حديث عراقي في الانتخابات المقبلة

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

في البداية لابد من الإشارة إلى إن الخوض في موضوع التعامل مع المحتل أو رموزه وصنائعه بأي شكل من الأشكال عدى البندقية وفق ثوابتنا الوطنية المعروفة التي لا نتنازل عنها مهما كان الثمن هو باطل ومرفوض لأنه يعني الاعتراف به وسيترتب عليه بالتالي الإقرار باحتلاله لقطرنا , والتعاطي مع نتائج الاحتلال على أساس أنها أمر واقع ومفروغ منه وبهذه الحالة سنكون قد تجاهلنا حقوق شهدائنا وتضحيات أبناء شعبنا ودمائهم التي سالت غزيرة على طريق الحرية وسنصل إلى درجة الاستسلام لا سامح الله , والتعاطي مع المحتل هنا يبدأ من عدم قبول تشريعاته وقوانينه التي سنها خلافا لكل الأعراف والمواثيق الدولية المعروفة ولا ينتهي إلا بخروج آخر جندي أجنبي معتدي ومعه حفنة المرتزقة والعملاء وعصابات المليشيات وقطاع الطرق .


المتتبع للشأن العراقي يلاحظ إن حديث الساعة الآن هو موضوع الانتخابات التي من المفروض أن تجري مطلع العام المقبل وما يرافقها من حملة تصفيات جسدية واعتقالات عشوائية وتخبط سياسي وقرارات ارتجالية , وطبعا هذا حق لكل مواطن تكفله له كل القوانين والتشريعات ونحن مع هذه الممارسة لأنها جزء من نظرية حزبنا المناضل اقرها دستوره ونظامه الداخلي وهي احد ثوابتنا لمستقبل نظام الحكم الوطني في القطر ولكن نختلف مع المحتل في شرعيتها وقوانينها التي تؤسس لها وفي طريقة الإعداد لها ونتائجها المعروفة مسبقا وما يتخللها من عمليات تزوير وفرض لرموز الاحتلال وعملائها وبذلك فهي فاقدة لشرعيتها وتضمر غير ما تعلن ولنا في تجربة الأربع سنوات المنصرمة نموذجا ودليلا يجب الوقوف عنده ومراجعته بدقة والاستفادة منه واستثماره لصالح نضالنا من اجل تحرير القطر وتقليل نسبة الخسارة خصوصا حين نتعامل مع اكبر قوة في العالم لا تنظر إلى مجريات الأحداث إلا بما يخدم مصالحها ويلبي أهدافها المعروفة من العدوان البغيض على قطرنا .


إن ما حصل في لعبة الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005 هو مقاطعة الشعب العراقي بكل أطيافه وكل محافظاته لها وكانت نسبة المشاركة فيها بين 18 – 25 % بحسب النتائج الحقيقية غير المعلنة وهؤلاء المشاركين في غالبيتهم من مروجي الفكر الطائفي ومن البسطاء والسذج وممن تمكن الاحتلال من التغرير بهم وفي الظرف الاعتيادي فهذا دليل قاطع على فشل هذه الممارسة ليس لان العراقي لا يرغب بهذه الممارسة الحضارية المهمة ولكن لأنه يدرك أنها وسيلة لفرض شريحة معينة من العملاء تخدم تطبيق برنامج الاحتلال ولكي يمنحوا وجودهم شرعية شعبية عراقية فقد استمروا باللعبة وحدث ما هو معروف للجميع من قتل واعتداء على الأعراض ونهب لثروات القطر وتفكيك للبنى التحتية للاقتصاد وتمرير لاتفاقيات وفتن طائفية وعرقية كادت أن تؤدي إلى تقسيم العراق لولا تكاتف وتلاحم العراقيين ورحمة الله لشعبنا بعد أن تربع على كراسي السلطة مجموعة من العملاء وحاملي الجنسية الأجنبية ودعاة الفكر الطائفي وممن أغرتهم السلطة وأثارت فيهم نهم سرقة قوت شعبنا ولسنا بحاجة إلى التذكير بنماذجهم حيث لازالوا غير بعيدين عن مدى النظر والقسم الأكبر لازال يتمسك بكرسيه في حكومة الاحتلال بحماية حراب المحتل , فهل نسمح بتكرار نفس التجربة وهل نسمح بتمسك نفس الوجوه الكالحة بكراسي السلطة وان تتكرر نفس مآسي شعبنا ؟


في كل الأحوال وكما أسلفنا في البداية إننا لن نساوم على ثوابتنا ولن نكون أدوات الاحتلال في قمع شعبنا وليس لنا تعامل مع المحتل إلا من خلال البندقية التي تذله وتجبره على ترك قطرنا صاغرا ذليلا وهذه البندقية لا ولن توجه إلى صدور أبناء شعبنا أبدا ولسنا معنيين بمحاسبة عملاء المحتل الآن لان تحقيق برنامج التحرير هو الهدف الأول الآن ولكن هذا لا يعني بالمطلق أن نهملهم ونتركهم يمررون مشاريعهم التي تخدم المحتل ونحن إذ عملنا على استغلال كل الأسلحة الممكنة لشمولية المعركة ونجحنا على اختراق أجهزة حكومة الاحتلال من خلال أبناء شعبنا الشرفاء وقواه الوطنية أو من خلال من تاب من العملاء المنخرطين في ما يسمونه بالعملية السياسية وعاد إلى رشده بعد إن أدرك نواياهم وفداحة الجرم الذي كان قد شارك فيه لنكون شهودا على ممارساتهم في ساعة الحساب الشعبي القاسي لهم فلا ينبغي لنا الوقوف عند هذا الحد بل السعي بكل جد لاستثمار أي سلاح وأي فرصة وأي إمكانية وأي جهد وطني مخلص لمنع وصول هذه الشرذمة القبيحة ممن مات عندهم الضمير وانعدمت فيهم قيم الرجولة والانتماء إلى الوطن .


الشعب العراقي ولود وحي والماجدات العراقيات لازلن ينجبن ويرضعن الأحرار من أباة الضيم , والوطنية والولاء للعراق ليس حكرا لأحد وان حصل اختلاف في درجته وطريقة الاجتهاد في أداء استحقاقات ومتطلبات وواجبات الوطنية وكما اخترقنا أجهزة دولة الاحتلال وتعاونا مع المخلصين في كشف ممارسات المحتل وعملائه ووضعهم تحت طائلة القانون لينال منهم فان بإمكاننا زج عناصر معروفة بتاريخها الوطني النظيف وغير القابلة للانحراف والتي تتحلى بمواصفات معروفة لنا ولأبناء شعبنا في الانتخابات المقبلة أما بقوائم منفردة أو من خلال قوائمهم ونمدها بمقومات الفوز خصوصا إذا تم العمل وفق نظام القائمة المفتوحة بحساب ما لنا من عمقنا الاجتماعي والشعبي ولدينا إمكانية التأثير في النتائج العامة للانتخابات مهما زوروا فيها ليعلو الصوت الوطني على صوت العملاء المأجورين وعرقلة مشاريع المحتل لعبور المرحلة الحالية في اقل تقدير وذلك اضعف الإيمان .


لقد أدرك زعماء الكتل الطائفية والعرقية التي أسسها المحتل أو التي تعاونت معه أن كتلهم سقطت شعبيا لسباقها المحموم في خدمة المحتل وأصبحت مرفوضة في العراق الأمر الذي أدى إلى اختلافهم والى انشقاقات فرخت ائتلافات جديدة أكثر هشاشة من سابقاتها وهم يدركون إن لا يمكن في حال من الأحوال بقائهم متمسكين بكراسيهم إلا من خلال نظام القائمة المغلقة وتزوير نتائج الانتخابات رغم أنهم يركبون موجة المد الشعبي الذي يطالب بالقائمة المفتوحة وأصبحوا الآن يبحثون عن وجوه جديدة بين النخب التي تتمتع بثقل اجتماعي وعشائري مرموق وبدئوا تحركهم باستخدام مختلف الأساليب التي لا تخلوا من الترغيب والترهيب وهذا يساعد إلى حد ما باختراقهم خصوصا وإننا اعرف بأبناء شعبنا وعلينا أن نعمل بالممكن ولا ننسى الطموح .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور