تهنئة الى رجل عراقي تحدى المحال وانتصر

 
 
 

شبكة المنصور

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس  - أكاديمي عراقي

( مبارك الدكتوراه أخي سامي عباس مرهون )

 

يقينا ان اسلوب التهنئة التقليدية المتداولة يفي بأغراض التهنئة عندما توجه لفعل او ناتج فعل يظهر في اطار حالة طبيعية من حيث الزمن المرتبط بها والظروف المتداخلة. لكن ان يتمكن عراقي شهم شجاع, دمث الخلق وممتلئ بكرم وطيبة عراقية اصيلة تأبى السطحية والتمثيل، هو سامي عباس مرهون, من اكمال دراسته للحصول على الدكتوراه رغم كل الظروف المعيقة التي واجهها مذ امتدت ايادي الغيلة والغدر والعدوان على العراق العظيم عام 1991واجبرته على التوقف عند مرحلة الماجستير، وحتى ساعة حصوله على الدكتوراه يوم 29-10-2009, فان التهنئة هنا يجب ان لا تكون تقليدية وعلى كلماتها ان تبحث عن معان اكثر ألقا وأعظم اشراقا وأرفع شأنا.

 

هذا لانه رجل من زمن الرجال الذين عاشروا المبادئ وشرف الموقف.

هذا لانه رجل من زمن الترف العراقي الذي قارع المحال وانتصر.

 

وبنجاحه الباهر المشرّف فانه يعمق الانتماء الى ذاك الطراز من الرجال وذاك الزمن الخلاق البنّاء, المزدهر بالعطاء الثر والارادات الفولاذية .. بنجاحه المبهج للنفوس المُحبة الصابرة المحتسبة، فانه يضع حلقة اتصال اخرى وتواصل مع سفر اريد له ان ينقطع ولكن هيهات للبؤوس والشقاء الناتج عن الغدر والعدوان الجائر الظالم ان ينال من عناوين الجهاد والكفاح البطولي ولا من اشعاع التفاؤل والامل المزروعة فينا كما النخيل والصفصاف.

فنحن قوم انتمينا الى اصرار الاسلام الحنيف ونبض البعث العظيم، وكلاهما, جسد وروح, عصيّة على الفناء بعون الله سبحانه.

 

فمبارك ايها الاخ والرفيق الحبيب .. لك ولانتماءك الشريف ولوطنك الحبيب ولعائلتك الكريمة .. ولنا جميعا اخوة واصدقاء عرفناك نقيا مشرق الذات صالح من بين الصالحين ومؤمن في جمع المؤمنين، بل وفي مقدمتهم موقفا وفعلا ... ألف مبارك حصولك على الدكتوراه التي أتت منك لا لتكون محض شهادة تفوز بها انت ونحن، بل لتكون شاهدا على اننا اهل درب ومبادئ ارادة لا تلين ولا تخضع لمنطق وبروتوكولات الاستسلام للامر الواقع وخاصة عندما يكون ذاك الواقع موجعا ورثا واستلابيا, جاءت لتكون شاهدا على اننا اوفياء للعراق وللارض العربية التي تطأها اقدامنا ايا كان اسمها ومنها ارض الحكمة اليمانية وشعبها الذي نحب ونحترم فأهديته جهدك ونتاجك العلمي بحثا قيما في دستوره ...

 

وأدناه ملخص رسالة الاخ الدكتور سامي عباس مرهون:

 

خلاصـة البحـث

 

الإنسان أغلى مخلوق على الأرض، وخًلقت معه حقوقاً وهبها الله تعالى له ليعيش حياةً كريمة، وعند انتقاصها أو انتهاكها تكون كرامته قد انتقصت، وإن أهم هذه الحقوق هي حق الحياة، وبتطور الخليقة فقد تطورت معها حقوق الإنسان، فكانت الجيل الثاني من الحقوق، وهي التي يطلق عليها بالحقوق الطبيعية، وأهمها الحقوق السياسية التي توفرها الدولة للإنسان بشكل عام، وللمواطن في كل بلد ينتمي إليه، ونتيجة التطور ظهر الجيل الثالث من الحقوق التي تتعلق بالبيئة والصحة العامة، وغيرها.

 

من المعلوم أن للحقوق الأساسية للإنسان وللمواطن مصادر إلهية وأخرى وضعية، فالأولى جاءت بها الأديان السماوية، وكان خاتمها الإسلام، لذلك نرى أن الشريعة الإسلامية تعتبر مصدراً رئيساً لهذه الحقوق التي سبقت كل الشرعات الدولية التي نصت على هذه الحقوق في مواثيقها ودساتيرها. 

 

غالبا ما يسود الالتباس حول هذه المفاهيم، الحق، الإنسان، المواطن، الحقوق الأساسية، الدستور، وغيرها، لذا ذهبنا في بحثنا هذا الموسوم )الحقوق الأساسية للمواطن في دستور الجمهورية اليمنية( إلى بيان هذه المفاهيم من الناحتين اللغوية والاصطلاحية، متوخين إعطاء كل مفهوم منها تعريفا واضحا.

 

لقد اخترنا دستور الجمهورية اليمنية، لبحث ما جاء به هذا الدستور من حقوق أساسية، وذلك لكون أن هذا الدستور جاء نتيجة نضال الشعب اليمني لإعادة توحيد شطري اليمن، الذي تحقق ذلك فعليا في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، فضلا عن أنه لم تشهد الجامعات اليمنية أو العربية بحثاً في اطروحة دكتوراه في هذا المجال.

 

وحري بنا القول ان المشرع الدستوري اليمني قد خصص الباب الثاني من الدستور لهذه الحقوق، فكان عنوان هذا الباب )حقوق وواجبات المواطنين الأساسية(، وهذا ما يحسب للمشرع الدستوري اليمني.

 

لقد سبرنا أغوار هذه الحقوق في الدستور اليمني، من خلال المقاربة التي أجريناها مع ما نصت عليه الشريعة الإسلامية، وذلك لأن المادة الثالثة من دستور الجمهورية اليمنية نصت على أن )الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات(، وهذا يعني أن كل تشريع يصدر يجب ان لا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية، لذلك تناولنا الحقوق التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، وهي تعتبر من المصادر الإلهية لهذه الحقوق.

 

لقد قسمنا البحث إلى ثلاث أبواب، الباب الأول كان بعنوان )الإطار النظري ومصادر الحقوق الأساسية للإنسان، وقد تضمن فصلين، الأول المفهوم العام لحقوق الإنسان، أما الفصل الثاني، مصادر الحقوق الأساسية للإنسان(، أما الباب الثاني فهو )نشأة دستور الجمهورية اليمنية، وتضمن فصلين الأول مفهوم الدستور وسموه على القوانين العادية، فيما كان الفصل الثاني قيام الوحدة اليمنية ودستورها(، والباب الثالث كان بعنوان )الحقوق الأساسية للمواطن في دستور الجمهورية اليمنية، وفيه فصلين الأول الحقوق السياسية والاقتصادية، أما الفصل الثاني فكان الحقوق الفكرية والبدنية(.

 

بعد إنجازنا لهذا البحث توصلنا إلى توصيات تخص متن الدستور، وأخرى تتعلق بالناحية الشكلية، وخاصة بصياغة بعض مواده، حيث جاءت غير موائمة لبعضها البعض.

 

وادناه تعريف شخصي ارسله الباحث الفائز بالدكتوراه المباركة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الرّحْمن (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)

صدق الله العظيم

سورة الرحمن

 

الأعزاء ... العزيزات

إحدى وسائل مقاومة الاحتلال ... التواصل العلمي

السلام عليكم

 

1.     وددتُ إعلامكم بأنني سبق وأن حصلتُ على شهادة الماجستير في القانون من فرنسا / جامعة رين1، عام 1989م، وكان موضوع رسالتي هو:

 

{ حقوق الأجانب في فرنسا 1959-1989م / المركز الدستوري }، وقد تم نشر الرسالة في العدد 1 في مجلة دراسات قانونية / بيت الحكمة لعام 2001م.

 

2.   نتيجة أحداث الكويت عام 1990م، فقد تم طردي وعدد من الطلبة العراقيين من الأراضي الفرنسية، رغم أنني كنتُ زمالة على حساب الحكومة الفرنسية ! .

 

3.    عدتُ إلى بلدي الحبيب العراق ، ونتيجة للظروف التي كان يمر بها بلدي فقد آثرت على أن أخدم الوطن وأترك إكمال دراستي للدكتوراه في القانون .

 

4.  عام 1999م ، أحلتُ على دائرة المحاربين ، مما أتيحت لي الفرصة أن أستأنف دراستي ، حيث تم السماح لي باستئناف دراستي العليا ، وذلك عام 2002م.

 

5.     لكن حصل الاحتلال لبلدي عام 2003، مما أضطررتُ لتركه ، واستقر بي الحال في اليمن .

 

6.     كان أحد أهداف المحتل وعملائه هو تدمير العقل العراقي.

 

7.     فكرتُ جديا بتحدي هذا الهدف ، وقررتُ مواصلة الدراسة .

 

8.  اخترتُ موضوعاً يخدم البلد الذي قدم لنا المأوى ، ووفاءً لرد جزء من الديْن له ، فكان موضوع أطروحة الدكتوراه في القانون { الحقوق الأساسية للمواطن في دستور الجمهورية اليمنية } ، حيث لم يسبق لدراسة أكاديمية عن دستور الوحدة أن تناولته حسب علمنا .

 

9. في 29 /10/2009م، تم مناقشة أطروحتي، وتم منحي شهادة الدكتوراه في القانون، وكانت بتقدير جيد جدا. 

 

الدكتور

سامي عباس مرهون

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور