مجلس ايران الاسلامي الاعلى .. أول الساقطين

( الصغير عمار وحقن الانعاش والتغيير المستحيل )

﴿ الجزء الثالث ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي
لاشك ان موت عبد العزيز الحكيم مسرطن الرئتين قد جاء في وقت كان فيه المجلس كله يحتضر. وهذا الاحتضار لم يكن مقتصرا على الفشل السياسي الميداني الذريع فقط، حيث التقهقر المهين في الانتخابات الاحتلالية رغم التزوير والباطل ودعم النظام الايراني ممثلا بالمال والبشر وصناديق مملوءة تعبر الحدود المحروسة بمجاميع بدرية! بل تعداه الى سقوط مدو في نتائج تهافت المجلس على الفيدرالية وما صاحبها من رجّة عنيفة افصحت عن ضحالة التركيب السياسي لعناصر الزعامة في المجلس والفكر السياسي للمجلس ككل. وأهم مظاهر هذه الرجّة قد تمثلت باضطرار ايران الى توريث رئاسة المجلس الى الولد الصغير عمار الذي عرف بين العراقيين بشراهته لتملك العقارات والبساتين ومنشآت الدولة، فضلا عن تصورات عريضة عن كون الولد مصاب بظواهر عديدة من الشذوذ الجنسي والشخصي, وروح دموية خاصة ورثها عن ابيه وعمه. ورغم مظاهر مزيفة للتوحد غير ان توريث الصغير عمار على حساب الحيتان الهرمة المعروفة كعادل عبد المهدي زعيم الانتقال التنظيمي من الشيوعية الى البعثية وصولا الى الفارسية, وهادي العامري قائد تصفيات الضباط والطيارين والبعثيين وعلماء العراق مشاركة مع الجلبي والقبنجي زعيم الموت المجاني خنقا وتسميما في اقبية النجف ودهاليزها التحتانية المظلمة وجلال الدين الصغير زعيم المسلخ البشري المعروف في مسجد براثا, غير ان المجلس قد فقد البوصلة وتاه في برك المستنقع الذي سقط فيه بفعل رفض شعبنا العظيم عموما واهل الفرات والجنوب خصوصا لعمالته واجرامه وبرامجه السياسية الفارسية. ولم يكن امام النظام الايراني بدا من ان يدخل عدة مرات عبر قاسمي ولاريجاني فضلا عن نجاد وخامنئي لحقن المجلس بحقن الانعاش وتوجيه الصغير عمار للعب دور العرّاب في عملية الانعاش ...


فهل يستطيع الصغير عمار احتواء الازمة المهلكة التي اسقط فيها شعبنا المجلس عبر مقاومته المسلحة الباسلة وعبر وسائل مقاومة مبتكرة اخرى؟ هذا ما سنحاول الاجابة عليه هنا طبقا لمعطيات الساحة العراقية وتداعيات الاحداث فوقها.


داخليا, تحركت النصائح الايرانية لذراعها الاهم الذي وهن على نحو مفجع في محاولات مستميتة لاعادة اللحمة الى ائتلاف دخل العراق ممثلا لايران عسكريا وسياسيا ضمن حصتها بدعم الغزو والاحتلال ومحاولة اعادة استخدام الائتلاف للتغطية على السقوط المريع والمدوي للمجلس, غير ان اصرار المالكي على استثمار وجوده على هرم سلطة الاحتلال لتكريس ارجحية حزب الدعوة العميل والنجاح الظاهري الذي حققته خدعة الاختباء لطائفيته الشخصية والحزبية وراء كذبة دولة القانون قد جعلت من عمار يتجه نحو الاختباء بخدعة شبيهة بخدعة عمه الاكبر حزب الدعوة بجناحه الخاضع للمالكي فاتجه نحو تشكيل تحالف يتمترس ويختبئ خلف (الوطنية). ورغم ان الهيكل الزائف قد تشكل فعلا بمعونة لوجستية من لاريجاني غير انه ولد كسيحا وصاحب ولادته نزف زاد الوهن المجلسي واضعف ايضا قدرات الصغير عمار التي راهن عليها منافقيه والمتزلفين له ولعائلته واهمها على الاطلاق الرهان على قدرته الخطابية التي تدرب عليها منذ طفولته كقارئ على منابر الطائفية ولا نقول الحسينية لكي لا نُدنّس ذكر منابر سيد الشهداء أبا عبد الله عليه السلام.


في تقديرنا المنطلق من واقع الارض ان الجهات التي تحالف معها عمار في محاولته خداع الناس بانهم في المجلس الاسلامي الفارسي قد غادروا الطائفية والفيدرالية لم تكن تلك التي تمتلك علاج الانقاذ الذي نشدته ايران عبر تنشيط الصغير عمار، بل هي عناصر فاقدة للمصداقية بصورة شيخ كان عضو قيادة فرقة في حزب البعث العربي الاشتراكي او شبه شيخ فقد كل او معظم ظهيره العشائري وما شاكل ذلك. وعليه فان الحقنة الوطنية المخادعة قد انجبت نطفة واهنة وجنينا معاقا وظل المجلس يبحث عن منبع او مصدر بديل عن حزب الدعوة كقوة اسناد سياسي له, لذلك توجه المجلس والصغيرعمار نحو مسارات اخرى.


الخط الثاني لتوجه عمار لانقاذ مجلس ايران الخائن هو زج قادة المجلس الايراني في الانتخابات خارج اطار الائئتلاف الوطني المزعوم وادخالهم بصفة مستقلين يتحركون تحت لافتات عشائرية ويمنون النفس بدعم عشائري. وهنا ايضا نرى ان الخطة ليست اصيلة بل نتاج للارتباك والعشوائية وهكذا خطوات تولد ميتة او في اقل تقدير معاقة. وما يهمنا هنا هو ليس مسألة الفوز او الخسارة في انتخابات نحن لانعترف بها اصلا لانها باطلة بنت باطل وعميلة بنت عملاء بل يهمنا ان نرى المشروع الاحتلالي الايراني وهو يندحر ويتقهقر متاثرا بأدوات هو اوجدها وتبناها من بينها الانتخابات تحت حراب الاحتلال الغاشم. هكذا نتيجة تصب في محصلتها الاجمالية في خانة خيار العراقيين الاخيار المؤمنين بان المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لانهاء الاحتلال ومعالجة نتائجه الكارثية. وتبقى صورة المجلس وزعيمه المراهق عمار تبدو كلُجة في بحر متلاطم الامواج وقد غلبها التقهقر وباتت لطخة سوداء في تاريخ العراق يخبو اشراق الضوء حولها بدون توقف.


اما على الصعيد الخارجي, فلقد تحرك عمار مدفوعا بالنصائح والحقن الايرانية الباطنية ليطلع علينا بلغة جديدة عبر اول بوابة وطأتها اقدامه عربيا بعد تسلمه مهام المجلس الخيانية ألا وهي بوابة الاردن. لن نخوض في خلفيات موقف الاردن ولا بتقييم موقفه فنحن الان كمقاومين لسنا بصدد تقييم وضع الاقطار العربية الشقيقة وحكوماتها .. غير ان الذي لابد ان نقوله ان الصغير عمار قد أختار الاردن لاهداف معروفة سلفا. ففي الاردن جالية عراقية مهجرة كبيرة وفي الاردن تدور رحى انشطة سياسية منها ماهو في الدهاليز المظلمة ومنها ماهو تحت اشراق الانوار تعبر عبر الحدود ويقابلها نضح مخابراتي امريكي من الداخل حيث يقيم معظم اعضاء البرلمان الهاربين من جحيم الخوف البغدادي وضنك البقاء في جحيم المنطقة الدولية فضلا عن لعب الباحثين عن ادوار تدر عليهم بعضا من نفقات اميركا على العمل المخابراتي والسياسي. واهم من ذلك كله انه اختار ساحة منفتحة سياسيا على اوضاع العراق ولا نظن انه يواجه فيها مشكلة للبحث عن مفردات خطاب يناور بها. لذلك طلع علينا بموقف يدعم طموحات الاقتصاد الاردني بعد ان كان المجلس يشن اعظم واكبر هجوم تشنيع وتبشيع لنظام العراق الوطني وقيادته الشهيدة والاسيرة والمقاتلة لانها كانت تعطي افضلية بيع النفط بأسعار خاصة للاردن ولانه اعطى للاردن ارجحية كبرى في استيرادات الغذاء والدواء في مذكرة التفاهم !!. انقلاب منافق ومزور وكاذب يعرفه الشارع العراقي في موقف المجلس وبدر وهذه المعرفة هي العامل الاول الذي اضعف وسيضعف مصداقية عمار ومجلسه الفارسي ولا يمكن ان يعبر حلق اي عراقي على انه انقلاب الحرباء ليس الا وانقلاب المفلس الباحث عن دين في اوراق دفاتره الصفراء القديمة. والادهى والامر ان عمار يعلن عن توجهات عربية في سياسته ومن الاردن بالذات.!!


يا ألطاف الله .. المجلس وزعيمه الجديد الذي لم تمر سنة على قبر والده يعلن عن تغيير استراتيجي في توجهات المجلس وينفتح على خطاب عربي. وقبل ان يتهمنا احد بقصر النظر .. نقول .. ان هذا ليس امرا مستنكرا في عالم التكتيك السياسي والمناورة النفعية قصيرة الامد ... غير ان اليقين هو ان هذه المناورة لن تعيش طويلا وستجد من بين دهاقنة المجلس الفارسي من يسفهها لان المجلس لا صلة له لاشكلا ولا مضمونا بالعروبة بل ان العروبة بالنسبة له محض انتماء عرقي مقيت وبغيض وتوجهاتها السياسية هي التي كرست مظلومية الشيعة لان المجلس فارسي الانتماء والولاء وهو يركن في احط محطات العداء التاريخي الفارسي المظلم للامة العربية. اذن القضية تقع في صلب تناقض عقائدي بين طائفية المجلس التي لا يمكنه ابدا الافلات منها وبين العروبة التي اخطأ عمار في محاولة الولوج الى ابوابها من الاردن. واليقين ان محاولته قد اثارت الشفقة اكثر من اي شئ اخر.


ان الدعوة التي روجها الصغير القاصر سياسيا عمار للبعثيين من الاردن للمشاركة بالعملية السياسية الاحتلالية لا تبتعد كثيرا عن مجمل تحركه الحرباوي الباطني الخبيث الكاذب الذي يصب في تحركه بنصائح نجاد وبقية رموز النظام الفارسي. فكل العالم يعرف والعراقيون بشكل خاص ان المجلس هو الجهة الاكثر تزمتا في اصدار وتنفيذ قانون الاجتثاث سيء الصيت. والمجلس وميليشياته المجرمة وبالتعاون مع المليشيات الاخرى للمجرم مقتدى وحزب الدعوة العميل اضافة الى فرق الموت الجلبية قد اغتالت ما يقارب المئة وسبعين الف بعثي منذ بداية الغزو المجرم ومازال الرقم يتصاعد يوميا بما فيهم اعضاء من قواعد الحزب تم أستثناءهم من قانون بريمر للاجتثاث اصلا واعضاء قيادة الفرق الذين شملهم قانون بريمر، بما يسمى بحق الاستثناء واعيدوا الى وظائفهم بشروط مذلة ومهينة منها تقديم اعتذار خطي وبراءة خطية من حزب البعث وتعهدات بعدم العمل السياسي في اخس واحط عملية استثمار لحاجة الانسان وعائلته لان هؤلاء يعيشون على رواتبهم التي قطعت بقانون الاجتثاث. ومن لم يُقتل الى الان فهو واقع تحت هاجس التصفية او الاعتقال والمراجعات الالزامية للتوقيع الدوري في مراكز الشرطة ولايقل عددهم عن ثلاثة ملايين بعثي فضلا عن عوائلهم واقاربهم.


ان دعوة عمار الحكيم الخبيثة موجهة الى هذه الشرائح العراقية المضطهدة والمسلوبة الحقوق وهو يريد من دعوته ابتزاز بقية الاطراف العميلة المتصارعة في ممارسة الانتخابات الاحتلالية وهو بذلك يمعن في الاذلال اللاانساني والاستخدام السياسي الاجرامي ولغرض الامعان في عزل هؤلاء عن المبادئ والاهداف البعثية المجاهدة والمناضلة التي تربوا وترعرعوا عليها. ولم يلتفت الكثير من المعنيين بالشأن العراقي ان دعوة الصغير عمار لم توجه الى حزب البعث المحضور بدستور الاحتلال الصهيوني، بل الى ( البعثيين) الموصوفين اعلاه, اي الى الاشخاص وليس للحزب.


وفي مغالطة لئيمة وخبيثة اخرى يقول عمار الباحث عن قارب نجاة لمجلسه الساقط والميت سريريا بما جنته ايادي مجرميه بحق العراق والعراقين بان المرفوضين من البعثيين عددهم (محدود) ونحن نتحداه هو وكل القردة والخنازير من اتباعه ان يكون عدد هؤلاء اقل من 700 الف عراقي.!! كحد ادنى. ولم يلتفت هذا المراهق المسيير من دهاقنة الفرس ان هؤلاء المحدودين قد منعت عنهم سبل الحياة كلها هم وعوائلهم منذ يوم 15-5- 2003 ولم تنفذ حكومة الاحتلال حتى قانون يدعى المساءلة والعدالة الذي يمنحهم حق التقاعد الاجباري.


وخلاصة القول ان تحركات وحركات عمار لايمكن ان تؤدي الا الى تضييق طوق الموت حول عنقه وعنق الخط السياسي الطائفي الفيدرالي الفارسي الذي استورده من بلاد فارس مدعوما بدبابات وقنابل وصواريخ اميركا والصهيونية. ويوم نرى بام اعيننا ان ذئبا صار حملا او عقربا صارت فراشة عندها سنصدق ان عمار صار آدميا ... وعندها فقط يمكن له ولحقن الانعاش ان تُثمر.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور