمة السر التي تفتح بوابات التحرير .

 

ان شعب العراق والتاريخ لن يسامح من سوف يتلكأ ويتردد في تحقيق الوحدة وسوف يحمله مسئولية العذابات والتضحيات التي ترتبت وتترتب على عدم تحقق الوحدة الشاملة للمقاومة وهي احد اسباب اطالة امد الاحتلال .

 

ان ما حصل في هذا اليوم خطوة تاريخية بحق ، كما وصفها القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري ، لانها تحسم قضايا عديدة جوهرية تتعلق بتأمين متطلبات التحرير وما بعد التحرير ، لذلك نتوجه بالتهنئة لشعبنا العراقي العظيم على تحقيق هذا الانجاز الكبير ،  نهنأ كل من بذل الجهد وتحمل التعقيدات اثناء الحوار وغلب الحكمة والمصلحة العامة على ما عداهما ، وبالاخص القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري والشيخ المجاهد ( ابو نمر ) قائد جبهة الجهاد والخلاص الوطني اعزه الله .

 

وفي الختام نقول بان البعث قد وعد ووفى بوعده كاملا وعلى الاخرين ان يتجاوبوا مع البعث والفصائل الوطنية والقومية والاسلامية المنخرطة في الجبهة الجديدة ، فالمعيار المقرر لطبيعة كل فرد وفصيل الان هو القدرة على تجاوز الشخصنة والانانية الشخصية والدمامل الايديولوجية التي يفجرها البعض كلما طرحت دعوة للتوحد .

 

عاشت الثورة العراقية المسلحة .

المجد لمن يعد ويفي بوعده .

النصر او النصر ولا شيء غير النصر .

المجد والخلود لسيد شهداء العصر القائد صدام حسين .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور