العروبة أولا ..

 
 
 

شبكة المنصور

الدكتور عبدالستار الراوي

أستاذ الفلسفة وتاريخها جامعة بغداد سابقا

الرفاق الاعزاء أعضاء لائحة القومي العربي
سلاما عذبا

 

إنطلاقا من مقولة الراحل ساطع الحصري (العروبة أولا) وهو العنوان الذي إختاره لواحد من أشهر كتبه في الخمسينيات من القرن الفائت ، وهي ذات المقولة التي إفتتحتم بها بيانكم  إلى أبناء الامة وعقلائها لوئد الفتنة وإطفاء الحرائق، والخروج من مأزق اللحظة النفسية الراهنة إلى رحاب العقل. واسمحوا لي أن أشير إلى الملاحظات التالية:

 

الملاحظة الاولى :
إنطلاقا من المعنى والدلالة لهذه المقولة وتطبيقا لها على صعيد الوطن العربي كله، أود  الدعوة والتأكيد لحاجتنا الجدية لتجديد العقل العربي وتحديث منهجه في التفكير النقدي، والإلتزام  بتقاليد الحوار،  والعودة إلى ثقافة النقد الذاتي والارتقاء بفضيلة مواجهة النفس، والاعتراف بالخطايا والاخطاء، والعمل على تجاوزهما، وان قضايا الامة ومصلحتها ومصيرها فوق الهوامش والجزئيات، القطرية والاقليمية والعشائرية وغيرها من ضروب الوعي الهابط، وان نؤمن بأن الفروع الصغيرة ينبغي أن لاتنال من الاصول، فالقطرية جزء من كل، بالضد للاسف مما جرى ويجري الآن، وهو تغليب الجزء على الكل ، وهو بلا شك جدل زائف، يقلب القضية على رأسها.


 مصر العروبة وجزائر الشهداء توأمان، يقفان سويا على خط المصير العربي الواحد، من بورسعيد إلى حيّ القصبة، ومن جبال الاوراس إلى قلعة صلاح الدين، ليس بوسع أي عربي أن يفرط بأي منهما،  فكلاهما يمثل نموذجا أخلاقيا وجماليا ونضاليا في تاريخنا .  

 

الملاحظة الثانية:
إني على يقين بأن لائحة القومي العربي، تدرك تماما بأن جزءا مهما من مسؤوليتها القومية الاخلاقية، تتمثل في مساندة وادي الرافدين، وفي الدفاع الواعي عن حق شعبه في التحرير والإستقلال، وأنها تعلم قبل غيرها بأن أخلاقيات الواجب القومي تلزم العرب من المحيط إلى الخليج بضم أصواتنا دعما وتأييدا لإستمرار فعلها المثابر الشجاع وإعلاء رسالتها في التحرير والنهضة، وبحقها الشرعي في شرف مقارعة العدو الامريكي وأدواته ومرتزقته ، حتى يتم جلاء آخر جندي عن التراب الوطني .  


وقد علمنا المناضل جمال عبدالناصر(بأن ما أُخذ بالقوة لايسترد بغيرها) وان المقاومة هي أشرف ظاهرة في حياتنا من أجل الغد الافضل ، وهو النهج المبدئي الثابت في ذاكرة  الاوطان،  ولذلك فإن اللائحة معنية بمؤازرة  قضية المقاومة، لانها  تقع في مقدمة أهدافها ، ومن بديهيات برنامجها الكفاحي،  طبقا  لمبدأ (العروبة أولا) الذي إلتزم به شعب العراق واجبا أخلاقيا سعى إلى تطبيقه عمليا من أجل أمته ودفاعا عنها في كل معاركها التحررية .

 

الملاحظة الثالثة:
أذكر الرفاق الاعزاء بأمر عاجل ، ففي نيّة حكومة الاحتلال الرابعة وبالتنسيق مع قوات الاحتلال الامريكي  تنفيذ عقوبة الإعدام بـ (9) تسع نساء من حرائر العراق ، في غضون  الساعات القادمة و وربما  تجري عملية إنزال الموت بهن في فجر عيد الاضحى ، وكل التهم الموجهة إلى النسوة الحرائر هي مقاومة الاحتلال والتصدي لقواته الفاشية ، ولعلنا سمعنا أو قرأنا ، تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان التي أجمعت على إدانة أحكام الاعدام بحق امومة العراق وشككت في عدالة المحكمة الجنائية ، وقد جاء دوركم لكي تجعلوا من (العروبة أولا) بيانا لامتكم، ومنهجا تطبيقيا للفعل القومي المقاوم على طريق الحرية و الوحدة والنهضة. .

 

مع كل المودة والاعتبار .

 


الدكتور عبدالستار الراوي
أستاذ الفلسفة وتاريخها
جامعة بغداد سابقا
القاهرة ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور