جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية العراقية

 

 

العـــدد :
التاريخ :  ١٥ / ١٠ / ٢٠٠٩
 

في العراق الجريح قصة المتاجرة بالمعتقلين العراقيين 

منهجٌ مدروس  للتدمير النفسي والاجتماعي واسلوب خبيث للاثراء فاحش

﴿  الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية العراقية

 

المقدمة :

منذ ان حل الاحتلال الامريكي في ارض العراق برزت ظاهرة الاعتقالات العشوائية بين ابناء الشعب العراقي على مختلف اوضاعهم الاجتماعية والسياسية والدينية  وبدء طابور المعتقلين العراقيين يزداد بشكل ملفت للأنتباه يومياً وبدءت مراكز الاعتقال التي انشأتها قوات الاحتلال هي الاخرى تزداد من حيث الاعداد والاماكن التي توزعت فيها على عموم محافظات البلاد    واصبحت قدراتها الاستيعابية هي الاخرى في زيادة مستمرة لاحتواء اعداد اكبر من المعتقلين ، وهذه حالة مألوفة في مخططات قوات الدول الغازية التي تشن حروبها على دول اخرى ، ولكن الذي  حل في العراق وفق المنهج الامريكي الصهيوني الفارسي كان نموذج اخر لامثيل له في  الحروب العدوانية او الاستعمارية    .

 

كما بدء المعتقلين العراقيين  يصادفون أنماط من التعاملات اللااخلاقية التي واجهتهم على ايدي تلك القوات ويتعرضون لممارسات وسلوكيات مخالفة لأبسط حقوق الانسان او القواعد القانونية وادرك المواطن العراقي اوجه الخلاف بين اسلوب التعامل عندما يتوجب اعتقاله على ايدي اجهزة السلطة التنفيذية في ضل القانون الوطني النافذ واعتقاله اثناء الاعمال العدوانية والاحتلال   ...

 

ومن هذه الممارسات والسلوكيات التي كانت تبتدء بوضع اكياس النايلون في راس من يعتقل وتقييد الايدي الى الخلف وكذلك التعامل القاسي والوحشي البشع الذي صادفوه على ايدي جنود الاحتلال في سجن ابو غريب والمطار والرضوانية وشركة اللحوم في المحمودية ومقر شركة اسكانيا قرب منطقة الدورة وقاعدة البكر الجوية شمال بغداد ومعتقل بادوش وسوسة في شمالي البلاد  والقواعد العسكرية الاخرى المنتشرة هنا وهناك وصولاً الى معتقل بوكا في اقصى الجنوب العراقي  وايداعهم فيه بعيدة جداً عن اماكن سكن عوائلهم وذويهم ناهيك عما تسببه تلك الممارسات من تداعيات نفسية ومادية كبيرة على المعتقلين وذويهم  .

 

وقد نشرت وسائل الاعلام الوطنية ما تتمكن من نشره حينذاك على وفق مصادرها المعلوماتية المتاحة لفضح تلك الممارسات الشائنة ازاء ابناء الشعب العراقي  والقوى الوطنية منه ولاسيما وان العملاء واعوانهم انتشروا في كثير من اروقة السلطة والاحتلال وكانوا ابواق معادية لكل ماهو وطني  وكان التعتيم الاعلامي هو النشاط الابرز في هذا الموضوع    .

 

قوات الاحتلال والعدوان اول من تاجر بالمعتقلين العراقيين :

 

كانت القوى العميلة الوافدة مع الاحتلال في  9/4 / 2003 وما بعده وجهات اقليمية اخرى متورطة في العدوان على العراق تدرك جيداً المرامي والاهداف الخبيثة التي  تتوخاها قوات الاحتلال من هذه العملية الضخمة في اعتقال مئات الالاف من العراقيين بسبب او بدونه والتأثيرات السلبية على المجتمع العراقي بكل تكويناته الوطنية نتيجة هذه العمليات للااخلاقية واحداث الارباك الاجتماعي والنفسي على مجمل الفعاليات الوطنية والتأثير عليها بمختلف الوسائل والاساليب العدوانية القاسية بل والمفجعة في اغلب الاحيان ...

 

ولكن هي في ذات الوقت تدرك مرامي  اخرى خبيثة وفاسدة يسيل لها  لعاب تجار الحروب حيث ان كلف الاحتفاظ بالمعتقلين العراقيين لفترات  طويلة ومتفاوته احياناً دون اجراء تحقيق او محاكمة  فعلية كان الهدف منه هو الاتجار بالمعتقلين العراقيين ابتداءً من اجبار بعض الدول السائرة في الفلك الامريكي على دفع النفقات  والكلف المترتبة على عمليات الاعتقال ليصبح الاحتفاظ بالمعتقلين ضرورة اساسية لعمليات الابتزاز المالي لتلك الدول واضفاء ( الصفة  القانونية  ) على موجبات الاعتقال امام الرأي العام  , ولدينا الوثائق الاكيدة التي تشير لقيام سفراء دول بتسديد التكاليف المشار اليها من ميزانيات دولهم وبأكثر حتى من الكلف الفعلية المتحققة على ارض الواقع رغم ضخامتها وتضخيمها وكانت دولة الكويت في مقدمة من دفع تلك الفواتير وتشمل الاطعمة والاحتياجات الاخرى  بغية تحقيق اهداف قذرة وغير مشروعة تدور خلف الكواليس يعرفها الساسة الامريكان  وعناصر الاستخبارات  وتجار الحروب من جنرالات الجيش الامريكي الذين يعملون في هذا المجال وكيف يسخرون هذا المشروع لصالح طموحاتهم اللامشروعة( نحتفظ بصور من العقود المبرمة بين السفير والشركات المجهزة ) وكذلك ستثمارا واستغلال نفقات كلف اخرى تقع ضمن المجالات التالية :

 

        كلف ابنية المعتقلات والسجون وملحقاتها .

        كلف المستلزمات التشغيلية لتلك الابنية من الافراد والمعدات .

         كلف مستلزمات حماية الأبنية والاشخاص من المعتقلين  .

         كلف مستلزمات الاسكان والاطعام للمعتقلين .

        الاحتياجات الشخصية الضرورية المعتقلين .

        الخدمات الطبية للمعتقلين .

        وسائل نقل المعتقلين من القواعد العسكرية الى المعتقلات وبالعكس .

        كلف اخرى متنوعة .

 

ناهيك عن احتساب تلك الكلف على ابواب الصرف في الموازنة العامة السنوية العراقية خلال سنوات الاحتلال وهذه التبويبات ( الادارية والمالية ) درجت في الموازنة السنوية لتكون عرضة للاستحواذ وسبيلاً للنهب من قبل الاشخاص المهيمنين في الوزارات المعنية سواء المستشارين الامريكان في تلك الوزارت او عملائهم في السلطة ...

 

تابعوا معنا الحلقة الثانية

 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة الوطنيـــة العراقية

بـغــــداد - الـعـــراق

 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور