التداعيات السياسيه والتاريخيه لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحده الامريكيه

( تعزيز موقف اسرائيل دوليا في المنطقه )

﴿ الحلقة الخامسه ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

المهندس معن باسم عجاج
باحث اكاديمي في مجال سهل نينوى

اذا اردنا ان نتحدث بحقائق وصراحه علينا ان نعترف علميا بان اسرائيل هي دوله قائمه في قلب الوطن العربي وقلب الوطن الاسلامي وقلب الشرق الاوسط ..وهذا الاعتراف يكون بحسب اعتراف هيئه الامم المتحده بها ( رغم علمنا وادراكنا انها كيان كان ولاده لانهيار دوله بريطانيا العظمى وغايه في سد عدم تواجدها في قلب المنطقه العربيه ).


عيلنا ان نميز بين اليهود كشعب يؤمن بالله ولهم دينهم اسماوي وبين الصهيونيه العالميه ذات التوجه العنصري اليهودي المعادي للعرب وللاديان.


الرسول محمد (ص ) عقد اتفاقيات بينه كقائد للمسلمين وكنبي الله وكاحكم للمدينه مع اليهود واعطاهم حقوقهم بحكم القانون المدني الذي كان يعمل به حينها وبحكم الشريعه الاسلاميه وبالتالي فان الاسلام يعترف باليهود كدين سماوي ويتعامل معه وكذلك المسيحيه العالميه فانها تتعامل مع يهود العالم كدين سماوي . وان المنضمات العالميه ومنها الامم المتحده تتعامل مع اليهود كدين سماوي . وبهذا علينا ان نفهم معنى اليهوديه وان نميزها عن اسرائيل .


اما الصهيونيه فهي حركه عنصريه عالميه تدعوا الى بناء وطن لليهود وكان لها خيرات عده في اختيار وطن لليهود ولكن ابريطانيين عملوا على ان تختار فلسطين كموطن لليهود فقاموا باحتلالها وشردوا اهلها وباشروا قتلهم وحيث يحتلون قطعه من الارض يجعلونها ملكا لهم فيحرم على شعبنا الفلسطيني ان يدافع عن حقوقه في تلك المنطقه ويجعوا الفلسطينيين فيها شعب منزوع السلاح ومنزوع الاراده. والحقيقه ليس كل اليهود صهاينه بل وهناك من لايقبلها منهم ويعارضها ولكن البناء الفكري الاستعماري البريطاني حدد فلسطين كوطن لليهود واليهود قبلوا بها لانها الاقرب الى تاريخهم وتواجداتهم قبل الميلاد.


من اين اتت كلمه اسرائيل ...يتحدث كتاب التوراه ( العهد القديم ) ان الله سبحانه وتعالى غير اسم سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف من يعقوب الى اسرائيل في منطقه في الاردن تقع قرب جرش وخلال السنون التاليه جاء سيدنا موسى وقامت هجره اليهود بقيادته الى فلسطين من مصر وتم تشكلت دولتين في شمال وجنوب فلسطين هي دوله يهوذا ودوله اسرائيل وقد تعرضتا الدولتين للسبي البابلي ومن ثم السبي الاشوري وانتهت الدولتين لاحقا باحتلال فلسطين من قبل الدوله الرومانيه الوثنيه وبقيت فلسطين تحت الاحتلال الروماني حتى بعد الميلاد ومنذ ذلك الحين لم تقام دوله يهوديه في العالم وبعد مجئ الاسلام اصبحت فلسطين تحت حكم الخلافه الاسلاميه مع احتفاظ اليهود بحقوقهم المدنيه. فاذن لما عاد اليهود لتشكيل دولتهم القوميه في فلسطين وما هي تداعيات الامريكان في المنطقه ومعايرها تجاه احتلال فلسطين وانشاء دوله اسرائيل.


كما قلنا ان تاسيس اسرائيل الجديده كانت بدوافع استعماريه بريطانيه وباطماع قوميه تاريخيه يهوديه فكان البريطانيين يجدون في اسرائيل امتداد مستقبلي لنفوذهم في المنطقه بينما يرى اليهود انهم اصحاب الارض في فلسطين متناسين انها ليست لليهود وحدهم بل للمسيحيين والاسلام ولليهود ...وكان لعجز بريطانيا وتعبها دون انهيارها بعد الحربين العالميتين توجها اقتصاديا مع توازن في ابناء العسكري الدفاعي وبدء تاثير بريطانيا في دعم اسرائي يتضاعف وغدا دعما سياسيا ايدوجيا فتكفلت امريكا في دعم اسرائيل اقتصاديا وايدلوجيا واعلاميا وعسكريا لتشكل منها قاعده عسكريه داخل البعد الاستراتيجي العربي والشرق اوسطي والاسلامي للتحكم بالمنطقه اقتصاديا وعسكريا . ولخلق قوه مواجه دفاعيه ضد الاتحاد السوفيتي وردعه فيما اذا حاول التغلغل في المنطقه كما ان امريكا استخدمت اسرائيل كورقه ضغط سياسي وعسكري على مصر من خلال التحكم بقناه السويس والسيطره اقتصاديا على التجاره العالميه والاقتصاد العالمي .كما انها تمكنت من اسيطره الجزئيه على الملاحه في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر ومراقبه طرق الملاحه البحريه من جهه والملاحه الجويه من خلال الرادار الاسرائيلي المساعد لاقمار التجسس الامريكي ..كما ان اسرائيل تعتبر قاعده نوويه امريكيه متقدمه اضافه اى انها مركز نووى احتياطي مستقل لاي ضربه نوويه سوفستسه مستبقه . وان ماتراه اليوم من ضغوط اسرائييه على ايران في منع توسع الثوره الاسلاميه الايرانيه انما هو صوره واضحه للضغوط الامريكيه على المنطقه.


كما ان اسرائيل هي قوه الضغط على أي نظام يشكل خطرا على المصالح الغربيه والامريكيه بالذات ان كان هذا الخطر اقتصادي او عسكري او ايدلوجي وبالتالي فانها ستخدم القوى الامبرياليه العالميه في المنطقه . وهذا فانك تجد ان مجرد ضرب النظام العراقي لاسرائيل بتسعه وثلاثون صاروخ كان سببا اساسيا في تدمير العراق بل تم اسقاط دوله العراق بجيشها الوطني لابعاد الخطر العربي عن اسرائيل . وايوم ترى التوجه الاعلامي والفكري لحكومات العربيه ومنها الحكومات العراقيه بعد الاحتلال في ضروره التقرب من اسرائيل وان فشلت في تحقيق ذللك فلتحاول في ابعاد فكره ان اسرائيل هي عدوه العرب او عدوه الاسلام .واليوم ترى ان الاعلام العراقي يتجنب ان يذكر اسرائيل خوفا من الشعب فيما اذا لم ذكر قوات الاحتلال الاسرائيلي وان ذكر فانه سيزعل الاصدقاء المخفيين ولعل الروايات التي نسمعها شعبيا عن استخدام الاجواء العراقيه ولربما خارج امكانيه السيطره الحكومه العراقيه وزياره بعض النواب العراقيين لاسرائيل لربما هي تاكيد من ان هذا النائب الذي يشارك في العمليه السياسيه من خلال حزبه انما يمثل واجهه حكوميه توافقه الراي في التطبع العربي او العراقي مع اسرائيل .


ان اسرائيل انما تحاول ان تدافع عن عار السبي البابلي والاشوري لها ولرجالها اصحاب النفوذ في امريكا والعالم الاوربي واصحاب النفوذ والتمكن الاقتصادي . ولعل هذا السبب الاستراتيجي التاريخي الاهم في العمل الامريكي للتواجد الاسرائيي في المنطقه.


انتضروانا في الحقه السادسه

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٣ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور