الحوثيين : انجاز جديد للقومية العربية

 
 
 

شبكة المنصور

الرفيق رأفت علي - بغداد الجهاد

بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا )
صدق الله العظيم

 

 

منذ مدة غير قليلة ونحن نسمع عن الحوثيين في اليمن لاسيما بعد الاحداث الاخيرة حيث اعلنوا تمردهم العسكري على الحكومة اليمنية مما ادى الى خوض معارك شرسة بين الطرفين . كما اتضح للجميع حقيقة ذلك التمرد ومن يدعمه ويموله وهي ايران.

 

فقد اثبتت ايران وعبر التاريخ الطويل انها جارة سوء للعراق وللمنطقة كلها. فمنذ  ايام السومريين والاكديين ومن ثم البابليين والاشوريين والحروب والمعارك والغزوات مستعرة بين الطرفين ، ودائما كانت ايران البادئة فيها. وشاء الله العزيز الحكيم ان يقرن ولادة رسوله العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأهانة ملك الفرس المجوس فانشق ايوان كسرى .. كما وصف رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فرحه بانتصار القبائل العربية في العراق على الفرس في معركة ذي قار بقوله ( هذا يوم انتصف به العرب من العجم وبي نصروا ) . ولما فتح سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه العراق واطلع على تاريخه العظيم وصف اهل العراق بقوله ( اهل العراق جمجمة العرب وكنز الايمان ومادة الامصار ورمح الله في الارض فابشروا فان رمح الله لاينكسر ) ولهذا فقد دأب الفرس المجوس على دس الاحاديث الموضوعة وافتعال شتى انواع المؤامرات والفتن في الامة الاسلامية حتى استطاعوا ان يغتالوا عمر الخطاب  وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما ، ولم تتوقف مؤامراتهم الى هذا الحد فحسب بل استمرت الى يومنا هذا. فبين الفينة والاخرى يفتعل الفرس المجوس مؤامرة جديدة بلون وغطاء وثياب جديدة ولكن للسبب نفسه الا وهو عدائهم وحقدهم وخوفهم من العراق واهله وامته . فكان تاريخ العلاقات بين العراق وفارس ماهو سوى انعكاس لصراع بين اتباع الرحمن واتباع الشيطان .

 

ومن المؤسف في عصرنا الحالي ان يتكالب علينا بعض اشقائنا العرب مع الفرس المجوس ضاربين بعرض الحائط حقائق التاريخ المجيد والاشعاع الحضاري للعراق العظيم على المنطقة بل وعلى العالم باسره ، وضاربين بعرض الحائط مواقف العراق الشجاعة في معركة القادسية الثانية .. قادسية صدام المجيدة التي صدت الهجمة الفارسية المجوسية عن امتنا المجيدة . ففي نهاية سبعينيات القرن المنصرم خرج علينا الدجال خميني بفتاويه التكفيرية مثلما خرج علينا بعض ابناء جلدتنا في بداية تسعينيات القرن المنصرم ، حتى اصبح من ينادي بالعروبة وبالدفاع عنها كافرا عند اولئك ولكن حينما وصلت الشرارة لعقر دارهم ... اصبح التغني بالوطنية وتمجيد الملوك والجيوش من الايمان والتقوى ... فضلا عن مشاركتهم للفرس المجوس والصهيونية العالمية في فرض الحصار الجائر على عراقنا العظيم وتقديم التسهيلات للارعن بوش للقيام بعدوانه الاحمق. الا ان اهل العراق ورجال البعث المؤمن المجاهد قد تمكنوا وبالاعتماد على الله العزيز القوي وبدون اي مساعدة او مَنـّة من تلقين الحمقى الامريكان وعملاءهم الصعاليك اقسى الدروس والعبر .

 

ولكن الأمر قد تكرر ثانية مع القطر اليمني الشقيق ، فلم تقف بعض الحكومات العربية الموقف السليم من وحدة اليمن ولم تقوم بواجبها تجاه إخوانها في اليمن ولم تبالي لا برابطة الدين ولا برابطة الدم ولا برابطة الجوار ولا حتى برابطة المصالح المشتركة في علاقاتها مع الحكومة اليمنية والتي هي بأمس الحاجة للدعم العربي عامة والسعودي خاصة من اجل تنفيذ برامجها التنموية لإصلاح حال أهل اليمن والتغلب على مشاكل الفقر والأمية .

 

فكان الانسب بالسعودية والاردن وغيرها من الحكومات العربية ان تقدم كافة انواع الدعم للحكومة اليمنية والشعب اليمني الاصيل لتحقيق النهوض الحضاري المطلوب وتقطع دابر الفتنة قبل ان تحدث فتمنع ايران من تحقيق موطئ قدم لها في شمال اليمن ، لا ان تتكالب قوات هذه الحكومة او تلك لوقف الطوفان عند حدودها .

 

ولهذا فقد عادت المواقف السلبية لبعض الحكومات العربية على نفسها بالسوء والضرر فاتيحت للجرثومة الخبيثة ان تتخطى حدودها لتتجاوز حدود العراق والسعودية لتصل الى اليمن . ولولا التأمر على العراق وقيادته ولولا التأمر على اليمن وقيادته لما حدث ما حدث . فاحداث اليوم قد اثبتت للجميع بان الوقوف موقف المتفرج لن يبعد صاحبه عن الخطر بل على العكس سوف يغري الاخرين ويطمعون بضعفه ووهنه . وهاهي الشرارة التي حذر القائد صدام حسين الحكومات العربية منها قد وصلت اليها بالفعل ، لتثبت مدى حكمة وبصيرة القيادة العراقية وقراءتها للاحداث والتطورات من قبل سنوات عدة .

 

وهنا نتوقف لنذكر انفسنا واياكم بدعوة التسامي على الجراح التي اطلقتها قيادتنا المجاهدة لتعبربذلك عن كرم واخلاق وزهد اهل العراق وحرصهم على تماسك امة العرب ، ليتمكنوا من تأدية امانتهم وحملهم لرسالة الاسلام الخالدة الخاتمة للانسانية جمعاء .

 

ولكن علينا نحن العرب ان نعي حقيقة ان نجاح التغلغل الايراني في اليمن ما كان ليحدث لولا الفقر. فالفقر يحول الانسان العاقل الى وحش قاتل . وهذه حقيقة يتوجب على الحكومات العربية ان تقف عندها مليا وان تعالجها باحسن الاساليب وان تنتبه وتتحذر منها لاسيما وان الفقر اليوم يضرب شرق الامة وغربها .

 

اما على مستوى المنطقة فان انكفاء رجال العراق العظيم على قتال علوج الامريكان وعملائهم كان السبب الاول والرئيسي في تغلغل ايران . وهنا لابد لنا ان نشير الى مسالة في غاية الاهمية وهي اننا احيانا نقع في خطئ جسيم حينما نعلل تغلغل ايران في الاقطار العربية بسبب غياب البوابة الشرقية اي العراق العظيم . والخطئ هنا ان العراق العظيم او البوابة الشرقية لم تزول حقيقة انما انكفئ رجالها على مقاتلة العدو الامريكي وعملاءه المتمثليين بالمليشيات الايرانية وغيرها . وبالتالي فان البوابة الشرقية لم تزل انما اضطلعت باعباء اكثر اهمية بحكم الواقع . ولاننسى دور رجال العراق البواسل في تلقين العدو الايراني اقسى الدروس في الاعوام السابقة والتي ادت الى انهيار المشروع الايراني الخبيث ليس في العراق فحسب بل بالمنطقة برمتها ومنها ايران نفسها والتي باتت هي الاخرى تواجه مصيرها المحتوم . فها هي هتافات الشعب الايراني تعلن للعالم باسره حقيقة قبح الملالي وسقوطهم الاخلاقي خاصة بعد العمليات الاجرامية التي قامت بها اجهزة الامن الايرانية بحق الشعب الايراني نفسه ، فسقطت عمائم الدجل والشعوذة وسقطت معها اكاذيب ولاية الفقيه وباذن الله عزوجل سيسقط نظام الملالي عاجلا غير اجل .

 

واخيرا اترككم مع بعض مما جاء في رسالة المعتز بالله عزة ابراهيم قائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الى رئيس تحرير صحيفة المجد في 21/ تموز / 2009 :

 

(( .. ولولا البعث العربي الاشتراكي وقواته المسلحة والمقاومة المسلحة بكل اتجاهاتها وانتماءاتها لامتد المشروع إلى عمق الأمة، ابتداء من الخليج والجزيرة وبشكل خاص البحرين وجزء مهم من المملكة العربية السعودية العزيزة حماها الله وكل ارض العروبة، وعهدا لله وللعروبة وشعبها الكريم لنحطم أطماع فارس ونواياهم الشريرة على ارض العراق الثائرة بأذن الله وقوته القوية وبشعب العراق الأبي .. )).

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور