لو بقى يوم من اعمارنا فهو لك يا وطنى

 
 
 

شبكة المنصور

ججو متى موميكا  /  كندا

وطنى لو شغلت بالخلد عنه    نازعتنى اليه فى الخلد نفسى

 

ياعذوبة مياهك من الفراتين ورقتها .. ويا نسمة عليلة من جبالك الشماء ويا جمال سهولك الخضله من اهوار الجنوب ... وا حسرتاه  عليك ياوطنى لازلت تسكن جنبات قلوبنا دافئا نحتضنك كالأم التى تحضن رضيعها لتسقيه من مقلتيها وتطعمه من  كبدها حنانا وحبا جمّا ...مشاويرك  افراحك اتراحك عرسك بالامس تحول الى كابوس وهمّ واسى  فمن يداوى جروحك  لتندمل ؟ من يعيد مجدك المسروق بعد ان اغتصب من خلف الحدود ...من يفك اسرك ويفك الاغلال والقيود من معصميك ؟؟ بعد ان اوثق تكبيلها عابرو المحيطات   ...من يزيل الغمّه والكرب من شفاه الاطفال وعيون اليتامى و الارامل والثكالى ... من يسعف الفقراء والمكفوفين والمعوقين والمرضى ويطعم الجياع ويكسو العريان من يعيد اهل الدار الى ديارهم والطيور الى وكناتها ... والشتاء  مقبل على الابواب ؟ من يعيد جحافل الاّمه وفرسانها وجيشها الجرار خامس جيش فى العالم ...لو سأل احفادنا واولادنا عن التاريخ  والسفر فى ارض آبائهم واجدادهم وهو يحكى قصص البطولات ومنازل الوغى ومناقب الولاة والعظام فى امتى كيف نسرد لهم حكايات رجال صنعو تاريخ هذا الوطن بدماء زكيه طاهره بعد ان خضبت تربة العراق بعروقهم وجبلت بدمائهم مواكب تلو المواكب فى اعراس الشهاده ونيل جائزة الوطن الكبرى يوم حرروا تراب وطنهم من رجس الاوغاد  بأية لغه نحدثهم بعد ان سرقو حتى لغة الضاد ونسمعهم يتكلمون بلغة الاعاجم كيف نحدثهم عن بطولات جيش العراق ماذا سنقول لهم  ؟ اين اولئك الابطال الذين صنعوا هذا التاريخ وهم يشاهدون ابناء القرده يجوبون شوارع مدنهم وازقتها  ماذا نقول لهم بعد ان يسألوننا عن لغة  الآباء والاجداد تكاد تضيع حروفها بين الهرج والمرج  وهم يسمعون لغات والسنه لاتنطق العربيه ولا يتكلمون بلسان امة يعرب ولسان غسان وقحطان واسد ومضر وقريش  لقد سرقو كل حروفها من الالف وحتى الياء فأين الفراهيدى وابو الاسود الدؤلى والجاحظ وابن خلدون ...اين مصطفى جواد والاب الكرملى والبصير وفطاحل اللغه والادب وتراث آبائنا ؟... ماذا نجيبهم حين يسألون عن صباحات بغداد والمثنى واربيل وقد غدت نهاراتها ظلاما .

 

اين رموز ونصب ساحاتنا واين متاحفنا وآثارها فى بابل واور والملويه والاضرحه المفجّرة والكنائس والجوامع المهدمة بعد ان اوصدوا ابوابها واغلقوها بعد طرد المصلين منها وتهديدهم بالقتل . لقد دمروا كل مدن العراق وشوهوا معالمها بعد ان سبو النساء واغتصبو حتى الرجال ورمو جثث الضحايا فى مكبات النفايات وغيروا معالم وجمال المدن  انتقاما من هذا البلد واهله ...  فهل عادت ايام كسرى وجنكيزخان وهولاكو وابن العلقمى ؟.. ماذا نقول لاحفادنا.انهم يستغربون من هذا الزمان وهم يستيقظون على اصوات نشاز ممزوجة بنعيق ونعيب ونقيق فهى انكر الاصوات كيف يستسيغوها  لانها اكره الاصوات كيف نجيبهم عن اسئلتهم وهم يكثرون منها لمعرفة مصير بلدهم وقد اجتاحه الطوفان وامراض خبيثه ... البلد غزاه الحشاشون ومرضى الايدز وتجار الرقيق ولصوص المافيا  ومن لاينتمون الى دين او مذهب جاءوا من كل حدب وصوب للانقضاض على هذا البلد وتاريخه وحضارته وانسانه المتحضر ليزرعو الفتنة والشر بين ابنائه  لانهم نشأوا على الرذيله والخطيئه والانتقام من اصالة بلد الرافدين ...لقد غزته  اسراب من الجراد والقوارض والطيور الجارحه والذئاب البشريه  لتفترسه وتنهش لحمه بكل شراسه...  ماذا نقول لأحفادنا بعد ان طرد آبائهم واجدادهم من ديارهم بليلة سوداء وتحت جنح الظلام  طردو من  بيوتهم وديارهم ... من يحكى لهم قصص البطولات والملاحم التى ملأت احاديثها بطون الكتب وميادين التحرير وساحاتها فى مدننا وقصباتنا وهى تحكى مناقب الابطال وبطولاتهم  كيف نجيب على استفساراتهم وهم يشاهدون ارض العراق تتحول الى صحارى جرداء وتتشقق سهولها من جفاف الانهار ويبوسة الزرع ...من سرق مياه العراق ومن هدم رموزه ومن حلّ جيشه ووزاراته واعدم قادته  من كافأ العراقيين بهذا المصير .. ماذا نقول لليتامى بعد ان فقدوا معيلهم بلعبة سخيفه صبغوا الازقة بدمائهم ...ماذا نقول لمن هدّم رموز بغداد فى الحى العربى بالمنصور وساحة الاحتفالات وساحة باب المعظم وساحة ام الطبول ببغداد وام الكروم فى البصره وساحة الصقور فى الموصل وبقية مدن العراق من هشّم تمثال ابو جعفر المنصور والمقاتل العراقى ونصب الابطال كيف نرد عليهم وهم يحملون المعاول الفارسيه ومطارق احفاد كسرى لتهديم صروح هذا البد ورموزه الذين عمذوا تاريخ العراق الحديث بدمائهم  


ماذا نقول لمن حول مدينة الاعراس والزوراء ومنتزهات جزيرة بغداد السياحيه  ومرافق مدننا السياحيه الى مكبات لرمى الانقاض وجثث المغدورين بعد ان امزت رائحتها  بقذارة القتله ودخان الحشاشين ؟ ماذا نقول لمن زرع البغض والفتنة بين الاخ واخيه والاب وابنه والجار لجاره بعد ان كانو قلبا واحدا ؟ ماذا نقول لمن اقفل بيوتنا وهدم جدرانها وطرداصحابها فغدت مدن الاشباح  ومرتعا خصبا لسرّاق الوطن .ماذا نقول للطفل الذى يسأل عن ابيه الذى اودع غياهب السجون والمعتقلات سنين طويله بلا تهمه ينتظر موعدا للموت دون محاكمه اوقتله ببطء ...ماجريرته وما الاثم الذى ارتكبه سوى حبه للعراق وتفانيه من اجله ...ماذا نقول لمن حوّل اصوات البلابل والطيور الى ازيز طائراتهم وجعجعة مركباتهم و لعلعة الرصاص ودخان همراتهم   وضجيج العملاء القادمون من بلاد العجم


ماذا نقول للام التى فقد  طفلها ذراعا وقدما بتفجير انتحارى او سلاح شركات الحمايه الامريكيه او اطلاقة عميل وخائن نصّبه المحتل ليعيث فى البلد فسادا  هذا البرىء يقتل وهو يبحث عن لقمة العيش فى المسطر وعلى جانبى الطرق ؟ ماذا نقول لتلميذ المدرسه وهم يقرأ فى كتبه كثرة اسماء للعراق بعد ان كان واحدا  وتعدد مراكز القوى وهو ملقى على سرير التشريح وفى العنايه المركزّه يعانى سكرات الموت وقد كثرت سكاكين الذباحين وامتلأت البرك بدماء الضحايا ...ماذا نقول للملايين التى هاجرت او هحّرت وابوابها مفتوحه على مصاريعها لتعيث بها ايادى الغرباء وبائعى الحنظل  ومن لايعرف اباه ؟ ماذا نقول للجيران والاصدقاء من دول العالم بعد عشرة طويله والفه غدت اليوم كابوسا  لتحيل كل طيب فى وطنى الى مراره وبؤس وشقاء وعداوة بين ابناء العمومه والاخوه  لانهم قالو للعراق ... اما نلعب او نخرب البيت


ماذا نقول للمتخرجين الجدد بشهادات عاليه ملونه ومزركشه بكشكول مريدى وسوق هرج وهم يقرأون الكتاب من اسفله ثم يصعدون  لانهم حتى تواقيعهم لايحسنونها وهم دكاتره وخملة ماجستير وشهادات مستورده ببضعة دولارات من اعمامهم ...ماذا نقول لحمله العمامه المزوره والعباءه الفارسيه وحملة المسابح المتدليه من احزمتهم وهم يقرأون البلغة الشعوبيين لا بلغة آبائهم واجدادهم .


ماذا نقول لكل هؤلاء ...ألم يطفح الكيل الم يستى التمر بعد الم تحين ساعة الخلاص من هذه الزمر والعصابات التى عاثت فى ارضنا فسادا ؟ متى الفرج لتشرق شمس العراق ويعود الحق الى اهله

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٠ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور