نداء إلى أمل الأمة .. إلى علماء امتنا الإجلاء .. هبوا لإنقاذ امتكم المجيدة

 
 
 

شبكة المنصور

الرفيق رأفت علي - بغداد الجهاد

 بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ {

صدق الله العظيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

 

إلى علماء امتنا الأجلاء حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم وأدامكم لنصرة دينه ولإعلاء كلمته..

 

أتوجه بندائي هذا إلى فضيلتكم طلبا ً لإصلاح حال امتنا الإسلامية. فأنا رجل من أهل العراق قد ضاقت الأرض علينا بما رحبت، نتيجة الغزو البربري الهمجي للعدوان الأمريكي الصهيوني الإيراني على بلدنا وما جلبه لنا من مآسي وخراب ودمار طال البشر والزرع والحجر. فقتلوا الكثير من رجالنا وشبابنا ونساءنا وشيوخنا وأطفالنا وضباط جيشنا وعلماء بلدنا وشيوخ عشائرنا. دمروا مزارعنا ومصانعنا ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا ، دمروا البنى التحتية لبلدنا كلها . وحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

ولا يُخفى عليكم ياعلماءنا الأفاضل أن الهجمة البربرية  للتحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني لم تستهدف العراق فحسب بل الأمة بأسرها ، فهاهي أفغانستان وباكستان والصومال والسودان واليمن ومصر والمغرب العربي وجزيرة العرب قد أصبحت كلها ساحة لمؤامراتهم الحاقدة . فتارة بأسم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وتارة أخرى بأسم حماية الأقليات العرقية والدينية وثالثة بحجة مكافحة الإرهاب .. وفي كل يوم هناك المزيد من الذرائع والحجج والأباطيل والأكاذيب؛ هدفها سحق أمة الإسلام.

 

واليوم نرى تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة المسخ إسرائيل وإيران الصفوية وهو يمتد ليضم إليه تركيا . تركيا الجارة المسلمة التي أجادت تمثيل الدور علينا حينما قاطع رجب طيب اردوغان اجتماعاً كان يحضره رئيس الكيان الصهيوني ليدخل بحيلته هذه قلوب أمة الإسلام وخاصة العرب ، فيكسب ودّ واحترام امُتنا لهُ ويَصوّر على أنه الزعيم البطل الذي وقف بوجه إسرائيل . تركيا التي تَعقُد الأجتماعات المتتالية لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية من هزيمتها في أفغانستان . تركيا التي تقطع عن أهل العراق مياه نهري دجلة والفرات لتتحول مزارع وبساتين ارض السواد إلى أرض جرداء يهددها التصحر بنسب مخيفة. تركيا التي غَزت عقول شبابنا وشابتنا بمسلسلاتها المُدبلجّة البعيدّة كل البُعد عن قيّم ومبادئ ديننا الإسلام الحنيف .

 

هكذا دائب أعدائنا على تدمير امتنا بشتى الطرق والأساليب سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً وثقافياً والى مسخ مجتمعاتنا . والى تدمير ثقافتنا وقيمنا ومبادئنا، والى تخريب عقول وقلوب أبنائنا وبناتنا بل حتى بعض شيوخنا وكبار قومنا. فكانت  لغتنا العربية ، لغة القرأن الكريم من بين أول واهم ما تم استهدافه فأهملت لغة القرأن لتحل محلها الانكليزية والفارسية والتركية والفرنسية في تسمية محلاتنا ومتاجرنا ومؤسساتنا حتى كادت بعض مدن امتنا تخلوا من متجر يحمل اسم عربي بل إن اخطر مافي الأمر إن اللغات الأجنبية أصبحت هي اللغة الرئيسية في الكثير من  مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا التربوية والتعليمية . ومن لايجيد تلك اللغات سيكون محط ازدراء البعض بل ويصفونه بالمتخلف والجاهل . ليس عملا بالقول (من تعلم لغة قوم امن شرهم) بل تأثرا بهذا الفلم أو تلك المسلسلة .. اقتداءا ً بهذا الممثل اوذاك المطرب أو تلك المطربة .

 

فتخيلوا ياعلماءنا الأفاضل كيف سيكون عليه حال امتنا في الأجيال القادمة .. فان جهلوا لغتهم، لغة القران الكريم فكيف سيقرؤه ويتفقهوا فيه وفي علوم الحديث والفقه، بل كيف سيقومون بدورهم المطلوب لنشر رسالة الإسلام الحنيف لبقية أمم وشعوب الأرض.

 

ولو تتبعنا ودرسنا خطط ومؤامرات العدو الحاقد على امتنا الإسلامية فسنجدها تحقق النجاح تلو النجاح عبر سحق وتدمير عروبتنا وعروبة الإسلام الحنيف. عبر تمزيق امة العرب وعبر شرذمة أقطارنا العربية. وتتفيه قيادتنا وحكامنا – رغم تقصيرهم تجاه دينهم وتجاه أمتهم وأبناء شعبهم - وتشويه صور من تصدى لهم ولمؤامراتهم حتى تنبذهم شعوبنا الإسلامية عامة و شعبنا العربي خاصة ..

 

ولا يخفى عليكم ياعلماءنا الأفاضل ؛ فان العرب هي الأمة التي أنجبت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي من كلفها الله عزوجل أن تحمل رسالته الخالدة الخاتمة ، وان تنشرها للإنسانية جمعاء . فالعروبة إنسانية الطابع ولم تكن يوما عنصرية اومتعالية ، ولو كانت كذلك لما اصطفاها الله جلا في علاه لحمل رسالته الخالدة الخاتمة لبقية أمم وشعوب الأرض . العرب الأمة التي فتحت البلدان والأمصار بدماء أبنائها الزكية لتخرجها من ظلمات الكفر والإشراك إلى نور التوحيد و الهداية  ولتهدي إليها العلم والمعرفة والتقدم والحضارة والازدهار.

 

العرب الأمة التي انزل الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم بلغتها الثرية لتكون معجزة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة. المعجزة التي تحدى فيها الله عزوجل مشركي العرب وكافة الإنس والجن أن يأتوا بمثله ، قال تعالى (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) البقرة

 

و قال وقوله الحق ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ الإسراء

 

وقد وعـَـد الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على القرأن الكريم ، بقوله ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر

 

إن الله عزوجل لما انزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغاً عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به ، لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان وصارت معرفته من الدين . وقد وردت في القرأن الكريم آيات كثيرة تؤكد عروبة القرأن .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)يوسف 2

 

(قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)الزمر 28

 

(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)فصلت 3

 

(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)الرعد37

 

 (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)النحل 103

 

 (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)الاحقاف 12

 

 (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) سورة الشعراء الآيات 199.198.195.194.193

 

وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَة الْعَرَب أَفْصَح اللُّغَات وَأَبْيَنهَا وَأَوْسَعهَا وَأَكْثَرهَا تَأْدِيَة لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُوم بِالنُّفُوسِ فَلِهَذَا أَنْزَلَ أَشْرَفَ الْكُتُب بأشراف اللُّغَات عَلَى أَشْرَف الرُّسُل بِسِفَارَةِ أَشْرَف الْمَلَائِكَة وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَف بِقَاعِ الْأَرْض وَابْتُدِئَ إِنْزَاله فِي أَشْرَف شُهُور السَّنَة وَهُوَ رَمَضَان فَكَمُلَ مِنْ كُلّ الْوُجُوه.

 

 

كما بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة العرب ومحبتهم ودورهم في الإسلام حينما قال صلى الله عليه وسلم (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ، اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص156 . وبين لنا أيضا الفاروق عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ذلك بقوله  (أهل العراق كنز الرجال و جمجمه العرب و رمح الله في أرضه و أبشروا فان رمح الله لا ينكسر) وقوله (العرب مادة الإسلام).

 

والتاريخ يثبت لنا وبما لايقبل الشك إن الدولة الإسلامية قد أقامها العرب متحملين عبئ مسؤوليتهم العظيمة لقيادة الأمة الإسلامية نحو عزها ومجدها تلك الدولة التي أنارت درب الإنسانية كلها حينما كانت الكثير من أمم وشعوب الأرض غارقة بظلمات الكفر والإشراك والتخلف . ولكن ما إن تلاشت تلك الدولة المعطاء حتى ضاعت الأمة برمتها بين يدي هذا العدو أو ذاك. ولم تتمكن إي امة غير امة العرب أن تنهض بالإسلام والمسلمين  باستثناءات محددة في عهد الدولة العثمانية والتي لم تستطيع ضم  كل الشعوب المسلمة تحت رايتها ولم تتمكن مما تمكنت منه الدولة الإسلامية حينما كان العرب المسلمين يتولون شؤون إدارتها .


وسيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه حينما يقول (أهل العراق كنز الرجال و جمجمه العرب و رمح الله في أرضه و أبشروا فان رمح الله لا ينكسر) فهو يشير على العرب بالخير ويمتدحهم. وفعلا قد اثبت التاريخ  إن في أهل العراق خير للعرب لطالما كانوا كجمجمة تحمي الدماغ ، كان العراق حامي العرب والعروبة ؛ وكان بحق البوابة الشرقية للأمة العربية بل وخط الدفاع الأول للأمة الإسلامية كلها من شرور المجوس والصفوية الحاقدة  .

 

ولا يُخفى عليكم ياعلماءنا الأفاضل بأن محاولات تدمير وسحق العروبة لم تكن وليّدة اليوم إنما هي موغلة في القِدم وقد بَرع أجدادنا من شيوخ وعلماء دين وقادة وعساكر في التصدي لها وإحباط مؤامرات اليهود والصفويين .

 

فلابد لكم يا أمل الأمة - وهي تمرّ اليوم بمحنتها هذه - إن تقفوا وقفة رجل واحد وتهبوا مدافعين عنها.. عن أمتكم العربية.. عن مادة الإسلام كما يصفها الفاروق عمر الخطاب رضى الله عنه . وان تشيروا في خطبكم ومحاضراتكم لقيمة ودور العرب المسلمين في الحياض عن شرف الأمة كلها وعن ديننا الإسلامي الحنيف. وان تتصدوا كما فعل أجدادنا العظام لهذه المؤامرات والدسائس والفتن وان تنبهوا شبابنا وشابتنا ورجالنا ونسائنا وشيوخنا وقادة دولنا لهذه المسائل المهمة والخطيرة فتبينوا خُطط ومؤامرات أعداءنا. فالانتماء للعروبة هو انتماء للأمانة والواجب وتكليف لنشر الرسالة الخالدة الخاتمة.

 

وأتوجه لأبناء امتنا العربية الإسلامية وأقول لهم يجب أن تتحد صلاتكم مع العقل النير مع الساعد المفتول، لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوى المحكم الصائب لخدمة امتنا العربية الإسلامية وان نعيش الحياة في سبيل الله عزوجل لا إن نموت في سبيله فحسب .

 

فاليوم يجب أن تصبح حياة هذه الأمة تفصيلاً لحياة رسولها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

ملاحظة : تم إرسال هذا النداء لمجموعة كبيرة من علماء امتنا الأفاضل ، وفقهم ووفقنا الله لعلاء كلمته ونصرت دينه والنهوض بواقع امتنا بما يرضي سبحانه وتعالى .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور