مكانة اهل العراق عند الله عزوجل عبر التاريخ  ( هل كان اهل سومر مؤمنين بالله عزوجل )

﴿ الجزء الاول ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

الرفيق رافت علي - بغداد الجهاد

كثيرا ما استوقفي هذا السؤال ، ماهي مكانة العراق واهل العراق عند الله عزوجل ؛ وهل ياترى نحن قوم مبتلين ام ملعونين . وبكلا الحالتين فما سبب ذلك وكيف ؟!

 

قد يتسرع علي البعض ويجيب نحن قوم مبلتين ، وربما اجاب اخرين عكس ذلك . الا انني اجد من الضروري والمهم وعلى كل مسلم وعربي وعراقية وخاصة نحن البعثيون ان يسأل هذا السؤال وان يبحث لاجابة وافية شافية تامة كاملة له . تقطع الطريق على محرفي التاريخ ومزوري الحقائق من اعداء الاسلام والعروبة .

 

ورغم علمي وادراكي لحجم واهمية السؤال والاجابة عنه ، رغم اعتقادي بان الاجابة على هذا السؤال ان اردنا اعطاء حقه وانصافه قد تستلزم بحوث متسلسلة في اكثر من ميدان ابتداءا بالدين الاسلامي الحنيف ومرورا بتاريخ بلاد الرافدين والتنقيبات الاثرية والاستكشاف العلمية عن الحضارة العراقية وانتهاءا بالفسلفة وعلم النفس . تلك البحوث التي قد ترقي الى رسالة ماجستير ومن ثم دكتوراه . والتي يتطلب القيام بها رعاية الدولة وتبني علماء الامة للاشراف عليها .

 

الا انني عقد العزم الى الابحار في ايجاد الاجابة ولو على حد قدراتي الفكرية والمادية ؛ وبما يحقق لي ولبقية اخوتي ورفاقي بصيص من النور على طريق ايجاد الحقيقة والاجابة الوافية . او كخطوة اولى على طريق الالف ميل كما يقال . مبتدأ بكتب التاريخ وعلماء الاسلام وكي لاقع فريسة سهلة لمزوري التاريخ ومحرفي الحقائق نقيت الكتب التي صدرت في عهد البعث لعلمي بان ما من كتاب وافقت عليه اجهزة الدولة حينذاك الا وقد جرى دراسته والاطلاع على محتواه جيدا ومن قبل خيرة اساتذة وعلماء العراق . الا ان المصادر المتوفرة لي لم تغطي جوانب بحثي المتواضع ، مما حدى بي ان اتوجه الى شبكة الانترنت لاستعين بما يلبي حاجة ومتتطلبات بحثي ولو بالحد الادنى له .

 

العراق يستقبل ادام عليه السلام :

 

فان لم يثبت تماما ان ادم عليه السلام قد نزل على ارض العراق ، وان لم يتوفر لدينا دليل قطعي على ان الله عزوجل قد اختار العراق مهبطا لادم عليه السلام ؛ فان نشوء اولى الحضارات الانسانية وهي الحضارة السومرية تدلنا ولو بشكل غير مباشر على ان نزول سيدنا ادم عليه السلام كان في العراق وبالاخص في الجزء الجنوبي منه . فمن المنطقي ان تظهر اولى الحضارات في المكان الذي هبط اليه ادم عليه السلام . وما يعزز لنا هذا القول هي الاحداث التي تكلم عنها علماء الاسلام الاجلاء والتي وقعت في عصر ادم وابناءه عليهم السلام .

 

معركة مهلائيل عليه السلام :

 

فقصة مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث عليه السلام بن آدم عليه السلام. حيث قام مهلائيل بتأسيس مدينتين محصنتين هما: مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، ليحتمي بها الإنس من أي خطرٍ يهددهم. ثم أسس جيشه الإنسي الذي كان أول جيش في حياة الإنس للدفاع عن بابل والسوس الأقصى، وقامت معركةٌ رهيبة بين جيش مهلائيل وجيش إبليس، وكتب الله النصر بها للإنس، حيث قُتل بها المردة والغيلان وعدد كبير من الجان، وفرّ إبليس من المواجهة. المصدر البداية والنهاية لابن كثير.

 

هنا لفت نظري الى اربع مسائل في غاية الاهمية ينبغي الوقوف عندها جيدا ؛

 

فالمسالة الاولى :- رب سائل ٍ يسال فيقول بان تاسيس مدينة بابل قد تم بعد نوح عليه السلام أي لم تكن بابل موجودة في وقت سيدنا مهلاييل عليه السلام ؟!

 

هنا اود ان اوضح هذه المسالة المهمة فالفقرة التي وردت اعلاه تعود الى كتاب البداية والنهاية لابن كثير ؛ وفي وقته رحمه الله لم تكن الحضارة السومرية او مدينة اور معروفة بعد . فالحضارة السومرية ومدينة اور كانت مجهولة حتى بدايات القرن العشرين .وكان العلماء يطلقون اسم بابل على حضارة وادي الرافدين في الوسط والجنوب . واعتقدَ العلماء في الماضي ان الاثار واطلال المدن القديمة في الجنوب تعود للحضارة البابلية .

 

اما المسالة الثانية :- فهي قيام مهلائيل عليه السلام ببناء مدينتي بابل (اور في الحضارة السومرية) والسوس الاقصى لحماية بني ادم من أي خطر يهددهم. فكلمة الحماية تثير تسأولا ً مهما هي الاخرى ، فياترى كيف يمكن لسيدنا مهلائيل حماية بني ادم من كل الاخطار المحتملة. لابد اذن ان تكون في تلك المدينتن حضارة متطورة وليس كما نتوهم احيانا بان الحضارات القديمة كانت بدائية الطابع والتكوين بل على العكس قد تكون تلك الحضارة اعظم شأنا من حضارتنا اليوم . وبالتالي فان الانسان العراقي في ذاك الزمان كان يمتلك القدرة على حماية مدينته من كيد ابليس واعوانه ..

 

والمسالة الثالثة :- كانت عن المعركة التي حصلت بين مهلائيل عليه السلام وجنده وبين ابليس لعنه الله وجنده فتشير بما لايقبل الشك ان ارض العراق قد شهدت اول معركة في تاريخ الانسانية واول جيش لبني ادم كان جيشا عراقيا واول نصر لبني ادم كان نصرا عراقيا وعلى ارض العراق العظيم .

 

اما الرابعة :- فهي ضمنية واستنتاجية ، تدل على ا ن اهل العراق وبالتحديد اهل سومر لم يكونوا اعداءا لمهلائيل عليه السلام انما على العكس كانوا جندا له واصحاب موقف وبأس اوفياء لم يخافوا ابليس وجنده بل قاتلوه وهزموه بفضل الله عليهم وتحت قيادة نبيه مهلائيل عليه السلام .

 

الخلاصة :

 

هكذا نخرج باستناج مهم للغاية وهو ا ن البشرية بدأت من العراق وان اول مدينة بنيت كانت عراقية وفي العراق وان اول جيش تم تشكيله كان عراقيا وفي العراق وان اول نصر للانسانية كان عراقيا وفي العراق وكان نصرا مؤزرا على ابليس وجنده رأس الكفر والاشراك والفتن والمصائب . كما كان العلم عراقيا وفي العراق وكان بدرجة متقدمة بحيث وفر لبني ادم الحياة الامنة .


والاهم من كل هذا ا ن اهل العراق واهل سومر بالاخص كانوا مؤمنين بالله عزوجل وجندا لنبيه مهلائيل في اول واصعب معركة يعرفها بني ادم على الاطلاق .

 
ملاحظة ::
يشرفني ان يشاركني الرأي كل من يرغب في سبر اغوار مكانة العراق واهله عند الله عزوجل
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور