رسالة الى السيد رجائي فاي د : محلل مصري متخصص في الشأن العراقي !!

 
 
 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

من: الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

احييك سيدي بتحية الاسلام وأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

استمعت الى جنابك الكريم في اللقاء التلفازي مع الاعلامي عبد الحميد الصائح من قناة البغدادية يوم الثلاثاء 3-11-2009، واغاضني من بين كل ماسمعت منك امر واحد فقط لاغير ألا وهو حملك لصفة متخصص بالشأن العراقي، أما ماعدا هذا فانت حر في قناعاتك وسبل تناولك للامور ولست انت الاول ولا الاخير من العرب مَن ارتضى لنفسه ان يقبل الكيان الصهيوني المغتصب لارض العرب في فلسطين وبالتالي فلا غرابة ان يرى في احتلال العراق امرا عاديا جدا ويتعاطى مع كل معطياته ونتائجه في ما يراه هو ايجابيا بعين إما واهمة او اصطناعية. واقول لك ببساطة متناهية انك لم ولن تغير من معادلات السياسة ولا معادلات الوضع العسكري الحقيقية القائمة فعلا على ارض الواقع ولن يكون لصوتك اية اضافة نوعية لما يجري من تزوير للوقائع وتحريف لمعطيات موت وتدمير وشرذمة اجتماعية وتقسيم لجغرافية البلد متلبسة ومتخفية تحت رداء اخرق اسمه الديمقراطية والانتخابات. ولكي لايكون لرسالتي هذه, إن وصلتك, اي تعقيد على مسار ارتضيته لنفسك، ولايسعني الا ان اباركه لك لانني من بين العراقيين المؤمنين بحق وحرية الرأي حتى لو كان الرأي في غير المكان الذي يعبر عن انتماء الانسان الى حقيقة الحق الرباني المطلق بكونه خليفة الله في الارض حتى لو زاغ او طاوع هوى النفس الامارة بالسوء .. اقول لجنابك اني عراقي لم يحمل اية صفة رسمية في دولة العراق الوطنية ولست من قادتها لا في الادارة ولا في الحزب وعليه فان رسالتي لك هي من اكاديمي يحرص على ان يكون تخصصك في الشأن العراقي تخصصا عميقا ولا ينحصر في مرحلة ما بعد الغزو والاحتلال لكي يلامس موضوعية الاختصاص الاعلامي ويحترم شموليته ويقترب اكثر من ملامسة كل مفردات هذا الشأن.

 

أخي الكريم ..

 

ما اثارني في كل حواراتك هو عبارة واحدة قلتها في نهاية اللقاء تقريبا وهي التي خاطبت فيها مضيفك العراقي بأنك لو سألت اي عراقي قبل (الاحتلال) عن معنى الديمقراطية لما وجدت مَن يجيبك ....!!

 

أنت نسيت تماما ان حمورابي عراقي وهو صاحب المسلة المعروفة التي اشتملت وفقا لكل علماء الارض وحكامها وسياسييها السابقين واللاحقين اول القوانين الوضعية التي عرفها الانسان.

 

ونسيت ايضا ان ارض العراق ووفقا لمعظم تحريات وتنقيبات الجيولوجيا والارث البشري هي الارض التي نزل بها آدم عليه السلام وثمة وقائع تثبت انها ايضا هي ارض طوفان نوح وساحة ولجها نبي الله ابراهيم عليه السلام وسواه عشرات من الانبياء والرسل عليهم السلام جميعا.

 

انت نسيت ان ارض العراق هي الساحة التي خبرت واحتضنت حكمة عمر ابن الخطاب وعلم علي ابن ابي طالب سلام الله عليهم، وان شعب العراق هو الشعب الذي تعامل معه علي وعمر وسواهم مئات من قادة الخلافة والفتح الاسلامي العظيم بقيم الاسلام وفي مقدمتها الحرية.

 

انت نسيت ان ارض العراق وفقا لكل التنقيبات العلمية التي استخدمت الاشعاع والنظائر المشعة قد برهنت ان الحرف الاول كان في العراق والعجلة الاولى كانت في العراق والاناء الاول والمحراث الاول والتجمع المدني الاول في تاريخ البشرية كان في العراق.

 

واذا غفرنا لك نسيانك كل هذه الحقائق التي تنسف نسفا تاما كل استنتاجاتك وتحليلاتك المتخصصة في الشأن العراقي ... فكيف نغفر لك اهانتك لنا كشعب عريق اننا لانعرف معنى الديمقراطية؟

 

نحن ندرك انك في تصريحك هذا تريد ان تمتدح الاحتلال واعوانه في كونه قد جلب الديمقراطية. هذا رأيك ومبارك عليك غير ان واجبنا كعراقيين ان ننصحك بان من يستمع الى هكذا تصريح منك سيتهمك فورا بأحد امرين هما، اما انك جاهل وغير متخصص في الشأن العراقي الا بما هو متصل بقشور اعلامية محددة او انك تجانب وتغالط الحق والحقيقة  وزعمنا هذا يستند على الحقائق الاتية:

 

اولا": ان مايزيد عن عشرة ملايين عراقي انتظموا في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي يحضرون اجتماعات اسبوعية مهمتها الاساسية تثقيفية ويتضمن محضر كل اجتماع فقرة عن الديمقراطية المركزية او المركزية الديمقراطية وفقرة عن النقد والنقد الذاتي.

 

ثانيا": يتضمن كل اجتماع او ندوة حزبية حوار فكري عن الحرية والديمقراطية كأحد اركان الثالوث البعثي المعروف (وحدة_ حرية _ اشتراكية)

 

ثالثا": كان عندنا في العراق يا سيدي برلمان (مجلس وطني) يُنتخب كل اربع سنوات وكان من بين ابرز من قاد هذا البرلمان هو احد رموز العراق والامة لسنوات طويلة هو الاستاذ الدكتور سعدون حمادي رحمه الله. وكان هذا البرلمان شئت ام ابيت يستدعي الوزراء ووكلاءهم ويناقشهم في نجاحاتهم واخفاقاتهم ويحاسبهم ويوصي باقالتهم او مكافئتهم. يبدو للاسف الشديد انك لم تسمع عنه! أو انك سمعت غير ان أعضاء ذاك البرلمان لا يعجبونك لانهم لا يحملون الجنسية الايرانية أو الجناسي المزدوجة، بل هم عراقيون من كل شرائح مجتمعنا.

 

رابعا": كان عندنا مجلس تشريعي وآخر تنفيذي تُنتخب لمنطقة الحكم الذاتي سيد رجائي وتقوم بذات الواجبات التي يقوم بها اي برلمان وفقا للواجبات الدستورية. يبدو للاسف الشديد انك لم تسمع عنه.

 

خامسا": كان عندنا استفتاء لرئيس الجمهورية يبدو انك للاسف لم تسمع عنه. وسواءا وسمت هذا الاستفتاء بالديمقراطية او لم تسمه فهو ممارسة تجعل شعبنا يعرف معنى الديمقراطية مع ما سبق من ممارسات اعلاه.

 

سادسا": كان عندنا نقابات سيد رجائي للطلاب والفلاحين والعمال والكيمياويين والفيزياويين والصحفيين والتاريخيين والمحامين والاقتصاديين والبايولوجيين والجيولوجين والمهندسين والمعلمين والصيادلة والاطباء والبيطريين وغيرها وكلها تمارس عمليات انتخاب لرؤوساءها ولجانها التنفيذية سنويا او وفق نظامها الداخلي. اي ان كل قطاعات شعبنا كانت تمارس الديمقراطية.

 

سابعا": من بين الكتب التي تداولناها لرئيسنا الشهيد الخالد صدام حسين كتب عن الديمقراطية اشهرها كتاب موسوم ب(الديمقراطية نظرة شمولية للحياة) يؤسفنا انك لم تطلع عليه مما اضر بعمق تخصصك في الشأن العراقي.

 

ما يمكننا ان نتفق معك فيه حتى لو أغضبنا قناة البغدادية وفطاحل اعلامها، ان الديمقراطية البعثية العراقية الوطنية القومية المسلمة لاتقع ضمن مواصفات ديمقراطيات الليبرالية المتحللة والمزيفة التي تروج لها انت وبعض قنوات اعلام الاحتلال.

 

اتمنى لك عمقا اكبر في تخصصك في الشأن العراقي وفرصة اكبر للاقتراب من الله سبحانه وتعالى وانت تغازل الباطل لسبب او لآخر. وبقي ان نهمس في اذنك المنتفخة، بأن الدماء التي تستهين بها والجراح النازفة التي تسفهها في حوارك لكي تبرر وتسوغ ثمن الديمقراطية التي تعشق، وهي محض زعم وادعاء ديمقراطية فقط وتقلل من كارثة شعبنا سوف لن تسامحك ابدا يوم يكون لها معك لقاء امام رب العزة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيد رجائي فايد.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور